دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، اليوم الاثنين، إلى شراكة جديدة مع إفريقيا، وكشف النقاب عن خطة طال انتظارها تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وإنشاء مركز للطاقة لأوروبا والحد من الهجرة.
وفي حديثها في قمة استمرت يوما واحدا وحضرها أكثر من عشرين من الزعماء الأفارقة ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، حددت ميلوني سلسلة من المبادرات، وتعهدت بمبلغ مبدئي قدره 5.5 مليار يورو (5.95 مليار دولار).
وقالت ميلوني في كلمتها الافتتاحية “نعتقد أنه من الممكن تصور وكتابة فصل جديد في تاريخ علاقتنا، تعاون بين متساوين، بعيدا عن التسلط او فرض الشروط وأي دعم خيري تجاه إفريقيا”.
وقالت ميلوني إن على أوروبا أن تدعم الصناعة والزراعة في إفريقيا لتقوية الاقتصادات المحلية كوسيلة لإقناع الشباب الأفارقة الساخطين بعدم الهجرة شمالا. وبينما تدعي روما ملكية الخطة، التي سمتها على اسم الراحل إنريكو ماتي، الذي أسس شركة النفط الحكومية إيني، قالت ميلوني إن حكومتها ستتطلع إلى المساعدة من القطاع الخاص والهيئات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي.
وقالت ميلوني أمام القمة: “لن تتوقف الهجرة الجماعية أبدًا، ولن يتم هزيمة المتاجرين بالبشر أبدًا إذا لم نعالج الأسباب العديدة التي تدفع الشخص إلى مغادرة منزله،…، وهذا بالضبط ما نعتزم القيام به.” وجعلت ميلوني خطة ماتي ركيزة أساسية لسياستها الخارجية منذ توليها منصبها في أواخر عام 2022.
و حضر اجتماع روما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي. وقالت فون دير لاين إن “خطة ماتي… تتناسب تماما مع بوابتنا الأوروبية العالمية بقيمة 150 مليار يورو. هذه هي خطتنا لإفريقيا”، في إشارة إلى مشروع بنية تحتية تم الكشف عنه في عام 2021.
ومع ذلك، لاقى الاقتراح استجابة باردة من بعض الحاضرين، حيث قال موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إنه يتمنى لو تم استشارة أفريقيا أولا. وقال وهو يقف إلى جانب ميلوني في مجلس الشيوخ الإيطالي “أريد أن أشدد هنا على ضرورة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال. يمكنكم أن تفهموا أننا لم يعد بوسعنا الاكتفاء بمجرد الوعود التي لا يتم الوفاء بها في كثير من الأحيان”.
وكان من بين الزعماء الأفارقة الحاضرين رؤساء تونس والسنغال وكينيا وجمهورية الكونغو والصومال. وفي المجمل، تم تمثيل 45 دولة إفريقية على مختلف المستويات.
وقال منتقدون إن إيطاليا المثقلة بالديون لا يمكنها أن تأمل في التنافس مع دول مثل الصين وروسيا ودول الخليج، التي تتطلع جميعها إلى تعزيز وجودها في إفريقيا، التي تعد موطنا للعديد من الموارد الطبيعية في العالم.
وتقع احتياجات الطاقة في قلب المبادرة، حيث تتطلع روما إلى أن تكون بمثابة بوابة إلى الأسواق الأوروبية للغاز الطبيعي من إفريقيا الذي أصبح حيويا بعد أن جعل الغزو الروسي لأوكرانيا تنويع الإمدادات أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقد واجهت شركة إيني، أكبر مستورد للغاز الطبيعي في إيطاليا، بالفعل انخفاض الإمدادات الروسية عن طريق شحن كميات متزايدة من أفريقيا، حيث كان لها وجود منذ عقود. وقالت الشركة إن الجزائر ومصر وليبيا ستكون الموردين الرئيسيين للغاز لإيطاليا في السنوات القليلة المقبلة.
ووصل نحو 157600 مهاجر بالقوارب إلى إيطاليا العام الماضي، وهو أكبر عدد منذ عام 2016، مما يقوض تعهد ميلوني الانتخابي بوقف تدفق الوافدين غير المصرح لهم. وغادر معظمهم من بلدان شمال أفريقيا مثل تونس وليبيا، والعديد منهم فروا من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط.