ثمَّة دوافع عديدة حملت حركة شباب المجاهدين في الصومال على التصعيد من عمليَّاتها الإرهابيَّة في الداخل الصومالي، والتورُّط في عددٍ من الهجمات الإرهابيَّة في المحيط الإقليمي، لا سيما في دولة كينيا، بالتزامن مع تحركات مضادَّة مِن قِبَل قوات الجيش الصومالي وبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم”، إلى جانب الغارات الجويَّة التي تقوم بها القوات الأمريكيَّة ضد مواقع تمركُّز الحركة في وسط وجنوب البلاد، الأمر الذي يُعَقِّد من الوضع الأمني في الصومال والمنطقة بما يُهدِّد مستقبل الدولة الصومالية.
أولًا: سياقات حاكمة
ثمَّة سياقات حاكمة محليَّة وإقليميَّة ودوليَّة تُؤثِّر على البيئة المحلية الحاضنة لحركة شباب المجاهدين في الصومال بما ينعكس على تحركاتها وتصعيداتها سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي. فعلى المستوى المحلي، تواجه الحكومة الفيدرالية انتقادات واسعة بسبب فشلها في التصدي لتهديدات الحركة، على الرغم من قيامها ببعض الجهود مثل إعلانها إعداد 1000 جندي لتحقيق أمن العاصمة الصومالية مقديشو. الأمر الذي دفَع إلى ظهور جديد على الساحة السياسية للرئيس السابق “شريف شيخ أحمد”، وإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد المقرر إجراؤها في 2020م من أجل إنقاذ البلاد من حركة شباب المجاهدين.
وفي ذات السياق، رحَّبت الحركة بانشقاق الجنود الحكوميين عن الحكومة الصومالية بعد إعلانها خلال يناير 2019م انشقاق 5 جنود في مدينة “عيل بور” بإقليم “غل غدود” بوسط الصومال التي تخضع لسيطرتها، إضافة إلى استسلام 13 جنديًّا حكوميًّا في منطقة “عيل عدي” بإقليم غدو جنوب غرب الصومال، بالرغم من نفي مسؤولي الجيش الصومالي.
كما تسعى الحركة إلى توفير مصادر تمويل لها بتحصيل الضرائب من التجار في ولاية هيرشبيلي، وبعض سائقي الشاحنات، إلى جانب مصادر أخرى، مثل الاتجار في الفحم وتهريبه إلى الخارج، وهو ما دفَع السلطات الأمنية إلى اعتقالهم، خاصةً بعد تأكيد وزير التجارة في الحكومة الفيدرالية “محمد عبدي مارييه” أن حركة الشباب تأخذ ضرائب من جميع التجار في البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ظهورًا متناميًا لنشاطٍ داعشيٍّ في بعض المناطق بالصومال؛ حيث يتمركز نحو 70-250 عنصرًا داعشيًّا -وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع الأمريكية- بزعامة عبد القادر مؤمن الذي انشق عن حركة شباب المجاهدين في جبال “غل غلا” في شمال شرق الصومال.
كما أشارت بعض التقديرات الغربية إلى وصول بعض قيادات تنظيم داعش إلى البلاد، ويدور القتال بين عناصر داعش وحركة شباب المجاهدين في إقليم “بري” بولاية “بونت لاند” شمال شرق الصومال، وفي منطقة “ميرالي” بالقرب من مدينة بوصاصو العاصمة التجارية للولاية، وذلك عقب قيام داعش بقتل 14 عنصرًا من عناصر الحركة في جبال غل غلا في ديسمبر 2018م، وهو ما دفَع حركة الشباب إلى الإعلان عن شنِّ حربٍ على مسلَّحي التنظيم؛ بهدف القضاء عليهم.
كما أن قيام تنظيم داعش بتقديم خدمات طبية للصوماليين خاصة في المناطق الريفية، واستفادة حوالي 200 مواطن من تلك الخدمات، ودعوة التنظيم للأطباء الأجانب في الصومال إلى تقديم الرعاية الطبية للمجتمعات الصومالية خاصة في الريف، بعد اتهامه للحكومة الصومالية بضعف الاهتمام بتلك المجتمعات، مما يعكس رغبة داعش في تعزيز حاضنته الشعبية في الصومال؛ بما يعزز من حضوره وتواجده في البلاد، الأمر الذي يهدِّد نفوذ حركة شباب المجاهدين في مناطق سيطرتها داخل الصومال وفي المنطقة.
