مع تصاعد حركات الاحتجاجات العاصفة في أكبر دول القارة الإفريقية (نيجيريا، بعد الحالة الكينية)، وإرهاصاتها بوقوع تغيرات راديكالية تُعيد للأذهان موجة الانقلابات العسكرية التي شهدها إقليم الساحل الإفريقي في السنوات الأخيرة على خلفية استمرار حالة الاضطراب السياسي، وغضب شعبي متراكم جراء انعدام عدالة توزيع الدخل وموجات التضخم الحادة، وشكاوى أكثر شمولًا من فساد النظام الحاكم ومؤسساته؛ تبدو القارة عالقة في شباك صراع متزايد بين أدوات القوى الناعمة للقوى المتصارعة على موارد القارة وتمركزات النفوذ بها، وفي مقدمتها: الولايات المتحدة والصين وروسيا.
في المقال الأول رؤية أمريكية “رسمية” لكيفية تعزيز برنامج “أجوا” الأمريكي (قانون النمو والفرص الإفريقية) لمصالح الولايات المتحدة في تحقيق الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، عبر إحدى روافع سياسات واشنطن الرئيسة في إفريقيا: التعاون الاقتصادي.
ويتناول المقال الثاني رؤية رسمية روسية لمساعي موسكو نحو إعادة وضع أولويات سياساتها الإعلامية في إفريقيا.
بينما يكشف المقال الثالث عن مؤشر بالغ الدلالة باحتمالات تعميق تعاون أمريكي صيني في مجال الذكاء الاصطناعي في إفريقيا لتحقيق مكاسب للجميع، وهو ما يُحيل إلى ضرورة إعادة النظر في مجمل رؤية “صراع القوى الدولية في إفريقيا”، وإيلاء تركيز أكبر على ديناميات مصالح هذه القوى، واحتمالات تأثيرها على القارة الإفريقية وترسيخ هامشيتها بالنسبة لهذه الديناميات.
كيف يُعزّز برنامج أمريكا التجاري مع إفريقيا الأمن والسلام([1]):
سيتأثر النفوذ الأمني والدولي لأمريكا في القرن 21 بشكل كبير بإقليم إفريقيا الذي يُحقّق نموًّا وتغيرًا سريعين. وثمة إجماع بين قادة العمل الحزبي السياسي في أمريكا بالضغط على الولايات المتحدة لتكثيف انخراطها في القارة؛ من أجل مواجهة العنف وعدم الاستقرار المتصاعدين والمرتبطين في الغالب بالحكم السيئ، وعدم تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
وتجازف أمريكا، في غضون العام المقبل، بفقد أداة قوية ومؤثرة لبناء شراكة أمريكية-إفريقية وسلام ورخاء مشتركين. وفي الأسبوع الأخير من يوليو 2024م قدَّم تجمُّع في معهد الولايات المتحدة للسلام USIP يضم قادة أعمال وسياسيين من إفريقيا والولايات المتحدة مطالب مهمة بتجديد هذه الأداة وتعزيزها، وهي: قانون النمو والفرص الإفريقية “أجوا” African Growth and Opportunity Act (AGOA).
و”أجوا” عبارة عن برنامج أمريكي يبلغ عمره 24 عامًا، يهدف إلى دعم التجارة مع الدول الإفريقية “التي تحمي حقوق الإنسان الأساسية وحكم القانون”. وخلق البرنامج مئات الآلاف من فرص العمل (بما فيها داخل الولايات المتحدة) عبر الاستثمارات الخاصة، وجعلها أداة فعَّالة للقضاء على الفقر، وتعزيز حكم القانون، مما يمكن معه مساعدة الدول الإفريقية في بناء الديمقراطية والسلام. وتفتح تلك الإستراتيجية التي تُحرّكها الاستثمارات طريقًا، يتجاوز مساعدات التنمية الأمريكية والدولية التقليدية، نحو تلك الأهداف وشمول إفريقيا الضروري في الاقتصاد العالمي. كما أن “أجوا” (أساس) محوري في الهدف الأمريكي الإستراتيجي ببناء شراكات نافعة على نحو متبادَل في إفريقيا مع استخدام الصين وروسيا أساليبهما لتحقيق النفوذ والمصالح في أرجاء القارة.
وقد أرسى الكونجرس “أجوا” ومدَّده لمرتين متعاقبتين بدعم تصويتي كبير من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. لكن صلاحية البرنامج ستنتهي في سبتمبر 2025م، وتم تعليق مقترحات تمديده وتعديله في الكونجرس. ويُوجّه ممثلو شركات تخدم كمحرك حيوي للبرنامج إلى ضرورة تجديد أجوا على وجه السرعة من أجل تفادي انقطاع الأهداف التي تحققت بالفعل.
