روضة علي عبد الغفار
صحفية مهتمة بالشأن الإفريقي
تأتي الأعياد تتويجًا لمواسم الطاعات، وبعد الاحتفاء والسعادة والعبادة في شهر رمضان يأتي عيد الفطر لتحلّ الفرحة أرجاء المعمورة، لكنها تَكتسي لونًا آخر في إفريقيا السمراء، وتكتسب طعمًا مختلفًا مع عادات وطقوس الأفارقة في العيد؛ فالأفارقة يستعدون لاستقبال العيد بآمال حارّة ونفوسٍ مشتاقة، كقول الشاعر[1]:
الفطرُ جاء بآمال نجدّدها *** إنَّ الحياة لآمال وتجديد
وهنا تنطلق “قراءات إفريقية” في جولة إفريقية فريدة؛ ترصد طقوس الأفارقة في عيد الفطر المبارك.
ملابس العيد باللون الأبيض.. (السنغال)
نبدأ من أقصى غرب القارة حيث السنغال؛ حيث يعتبر عيد الفطر فرصة لتعزيز روابط الأخوة الدينية والإنسانية بين المسلمين أنفسهم، وبين المسيحيين الذين يشاركونهم فرحة العيد، وتصل نسبة المسلمين في السنغال حوالي 95%.
فيقول الكاتب السنغالي ومدير موقع دكار نيوز، محمد الأمين: إنه مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المبارك، يستعدّ الآباء وأرباب البيوت من المسلمين في السنغال لإخراج زكاة الفطر للفقراء والمحتاجين؛ حيث يعتبر هذا الركن الركين، من فرائض اختتام الصيام والعبادات، مُحترمًا في السنغال.
ويُعتبر المذهب المالكي هو المرجع الفقهي الذي يتبعه أغلب المسلمين في السنغال وغرب إفريقيا، ولذلك يخرجون زكاة الفطر بعد حلول شهر شوال وقبل أداء صلاة العيد بالصورة المعتادة، ولا توجد مؤسسات تجمع الزكاة، بل كل رب أسرة مسؤول عن نفسه يُخرجها لفقراء مدينته وجيرانه من أهل الحي.
وأضاف “الأمين” لـ “قراءات إفريقية”، أن المسلمين في السنغال يختلفون حول قضية تحرّي الهلال، ولذلك يختلفون في إحياء العيد؛ فهناك جماعة تحتفل بالعيد في اليوم الأول على اعتبار حلول شهر شوال في بلدان أخرى، وطائفة أخرى تؤجل إلى اليوم الثاني بغرض تعذر رؤية الهلال وحتمية اكتمال شهر رمضان.
ويصف “الأمين” أجواء العيد في السنغال؛ حيث يرتدي الصغار والكبار ملابس تقليدية جميلة أغلبها باللون الأبيض، متوجهين إلى المساجد وأماكن الصلاة الجماعية، كـرمز للوحدة والأُخوة الإسلامية، وتلتهج الألسنة بتكبيرات العيد، وتفوح الأجواء الروحانية من كل مكان، وهكذا يحيي معظم السنغاليين شعائر الله، ويؤدون صلاة عيد الفطر المبارك، ويتبادلون التهاني والتبريكات في المجالس والأسواق، قبل الانصراف إلى بيوتهم.
وفي البيوت تُجهز النساء أطعمة شهية، وتُملأ الموائد بالمشويّات ومختلف اللحوم والدواجن والمشروبات الغازية والطبيعية والفواكه الطازجة، يتناولها أفراد الأسرة بشكل جماعي، وفي المساء يجوب الأطفال شوارع المدينة؛ لإحياء عادة قديمة تعرف بـ”انديوينل” باللغة المحلية، وتعني تقديم هدايا مالية للصغار متى قدموا البيوت، ليشتروا الألعاب والأكلات المتنوعة.
اجتماع حول برادات الشاي.. (غينيا):
وإلى غينيا كوناكري؛ التي تطل على المحيط الأطلسي في غرب القارة؛ حيث ينطوي عيد الفطر على طقوس دينية وشرعية وأخرى اجتماعية، فيقول الباحث الغيني محمد بوي: إن هناك أمورًا شرعية نقوم بها مثل جميع المسلمين مثل: إخراج زكاة الفطر، والغُسل، والتطيّب، والإفطار، ثم المشي إلى المصلّى جماعاتٍ وأفرادًا، والصلاة وخطبة العيد والتكبير، والتهنئة.
