تبدو خلف العناوين المتكررة عن التكالب الدولي الجديد على القارة الإفريقية ومنهجية نهب واستغلال مواردها، وربما تنميتها؛ حركة دبلوماسية دولية متسارعة للغاية لحسم حصص هذا التكالب عبر أدوات الترغيب والترهيب مع الحكومات الإفريقية.
يناقش المقال الأول معضلة التكالب الدولي الجديد على إفريقيا، وجهود الغرب وعدد من القوى الصاعدة مثل أوكرانيا، لتعميق هذا التكالب، بل والعمل على تحجيم الجهود الإفريقية الهادفة لمواجهة “الاستعمار الجديد”.
ويثير المقال فرضية بالغة الدلالة والخطورة، وهي احتمالات عودة السياسة الخارجية الجنوب إفريقية إلى مدارها التقليدي مع الغرب أو على أقصى تقدير التزام سياسة “عدم انحياز” تمثل انتصارًا مرحليًّا للغرب في سياساته الحالية بالنظر إلى تعاظم العلاقات الجنوب إفريقية الصينية؛ كما يرصدها المقال.
بينما يقدم المقال الثاني قراءة وجيزة للاستجابة الأمريكية في الآونة الأخيرة للتحركات الروسية والصينية في إفريقيا.
أما المقال الثالث فيتناول على وجه التحديد العلاقات الاقتصادية بين إفريقيا والصين، وتمكّن الأولى من تقليص فجوة العجز التجاري مع الثانية، مما يؤشّر على دور تنموي مهمّ لهذه العلاقات في تطوير الاقتصادات الإفريقية على المدى المتوسط على الأقل.
التكالب الجديد على إفريقيا: الغرب والحلفاء ضد مُواجهة الاستعمار الجديد([1])
يتَّجه الغرب وحلفاؤه مثل أوكرانيا لدعوة أنفسهم للتدخل في القارة الإفريقية، فيما حصل المعسكر الآخر على مقبولية أكبر باعتباره جزءًا من توجُّه مناهضة الاستعمار الجديد. لقد ظهرت منذ بدء الحرب الأوكرانية الروسية في مطلع 2022م تحرُّكات غربية لتعزيز التفاعل مع القارة. فيما ظهر تكالب جديد على إفريقيا من قطبي العالم حاليًّا.
وتوجّه الغرب وحلفاؤه، مثل أوكرانيا، لتأمين النفوذ في إفريقيا، فيما شهدنا استيلاء المجالس العسكرية على الحكم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وقيامها بأمر لا يمكن تخيُّله سابقًا، وهو طرد فرنسا من بلادهم. ويحاول آخرون بوسائل أخرى جذب القارة لجانبهم، وقد أثار وزير العلاقات والتعاون الدولي رونالد لامولا (الجنوب إفريقي) علامات استفهام لدى اليسار باختياره المملكة المتحدة أول دولة يزورها عقب تعيينه في المنصب.
واعتبر اليسار ذلك الاختيار نذير سوء، وأنه كان عليه اختيار دولة غير غربية لجولته الخارجية الأولى وليست دولة أوروبية. وبالنسبة لهم فإن ذلك يؤشر إلى تغيُّر في توجُّه سياسة جنوب إفريقيا الخارجية لتكون أكثر ارتباطًا بالغرب، بدلًا من المقاربة الشرقية التي اتبعها جاكوب زوما خلال فترة رئاسته الأولى. لكن لامولا أكد هذا الأسبوع أن سياسة بلاده الخارجية ستظل “سياسة عدم الانحياز” كما كان في الماضي.
