قال تقييم أعده الاتحاد الإفريقي أن حركة الشباب الصومالية تُحسن استخدام الطائرات المسيَّرة وتبتكر طرقاً جديدة لاستخدام العبوات الناسفة محلية الصنع في هجماتها.
ويقول التقييم إن هذه الجماعة لديها نظام استخبارات قوي وتستخدم بيانات جغرافية متاحة للجميع في التخطيط لشن هجماتها. وذكر الاتحاد الإفريقي أنها شكلت تدريجياً قوة شرق إفريقية من المقاتلين الأجانب تُعرف باسم المهاجرين، ومعظم هؤلاء المهاجرين من الإثيوبيين والكينيين والتنزانيين، ولكن بينهم مقاتلين بورونديين وكونغوليين وروانديين وأوغنديين.
وذكر تقييم الاتحاد الإفريقي أن الشباب أقامت أيضاً علاقات مع تحالف القوى الديمقراطية، وهو جماعة أوغندية ترهب شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وشنت القوات الحكومية والميليشيات العشائرية المحلية هجوماً شرساً على حركة الشباب في عام 2022، أعقبه هدوء نسبي في أنشطة الجماعة، ثم تبدد الهدوء في مارس بهجومها على فندق شهير بالقرب من القصر الرئاسي في مقديشو.
وتسلط الهجمات الضوء على قدرة حركة الشباب على الصمود في مواجهة الضغوط العسكرية وتؤكد مخاوف الخبراء، مثل السفير محمد الأمين سويف، رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس)، إذ يعتقد أن قوات الأمن الصومالية ستحتاج إلى عدم التخلي عن مساعدة القوات الدولية لها بعد مغادرة البعثة البلاد في نهاية العام.
وقال عمر محمود، المحلل الأول المختص بشؤون شرق إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “لا يتوافق ما يطمح إليه أهل السياسة للمرحلة الانتقالية قط مع ما يحدث على أرض الواقع”.
وتسلَّم الجيش الوطني الصومالي 22 قاعدة من الأتميس واستعاد بعض الأراضي، ولكن يؤمن محمود بالحاجة إلى مزيد من الوقت لمواصلة تطوير قطاع الأمن الصومالي. وأضاف قائلاً: “من المحتمل ألا يستغني الصومال عن مساعدة القوات الأجنبية له في العامين المقبلين على الأقل خشية الانتكاسة الأمنية”.
وقالت روث نماتوفو، زميلة الأبحاث في معهد البحوث والتكامل السياسي في إفريقيا بجامعة شمال إلينوي، إن الانسحاب “يجري دون خطة واضحة، وتختلف الأجندات باختلاف الأطراف المعنية”.
وأوضحت أن صفحات التاريخ توضح أن الفترة التي تُسلم فيها مسؤوليات الأمن من بعثة دولية إلى قوات محلية تكون محفوفة بمخاطر شديدة، وقالت: “يحاول الصومال تفادي مثل هذه العواقب بتقليل مخاطر الاستغناء عن القوات الأجنبية دفعة واحدة فيما أمست حركة الشباب أقدر على الصمود وأكثر تطوراً وكثرت أعدادها”.
وإذ يستمر القتال بين القوات الدولية وحركة الشباب، تتخذ الحكومة الصومالية تدابير لاجتثاث المحتوى المتطرف من على الإنترنت، فتستهدف المواقع الإلكترونية وحسابات وسائل الإعلام الاجتماعي المرتبطة بالحركة بمساعدة شركات التكنولوجيا ووكالة المخابرات والأمن الوطني.
وعلى صعيد متصل، أجرت عملية أتلانتا التابعة للاتحاد الأوروبي مع إدارة وخفر السواحل التابع للبحرية الصومالية، أنشطة تدريبية. وشلمت التدريبات مع إدارة خفر السواحل تقنيات الزيارة والصعود والتفتيش والمصادرة، كما تضمنت إجراءات تحديد هوية الأفراد واحتجازهم.
وأشار بيان صادر من عملية أتلانتا إلى أن التدريبات مع خفر السواحل ركزت على الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق وتقنيات الملاحقة المتقدمة.
وتعمل العملية التابعة للاتحاد الأوروبي قبالة السواحل الصومالية منذ عام 2008 ونجحت في الحد من هجمات القراصنة، وتُجري الآن جهود لتدريب البحرية الصومالية وتسليم الأمن البحري في السواحل الصومالية إليها.