وحيث لا ينفصل السياق المحليّ عن السياقين الإقليمي والدولي، فقد نجَح إرهاب حركة الشباب في التمدُّد واختراق الحدود السياسية إلى دولة كينيا مما يُهدِّد الأمن الإقليمي والأمن القومي لدول القارة، فقد دفعت الهجمات التي شنَّتها حركة شباب المجاهدين داخل الأراضي الكينية إلى تصاعُد بعض الأصوات المطالبة في الداخل الكيني بضرورة سَحْب القوات الكينية التابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي، فضلًا عن قيام حاكم أحد الأقاليم الكينية (تانا ريفير) بمطالبة الصوماليين في الإقليم بمغادرة بلاده على إثر الهجوم الأخير على فندق “دوسيت 2” الذي تورَّطت فيه الحركة، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف الكينية من وقوع هجمات إرهابية أخرى خلال الفترة المقبلة مع نشاط الحركة، وتمدُّدها إلى الداخل الكيني.
وهو ما دفَعها إلى مطالبة الأمم المتحدة بتمويل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم”؛ لمنع حركة شباب المجاهدين من السيطرة على الصومال، في ظل معاناة “أميصوم” من التمويل غير الكافي وهي التي تضم حوالي 22 ألف جندي من دول كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، وأوغندا وبوروندي؛ ما دفَع بعض الدول نحو الإعلان عن انسحابها من الصومال بحلول 2020م، وهو ما سيُشَكِّل فراغًا أمنيًّا في البلاد يمنح حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش فرصة للهيمنة والسيطرة في الصومال وملء هذا الفراغ الذي خلَّفته البعثة الإفريقية في ظل عدم جاهزيَّة القوات الحكوميَّة الصوماليَّة، وضعف قدراتها على مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي إطار الجهود الإقليمية لمحاربة الإرهاب في شرق إفريقيا والتصدِّي لحركة شباب المجاهدين، أعلنت غانا اعتزامها إرسال 160 شرطيًّا إلى الصومال للانضمام لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، ووصل بعض الضباط إلى بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال، وذلك بعد قرار من مجلس الأمن الدولي الذي مدَّد مهمة بعثة الاتحاد في البلاد إلى 31 مايو 2019م.
فيما تتواصل المشاورات بين الصومال ودول الجوار بشأن السِّلْم والأمن الإقليمي، وهو ما برَز خلال زيارة رئيس الوزراء الصومالي “حسن علي خيري” إلى العاصمة الكينية نيروبي في 28 يناير 2019م ولقائه بالرئيس أوهورو كينياتا لبحث تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب. إضافة إلى المشاورات التي تدور منذ أشهر بين دول القرن الأربعة (إثيوبيا، الصومال، جيبوتي، إريتريا) بشأن ضرورة تعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب في المنطقة من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي، وذلك على خلفية عملية السلام التي شهدتها المنطقة منذ يوليو 2018م.
أما دوليًّا، فتعزِّز الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي أصدرتها مؤخرًا إدارة ترامب من مواجهة التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية، لا سيما حركة شباب المجاهدين في الصومال، وهو ما برز في شنّ القوات الأمريكية أكثر من ستّ غارات جوية على مواقع للحركة منذ بداية عام 2019م، كما قامت بإرسال قوات جديدة إلى الصومال للمشاركة في الحرب على الحركة، مكوَّنة من 130 جنديًّا أمريكيًّا؛ للمساهمة في الغارات الجوية والبرية ضد مقاتلي عناصر الشباب التي تنطلق من القاعدة الأمريكية بالصومال في مطار “بلي دوغلي” في إقليم شبيلي السفلي بالقرب من العاصمة مقديشو.
وبالتَّالي يصبح إجمالي عدد الجنود الأمريكيين في الصومال نحو 630 جنديًّا بهدف المساعدة وتقديم الدعم لبعثة الاتحاد الإفريقي والقوات الصومالية. كما تشرع الولايات المتحدة في خطة من شأنها بناء طريق يربط القاعدة العسكرية الأمريكية في دولة جيبوتي بالقاعدة الأمريكية المتمركزة في مطار “بلي دوغلي” في شمال العاصمة الصومالية مقديشو (على بعد 100 كيلومتر).
