انتهى العام 2024م فيما لا تزال القارة الإفريقية في حيرة من أمرها من تداعيات التقلبات الإقليمية والدولية عليها وعلى قضاياها. تناول المقال الأول تجديد اتهامات روسيا لأوكرانيا بعمل الأخيرة على فتح جبهة ثانية للحرب الروسية الأوكرانية في إفريقيا؛ بينما ركز المقال الثاني على العام 2024م كعام للتعليم الإفريقي، وضرورة تكريس الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي نفسه مخصصات مالية معتبرة لدفع قطاع التعليم للأمام وعدم الاكتفاء بالتمويل الخارجي له. وتناول المقال الثالث إرث الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في إفريقيا بمناسبة وفاته نهاية العام الجاري.
أوكرانيا تفتح “جبهة ثانية” في إفريقيا بعد فشلها في الحرب مع روسيا!([1])
اتهمت روسيا أوكرانيا مرة أخرى، نهاية ديسمبر 2024م، بتصعيد التوتر في القارة الإفريقية؛ مدعيةً أن دعم كييف للجماعات المسلحة في مالي والنيجر يمثل “جبهة ثانية” في الصراع الجاري مع موسكو. فقد أكَّد إيجور جروميكو I. Gromyko، سفير روسيا في مالي والنيجر، لوكالة تاس TASS أن تورط أوكرانيا في الصراعات الإفريقية هو استجابة مباشرة لفشلها في ميدان الحرب ضد القوات الروسية.
ويُذكَر أن الاتهامات لأوكرانيا بدعم “الإرهاب” في إفريقيا ليست جديدة، مع تحوُّل مالي والنيجر نحو التقارب مع روسيا للحصول على دعم عسكري، والابتعاد عن علاقتهما الدفاعية السابقة مع فرنسا.
وأكد السفير أن نظام فلاديمير زيلينسكي، “العاجز عن هزيمة روسيا في ساحة الحرب”؛ قرر فتح “جبهة ثانية” في إفريقيا، ودعم التكوينات العسكرية غير القانونية ضد الدول الصديقة لموسكو في القارة. وقد جاءت ملاحظاته بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية بين أوكرانيا والعديد من الدول الإفريقية، والتي تتهم بدورها كييف بزعزعة الاستقرار في الإقليم. وقد تصاعد التوتر عندما أعلنت حكومة مالي الانتقالية في أغسطس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا. وورد وقتها أن قرار باماكو كان بسبب تعليقات لمسؤولين أوكرانيين بمن فيهم أندريه يوسوف Andrey Yusov، الناطق الرئيس باسم إدارة الاستخبارات الأوكرانية، ويوري بيفوفاروف Yury Pivovarov سفير أوكرانيا في السنغال. وادعى هؤلاء المسؤولون الأوكرانيون وقتها أن كييف ساعدت المسلحين المسؤولين عن الهجوم على قوات مالية في الإقليم الشمالي من البلاد في نهاية يوليو 2024م.
وأضاف السفير الروسي: “إننا نتفهم الدوافع التي قادت الماليين لقطع علاقاتهم مع كييف. والحقيقة أنها تتعاون مع الإرهابيين، وهو أمر لا يفاجئنا. وفي بلادنا فإنها تواصل تطبيق الطرق الممنوعة -كما أنها مُدانة بالتخريب والاغتيالات السياسية والتدمير المستمر للبنية الأساسية المدنية”.
ومن جهة أخرى، رفضت أوكرانيا بالفعل مثل هذه الاتهامات، ووصفت قرار كل من مالي والنيجر بأنه قصير النظر ومتعجل. كما أنكر المسؤولون الأوكرانيون بقوة أيّ تورط لبلادهم في دعم الإرهاب الدولي، وأكدوا التزام بلدهم بالاستقرار والسلم الإقليمي.
روسيا في غرب إفريقيا:
رسَّخت موسكو مكانتها بشكلٍ متصاعدٍ كقوة رئيسة في إفريقيا مع نموّ نفوذها بشكل كبير في الفترة 2021- 2023م، وعاد هذا الصعود بشكل كبير إلى سلسلة من الإستراتيجيات الدبلوماسية بالغة الفعالية وحملات تشويه السمعة التي سمحت لروسيا بتحقيق اختراقات رئيسة في القارة.
وقد أسهمت خطوات روسيا في عزل رؤساء مالي وبوركينا فاسو والنيجر وصعود حكومات عسكرية موالية لروسيا وانهيار مبادرة مناهضة الإرهاب التي قادتها فرنسا قرابة عقد كامل في الإقليم. وقد أظهرت روسيا، خلاف الدول الأوروبية، اهتمامًا محدودًا بربط صادرات السلاح بحقوق الإنسان في الإقليم. ووفقًا لمسؤول غرب إفريقي بارز فإنه بمقدور روسيا تقديم إمدادات عسكرية سريعة دون تأخيرات بيروقراطية كما حال الدول الأوروبية. وقد جعلت هذه القدرة من موسكو شريكًا جذابًا للعديد من دول الساحل، ولا سيما في وقت الأزمات.