وفي المقابل أكَّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تركيز الإدارة الأمريكية على العمل مع الكونجرس من أجل إعادة صلاحية أجوا باعتباره “منصة لبناء مجتمعات أكثر عدلًا، ومساعدًا في خفض الفقر، وحماية كوكبنا (و) الدفاع عن حقوق عمالنا”، ولفت خلال حضوره فعالية معهد الولايات المتحد للسلام إلى أن أجوا يمثل “عمودًا رئيسًا” للجهود الأمريكية والإفريقية المشتركة “لخلق فرص عمل ورفعة المجتمعات على جانبي الأطلسي، وبناء صلات أقوى بين شعوبنا.”
ومن بين 32 دولة إفريقية ومجموعة مُوسَّعة من القطاعات الاقتصادية المؤهَّلة حاليًّا “لأجوا” ينشط بعضها أكثر من البعض الآخر؛ فتوجد جنوب إفريقيا وتنزانيا وكينيا بين الدول الإفريقية الأكثر نشاطًا في التجارة مع الولايات المتحدة وفق أجوا. وتمثل جنوب إفريقيا وحدها أكثر من 70% من المنتجات غير الطاقوية (بقيمة 5 بلايين دولار) من مشتريات الولايات المتحدة وفق أجوا في العام 2023م، والتي تتمثل أساسًا في سيارات نقل المسافرين وقطع الغيار. بينما تمثل المنسوجات بما فيها الملابس نحو 22% من واردات الولايات المتحدة غير الطاقوية من دول أجوا في العام 2023م.
وتظهر إحصاءات التجارة الأمريكية زيادة في التجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة أكثر من 20% من العام 2019م إلى العام 2023م مع إسهام قطاعَا النسيج وصناعة السيارات في النمو بنسب أكثر من غيرهما (1.1 بليون دولار، و1.9 بليون دولار على الترتيب). وثمة توقعات أمريكية بتحسن نسبي في قطاعات الزراعة، مع نمو الاستثمارات الخاصة في البنية الأساسية الرقمية والنقل.
الخلاصة: إن التحديات الصاعدة التي تُواجه إفريقيا، الغنية بالموارد الاقتصادية والبشرية بوفرة بالغة، والتي تُؤهّلها لتبوأ مكانها القويّ عالميًّا -وأن تكون محرك النمو والاستقرار في القرن الحادي والعشرين، أو قارة تضرب الفوضى أرجائها. وثمة مُحدّد مهم بين هذه الاحتمالات المختلفة، وهو وصول القارة للاستثمارات كبيرة تلتزم بتقوية الديمقراطية والشفافية وحكم القانون وشمول المهمشين. وفي مواجهة هذا التحدي فإن “أجوا” وإستراتيجية الاستثمار من أجل السلام التي يعززها القانون تمثلان محددًا محوريًّا لتقدم أهداف السلم والأمن الأمريكية في إفريقيا.
روسيا تعيد ترتيب أولويات التعاون الإعلامي مع إفريقيا([2]):
تم في الموجز الإعلامي الأسبوعي للناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا M. Zakharova انتقاد دعم الولايات المتحدة للبرامج التعليمية والإعلامية والمنظمات غير الحكومية في إفريقيا. إضافةً إلى ذلك قالت زاخاروفا: إن “تخصيص مِنَح تلائم جهود البيت الأبيض لتعزيز فكرة أنه ليس ثمة بديل للمفاهيم الغربية المتعلقة بحكم الدولة، وفرض قِيَم غريبة على الدول ذات السيادة، وأن ذلك -الجهد الأمريكي- يمثل وجهًا آخر للاستعمار الجديد وعنصرًا لصياغة خفية للتفاوت في النظام الشامل للصلات الدولية”.
وبغض النظر عن الموقف الروسي والأمريكي من الدعاية المضادة لكلٍّ منهما فإنه يُلاحَظ الاهتمام الكبير الذي أولته الولايات المتحدة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في العام 1991م بمسألة الحضور الإعلامي في روسيا وإفريقيا، وأنه بعد 30 عامًا من سقوط الاتحاد السوفييتي يُلاحظ أن روسيا لم تشجّع الميديا الإفريقية، لا سيما من جنوب الصحراء، على العمل في الاتحاد الروسي.
ومن جهة أخرى، فإن وسائل الإعلام الروسية بعيدة، إلى حد كبير، عن الشأن الإفريقي، ويشمل ذلك عملاق الإعلام الروسي الذي يُعرف شعبيًّا بصوت روسيا وسبوتنيك للأخبار وروسيا اليوم، ووكالة تاس للأنباء وInterfax Information Service، ويلاحظ أن هذه الأسماء الروسية الكبيرة والرائدة يمكن مقارنتها بكبريات وسائل الإعلام الغربية التي تعمل وتتعاون مع دول إفريقية.