وجدير بالذكر أن هذا الطريق يمُرّ عبر مناطق تخضع للحكومة الصومالية، وأخرى تسيطر عليها حركة شباب المجاهدين. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز الحضور الأمريكي في منطقة القرن الإفريقي، ومن ناحية أخرى يسعى للحدّ من النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة.
ومع تصاعُد الأهميَّة الاستراتيجيَّة لمنطقة القرن الإفريقي برَز التكالُب الدولي على المنطقة؛ بهدف إيجاد موطئ قدم لها من أجل بسط النفوذ والهيمنة من جهة، والاستفادة من الموارد الطبيعية التي تنعم بها المنطقة من جهة أخرى، فإلى جانب التنافس الأمريكي الصيني على النفوذ في المنطقة، فهناك ظهور جديد لعددٍ من القوى الدولية في المنطقة مثل روسيا التي تسعى للانخراط في المنطقة، بالإضافة إلى الوجوه الاستعمارية القديمة في ثوبها الجديد، مثل إيطاليا التي أبْدَتْ اهتمامها بتنامي العلاقات مع إريتريا وإثيوبيا، ووافقت على تغطية تكاليف دراسة جدوى مشروع السكك الحديدية التي تربط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمصوع الإريترية. وكذلك بريطانيا التي أعلنت بعض التقارير نيتها تدشين قاعدة عسكرية في أرض الصومال عقب الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع البريطاني إلى هرغيسا عاصمة أرض الصومال.
ومِن ثَمَّ، كانت تلك السياقات التي تتفاعل داخل البيئة الصومالية أحد العوامل المؤثِّرة في تصعيد حركة شباب المجاهدين لعملياتها في الداخل الصومالي، وامتدادها إلى الخارج في دول الجوار الجغرافي لا سيما كينيا.
ثانيًا: التطورات على الصعيد العملياتي
تصاعَد نشاطُ حركة شباب المجاهدين في الصومال بشكل لافتٍ مع بداية عام 2019م، وهي التي تتمركز بشكل رئيسي في وسط وجنوب البلاد؛ حيث تخضع عددٌ من الأقاليم بالكامل تحت سيطرتها -ويتراوح أعداد عناصرها بين 3000-7000 عنصر وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع الأمريكية-، وتتسع مساحة تحركاتها لتشمل مناطق واسعة من البلاد لا سيما العاصمة مقديشو وضواحيها في ظلّ عوامل متعدِّدَة سهَّلت مهمتها؛ أبرزها غياب جيش وطني صومالي قَوِيّ. وقد تورَّطت الحركة في عددٍ من الهجمات، سواء في الداخل الصومالي وخارج البلاد؛ حيث قامت الحركة بحوالي 15 عملية إرهابية خلال شهر يناير 2019م في الداخل، بينما قامت بحوالي 3 هجمات إرهابية خارج حدود البلاد، وتحديدًا في دولة كينيا.
ففي الداخل استولت حركة شباب المجاهدين على بعض العربات المدرعة بعد قتال مع قوات الجيش الصومالي، وأعلنت السيطرة على معدات عسكرية حصلت عليها الحكومة الصومالية من دول أجنبية. كما نصَب مقاتلو الحركة كمينًا للقوات الجيبوتية التابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي في منطقة “فيدو” التي تقع على بعد 50 كيلو مترًا من منطقة “جوهر” عاصمة ولاية “هيرشبيلي”، مما أدَّى إلى وقوع خسائر في الطرفين.
فيما أعلنت الحركة اغتيال ثلاثة عناصر من القوات البوروندية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال في منطقة “بورني” في إقليم “شبيلي الوسطى” شمال العاصمة مقديشو. إضافة إلى اغتيال الحركة ضابطين من المخابرات الصومالية في مقديشو حسب ادعائها. وفي هجوم بِلَغم أرضي في إحدى ضواحي العاصمة استهدف سيارة تقل مهندسين صوماليين وأجانب، أدَّى إلى إصابة صوماليّ وصينييْنِ.
وقامت حركة شباب المجاهدين بهجوم ضد قافلة من القوات الإثيوبية ضمن بعثة “أميصوم”، أسفر القتال عن خسائر كبيرة في صفوف الطرفين، وتم تدمير سبع شاحنات تابعة للقوات الإثيوبية، وهو ما أثار استياء الجانب الإثيوبي وأعلنت على إثره أديس أبابا استعدادها لشَنّ هجوم شامل على مقاتلي الحركة كرَدّ فعلٍ، حيث أعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية قيام قواتها العسكرية بغارة جوية في 24 يناير 2019م ضد إحدى قواعد حركة الشباب في ولاية جنوب غرب الصومال؛ ردًّا على استهداف الحركة للقافلة.