كما تركز أوكرانيا -التي تضربها الحرب- على إفريقيا، ولكم أن تتوقعوا من “كييف” أن تكون أكثر اهتمامًا بكيفية مواجهة روسيا من خلال إرسال بعثات دبلوماسية للدول الإفريقية. لكن منذ العام الماضي ركزت “كييف” على توسيع وجودها في إفريقيا. وقد فاجأ إعلان إدارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي افتتاح بعثات دبلوماسية لها في ثلاث دول إفريقية، (وهي الكونغو ورواندا وكوت ديفوار)، الكثيرين؛ لأن “كييف” لم تُظْهِر أبدًا اهتمامًا بإفريقيا قبيل حربها ضد روسيا. وربما يمثل ذلك جزءًا من إستراتيجيتها لبناء جبهة موحَّدة ضد الكرملين. لكن ثمة سبب للاعتقاد بأن مثل هذا النشاط يرجع لرغبة “كييف” في تقديم تغطية جغرافية أكبر، وإظهار دعم عام لمبادرات سلام زيلينسكي مِن قِبل أكبر عدد ممكن من الدول. ويمكن أن يضمن ذلك في النهاية اتفاقات سلام مدعومة غربيًّا لصالح أوكرانيا.
ومع هذا، فإن أغلب الدول الإفريقية تدرك عدم جدوى عملية التفاوض التي تقترحها “كييف” لتسوية الصراع دون مشاركة روسيا، ودون الأخذ في الاعتبار الحقائق الجيوسياسية القائمة والوضع في أرض المعركة. ويقول البعض: إن المال الذي تنفقه “كييف” على افتتاح بعثات دبلوماسية كان من الأفضل إنفاقه على تعزيز دفاعاتها.
ويُوقن محللون من وكالة أسوشيتدبرس أن افتتاح كييف لسفارات لها في إفريقيا بمساعدة سياسية ومالية من رعاتها الغربيين يستهدف بالأساس خفض النفوذ الروسي في القارة. ويستخدمون تكنولوجيات دعاية سوداء لتشويه صورة روسيا لدى الأفارقة. وسبق أن ذكر ممثل أوكرانيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Subkh Maksym في العام 2023م أن بلاده نظّمت مؤتمرات وموائد مستديرة لسياسيين ودبلوماسيين أفارقة. ويُلاحَظ أن دعاية أوكرانيا بخصوص الطبيعة “العدوانية” لسياسة روسيا الخارجية قد تمَّت مناقشته مكثفًا في تلك الفعاليات.
كما انخرط زيلينسكي ووزير خارجيته دميترو كوليبا Dmytro Kuleba في دور فعَّال في عمليات التأثير الأوكرانية تلك في إفريقيا؛ فقد قام كوليبا بجولتين موسعتين في القارة الإفريقية بما في ذلك زيارته لجنوب إفريقيا فيما اعتبره عدد من الخبراء “محاولة لزيادة الضغوط الدبلوماسية على الأفارقة؛ لحثّهم على قطع علاقات صداقتهم مع روسيا”. ويمكن قياس نجاح هذا الجهد من فشله من خلال دعوة مالي والنيجر وبوركينا فاسو لروسيا، باعتبارها الصديق الجديد، كي تحل محل فرنسا.
صراع روسيا والصين والولايات المتحدة على النفوذ في إفريقيا([2]):
رأت العديد من الدول في الساحل الغرب إفريقي وما وراءه صلة روسية بالانقلابات التي شهدها الإقليم بالنظر لصلة قادة هذه الدول بالكرملين، كما تم في انقلاب مالي في العام 2021م، ثم في أحداث مشابهة في بوركينا فاسو والسودان وتشاد والنيجر (حسب المقال).
