اختتمت مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا فعالياتها البارزة في نيويورك بتاريخ 26 سبتمبر 2024، مُنهية بنجاح قمة استمرت يومين، عُقدت بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. اجتذبت هذه الفعاليات التي نُظمت تحت شعار “إفريقيا التي لا تُقهر: تشكيل الطموحات العالمية لجدول أعمال 2063″، أكثر من 2000 من القادة والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين وواضعي السياسات والمبتكرين، مجتمعين على التركيز على وضع إفريقيا في مكانة القائد العالمي.
وركّزت القمة على المشاركة الشاملة والحلول القائمة على تطوير الحلول، متممة أعمالها بعقد اجتماعٍ نهائي التزم فيه أصحاب المصلحة ببحث التحديات الملحة. وشملت الموضوعات الرئيسة إطلاق العنان للنمو التجاري الشامل، ودور إفريقيا في مجالات الطاقة النظيفة، والتقدم الرقمي، والتأثير العالمي للإبداع الإفريقي والرياضة الإفريقية.
وأشادت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة، ساندا أوجيامبو، بتفوق تحالف قادة الأعمال الإفريقي في القيادة، مشيرةً إلى انخفاض بنسبة 25% تقريبًا في آثار الكربون بين الشركات المشاركة منذ إطلاق بيان المناخ في مؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين، وأكدت نائبة الأمين العام، أمينة ج. محمد، أن القطاع الخاص الإفريقي يضطلع بدورٍ حاسمٍ في دفع التغيير المؤثر، مشددة على أن الاستثمارات والشراكات المناسبة ستمهد الطريق لإفريقيا نحو تحقيق نموٍّ تحولي.
وكانت إحدى أبرز المبادرات إطلاق إيتانا، المنطقة الحرة الرقمية الأولى في إفريقيا. وتتيح هذه المبادرة للشركات العالمية في مجال التكنولوجيا والتمويل والخدمات مزاولة أنشطتها بسلاسة في نيجيريا والتوسع في جميع أنحاء إفريقيا كاملةً عبر الإنترنت. وتقدم إيتانا وسائل تحفيزية جذابة، من بينها التخفيضات الضريبية، وتبسيط إجراءات الهجرة، والحلول المصرفية المصممة حسب الطلب، بالإضافة إلى برنامج تسريع سكني ومناطق العمل السكنية التي تعكس مستقبل التنمية الحضرية الأفريقية.
وبدأ اليوم الثاني بعقد حلقة نقاشية حول سد الفجوة التمويلية المناخية في إفريقيا، والتي كشفت عن أن القارة تستقبل أقل من 5% من التمويل المناخي العالمي على الرغم من إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة. وتطرقت حلقة نقاشية أخرى إلى الأهمية المتزايدة للصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية، مع إبراز دورها في النمو الاقتصادي وإعادة تشكيل الأحداث.
وتضمنت المناقشة حول الاقتصاد الرقمي رؤى من قادة مثل وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الرواندية، باولا إنغابير، والرئيس التنفيذي لشركة سفاريكوم، بيتر ندغوا، اللذين أكدا على ضرورة التمويل الاستراتيجي والسياسات الشاملة.
وقدمت كلير أكامانزي، الرئيس التنفيذي لشركة إن بي إيه إفريقيا، جائزة برنامج تسريع الشركات الناشئة من إن بي إيه إفريقيا إلى شركة التكنولوجيا النيجيرية فيستيفال كوينز، المعروفة بمنصة تيكس إفريقيا، التي تسهل عملية التسجيل في الفعاليات وتوزيع تذاكرها في نيجيريا وغانا. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم النظام البيئي التكنولوجي في إفريقيا عن طريق توفير التوجيه الإرشادي والتمويل للشركات الناشئة.
وشكَّلت هذه الفعالية أيضًا منصة لإعلان شراكات مهمة تهدف إلى تشكيل مستقبل إفريقيا, حيث أعلن رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما عن مساهمة بارزة في مركز تقنية التعدين، الذي يهدف إلى تعزيز الابتكار التكنولوجي في قطاع التعدين، وضمان النمو المستدام والشامل.
كما أعرب فيليمون يانغ، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن دعمه القوي لمبادرة تمبكتو، وهي جهد عالمي يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا، ويركز على تمكين الشباب والرقمنة والتنمية المستدامة.
واختُتمت فعاليات مبادرة الأعمال العالمية لإفريقيا لعام 2024 بتفاؤل والتزام مشترك باستغلال إمكانات إفريقيا لتصبح رائدة على الساحة العالمية. وفي ظل وجود خططٍ ملموسة وشراكات راسخة الآن، فإن المبادرة مستعدة لمواصلة زخمها نحو مستقبل تقود فيه إفريقيا الساحة العالمية.