ذكر موقع “بلومبيرغ” الأميركي أن روسيا تسعى إلى الاستحواذ على أصول مادة اليورانيوم في النيجر، التي تملكها شركة فرنسية تسيطر عليها الدولة، وفقاً لمصادر مطلعة، في تحدٍ جديد للمصالح الغربية في إفريقيا.
وبحسب الموقع، أجرت شركة “روساتوم”، وهي الشركة النووية الحكومية الروسية، اتصالات مع السلطات التي يقودها الجيش في النيجر بشأن “الاستحواذ على أصول تملكها شركة أورانو الفرنسية الحكومية”. ونقل “بلومبيرغ” عن دبلوماسي غربي قوله إن “المحادثات تتمحور على الأرجح حول تصاريح التعدين”.
وتمتلك شركة “أورانو” حصص أغلبية في الشركات العاملة في “سومير”، وهو منجم مفتوح، وكوميناك، وهو منجم آخر تحت الأرض مغلق حالياً، ومشروع إيمورارين، الذي تم تعليقه منذ عام 2015، وفقاً لموقعها على الإنترنت.
وقال المحلل النووي المقيم في برلين لدى مؤسسة كارنيجي، مارك هيبز: “تعمل روسيا على تكثيف علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية في إفريقيا، بما في ذلك النيجر، وهم يرون هذا الجزء من العالم كفرصة استثمارية استراتيجية، حيث تعمل روساتوم على تنويع استثماراتها في اليورانيوم في إفريقيا.
وكانت الرابطة النووية العالمية أفادت بأن “النيجر استحوذت على نحو 4% من إنتاج مناجم اليورانيوم العالمية في عام 2022″، مشيرة إلى ارتفاع أسعار اليورانيوم إلى أعلى مستوياتها منذ 17 عاما، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الاستيلاء العسكري على البلاد أوقف الصادرات من النيجر.
وتعتمد مرافق الاتحاد الأوروبي على النيجر، سابع أكبر منتج في العالم، لنحو ربع إمداداتها من اليورانيوم في عام 2022، وفقا لوكالة التوريد التابعة للاتحاد الأوروبي للطاقة الذرية.
وتعد النيجر الأحدث في سلسلة من الدول الإفريقية، التي تخضع جميعها تقريبًا للحكم العسكري، والتي أقامت علاقات أمنية أوثق مع روسيا. وقد فتح ذلك الطريق أمام موسكو للسعي للوصول إلى عقود التعدين في الوقت الذي تحاول فيه إحياء وجودها في إفريقيا، ولا سيما من خلال استغلال الاستياء الواسع النطاق من نفوذ فرنسا المستمر منذ عقود في مستعمراتها السابقة.