ثمة أمثلة كثيرة على وَلَع “المستعمر” -باختلاف موقعه التاريخي والجغرافي- باقتناء رموز ومظاهر مختلفة من البلاد التي تخضع لسيطرته؛ لإشباع رغبة واضحة بالشعور بالهيمنة، وإخضاع تلك البلاد بشكل كامل لسلطاته. ويمكن اعتبار هذا المظهر دالًّا على بنية “سيكولوجية المستعمر”؛ التي تنزع لاستكمال الهيمنة العملية على الأرض بسيطرة رمزية، قد تتطور ثقافيًّا وماديًّا كما في حالة الآثار الإفريقية المنهوبة في حِقَب متعاقبة، ونُقِلَت لتُعْرَض في متاحف المدن الأوروبية والأمريكية.
وفيما يكرّس هذا النزوع سمة الهزيمة المستحقة في وصف الشعوب المستعمَرة (من وجهة نظر المستعمِر)؛ فإنه يُعزِّز وبقوة التصورات التقليدية (الغربية بالأساس، وهامش من ثقافة مملوكية وعثمانية في المشرق العربي في السياق الحالي) عما يصفه “بتخلُّف” هذه الشعوب، أو توقُّف حركة تاريخها، في مقابل تطوُّر تاريخي مستمر للمستعمِر و”نموذجه” في مراحل ما بعد الاستعمار.
وكان جلب حيوان الزراف من إفريقيا لعَرْضه في أوروبا، ودلالته في الإشارة إلى “إفريقيا المهزومة” -بحسب قراءات تاريخية أوروبية متعاقبة-؛ حلقةً في هذا الولع منذ التمدد الاستعماري الروماني في نهاية القرن الأول قبل الميلاد على أقل تقدير، الأمر الذي لم يتغير مع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم تقسيم القارة الإفريقية بين القوى الأوروبية في نهايته.
إفريقيا المهزومة والتنميط “الكلاسيكي”:
لئن ارتبط العصر الهلنستي في إفريقيا بجوانب فكرية وحضارية واضحة، سارت جنبًا إلى جنب مع التوسع اليوناني في أطراف القارة الشمالية؛ فقد غلبت الهيمنة العسكرية المستمرة على حضور روما في القارة، مع ملاحظة اعتماد الإمبراطورية الرومانية منذ قيامها في العام 27 ق.م (بعد سنوات قليلة من معركة أكتيوم 31 ق.م. في مصر التي كانت حاسمة في صعود أغسطس 27 ق.م -14م إمبراطورًا لروما)، على تمثل الحضارات التي خضعت لسيطرتها في تطورها السياسي والحضاري. ومن ذلك: انتشار تأثيرات الحقبة اليونانية- المصرية الدينية في أقاليم هذه الإمبراطورية في أوروبا؛ حيث حضرت المعبودات المصرية بشكلٍ واضحٍ في مناطق رومانيا الحالية وما جاورها وفق كشوف أثرية مهمة هناك([1]).
ومع اختزال “الإمبراطورية الرومانية” الحضارات التي هيمنت عليها وسلبها، كما في المثال المذكور، برزت سيكولوجية المستعمر الفخورة بهذا الاستحواذ والسلب المادي والرمزي.
وفي هذا السياق التاريخي، يبرز الزراف حيوانًا إفريقيًّا مميزًا؛ إذ بات يرتبط تلقائيًّا بالقارة وتفرُّدها بمناطق غابات شاسعة غنية بتنوع حيواناتها وأسطحها النباتية. وإلى جانب سمات الزراف كحيوان يعيش على العشب البري ويتجول في المناطق المفتوحة في مجموعات صغيرة للغاية؛ فإن اقتناءه خارج بيئته الإفريقية ظل علامة على القوة والثراء الفاحشين.