وذكر “بوي” في حديثه لـ “قراءات إفريقية” أن هناك العديد من الأزياء القوميّة في غينيا يرتديها الغينيون في العيد، مثل “بزن” أو “ليبي”، وهناك “البوتو”؛ وهو عبارة عن طربوش تقليدي من النسيج الناعم، وغيرها من الأقمشة المحليّة ذات القيمية المعنوية العرفية.
وأردف “بوي” قائلًا: لقد ترسخ فينا ثقافة شراء الملابس الجديدة يوم العيد لجميع أفراد الأسرة، خاصة الأطفال الذين يتنافسون بحرص شديد على ارتداء أفخر الملابس، لذلك نولّيهم عناية فائقة في اللباس والأكل والتنزّه يوم العيد.
والاحتفال بالعيد في غينيا يومان؛ يوم لعيد الفطر وتقاليده العرفية والشرعية، ويوم للترفيه والتنزه للشباب، أو البقاء في الدار مع الأسرة واستقبال الزوّار. ويحرص الأطفال على العيدية التي تسمّى باللغة المحلية “ساليمافو”، فـيتجولون في الأحياء لاستجلاب النقود من المعارف والأقارب.
أما أطعمة العيد في غينيا؛ فغالبًا ما تتكوّن من الأرز والسمك المحمّر، وأطباق السلطة، والبطاطس والموز الساحلي المقلي بزيت النخيل الأحمر.
وأضاف “بوي” أن من طقوس العيد أن تتجمّل النساء بتضفير الشعر، وتلوين الأيادي والأرجل، والتنويع في شراء المعدّات الغذائية وتزيين الأطفال. أما الشباب فهم يلتفّون حول برادات الشاي بعد صلاة العيد والغداء، ويوغلون في الحديث عن الشؤون الشخصية والمحلية؛ فالعيد في غينيا يومُ فرحة وأكل وشرب وتنزه واجتماع حول محافل الشاي، والروايات الرائعة.
ملابس جديدة للجميع! (تنزانيا)
وإلى شرق القارة حيث دولة تنزانيا، ويصل عدد المسلمين بها إلى أكثر من 55%؛ حيث كانت تنزانيا البوابة الرئيسة لدخول الإسلام إلى دول الجِوار في المنطقة، لذلك نجد أن الثقافة الإسلامية في تنزانيا كانت ولا تزال تُشكِّل الهوية الإسلامية لدول المنطقة.
وعن أجواء العيد في تنزانيا يقول مدير معهد ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم بتنزانيا، عثمان كابور: إن التنزانيين يستقبلون العيد ويحتفلون به بنشاطات مختلفة، تبدأ من قبل العيد، فيقومون بشراء مأكولات متنوعة، وثياب جديدة لكافة أفراد الأسرة؛ حيث تجد جميع فئات المجتمع التنزاني تشتري ملابس جديدة للعيد، حتى قد يشترك في ذلك غير المسلمين.
وأضاف “كابور” لـ”قراءات إفريقية” أن التنزانيين يخرجون لأداء صلاة العيد جماعة في المساجد وفي الميادين، ويتم تبادل الأطعمة بين الجيران، والدعوة إلى مشاركة جماعية في الإفطار والغداء، كما يتم تبادل الهدايا خاصةً للأطفال.
ومن أبرز عادات العيد في تنزانيا؛ التجمع في الميادين المختلفة، والقيام ببعض الأنشطة مثل: المسابقات الثقافية، ومباريات كرة القدم، وألعاب الأطفال، وغيرها.
وعن أطعمة العيد على المائدة التنزانية؛ عادةً يتناول التنزانيون الكبسة أو المندي أو البرياني، ويشربون العصائر المصنوعة من الفواكه الأصلية.
وذَكَر “كابور” أن هناك طريقتين بخصوص إخراج زكاة الفطر في تنزانيا؛ الطريقة الأولى هي جمع أموال الزكاة في المساجد، ثم يتولى الأئمة توزيعها على المُستَحقين والمحتاجين سواء كان قوتًا أو مالًا، والطريقة الثانية هي قيام ربّ الأسرة بإخراج زكاة الفطر وتوزيعها بنفسه سواء مالًا أو قوتًا.