في الأسبوع الأخير من يونيو 2024م، توجَّه قائد القوات البحرية الأمريكية في إفريقيا الجنرال مايكل لانجلي، والجنرال تشارلز براون رئيس قيادة الأركان الأمريكية المشتركة والأدميرال روبرت باور R. Bauer رئيس اللجنة العسكرية بالناتو إلى بوتسوانا لحضور أحد أكبر الاجتماعات على الإطلاق بين قادة الجيوش الغربيين والأفارقة. وفي الوقت نفسه الذي عقد فيه الاجتماع كان أفراد القوات الأمريكية في واحدة من أهم قواعد البنتاجون في إفريقيا قرب عاصمة النيجر نيامي يجمعون أمتعتهم لمغادرتها، وفي 7 يوليو ذكرت القوات الجوية الأمريكية اكتمال عملية الانسحاب، مع غلق قاعدة أخرى في النيجر في أغسطس المقبل.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في أماكن أخرى في القارة التي اعتُبرت على نطاق واسع استجابةً للتحركات الروسية الأخيرة، وكذلك ضمن التسابق بعيد المدى مع الصين على النفوذ والاستثمارات. وفي يونيو الماضي صنّفت الولايات المتحدة كينيا كأول “حليف رئيس من خارج الناتو” “major non-NATO ally” في القارة الإفريقية فيما انخرطت الولايات في جهدٍ مكثّف لبناء علاقات مع أنجولا، التي كانت حليفًا رئيسًا للصينيين والروس منذ ذروة الحرب الباردة.
ولقد كان اجتماع قادة الدفاع الأفارقة African Chiefs of Defence (ACHOD) في فندق فاره في جابورون عاصمة بوتسوانا لحظة رئيسة أخرى في هذه الإستراتيجية. ووفقًا لمذكرة صادرة عن الجيش الأمريكي بعد الحدث؛ فإن القيادة الإفريقية الأمريكية عقدت أكثر من 70 اجتماعًا مع شخصيات ومجموعات عسكرية رئيسة في إفريقيا، وإن لم يكن واضحًا (في المذكرة) إن كانت جميعها قد عُقدت في المؤتمر نفسه أم لا. على أيّ حال فقد غابت عن الاجتماع العديد من الدول الإفريقية المهمة حسب اللائحة التي أفرجت عنها القيادة الإفريقية الأمريكية بما فيها جيبوتي (التي تستضيف قاعدتين عسكريتين أمريكية وصينية).
لكنَّ ذِكْر عدم حضور جيبوتي علنًا لا يعني بالضرورة عدم حضور مسؤوليها بالفعل، لكنه يعني أن حكومتها لم ترغب في إعلان مشاركتها رسميًّا. وعلى أي حال فإن عمليات نقل معدات عسكرية أمريكية لدول القارة يمكن أن توفّر منفذًا لأمريكا على القارة ودولها الراغبة في الانتقال فيما يتجاوز حقبة التكنولوجيا السوفييتية التي لا تزال العديد منها تعتمد عليها. وفي العام 2022م وصف رئيس أنجولا جواو لورنزو الولايات المتحدة “بالشريك المثالي” لإعادة تجهيز جيش أنجولا.
ووفقًا لتقديرات حديثة ربما تكون أنجولا قد تلقت نحو 43 بليون دولار في شكل قروض صينية، وعُدَّت، إلى جانب غينيا الاستوائية المنتِجة للبترول أيضًا، ضمن مواقع محتملة لإقامة قاعدة عسكرية صينية محتملة على المحيط الأطلنطي، وهو أمرٌ نظرت له واشنطن كأولوية بالغة في دبلوماسية مواجهتها للنفوذ الصيني.
وبالفعل فقد ارتفعت الاستثمارات الأمريكية في أنجولا لمستويات قياسية بما فيها 900 مليون دولار لمشروعات طاقة شمسية، و250 مليون دولار كجزء من ممرّ سكك حديدية، يدعمه أيضًا الاتحاد الأوروبي. كما توجه مسؤولون أمريكيون بارزون لزيارة أنجولا في العام الجاري من بينهم مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامنتا باور (أبريل 2024م) ووزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال جولة الأخير الإفريقية في يناير، والتي شملت إلى جانب أنجولا كلًا من كيب فيرد وساحل العاج ونيجيريا.