وتعمل فيالق إفريقيا، وريثة مجموعة فاغنر الروسية، في العديد من الدول الإفريقية بقدرة تبلغ نحو 1000 عنصر في مالي، وحوالي مائة في بوركينا فاسو، وعدد غير محدد في النيجر والسودان، ونحو 2000 جندي في جمهورية إفريقيا الوسطى. وتُسهم تلك القوات في دعم مصالح روسيا الاقتصادية مثل تهريب الذهب وصفقات السلاح، فيما تسمح لموسكو بزعزعة الديناميات الإقليمية بتكلفة منخفضة.
على أيّ حال فإن الوضع اتخذ توجهًا حادًّا في نهاية يوليو الفائت عندما أدَّى حادث منسَّق مِن قِبَل عناصر أوكرانية مع انفصالي الطوارق إلى مقتل أكثر من 80 مقاتلًا من عناصر فيالق إفريقيا الروسية، ونحو 47 جنديًّا ماليًّا في مدينة تينزاوتين على الحدود مع الجزائر. وردت موسكو وباماكو بقصف غير تمييزي لأجزاء من شمالي مالي.
على أي حال، وعقب هذا الكمين، فقد ظهرت صورة تظهر مقاتلي الطوارق وهم يمسكون عَلمًا أوكرانيًّا. وأثارت تلك الصورة على الفور اتهامات لأوكرانيا بدعم الهجوم. وأكد مسؤولون أوكرانيون أن الصورة صحيحة، وأن بلادهم تدعم أيّ مجموعة تعارض “المجموعة الروسية في إفريقيا” (فاغنر أو فيالق إفريقيا)، مما أدَّى إلى رد فعل سلبي تجاه أوكرانيا من دول جوار مالي لا سيما النيجر. وفي 4 أغسطس أعلنت مالي قطع علاقاتها مع أوكرانيا. وبعدها استدعت السنغال سفير أوكرانيا إلى مقر وزارة الخارجية، كما أصدرت بوركينا فاسو إدانة قوية لأوكرانيا. وفي 6 أغسطس انضمت النيجر لموجة نقد أوكرانيا، وقطعت علاقاتها رسميًّا مع كييف.
وفيما ألحق الكمين الناجح الذي نصبه مقاتلو الطوارق خسائر طفيفة بروسيا، فإن الخبراء يؤكدون أن خسارة روسيا لعدد قليل من مرتزقة فاغنر لن يؤثر على الأرجح على عمليات روسيا الأكثر انتشارًا. وعلى النقيض من ذلك فإن أعمال أوكرانيا يمكن أن تُلحق أضرارًا بعلاقاتها مع الدول الإفريقية، وتُهدّد الدعم الغربي مستقبلًا لمواجهتها ضد روسيا.
2024م: عام التعليم في إفريقيا([2])
ميَّز العام 2024م أول عام يعتمده الاتحاد الإفريقي للتعليم في إفريقيا. وربما لا يكون توقيت هذا التخصيص أكثر مثالية من الوقت الحالي. ومنذ بدأت دول القارة في الحصول على استقلالها ظل التقدم في قطاع التعليم بطيئًا للغاية. ومن أجل تحويل قطاعها التعليمي ستحتاج إفريقيا إلى قدر هائل من التمويل. وفيما يُبدي قطاع الشركات، والمنظمات متعدِّدة الجنسيات والمانحون رغبة في المساعدة، فإن على الاتحاد الإفريقي تشجيع التمويل المحلي لنظام التعليم.
وبكل تأكيد، فإن إفريقيا تُواجه تحديات هائلة في مساعي تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ الأمر الذي استدعى عقد لقاء رفيع المستوى للاتحاد الإفريقي على هامش أعماله في سبتمبر 2023م. وخلال الحدث الذي جرى في نيويورك تناولت اللجنة الفنية المتخصصة حول التعليم والعلوم والتكنولوجيا Specialised Technical Committee on Education, Science, and Technology المسألة، ووضعت مسودة إعلان. وشارك في الحدث العديد من القادة الأفارقة وممثلو الأمم المتحدة وشركاء الاتحاد الإفريقي. وأكد المشاركون على أهمية العمل معًا لمواجهة تحديات قطاع التعليم وتكريس العام 2024م من أجل جعل قطاع التعليم في إفريقيا أكثر شمولًا وصمودًا. ومع نهاية العام فإنه سيكون من المناسب تقييم تطور التعليم والعثور على الفجوات القائمة به.