كما قامت الحركة بهجوم على قاعدة عسكرية للجيش الصومالي في ولاية “جوبالاند”، في الوقت الذي كانت تستعد فيه الولاية لشنّ هجوم على مقاتلي الحركة، والسيطرة على إقليم جوبا الوسطى منها. كما نفَّذت الحركة هجومًا على قاعدة عسكرية تابعة لقوات الاتحاد الإفريقي في إقليم “هيران” بوسط الصومال، والتي تتمركز فيها قوات عسكرية من جيبوتي، وزعمت الحركة في بيان لها أنها ألحقت خسائر بالقاعدة.
وفي تطوُّر مُهِمّ، هاجمت الحركة مجمع “حلني” بأربعة قذائف هاون، مما أسفَر عن سقوط إصابتين، وهو الذي يضم مقرّ بعثة الاتحاد الإفريقي الرئيسي في مقديشو، كما يوجد به مكتب بعثة الأمم المتحدة وعدد من السفارات الأجنبية.
ومع إعلان الحركة الحرب على مسلّحي تنظيم داعش بعد اندلاع صراعٍ بينهما في جبال “غل غلا” في ولاية بونت لاند في شمال شرق الصومال، أعلنت الحركة عن اغتيال أحد قادتها والذي كان عضوًا في مجلس شورى الحركة قبل الانشقاق عن الحركة والانضمام إلى داعش، وذلك في مدينة “بؤالي” بإقليم جوبا الوسطى جنوبي الصومال.
فيما قامت حركة شباب المجاهدين باختطاف نحو 100 مدني في إقليم “بكول” في ولاية جنوب غرب الصومال التي تمتلك فيها الحركة نفوذًا كبيرًا؛ حيث تتهم الحركة بعض المختطَفِين بالتجسُّس لصالح الحكومة الصومالية، فيما اتَّهمت البعض الآخر منهم بأنهم كانوا من المندوبين الذين انتخبوا نُوَّاب البرلمان الصومالي الحالي، فيما رفَض آخرون دفَع ما تسميه الحركة بالزكاة.
وفي إطار تمدُّدها خارج حدود البلاد؛ قامت الحركة بتنفيذ هجوم على مقرّ شركة صينية في منطقة “شمبرالي” في الإقليم الشمالي الشرقي بكينيا. كما تورَّط أحدُ عناصرها في انفجار عبوة ناسفة خارج إحدى دور السينما الكينية، بما أدَّى إلى إصابة شخصيْنِ. وتعرَّضت العاصمة نيروبي إلى هجوم على يد حركة شباب المجاهدين في منتصف يناير 2019م بعد اقتحام عناصر منها مجمع فنادق “دوسيت 2″، وقتلوا حوالي 21 شخصًا. أضف إلى ذلك قيام الحركة بتدمير إحدى مقرات شركة “سفاري كوم” للاتصالات الكينية، واستيلاء عناصرها على مقرّ الشركة في منطقة تقع في ضواحي مدينة “غارسا” في الإقليم الشمالي الشرقي في كينيا.
ثالثًا: أسباب تصعيد حركة شباب المجاهدين عملياتها
ثمة عدد من الدوافع والأسباب التي دفَعت حركة شباب المجاهدين إلى تصعيد عملياتها في الداخل الصومالي، وفي الجوار الإقليمي خلال الفترة الأخيرة، تتمثل أبرزها في:
– الانتقام من القوَّات الحكوميَّة: حيث قامت قوَّات من الجيش الصومالي في بدايات يناير 2019م بإعدام سبعة من عناصر الحركة في إقليم غدو في جنوب غرب الصومال؛ تنفيذًا لتعليمات من قيادة الجيش الصومالي ووزارة الدفاع الصومالية، بعد اعترافهم بقتل 14 شخصًا في مدينة “بارديري”، وأشار أحد القادة إلى أن لديهم تعليمات بقتل عناصر الحركة في مكان اعتقالهم دون محاكمة -وهو ما نفته قيادات من الجيش في وقت لاحق-، الأمر الذي دفَع الحركة إلى تكثيف عملياتها ضد القوات الحكومية في مناطق مختلفة؛ بهدف الانتقام.