وربما كانت أولى الإشارات لجلب الزرافات خارج إفريقيا بغرض استعراض القوة وإعلان “الانتصار” في القارة (حتى قبل تحقُّق قَدْر كافٍ من المعرفة الدقيقة بجغرافيتها وأحوالها)؛ ما ذكره بليني الأكبر Pliny the Elder (23-24/ 79م) في مؤلفه الجامع “التاريخ الطبيعي” The Natural History([2]) من وصول الزراف للمرة الأولى إلى روما في القرن الأول قبل الميلاد في عهد الإمبراطور يوليوس قيصر، وتحديدًا في العام 48 ق.م. عقب عودته من حملة عسكرية غير ناجحة في إفريقيا، ورأى مؤرخون أنه قد عمد إلى استعراض الزرافة (في تقليد روماني معروف باستعراض الأسرى من جنود وقادة “الأعداء” في شوارع روما)؛ للتدليل على عودته منتصرًا ([3]).
وهي الحادثة التي رصدها بليني في سياق وصفه للزراف؛ إذ ذكر أن “الإثيوبيين قد أطلقوا اسم نابون nabun على تلك التي لديها عنق مثل الحصان، وقدم وأرجل مثل الثور، ورأس مثل الجمل، وذات لون متورد منقط ببقع بيضاء، ومِن ثَم أطلقوا عليها “الجمل المنقط” camelopard”.
ولاحظ بليني أن وجود الزرافة عُرِفَ تقليديًّا في شرق إفريقيا (إلى الجنوب والجنوب الغربي من إثيوبيا الحالية)، وهي الرواية التي صدق عليها عدد من المؤرخين بشاهد عدم وجود الزراف في أعمال فنية في “العصر العتيق”؛ سواء رسمًا أم تجسيدًا في فسيفساء، أم منحوتات (على خلاف حيوانات إفريقية أخرى مثل الأسود)؛ كما ظهر الزراف بكثرة في أعمال فنية مهمة في عصر النهضة في إيطاليا تحديدًا بعد العام 1488م؛ أخذًا في الاعتبار أن الزراف لم يكن من الحيوانات التي يعرفها أهل فلورنسا في ذلك الوقت في الغالب ([4]).
الزرافة الإفريقية من القاهرة إلى فلورنسا:
يمكن فَهْم رمزية حرص حواضر مختلفة على استقدام عدد من الزرافات، من رمز الانتصار على إفريقيا إلى الدلالة على ثراء تجارة تلك الحواضر، في سياق الإلمام بتفاعلات البحر المتوسط، وبشكل أكثر تحديدًا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر؛ إذ ظلت دولة المماليك في مصر والشام الشريك التجاري الرئيس لإيطاليا طوال أكثر من قرنين كاملين (بداية من مطلع القرن الرابع عشر على أقل تقدير).
واتساقًا مع هذه الحقيقة؛ كانت ثمة دلائل على اهتمام رائد عصر النهضة في إيطاليا “لورنزو العظيم” بإفريقيا بشكل عام، ومصر وتجارتها على وجه الخصوص، وأن ثمة علاقات وطيدة قد ربطته بالسلاطين المماليك في مصر في عهده. وعلى سبيل المثال فقد حصل لورنزو على هدايا قيمة من سلطان مصر الأشرف قايتباي (والذي حكم مصر 1468- 1496م)، وصلته إلى فلورنسا في 11 نوفمبر 1487م، وتضمنت مجموعة متنوعة من الحيوانات التي جلبها الأخير من أعالي النيل أو شرق إفريقيا في الغالب، ومن أبرزها زرافة، وقدمها سفير السلطان المملوكي (قايتباي) لدى لورنزو شخصيًّا في 18 نوفمبر من نفس العام. وجذبت الزرافة تحديدًا اهتمام المؤرخ الإيطالي لوكا لاندوتشي Luca Landucci الذي كان يعمل على تدوين سيرة لورنزو، وأبرز فيها هذه الهدية التي وصفها بأنها رمز عظيم وجميل.