وتأتي هذه الجهود الأمريكية في إفريقيا لمواجهة الضغوط الصينية والروسية؛ إذ ستستضيف الصين في سبتمبر المقبل العديد من القادة وكبار المسؤولين الأفارقة في مؤتمر كبير للاستثمار في بكين؛ بهدف البناء على العلاقات النامية في السنوات الأخيرة بالفعل. وكما هو الحال في العقدين الأخيرين سيعمل كبار المسؤولين الصينيين على طمأنة نظرائهم الأفارقة بأنهم سيظلون -على غير مثال المانحين الأمريكيين والأوروبيين- غير مكترثين بكيفية حكم من يتلقون معوناتهم وتجارتهم لبلادهم داخليًّا، بما في ذلك ما يتعلق بحقوق الإنسان.
كما أن جهود روسيا المتجددة للفوز بنفوذ في إفريقيا تمثّل تطورًا أخيرًا لافتًا، ناميًا من دعم مرتزقة لجمهورية إفريقيا الوسطى في العقد الثاني من القرن الحالي، إلى جهد أكبر بكثير تقوم به الدولة الروسية بشكل مباشر.
تقلُّص العجز التجاري الإفريقي مع ارتفاع الصادرات للصين([3]):
ارتفعت الصادرات من إفريقيا للصين في النصف الأول من العام الجاري فيما انخفضت واردات إفريقيا من الصين انخفاضًا طفيفًا. وتفصيلًا فقد ارتفعت واردات الصين من إفريقيا في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 14% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن الجمارك الصينية.
على أي حال، فإن الصادرات الصينية لإفريقيا خلال نفس الفترة تناقصت بشكل طفيف بنسبة 2.3%؛ حيث وصلت إلى 84.85 بليون دولار حسبما أظهرت الأرقام الواردة من إدارة الجمارك العامة General Administration of Customs.، وخلال فترة الشهور الستة المحددة نما إجمالي تجارة الصين-إفريقيا بنسبة 3.9% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، ووصل إلى 145 بليون دولار.
وأرجع المراقبون تعزُّز الواردات من إفريقيا إلى زيادة إنتاج المعادن، وارتفاع أسعار السلع، وخفض قيمة عدد من العملات الإفريقية الرئيسة. ورأوا أنه على الرغم من أن تقلص العجز التجاري يمثل خبرًا طيبًا لإفريقيا؛ إلا أنه لا يُرجّح أن يستمر.
وقد شهدت الدول الإفريقية الغنية بالموارد استثمارات كبيرة من الشركات الصينية، مع رفعها مستويات إنتاج المعادن وسط توجُّه عالمي نحو الطاقة الخضراء. وفي دولة مثل زيمبابوي، وهي مصدر رئيس لليثيوم، شهدت البلاد تدفُّق بلايين الدولارات قيمة الاستثمارات الواردة من الصين ضمن مساعي عملاق آسيا للهيمنة على سوق بطاريات الليثيوم.
وعلى نحو مشابه فإن جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي أكبر مُنتِج في العالم للكوبالت ومصدر رئيس للنحاس، تظل مصدرًا رئيسًا للمواد اللازمة للصين لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية. كما تستورد الصين معادن مثل البوكسيت من غينيا والبترول من نيجيريا وأنجولا والجابون وغانا.
وتُعدّ جنوب إفريقيا أكبر شريك تجاري إفريقي للصين، وقد تجاوز إجمالي التجارة بينهما في النصف الأول من العام الجاري حاجز 27 بليون دولار وفقًا لبيانات الجمارك الصينية. وخلال هذه الفترة ارتفعت واردات الصين من جنوب إفريقيا بنسبة 10.7%؛ إذ بلغت 17.29 بليون دولار، لكنَّ صادرات الصين لجنوب إفريقيا تراجعت بنسبة 18.6%، ووصلت إلى 10.2 بليون دولار.