ودعا مجلس الدولة (الدوما) في روسيا إلى زيادة الوجود الإعلامي الروسي في إفريقيا، بينما أغلقت روسيا أبوابها أمام تقديم فرص لتمثيل وسائل الإعلام الإفريقية في الاتحاد الروسي.
وخلال اجتماعٍ نظَّمه مجلس الدوما للتباحث في وجهات النظر والأفكار حول العلاقات الروسية الإفريقية الحالية؛ أكد رئيس مجلس الدولة ف. فولودين Vyacheslav Volodin لسفراء الدول الإفريقية أنه: “من الضروري القيام بخطوات معينة معًا من أجل عمل الميديا الروسية في القارة الإفريقية”. وأضاف: “تعرفون أن الميديا الروسية تُقدّم بثًّا بلغات متعددة، وأنها تعمل في دول عدة، رغم أنه من المستحيل حتمًا مقارنة هذا الوجود بوجود ميديا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا”؛ بحسب تصريحات فولودين.
ويقول خبراء وباحثون أكاديميون: إن روسيا ليس لديها منصة إعلام إفريقية African media face، كما أن إفريقيا ليس لديها منصة إعلام روسية. وهكذا فإنه في ظل غياب مصادر بديلة مناسبة فإن القادة السياسيين وأصحاب الأعمال الأفارقة يعتمدون على تقارير الميديا الغربية عن التطورات في روسيا وفي العالم المتقدم.
ومن المثير للانتباه: موافقة قسم المعلومات والصحافة بوزارة الخارجية الروسية على وجود وسائل إعلام من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأوروبا والدول الآسيوية ودولتين إفريقيتين وحيدتين من شمال إفريقيا (وهما المغرب ومصر).
ويتركز الاهتمام الروسي (الإعلامي) في إفريقيا في شمال القارة وجنوبها. وأضافت مؤخرًا دول إفريقيا الناطقة بالفرنسية. ووفقًا لتفسير وزارة الخارجية الروسية فإن هذا التمثيل بالغ التضاؤل للميديا الإفريقية لا يُلبّي إلا بالكاد العلاقات النشطة المتطورة بين روسيا وإفريقيا. وفي مدينة سوشي الساحلية ومدينة سان بطرسبرج وضع البيان المشترك أولوية لافتتاح مكاتب إخبارية روسية وتوسيع التعاون الإعلامي مع روسيا. ويبدو أن السلطات الروسية أقل اكتراثًا بالميديا الإفريقية في موسكو.
ولاحظ جميع المشاركين تقريبًا في قمتي سوشي وسان بطرسبرج -وبدقة واضحة- أن الميديا الغربية تهيمن على الساحة الإعلامية في إفريقيا. وخلال قمة روسيا-إفريقيا أكد البروفيسور أليكسي فاسيليف Alexey Vasiliev، أول مبعوث خاص للرئيس الروسي للعلاقات مع إفريقيا (2006- 2011م)، والرئيس الحالي لمركز الدراسات الإفريقية والعربية Center for African and Arab Studies في جامعة الصداقة الشعبية الروسية Peoples’ Friendship University of Russia (2013-2024م) للحضور في قمة سوشي أن “إفريقيا لا تعلم الكثير عن روسيا؛ لأن الميديا الإفريقية تستهلك بالأساس معلومات المصادر الإعلامية الغربية، ثم تعيد ترديدها. ومِن ثَم يتم تكرار جميع الأنباء الزائفة، والدعاية المضادة للروس والمروّجة للخوف من روسيا “روسوفوبيا” Rusophobia، التي تنشرها الميديا الغربية، في الميديا الإفريقية.
وأكد يورى باسيليف، الذي يُقدّم استشارات مستمرة للإدارة الروسية وحكومة الاتحاد الروسي والجمعية الفيدرالية بمجلسيها ووزارة الخارجية الروسية في الشأن الإفريقي، للحضور في القمة أنه “ثمة حاجة لإجراءات من أجل تمكيننا لفهم أفضل لبعضنا البعض”.
التعاون الصيني الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي ضروري لتنمية إفريقيا([3]):
تطور الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة بشكل متسارع في إفريقيا. وتناقش أعداد متزايدة من المنتديات والمؤتمرات إمكانية تحقيق التعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والرعاية الصحية والتعليم والتمويل. ومع تطور الفرص التي خلقها الذكاء الاصطناعي فإن تحقيق تنمية فارقة بات محل اهتمام الدول الإفريقية.