ورغم أن احتفاء فلورنسا بالزرافة المهداة من قايتباي كان حدثًا يمكن وضعه في سياقات احتفاء أمراء عصر النهضة في العديد من المدن الإيطالية بهواية جمع الحيوانات والطيور الغريبة (عن البيئة الإيطالية)، كما في ميلان وفينيسيا ونابولي التي حفلت جميعها بأنواع من الحيوانات مثل الفيلة والدببة المجرية والإبل والنعام والفهود؛ إلا أن حضور الزراف كان بالغ الندرة، ولم ترد حوادث مماثلة بعد حادث يوليوس قيصر سوى استقدام الملك فريدريك الثاني في صقلية في العام 1261م زرافة كانت في الأصل هدية من سلطان مصر مقابل حصول السلطان على دُبّ أبيض، وفي القرن الخامس عشر نفسه كان دوك كالابريا Calabria ممن افتخروا بامتلاك زرافة أخرى، ثم الدوق هركليز الأول في فيرارا Ferrara وأمراء في نابولي([5])؛ مما يُكْسِب الهدية المملوكية قيمة كبيرة لدى لورنزو دي مديتشي. ولُوحِظ أن مصر كانت المصدر الأساسي لمثل هذه الحيوانات لإيطاليا، ثم دولة الأتراك التي قامت في القسطنطينية بعد 1453م، مما عزَّز نزعة الولع بالشرق في إيطاليا في عصر النهضة، وتعبيرًا واضحًا عن نزعتها التوسعية أو استعادة “أجواء” الإمبراطورية الرومانية([6]).
من القاهرة إلى الأستانة مجددًا!
مثَّل الحكم العثماني في أرجاء متفرقة من القارة الإفريقية حلقة وصل أخرى مهمة للغاية في جهود الهيمنة وإحكام السيطرة على مصر والمناطق المحيطة بها في القارة إحكامًا كاملًا. مع نشاط العثمانيين الواضح في مصر ومنها في البحر الأحمر وأعالي النيل منذ مطلع القرن السادس عشر بانت توجهاتهم الاستعمارية متعدية لأفكار “الدفاع عن بلاد المسلمين” ضد البرتغاليين وغيرهم في هذه المناطق إلى الاستغلال المباشر لها لصالح “الدولة العثمانية” نفسها؛ وتزامن ذلك مع صعود الطابع الإمبراطوري في الدولة العثمانية مع نهاية القرن السادس عشر.
وكشف رحالة أوروبيون زاروا تركيا والشام ومصر واليمن في تلك الفترة عن حالة ترف مفرط في البلاط العثماني؛ تُذكّر بالبلاط الروماني وتتجاوزه في نواحٍ أخرى منذ عهد سليمان القانوني (ت1566). وعلى سبيل المثال: وجد هؤلاء الرحالة انتشار اقتناء الحيوانات البرية في الأستانة، وأن تلك الحيوانات “بدأت في التصرف كخدم مهرة”.
وعندما وصل الرحالة أوجير دي بوسبك Busbecq إلى الأستانة لاحظ وجود “أنواع عدة من الوحوش البرية… وهي بالغة الرقة والترويض، لدرجة أنني رأيت أحد الحراس يسحب شاة من فم أسد، ولم يخضب بالدماء سوى فكه دون التهامه”.
