قررت روسيا سحب 100 من ضباطها شبه العسكريين من بوركينا فاسو للمساعدة في الحرب في أوكرانيا، وهم جزء من حوالي 300 جندي من لواء الدب – وهي شركة عسكرية روسية خاصة – وصلوا إلى الدولة الواقعة في غرب إفريقيا في مايو لدعم المجلس العسكري في البلاد.
وقالت المجموعة على قناتها على تيليغرام إن قواتها ستعود إلى الوطن لدعم الدفاع الروسي ضد الهجوم الأوكراني الأخير في منطقة كورسك.
وقال قائد لواء الدببة فيكتور ييرمولايف لصحيفة لوموند الفرنسية (باللغة الفرنسية): “عندما يصل العدو إلى أراضينا الروسية، ينسى جميع الجنود الروس المشاكل الداخلية ويتحدون ضد عدو مشترك”.
ونشرت الجماعة يوم الثلاثاء على قناتها على تليغرام أن الوحدة كانت عائدة إلى قاعدتها في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا “فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة”. وليس من الواضح كيف يخطط المجلس العسكري في بوركينا فاسو لتعويض فقدان الدعم العسكري بعد الانسحاب الجزئي للواء الدب.
ويقال إن لواء الدب هو المسؤول عن حراسة كبار المسؤولين في بوركينا فاسو، بما في ذلك النقيب تراوري، الذي تعرضت قيادته للتهديد من قبل. ووصلوا في الشهر نفسه عندما أطلقت أعيرة نارية في عاصمة بوركينا فاسو بالقرب من القصر الرئاسي، مما زاد التكهنات حول تزايد المعارضة لزعيم المجلس العسكري، الذي ادعى أنه أحبط محاولة انقلاب العام الماضي.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي ورد أن المجموعة أكدتها، القائد العسكري البوركينابي وهو يحرسه رجال يرتدون الزي الرسمي الذي يحمل الأعلام الروسية. وتقول الجماعة إنها تحرس السفير الروسي في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو.
وقد تشكل لواء الدب في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا في مارس 2023، وصار تابعاً لوزارة الدفاع بعد ذلك بشهرين تحت اسم اللواء التطوعي المتخصص/81. وينشط في بوركينا فاسو بالتوازي مع الفيلق الإفريقي الروسي، وهو خليفة مجموعة فاغنر المرتزقة التي تديرها الحكومة.
وكتبت مؤسسة «أوقفوا فاغنر» الإنسانية على منصة إكس الاجتماعية تقول: ”إن أعمال العنف التي ارتكبها مرتزقة لواء الدب بحق المدنيين معروفة حق المعرفة في أوكرانيا ويمكن أن تتكرر للأسف في الساحل، فالسكان يعانون بالفعل من انتهاكات فاغنر، ومجيئ لواء الدب ينذر بالأسوأ”.
وهناك مخاوف من أن يؤدي الانسحاب إلى تشجيع المتمردين في بوركينا فاسو، الذين قتلوا مؤخرا ما يصل إلى 300 شخص في واحدة من أكبر الهجمات منذ سنوات.
ويقول الناجون إن ما يصل إلى 300 شخص قتلوا يوم السبت في بلدة بارسالوغو الشمالية، في هجوم أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنه. وبحسب ما ورد كانوا مدنيين وعسكريين يساعدون في حفر الخنادق للمساعدة في حماية المدينة من الهجمات. ولم تذكر السلطات عدد القتلى لكن وزيرة الاتصالات ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغو وصفت الهجوم بأنه “همجي”.
وتعاني بوركينا فاسو منذ عام 2015 من هجمات منتظمة، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص فيما تصفه جماعات الإغاثة بالأزمة “الأكثر إهمالا” في العالم. ووعد المجلس العسكري بقيادة الرئيس المؤقت الكابتن إبراهيم تراوري، الذي وصل إلى السلطة في انقلاب في سبتمبر 2022، بإنهاء الهجمات لكنه واجه صعوبات، حتى بعد السعي إلى شراكات أمنية جديدة مع روسيا.
وتقاتل بوركينا فاسو، مثل جارتيها مالي والنيجر، جماعات مسلحة ومتمردين في منطقة الساحل شبه القاحلة جنوب الصحراء الكبرى. واستولى الجيش على السلطة في البلدان الثلاثة، وشكل تحالف دول الساحل الذين قطعوا العلاقات مع القوة الاستعمارية السابقة فرنسا وصادقوا روسيا بدلاً من ذلك، واشتروا الأسلحة ونشروا مقاتلين مع مجموعة فاغنر المرتزقة، المعروفة الآن باسم الفيلق الأفريقي.
ومع ذلك، كثفت الجماعات المسلحة هجماتها، وخاصة في بوركينا فاسو، على الرغم من التجنيد المكثف من قبل ميليشيا متطوعي الدفاع عن الوطن شبه العسكرية، وهي ميليشيا للدفاع عن النفس.