ويخلق الذكاء الاصطناعي الآن، وعلى نحو متزايد، فرصًا لتحديث القارة. ومن جهة أخرى فإن الدول الإفريقية تزيد من الدعم والاستثمارات الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى سبيل المثال أسَّست جنوب إفريقيا في العام 2022م معهد جنوب إفريقيا للذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence Institute of South Africa (AIISA) الذي يهدف إلى دعم قطاعات مثل التصنيع والخدمات والزراعة والنقل لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي.
وفي مطلع يونيو 2024م اجتمع مسؤولون وخبراء صناعيون من دول إفريقية متنوعة في “أسبوع الذكاء الاصطناعي” Artificial Intelligence Week (SIA) في لومي عاصمة توجو لمناقشة مبادرات التنمية ومشاريع الاستثمار المتعددة.
ومن جهة أخرى، فإن الجيل الأصغر من الأفارقة الأكثر تعلمًا في قوة العمل يستفيدون مباشرة من تغيرات كبيرة أحدثها الذكاء الاصطناعي، لا سيما في كيفية مساعدته في الإسراع في تحقيق الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس.
وفي الوقت نفسه، لا زالت هناك عقبات وتحديات أمام تطور الذكاء الاصطناعي في إفريقيا، مع كون البنية الأساسية والموهبة عاملين رئيسيين يُقيّدان تطور حلول الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وتواجه إفريقيا فجوة تمويلية هائلة في قطاعات البنية الأساسية. وعلى وجه الخصوص فإن البنية الأساسية الرقمية لا تزال في مراحلها المبكرة، وتتطلب قدرًا كبيرًا من ضخّ رأس المال.
وتحاول الولايات المتحدة تحقيق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي في إفريقيا. كما تنظر الولايات المتحدة لمجال الذكاء الاصطناعي في إفريقيا كبحر شاسع من الفرص، وتسعى بالأساس للهيمنة على السوق الإفريقي عبر مقاربات مدفوعة بتوجهات السوق وترسيخ معايير هذه الصناعة.
على أيّ حال، فإن الولايات المتحدة أكثر اهتمامًا بالتأثير في البيئة التكنولوجية في إفريقيا. وباعتباره مجالًا تقنيًّا صاعدًا فإن هناك مساحات شاسعة في سياسات الذكاء الاصطناعي في إفريقيا.
وتتشارك الصين والولايات المتحدة أدوارًا تكاملية في تطوير الذكاء الاصطناعي في إفريقيا. وخلافًا للولايات المتحدة، التي تستخدم شركات دولية لإقامة مراكز بيانات وتسعى للهيمنة في معايير التطبيق، فإن الصين تركز أكثر على ترابطية البنية الأساسية الرقمية وتشغيلها بشكل متبادل في إفريقيا والاعتماد على المواهب المحلية في إفريقيا.
وفي الواقع فإن كلاً من الصين والولايات المتحدة لديهما ميزات نسبية في مجال الذكاء الاصطناعي. وسيكون التعاون بين البلدين ذا أهمية إيجابية كبيرة لتنمية الذكاء الاصطناعي في إفريقيا وحوكمة الذكاء الاصطناعي دوليًّا. كما عبَّرت الصين عن رغبتها في تنفيذ تعاون تنمويّ ثلاثي في إفريقيا مع المنظمات الدولية والدول المعنية، وإرساء مؤسسات حوكمة الذكاء الاصطناعي، وزيادة وجود الدول النامية في مجال وضع تنظيمات التكنولوجيا.
إن الاستفادة من الفرص التي يُقدّمها التطور في مجال الذكاء الاصطناعي تمثل إمكانية فريدة لإفريقيا لئلا يتم تهميشها في “الثورة الصناعية الرابعة”.
على أي حال، ورغم إظهار صعود قويّ في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن الفجوة لا تزال هائلة. وإن التعاون بين القوى الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي في إفريقيا، بدلًا من خوض مواجهات صفرية، يمثل أهميةً كبيرةً لتنمية القارة الإفريقية.
………………………….
[1] Thomas P. Sheehy, How America’s Trade Program with Africa Bolsters Security and Peace, United States Institute of Peace https://www.usip.org/publications/2024/08/how-americas-trade-program-africa-bolsters-security-and-peace
[2] Kestér Kenn Klomegâh, Russia Prioritizing Media Cooperation with Africa, The News Chronicle, August 3, 2024 https://thenews-chronicle.com/russia-prioritizing-media-cooperation-with-africa/
[3] Song Wei, China-US AI cooperation in Africa is crucial for continental development, Global Times, August 7, 2024 https://www.globaltimes.cn/page/202408/1317549.shtml