خطبة العيد.. خطبة حيّة (أوغندا)
ونبقى في الشرق حيث أوغندا، التي تبلغ نسبة المسلمين بها 30% من عدد السكان، ويبدأ الأوغنديون الاستعداد للعيد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتبدأ الدروس في المساجد تتحدث عن فقه زكاة الفطر، وبعد صلاة التراويح يودّعون رمضان بالأناشيد، مثل “مودَّع مودَّع يا رمضان.. مودَّع مودَّع يا رمضان”، فـيستقبلون رمضان بفرحة ويودعونه بفرحة.
يؤكد الأمين العام لجمعية المدارس القرآنية في أوغندا، د. هارون جمبا لـ “قراءات إفريقية” أن فرحة المسلمين بالعيد في أوغندا تتأثر بسبب أقليتهم، ولكن إجازة العيد الرسمية تُظهر أن اليوم عيد، ورغم أنه يوم واحد فقط؛ إلا أن هناك كثيرًا من المسلمين يأخذون اليوم الثاني إجازة، حتى لو كان مع بداية الدوام الرسمي، والمدارس الإسلامية كذلك تبقى مغلقة إلى أن تنتهي أيام العيد.
ويقول “جمبا”: إن أغلب عادات مسلمي أوغندا في العيد هي عادات إسلامية، فـتجتمع العائلة في بيت واحد هو بيت الجد، كما يذهبون إلى القرى في العيد؛ لأن أغلب سكان المدن في أوغندا يكون عندهم بيت في القرية أيضًا. وهناك زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء وتكون الطرق كلها مليئة بالمظاهر والعادات الإسلامية، ويلبس الرجال القحفية على الرأس، والنساء الحجاب.
وأردف “جمبا” أن أكثر المأكولات على مائدة العيد في أوغندا هو “موز الماتوكي”، وهذا أهم صنف على المائدة، حتى الذين لا يأكلونه كثيرًا؛ لأنه غالي الثمن؛ تكون مناسبة العيد فرصة لأكله، بالإضافة إلى الأرز واللحوم بمختلف أنواعها؛ لحوم الدجاج ولحم البقر، وهناك المأكولات المحلية الأخرى مثل العَروج، والبطاطس الحلوة.
وهناك مشروب لفاكهة تسمى “باشون”، يقدم في جميع البيوت في أوغندا في يوم العيد، وهناك كذلك المشروبات المصنوعة من الباباي والقرع والموز.
وبالنسبة لطرق توزيع الزكاة في أوغندا، ذكر “جمبا” أن الزكاة غالبًا تُجمَع في مساجد الأحياء في المدن والقرى، ثم تُصرَف بعد صلاة العيد على المحتاجين، وهناك بعض المساجد يكون بها قائمة بأسماء المحتاجين والمستحقين للزكاة.
وأضاف “جمبا” في حديثه؛ أن في السنوات الماضية بدأ المسلمون في أوغندا يتكلمون في خطبة العيد عن أحوال المسلمين، وينتقدون الحكومة عندما يكون هناك اضطهاد للمسلمين، ويشيرون إلى الضغوط والتمييز الديني ضد المسلمين، وغيرها من القضايا الحيّة، وبعد خطبة العيد قد تُعطى مساحة لحديث شخصيات عامة من السياسيين المسلمين وأعضاء البرلمان الأوغندي، الذين يحدّثون الناس عن الأوضاع الراهنة.
حفلات المرح (بوركينا فاسو):
ونعود إلى الغرب حيث دولة بوركينا فاسو، ويتم التمهيد لأفراح العيد بتوفير لوازمه: من المأكولات، والمشروبات، وشراء الألبسة لجميع أفراد الأسرة، خاصة أن ظهور الأولاد بمظهر غير لائق يُعتبر من العيب والتقصير الذي لا يُغتفَر لرب الأسرة.
ويتم تنظيف البيوت، وتزيين صالات استقبال الزوار بما تيسر في المدن الكبرى، أما في القرى يتم إعداد بعض الخِيام للاحتفال بالعيد، أو تنظيم مجالس تحت الأشجار الوارفة الظل لعقد الجلسات فيه يوم العيد.
