كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية أن أكثر من 99,000 مواطن، من بينهم 61,492 طفلاً، فروا من منازلهم في كابو ديلجادو أقصى شمال موزمبيق حتى الآن في عام 2024، وأفاد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن 70,000 مواطن فروا إلى مركز نامبولا جنوباً، 85% منهم من النساء.
وقالت المنظمة في بيان لها: “تكثر التقارير عن قتل الأهالي واختطافهم، والكثير منهم من الأطفال”، ونوَّهت إلى أن أكثر من 100 مدرسة في المحافظة أغلقت أبوابها.
ونوَّه فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حين زار كابو ديلجادو في مارس، إلى أن 600,000 مواطن تمكنوا من العودة إلى ديارهم، إلا أن هجمات المتمردين التي اشتدت مؤخراً أدت إلى ارتفاع إجمالي عدد المهجَّرين الموزمبيقيين بسبب أعمال العنف إلى أكثر من 700,000 مواطن. وأوضح بيرس بيغو أن تزايد أعداد المهجَّرين يدل على هشاشة الوضع الأمني في كابو ديلجادو.
وأفادت السلطات المحلية في مطلع مارس أن أكثر من 70 طفلاً انفصلوا عن ذويهم واختفوا بعد فرار الآلاف جرَّاء الهجمات الأخيرة، وثمة مخاوف من أن يكون البعض منهم قد غرقوا في نهر أو اختطفتهم جماعات مسلحة، ومن المحتمل أن تجعل منهم جنوداً أو عبيداً أو عمالاً.
وبعد نجاح عمليات مكافحة الإرهاب التي أُجريت على مدار أشهر، كشف تقرير للأمم المتحدة صدر يوم 29 يناير أن عدد المقاتلين في صفوف ولاية تنظيم الدولة في موزمبيق انخفض إلى “ما يتراوح من 160 إلى 200 مقاتل متمرسين في القتال”.
وقال اللواء تياغو نامبيلي، قائد جيش موزمبيق، إن كابو ديلجادو باتت “آمنة بنسبة تتراوح من 90 إلى 95%.” ولكن ورد في الثاني من مارس أن 300 من مقاتلي ولاية موزمبيق استولوا على مدينة كيسانغا الساحلية واحتلوها، وهذه المدينة من أبرز مراكز المحافظة ولكن تركها الجيش الموزمبيقي دون حماية. وطالت الهجمات الجديدة مناطق لم يكد يصل إليها المقاتلون منذ بداية التمرد، مثل التقدم المستمر تلقاء مركز شيور بالقرب من حدود المحافظة الجنوبية.
وقال مرصد «كابو ليجادو» الإلكتروني في تقرير عن وضع المحافظة: ”تتسم أفعال ولاية موزمبيق في فبراير بشدتها النسبية وغياب الرد الفعال من قوات الدولة.“
وخرج هذا التمرد من رحم المظالم المحلية وتحول إلى صراع عنيف في عام 2017، فأجبر أكثر من 1.3 مليون مواطن على الفرار من ديارهم في السنوات الست والنصف الماضية، وتعرَّض معظم المهجَّرين لأعمال عنف شديدة أو شهدوها، كالقتل والاختطاف والابتزاز وإحراق القرى.