إرث جيمي كارتر الإفريقي من زيمبابوي إلى جنوب إفريقيا([3]):
عندما يعمد المؤرخون لمدح منجزات جيمي كارتر باعتباره رئيسًا للولايات المتحدة، ويستعرضون سنوات حياته بعد خروجه من منصب الرئيس؛ فإنهم يذكرون الاعتراف بالصين، ومعاهدات قناة بنما، واتفاقات كامب ديفيد. وتقريبًا لا يذكر أحد ما أنجزه كارتر، الذي تُوفي في 29 ديسمبر 2024م، في إفريقيا خلال فترة رئاسته. ونقدم هنا إطلالة جادة على ذلك.
عندما قابلت الرئيس كارتر في العام 2002م أخبرني: “لقد بذلت جهدًا واهتمامًا أكبر بروديسيا، مما بذلته في الشرق الوسط”. ويدعم السجل الأرشيفي ما ذكره الرئيس الأسبق. وتفصل حزمة من الوثائق تركيز كارتر المستدام والعميق خلال رئاسته على إنهاء الحكم الأبيض في روديسيا، والمساعدة في تحقيق استقلال زيمبابوي.
التركيز على جنوب إفريقيا:
كانت هناك عدة أسباب لتركيز كارتر على إفريقيا الجنوبية؛ أولها السياسة الواقعية؛ فقد كانت إفريقيا الجنوبية أسخن ساحات الحرب الباردة عندما تقلد كارتر الإدارة الأمريكية في يناير 1977م. وقبلها بعام كان فيدل كاسترو قد أرسل 36 ألف جندي كوبي إلى أنجولا لحماية حركة تحرير أنجولا MPLA اليسارية من غزو جنوب إفريقي مدعوم من إدارة جيرالد فورد. وظل الكوبيون في أنجولا حتى العام 1991م.
ولم تعد موزمبيق محكومة مِن قِبَل البرتغال، الدولة حليفة الناتو الأمريكية، بل مِن قِبَل حركة فريليمو Frelimo اليسارية. كما واجهت جنوب إفريقيا العنصرية -التي كانت حينذاك مستقرة وموطئ قدم موال لأمريكا في خضم الحرب الباردة- فجأة احتمال إحاطتها تمامًا بدول يحكمها السود ومعادية لها. وجددت الأحداث الطارئة في إفريقيا الجنوبية اهتمام واشنطن بروديسيا، التي كانت تشهد تصاعدًا في حركة المعارضة المسلحة ضد حكومة إيان سميث Ian Smith الممثلة للأقلية البيضاء. وبعد أسبوع واحد من بدء إدارة كارتر قدرت الأزمة في روديسيا على النحو التالي: “يحتوي هذا الوضع على بذور أنجولا أخرى.. إذا حدث فشل في المحادثات فإن ذلك يعني حربًا عنيفة، يتوقع أن يزيد خلالها النفوذ السوفييتي/ الكوبي” (في إفريقيا الجنوبية). وعرفت الإدارة أنه إذا لم تنته الحرب في روديسيا فإن القوات الكوبية قد تعبر إلى القارة لمساعدة المتمردين.
ما الذي حدث عندئذ؟
لم يكن ثمة اعتقاد حينذاك بأن إدارة كارتر، التي تؤكد على حقوق الإنسان، سوف تتدخل في روديسيا لدعم حكومة إيان سميث العنصرية. لكن كان مستبعدًا بالقدر نفسه، وفي ضوء الحرب الباردة، وقوف إدارة كارتر متفرجة، وعلى نحو سلبي على نحوٍ يسمح بحدوث انتصار كوبي مدعوم مِن قِبَل الاتحاد السوفييتي مرة أخرى في إفريقيا. ومِن ثَم أعلنت أول مذكرة مراجعة رئاسية Presidential Review Memorandum تصدرها الإدارة حول إفريقيا الجنوبية، والتي كتبت مباشرة عقب تولي كارتر الإدارة، أنه: “على وجه السرعة، تمثل المشكلة الروديسية الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية”.
وكوَّنت إدارة كارتر على الفور فريقًا تفاوضيًّا بصلاحيات كبيرة بقيادة سفير واشنطن في الأمم المتحدة أندرو يونج A. Young ووزير الخارجية سيريس فانس Cyrus Vance للتنسيق مع البريطانيين ووضع تسوية للأزمة. وأدت هذه المفاوضات، التي قادها الأمريكيون، إلى إطلاق محادثات لانكستر هاوس Lancaster House في بريطانيا، والانتخابات الحرة في العام 1980م وحكم الأغلبية السوداء في زيمبابوي المستقلة.