وتتمثل الصادرات الجنوب إفريقية للصين بالأساس في المواد المعدنية والمعادن، لكنَّ الصين بدأت في الآونة الأخيرة في شراء منتجات مثل فول الصويا، والنبيذ، والشاي، والحمضيات. وفي نهاية العام الجاري سيُضَاف الأفوكادو لهذه القائمة بعد توقيع البلدان اتفاقًا في قمة البريكس في جوهانسبرج في العام الفائت. وأكَّد سفير الصين في جنوب إفريقيا وو بينج Wu Peng على منصة “إكس” يوم الأربعاء الماضي (17 يوليو 2024م): “استعداد الصين للإسراع في العملية؛ حتى يتمتع الشعب الصيني بالأفوكادو الجنوب إفريقي في أقرب وقت ممكن”.
وتأتي تلك الصفقة وسط تخطيط بكين لتنويع تجارتها في الغذاء والزراعة، وخفض اعتمادها على دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا. وتستورد الصين المزيد من منتجات الغذاء من إفريقيا نتيجة لذلك التوجه؛ مثل الأفوكادو من كينيا وتنزانيا، والفاكهة من جنوب إفريقيا ومن زيمبابوي، والقهوة من إثيوبيا، والفلفل من رواندا. وقد وقَّعت بكين صفقات تجارية مع عشرات الدول الإفريقية، ورفعت الجمارك عن 98% من السلع الخاضعة للضرائب القادمة من تلك الدول.
وفيما يتعلق بالصادرات الإفريقية للصين فإن ارتفاع أسعار النحاس كانت من بين عوامل زيادة أرقامها؛ وفق مارك بولوند M. Bohlund، كبير محللي بحوث الائتمان في REDD Intelligence. كما رأى أن ارتفاع أحجام الإنتاج لعب دورًا بارزًا في ذلك، كما أن خفض قيمة النيرا النيجيرية، وبدرجة أقل الراند الجنوب إفريقي والشلن الكيني قد لعب على الأرجح دورًا في خفض الصادرات الصينية في ضوء أن تلك هي الأسواق الأكبر في إفريقيا جنوب الصحراء. لكنَّ الصادرات الإفريقية للصين، حسب بولوند، ستضعف نوعًا ما في النصف الثاني من العام الجاري وبشكل أساسي بسبب تراجع صادرات النحاس.
أما بالنسبة لإفريقيا فإنها بحاجة إلى تحقيق فائض تجاري مع الصين؛ لكي تتمكن من تسديد ديونها للأخيرة، بدلًا من استمرار حالة عجز الميزان التجاري. لكن لسوء الحظ، فإن الصين تضع أولوية في تحقيقها الربح من إفريقيا في كافة مستويات التعامل، سواء في صادراتها لإفريقيا أو إقراضها أو بفرض شرط أن تستخدم هذه القروض مِن قِبَل شركات صينية لبناء بنية تحتية وإمداد السلع، كما أنه من المتوقع أن تكثف الصين جهودها في العام 2025م لتعزيز صادراتها لإفريقيا بشكل كبير.
………………………………………………………….
[1] Eric Naki, New scramble for Africa: West and allies vs anti-neocolonialism, The Citizen, July 18, 2024 https://www.citizen.co.za/news/opinion/new-scramble-for-africa-west-and-allies-vs-anti-neocolonialism/
[2] Russia, China and US battle for influence in Africa, Energy World, July 19, 2024 https://energy.economictimes.indiatimes.com/news/renewable/opinion-russia-china-and-us-battle-for-influence-in-africa/111855397
[3] Jevans Nyabiage, Africa’s trade deficit shrinks as exports to China surge – but experts say it won’t last, South China Morning Post, July 20, 2024 https://www.scmp.com/news/china/diplomacy/article/3271075/africas-trade-deficit-shrinks-exports-china-surge-experts-say-it-wont-last