وفيما تناقض مع اهتمامات بوسبك العلمية ومحاولة تفسيره سلوك الحيوانات المروضة في الأستانة وعلاقاتها بالبشر كان الرحالة الإنجليز أكثر عملية. وعلى سبيل المثال: قدَّم الإنجليزي جون ساندرسون john Sanderson، الذي زار الأستانة في العام 1592م بداعي عمله محاسبًا في “شركة الشام” levant Company، في مستهل تقريره عن هذه الزيارة بوصفه الحيوانات الغريبة التي رآها هناك:
“… وصلنا إلى القسطنطينية يوم أحد السعف؛ حيث مكثت هناك لمدة ستة أو سبعة أعوام. ورأيت خلال إقامتي الكثير من الحيوانات مثل الفيلة، والأسود المروَّضة، والقطط المنقطة المروضة الضخمة، والأيل -وهو ذكر الأدغال-… (وكلها قادمة من مصر). لكن أكثر ما أثار إعجابي وأجمل الوحوش التي رأيتها للمرة الأولى على الإطلاق كانت زرافة مروضة كما لو أنها أيل رُبِّيت في المنزل.. وكانت ذات طول فاره؛ وقدماها الأماميتين أكبر من الخلفيتين، وذات عنق طويل جدًّا، ولديها رأس مثل الجمل، باستثناء قرنين صغيرين على رأسها. وأُرسل هذا الحيوان الرائع من إثيوبيا إلى “أجداد الأتراك العظام” كهدية. ويقوم حارس الزرافة بجعلها تركع أمام الأتراك وغير مسموح بذلك أمام أيّ مسيحي مهما بذل من مال”([7]).
ولا يتوقف التناص التاريخي هنا عند مقارنة الرحالة الأوروبيين لاهتمام السلطان العثماني بتربية حيوانات برية بنظرائه في الإمبراطورية الرومانية وفي إيطاليا، ثم في عصر النهضة (كما في حال يوليوس قيصر المبكر بالزراف كرمز للانتصار في إفريقيا؛ تمثل في عَرْضه إحداها في شوارع روما بعد عودته من حملة إفريقية لم تنجز أهدافها في واقع الأمر وفي مدينة فلورنسا كما أشرنا)، بل يتضح وجود معرفة تاريخية عميقة لدى أغلب الرحالة وممثلي الدول الأوروبية في “الشرق” تتضح مثالًا فيما رصده أوجير ج. دي بوسبك (خلال إقامته بها سفيرًا لإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة فرديناند الأول Ferdinand I لدى السلطان سليمان القانوني في الفترة 1554-1562م) خلال أحد خطاباته الشهيرة([8]) المرسلة لفرديناند من وجود نقش لوح شهير في أنقرة يخص عهد الإمبراطور أغسطس الذي دُوّن فيه أهم أعماله وانتصاراته (أخذًا في الاعتبار تأكيد مؤرخين أوروبيين أن إشارته للوح هي الأولى التي تصلهم حوله)، على النحو التالي: “رأينا عند أنقرة نقشًا لوحيًّا بالغ الحُسْن، وهو نسخة من الألواح التي رصد عليها أغسطس رصدًا كاملًا لأعماله العامة. ونُحتت على جدران رخامية لأحد المباني، والذي ربما كان مقرًّا عتيقًا للحاكم، وتم هجره الآن. ويقع نصف المجموعة على يمين موضع دخول المكان، والآخر على يساره…”.
ولفت بوسبك إلى عزمه تكليف أشخاص بنسخ النقوش لإرسالها إلى أوروبا. مما يشير إلى وثاقة الصلة بين تاريخ الإمبراطورية العثمانية ونظيرتها الرومانية رغم الفوارق الزمنية والأيديولوجية بينهما.
خاتمة:
تأسست في مدينة “بيزا” الإيطالية “حديقة بيزا النباتية” في منتصف القرن السادس عشر كمؤسسة تعليمية وبحثية؛ ركزت في المقام الأول على رعاية مجموعات نباتية متنوعة. وضمَّت الحديقة في منتصف القرن التاسع عشر عددًا من الحيوانات الحية في مقدمتها زرافة لعَرْضها أمام جمهور الحديقة، تم جلبها عبر ميناء الإسكندرية في العام 1847م لصالح الدوق الأكبر “ليوبولد الثاني” الذي عهد برعاية الزرافة إلى باولو سافي Paolo Savi مدير متحف التاريخ الطبيعي([9])، مما يعطينا هنا دلالة على استمرارية حضور الزراف في التصور الاستعماري بشكل عام سواء بوعي تام (كما في حالة يوليوس قيصر) أم مجرد تقليد غير واعٍ إلى حد ما.