وفي صبيحة يوم العيد يستعد البوركينيون، ويتزينون ويتجملون ثم يخرجون إلى المصلَّى، مهللين مكبرين، يرتدون أزياءً مختلفة الأشكال والألوان، يغلب عليها طابع التلون، فتجد من يرتدي الألبسة الإفريقية التقليدية، ومن يرتدي الملابس الإفرنجية (البدلات)، والبعض الآخر يخرجون بالجلباب، وقد يلبسون العباءات على الطريقة العربية.
وبعد انقضاء الصلاة يَنفضُّ المصلون إلى بيوتهم، حيث يتبادلون التهاني، ويتجاذبون أطراف الأحاديث التي تصاحبها في الغالب شرب الشاي الأخضر على الطريقة الموريتانية، ثم يتم تناول طعام الغداء جماعيًّا عند كثير من الأُسر، وتبادل الأطعمة بين الأقارب والجيران.
وفي مساء يوم العيد يخرج الأولاد إلى الطرقات يفرحون ويمرحون، ويتجولون في بيوت الجيران والأقرباء، يلتمسون “العيدية”، والتي تكون مبلغًا من المال يقدَّم كهدية بمناسبة العيد، وهي من العادات المتعارف عليها لدى كثير من الأفارقة. ومن لوازم الفرح بالعيد في بوركينا فاسو، تنظيم حفلات لهو ومرح في الليلة التالية ليوم العيد، ويجتمع فتيان الحي لأجلها، والسهر عليها.
حناء وزينة واستئجار الخيول.. (إفريقيا الوسطى):
وننطلق إلى وسط القارة حيث جمهورية إفريقيا الوسطى؛ حيث تبلغ نسبة المسلمين حوالي 15%، لكنها تحظى كذلك بفرحة العيد وطقوسه.
يقول الباحث الأفرووسطي، محمد عبد الباسط، لـ “قراءات إفريقية”: إن عيد الفطر يحتل مكانة عظيمة لدى شعب إفريقيا الوسطى؛ حيث يستعدون له في رمضان، ويتزاحم الرجال والنساء والأطفال عند الخياطين لخياطة ملابس العيد، وتُنظف وتُزيّن المساجد الكبيرة التي تستقبل المصلين في صلاة العيد، والبعض يشتري ذبيحته من الأبقار أو الأغنام، في آخر يوم من رمضان.
ويتزاحم الرجال والأطفال عند الحلاقين من عصر آخر يوم من رمضان حتى آذان فجر يوم العيد، كما تتزاحم النساء والفتيات على الماشطات، ويبدأ النساء بوضع الحناء قبل العيد بيومين، ويضعنها في اليوم التالي من أجل أن تسْوَد.
ويؤكد “عبد الباسط” أن فرحة مسلمي إفريقيا الوسطى بالعيد لم تتأثر؛ على الرغم من كونهم أقلية؛ حيث إن جيرانهم من غير المسلمين يتبادلون معهم التهاني ويشاركونهم الفرح، كما أن الحكومة أيضًا تهنئ المسلمين بشكل رسمي في وسائل الإعلام، إضافة إلى حضور الرئيس إلى الجامع المركزي لشهود صلاة العيد وتهنئة المسلمين. كما تم اعتماد يوم عيدي الفطر والأضحى كـإجازة رسمية في كافة أنحاء البلاد من قِبل البرلمان.
وتحدث “عبد الباسط” عن طقوس العيد؛ حيث يطوف الناس في الصباح الباكر لتهنئة الجيران بالعيد، وتستمر الزيارات إلى أيام العيد الثلاثة، ويكتفي البعض في اليوم الأول بزيارة الجيران فقط، ثم في اليوم الثاني والثالث يخرجون لزيارة الأصدقاء والأقارب في الأحياء البعيدة.
وفي المساء يخرج الناس إلى المنتزهات، ويطوف الأطفال بالبيوت من أجل “العيدية”، وتسمى في اللغة الدارجة “بركة العيد”، وتكون نقودًا أو حلوي، ويخرج أصحاب الألعاب والدراجات في الأماكن العامة ويستأجر منهم الأطفال، كما يتم استئجار الخيول أيضًا.