– لَفْت الأنظار عن الانشقاقات بداخلها: ففي الوقت الذي تشهد فيه الحركة انشقاقات طالت العديدَ من قياداتها وعناصرها من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش في الصومال؛ بما أدَّى إلى بدء الصراع بينهما، تُوسِّع الحركة من عملياتها الإرهابية في أنحاء الصومال وفي بعض دول الجوار؛ من أجل تحقيق مكاسب يتم بها تغطية ما يجري في داخلها.
– قرب انتخابات الرئاسة 2020م: تسعى الحركة إلى إضعاف موقف الحكومة الفيدرالية أمام الشعب الصومالي مع قرب الانتخابات الرئاسية الصومالية في عام 2020م، ومِن ثَمَّ الانقلاب الشعبي على الرئيس محمد عبد الله فرماجو الذي كان القضاء على الحركة ضمن أهمّ أولوياته عند صعوده إلى السلطة ولم ينجح فيه، ومِن ثَمَّ ينعكس ذلك على إحكام سيطرة الحركة على مناطق تمركزها في وسط وجنوب البلاد من جهة، واجتذاب عناصر جديدة من الشباب الصومالي ضمن صفوفها من جهة أخرى.
– تأكيد التفوق والزعامة في المنطقة: ويتعلق الأمر بالصراع القائم في قارة إفريقيا بين تنظيمي القاعدة التي بايعتها الحركة، وتنظيم داعش من خلال تصعيد عملياتها في الداخل والخارج، وتهديد الأمن القومي لدول الجوار الإقليمي، وتحقيق التفوق على تنظيم داعش في ظل تنامي الصراع بينهما؛ من أجل توطيد النفوذ في الصومال.
– التسريع بانسحاب القوات الإفريقيَّة: حيث تُصَعِّد الحركة من عملياتها ضدَّ قوات الدول الإفريقية في بعثة “أميصوم”؛ بهدف إرسال تحذير قويّ لها إلى جانب بقية الدول الإفريقية بشأن تسريع انسحاب قواتها من الصومال، وعدم إرسال قوات جديدة. فضلًا عن استهداف الحركة الأراضي الكينية بعمليات إرهابيَّة ردًّا على قيام قوات كينية بعبور الحدود إلى الصومال، وتدمير مقرَّات تابعة لشركة “هرمود” الصومالية للمرة الثامنة، مما تسبَّب في خسائر مادية وبشرية وأثَّر سلبًا على سكان إقليمي غدو وجوبا السفلى جنوبي الصومال. بالإضافة إلى قيام قوات الدفاع الكينية التي تعمل تحت قيادة بعثة الاتحاد الإفريقي بقتل سبعة من مقاتلي الحركة في جنوب الصومال.
– النَّيْل من القوى الإقليميَّة والدوليَّة في المنطقة: من خلال تهديد مصالحها الحيوية، سواء في الصومال أو في المنطقة، في ظل اعتبار التواجد الإقليمي والدولي بمثابة احتلال وغزو للمنطقة، والذي ترفضه الحركة، كما تنتقد ما تسميه تواطؤ الحكومة الصومالية بإقامة علاقات مع تلك القوى.
– إفساد التطورات الإيجابيَّة في منطقة القرن الإفريقي: حيث تسعى الحركة إلى محاولة خَلْق الفوضى في المنطقة؛ من أجل تعطيل أية جهود تقدميَّة بهدف التكامل السياسي والاقتصادي في القرن الإفريقي، خاصة في أعقاب نجاح المصالحة الإقليميَّة بين إثيوبيا وإريتريا، وما ترتَّب عليها من تحركات إقليميَّة بين دول القرن الإفريقي لتعزيز الأمن والسِّلْم الإقليمي في المنطقة.
وإجمالًا، يُمَثِّل غياب استراتيجيَّة أمنيَّة لدى الحكومة الصوماليَّة، والتي يقترن بها ضَعْف الأجهزة الأمنية الصومالية في مواجهة الإرهاب، ناهيك عن قرار الدول المُشارِكَة في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” الانسحاب النهائي بحلول 2020م، مع ضعف تنسيق الجهود الإقليمية والدولية في مواجهة الإرهاب في الصومال؛ دافعًا أمام استمرار حركة شباب المجاهدين في تصعيد تحركاتها وعملياتها الإرهابية في الداخل الصومالي وفي المحيط الإقليمي؛ بما يهدِّد أمن واستقرار المنطقة.