صدر العدد الثاني والستون من مجلة “قراءات إفريقية” (أكتوبر2024م)، واحتوى العدد موضوعات متنوعة؛ دينيًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
جاءت الافتتاحية بعنوان (بناء الإنسان الإفريقي أساس النهضة)؛ لتسلط الضوء على أن بناء الإنسان هو أساس أيّ تنمية اقتصادية، ومحور أيّ نهضة مجتمعية، وركيزة أيّ تطور ونماء وقد شهدت الدول التي ركزت على بناء الإنسان والاستثمار فيه تطورًا سريعًا، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب؛ بل على مستوى الوعي والثقافة والمجتمع. مشيرةً إلى أن العديد من الدول الإفريقية منذ الاستقلال في محاولتها للنهوض سعت لاستيراد مظاهر الحضارة الغربية؛ من خلال التطاول في البنيان، والإعلان عن المشروعات العملاقة وتعبيد الطرق، وتنظيم الحياة المادية، ومحاولات نقل التكنولوجيا الغربية، في حين أهملت بناء الإنسان، فأخفقت في تحقيق التنمية.
وجاء موضوع الغلاف بعنوان (الصهيونية المسيحية في إفريقيا: مقاربات أولية في النشأة والأفكار والتأثير)، للدكتور محمد عبد الكريم أحمد؛ الأكاديمي والباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية.
تتناول الدراسة تاريخ ونشأة تيار الصهيونية المسيحية، وتأثيره على المجتمعات الإفريقية، واستقطاب نُخب إفريقية للترويج لهذه الأيديولوجية منذ الاستعمار الأوروبي، كما تُسلّط الضوء على العلاقة التاريخية بين الإمبريالية الغربية وتغلغل الصهيونية المسيحية في بعض الدول الإفريقية مثل إثيوبيا، وصولاً إلى التأثيرات المعاصرة لهذا التيار في دعم السياسات “الإسرائيلية” في المنطقة.
كما اشتمل العدد على الموضوعات التالية:
– الهوية الإفريقية بين البانافريقانية والكيميتية، للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن شيث علاوي. عضو هيئة التدريس بكلية الفرقان للدراسات الإسلامية والتربوية- بوركينا فاسو.
تتناول الدراسة التيارين الفكريين اللذين يسعيان إلى إعادة تعريف التاريخ والإنسان الإفريقي، ومحاولة تفسير الحاضر في ضوء هذا التعريف، البانافريقانية، التي نشأت في إطار النضال ضد الاستعمار، تسعى إلى توحيد الشعوب الإفريقية ومنحدريها في الشتات على أساس التضامن السياسي والاقتصادي، في المقابل؛ ترتكز الكيميتية على استلهام الإرث الحضاري لمصر القديمة (كيميت)، وتستعرض هذه الدراسة الفارق بين الحركتين؛ من حيث أصولهما الفكرية وأهدافهما، وكيف ساهمت كلٌّ منهما في تشكيل الوعي الإفريقي الحديث، مع إبراز تأثير كلٍّ منهما في الساحة السياسية والثقافية في القارة.
ومن موضوعات العدد أيضًا:
– هيئات إدارة الانتخابات والنظام الانتخابي في إفريقيا جنوب الصحراء/ د. عمر الخير إبراهيم؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزيرة – السودان
تهدف الدراسة إلى النظر في مدى استقلالية هيئات إدارة الانتخابات في دول إفريقيا جنوب الصحراء، وتأثيراتها في نزاهة الانتخابات خلال الفترة من (2010-2024م)، وتبين أن هيئات إدارة الانتخابات تلعب دورًا محوريًّا في ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، وهو أمر حاسم لتحقيق الاستقرار والتنمية. تستعرض المقالة تجارب دول مثل سيشل، جنوب إفريقيا، ونيجيريا في إدارة الانتخابات، موضحةً مدى تأثير استقلالية هذه الهيئات على نزاهة العملية الانتخابية. كما تشير إلى التحديات التي تواجهها هذه الهيئات، مثل التلاعب والفساد الانتخابي.
ومن موضوعات العدد أيضًا:
التعليم العالي أحد ركائز النهضة، للدكتور حكيم ألادي نجم الدين؛ الأكاديمي والباحث النيجيري.
تتناول الدراسة الدور المركزي الذي يمكن للتعليم العالي القيام به من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مشيرةً إلى حالة التعليم العالي في إفريقيا من خلال تحدياته الرئيسية؛ مثل: غياب التعاضد بين أهداف التعليم العالي والأجندات الوطنية؛ أزمة التمويل؛ عدم ملاءمة المناهج مع المتطلبات التنموية والقضايا المحلية؛ ضعف البنية التحتية للتعليم العالي؛ قضايا بناء القدرات والبحث والجودة.
وتطرَّقت الدراسة لبعض العناصر التي يجب أن تُحرّك مؤسسات التعليم العالي لكي تتمكن من أداء دورها؛ مثل إعادة النظر في المناهج الدراسية؛ ودمج المعرفة الإفريقية لنظام التعليم العالي؛ وخلق المعرفة التي تُمكّن المجتمعات الإفريقية من تصميم سياساتها ومعالجة قضاياها؛ اعتمادًا على نتائج البحوث العلمية؛ ووضع نظام الحوافز القائم على المخرجات البحثية وتأثيرها التنموي؛ وإجراء تقييم منتظم لمؤسسات التعليم العالي ومخرجاتها.
واشتمل العدد أيضًا على الدراسات التالية:
– قبائل الفلان: التراث والحياة الاجتماعية والاقتصادية في القرنين 18 و19.
– المنظمات الدينية المسيحية في إفريقيا جنوب الصحراء: الاستدامة المالية وأوجه الإنفاق (الكنائس الخمسينية نموذجًا).
– التصنيع المستدام كإستراتيجية للتنمية المكانية في إفريقيا: دراسات حالة.
واحتوى المشهد الإفريقي على أهم الأخبار والمستجدات والفعاليات في القارة خلال الثلاثة أشهر الماضية، واستعرض عددًا من التصريحات والمعلومات المتنوّعة.
وفي نهاية العدد توجد ملخصات باللغة الإنجليزية للموضوعات المنشورة فيه.