وأضاف “عبد الباسط” أن من أبرز المأكولات التي يتميز بها العيد في إفريقيا الوسطى؛ هو الكعك، وله عدة أنواع: الغريبة والدبلة والبسكويت، إضافة إلى العجينة التي تُصنع من الذرة والسكر أو العسل والقرنفل، وهناك التمر والفول السوداني، وهذا يُقدم في أيام العيد الثلاثة على مدار الساعة. أما مائدة الغداء تكون دسمة وتحتوي على اللحم المشوي، والكسرة، والرز، ومختلف أنواع المرق، والموز، والسلطات، والفواكه والعصائر.
وعن زكاة الفطر، أردف الباحث الأفرووسطي قائلًا: أن المذهب المالكي هو المذهب السائد في البلاد، إلا أن معظم مسلمي إفريقيا الوسطى يخرجون زكاة الفطر نقدًا، عَملًا بالمذهب الحنفي، حيث تحدد قيمتها بسعر صاع من قوت أهل البلد، ويتم الإعلان عنه في المسجد، فيخرج الرجل زكاته بنفسه أو يعطيها لإمام المسجد، والبعض يخرجونها حَبًّا من حبوب قوت أهل البلد ويعطونها للمساكين بأنفسهم.
أعراق مختلفة.. وفرحة واحدة! (جنوب إفريقيا):
ونذهب إلى أقصى جنوب القارة حيث دولة جنوب إفريقيا، ورغم قلة عدد المسلمين بنسبة 2% فقط من السكان، إلا أنهم يتسمون بالترابط والتلاحم الشديد، ويتركزون في مدن كيب تاون، وديربان، وجوهانسبرج.
يقول الشيخ الجنوب إفريقي قارئ بشير، مدير جامعة التوحيد الإسلامية بـجوهانسبرج، إن عيد الفطر مناسبة يحتفل بها المسلمون بعد 30 يومًا من الصيام، لذلك يتطلع مسلمو جنوب إفريقيا إلى الاحتفال بيوم العيد، فهي مناسبة سعيدة عندهم، ويتم الاحتفال بالصلاة والكثير من الفعاليات.
وأكد “بشير” على أن أقلية المسلمين لا تؤثر على شعورهم بأجواء العيد، فـبقدوم شهر رمضان ينتشر الكرم والإيثار بين المجتمع بشتى طوائفه، ومن ثَم فإن غير المسلمين يتطلعون كذلك للمشاركة في احتفالات العيد مع المسلمين، قائلًا: نحن مجتمع منسوج وقريب.
وتحدث “بشير” لـ”قراءات إفريقية” عن مراسم يوم العيد؛ حيث يخرج المسلمون في جنوب إفريقيا لصلاة العيد، ثم زيارة القبور لإظهار الاحترام للمتوفَّى، ثم تجتمع العائلة لتناول الغداء والجلوس معًا، وتختلف الأصول الإثنية لمسلمي جنوب إفريقيا؛ فمنهم هنود ومالاويون إندونيسيون، لذلك قد تجد لكل جماعة أطعمة خاصة بالعيد وفقًا لتقاليدها.
وأبرز مأكولات العيد هو حليب اللوز الذي يتم تناوله في وجبة الإفطار، وهناك البرياني الهندي الشهير، والجمبري، ونوع من الأرز حلو المذاق.
وعن طرق إخراج زكاة الفطر في جنوب إفريقيا، قال “بشير”: إنه يتم تكليف المنظمات الإسلامية التي لديها قاعدة بيانات تشمل أسماء المحتاجين، فتقوم المنظمة بتوزيع هذه الأموال على المستفيدين قبل صلاة العيد.
وختامًا.. فإنك قد ترى فرحة العيد في أيّ مكان، لكنكَ حتمًا ستجدها في إفريقيا فرحةً على الفِطرة، تعود إلى نقائها الأول وعهدها الصافي وأشواقها الحَرَّة؛ لا تشوبها شوائب الدهر ولم تُدنسها عاداتٌ دخيلة، إنها فرحةٌ بقلوبٍ غَضَّة وروحٍ شابة وعيونٍ يملأها الأمل.
[1] – للشاعر أحمد ذكي.