وفي مفارقة طريفة يصف المخرج الإيطالي باولو سورينتينو Paolo Sorrentino مشهد الزرافة الذي قدَّمه في فيلمه “الجمال العظيم” The Great Beuaty (2013م) بأنه قام على تصوّره مجسدًا لحيوان فريد في حجمه وسلوكه الذي رآه غامضًا mysterious، ومِن ثَم فإن حديث الفيلم عن الطبيعة الغامضة لمواقع روما القديمة والمباغتة التي تحيل إليها مظاهر المدينة، (رأيت أن إظهار الزرافة في موقع حمامات كراكلا في روما على مقربة من موقع استعراض الجلادين والحيوانات أمام جمهور روما في عهد الأباطرة) سيكون رسالة جيدة للغاية. فروما مدينة يمكن للمرء أن يمر بها بتجربة رؤية ساحر يجعل زرافة ما تختفي([10]).
………………………
[1] Ștefana Cristea, Gods of Egyptian Origin at Dierna (Orșova, Romania): Methodology, Assemblage, Influences and Interpretations (in:Cristea, Stefana et al, eds. Africa, Egypt and the Danubian Provinces of the Roman Empire: Population, Military and Religious Interactions (2nd-3rd centuries AD ) BAR Publishing, Oxford, 2021, pp. 75-98
[2] – نُشِرَ في الفترة 77-79م، وصدر في 37 مجلدًا باللغة اللاتينية، ويُعدّ أكبر الكتب التي وصلت كاملة من عهد الإمبراطورية الرومانية؛ وقد صدرت ترجمة إنجليزية له في العام 1938م في عشرة مجلدات، علّق عليها وشرحها هـ. راكام H. Rackham: Rackham, H. Pliny Natural history (With an English Translation in Ten Volumes) Harvard University Press, London, 1938.
[3] -Joost-Gaugier, Christiane L. Lorenzo the Magnificent and the Giraffe as a Symbol of Power, Artibus et Historiae, 1987, Vol. 8, No. 16 (1987), p. 94.
[4] -Ibid.
[5] -Ringmar, Erik, Audience for a Giraffe: European Expansionism and the Quest for the Exotic, Journal of World History, Dec., 2006, Vol. 17, No. 4 (Dec., 2006), p. 378.
[6] -Ibid. p. 393.
[7] -MacLean, Gerald, Looking East English Writing and the Ottoman Empire before 1800, Palgrave Macmillan Ltd. London, 2007, pp. 151-2.
[8] – صدرت مراسلات دي بوسبك كاملة في عمل مهم جاء في مجلدين، وتضمن ترجمة رصينة لتلك الخطابات إلى اللغة الإنجليزية، في نهاية القرن التاسع عشر، كما تضمن مقدمات وافية وضعها كل من تشارلز فورستر وبلاكبيرن دانيال عن حياة دي بوسبك، وتفسيرات تاريخية لسياقات خطاباته، وإحالات تاريخية دقيقة لأهمية هذه الخطابات في فهم مسار تطور الدولة العثمانية، وظل العمل من أحد أهم مصادر معرفة الأوروبيين بالدولة العثمانية في فترة مبكرة للغاية، كما عده الفرنسيون على وجه الخصوص من أهم مصادر مقاربة “المسألة الشرقية” في القرن التاسع عشر مع إرهاصات فكرة “رجل أوروبا المريض”، راجع بالتفصيل: Forster, Charles Thornton and Daniell, F. H. Blackburne, Life and Letters of Ogier Ghiselin de Busbecq(Seigneur of Bousbeccque Knight, Imperial Ambassador, C. Kegan Paul & Co, London, 1881
[9] -Gianni Bedini and Simone Farina, A Giraffe in the Botanic Garden of Pisa (Tuscany, Northern Italy), Journal of Zoological and Botanical Gardens, 2002, 3, pp. 170-176.