وكان ثمة سبب آخر لاهتمام كارتر بإفريقيا الجنوبية، وهو: العرق. فقد نشأ كارتر في الجنوب الأمريكي الذي كانت تطبق فيه قوانين التفرقة العنصرية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. وحينما كان طفلًا لم يتساءل عن الأبنية العنصرية لجنوب جيم كرو Jim Crow South، لكن عند نُضْجه، ثم خدمته في البحرية الأمريكية وانتخابه حاكمًا لجورجيا، تغيرت نظرته العامة. وقدَّر أيما تقدير مساعدة حركة الحريات المدنية في تحرُّر الجنوب من ماضيه القمعي، وشعر بالندم لكونه لم يشارك بقوة في الحركة. وعندما سألت كارتر عن سبب بذله جهودًا كبيرة في روديسيا كان جزء من تفسيره على النحو التالي:
“لقد شعرت بالمسؤولية ودرجة من الذنب؛ لأننا قضينا قرنًا كاملًا بعد الحرب الأهلية نضطهد السود، وبالنسبة لي فإن الوضع في إفريقيا لم يكن منفصلًا عن حقيقة حرمان السود أو اضطهادهم أو قمعهم في الجنوب (الأمريكي)”. وبشكل عام فإن كارتر كان يُوقن أن المقارنات بين نضالات الحرية في الجنوب الأمريكي وتلك في إفريقيا الجنوبية ربما تكون ساذجة، لكنها مهمة.
أنجولا والحرب الباردة:
وكما حسَّن كارتر علاقات بلاده مع القارة ككل. وزاد من الاتصالات التجارية والدبلوماسية معها؛ فقد عامل إفريقيا السوداء بقدر واضح من الاحترام. وخلال الحرب في القرن الإفريقي قاوم كارتر ضغوطًا متنامية لأن تقف الولايات المتحدة بكامل ثقلها وراء الصوماليين عندما شنَّت مقديشو حربًا ضد إثيوبيا اليسارية. وحاولت إدارته التفاوض على تسوية في ناميبيا وأدانت الأبارتيد في جنوب إفريقيا.
لكن في أنجولا، كما أظهرت بحوث المؤرخ بيرو جليجيسيس Piero Gleijeses، لجأ كارتر لانفعالات الحرب الباردة، وأكد أن الولايات المتحدة لن تستعيد علاقاتها كاملة مع أنجولا إلا بعد رحيل القوات الكوبية، وجاء هذا الموقف رغم معرفته أن القوات الكوبية كانت موجودة في أنجولا بناء على دعوة من الحكومة الأنجولية، وأنها كانت ضرورية لمنع توغل قوات جنوب إفريقيا.
وكانت استجابة إدارة كارتر متسقة تمامًا مع استجابات الإدارات الأمريكية المختلفة عندما يتعلق الأمر بما يُتصور على أنه تهديد شيوعي. لكن ذلك يفيد في تصور مدى جرأة إدارة كارتر الاستثنائية في دعم الجبهة الوطنية في زيمبابوي.
وخلال الأربعين عامًا التالية لنهاية إدارة كارتر فإن الأخير ركَّز بشكل أكبر على إفريقيا جنوب الصحراء أكثر من أيّ إقليم آخر في العالم. وكان تمكُّن مركز كارتر The Carter Center من القضاء شبه الكامل على داء التنينات أو ما عرف بدودة غينيا Guinea Worm مُساهمًا رئيسًا في إنقاذ أكثر من 80 مليون إفريقي من الموت المؤكد جراء هذه الإصابة.
كما أن عمله في مراقبة الانتخابات في القارة الإفريقية، وبرامج تسوية المنازعات، قد عزَّزت جميعها الديمقراطية الإفريقية بصورة أو بأخرى. وهكذا فإن عمل كارتر في إفريقيا، ولا سيما في زيمبابوي، يمثل جزءًا مهمًّا ولا يحظى بالتقدير اللازم من عهده المهم للغاية.
…………………………………………..
[1] Ashish Dangwal, Ukraine Opens “Second Front” In Africa! Russia Claims It’s A Direct Response To Kyiv’s Failure In Warzone, The EurAsian Times, December 29, 2024 https://www.eurasiantimes.com/ukraine-in-africa-russia/
[2] Samir Bhattacharya, Africa’s year of education, Hindustan Times, December 29, 2024 https://www.msn.com/en-in/education-and-learning/secondary-education/africa-s-year-of-education/ar-AA1wDzW5?ocid=BingNewsVerp
[3] Nancy Mitchell, Jimmy Carter’s African legacy, from Zimbabwe to South Africa, The Africa Report, December 30, 2024 https://www.theafricareport.com/372594/jimmy-carters-african-legacy-from-zimbabwe-to-south-africa/