جريدة : سيدوايا
ترجمة :سيدي .م. ويدراوغو
المسئولون الأفارقة في تخطيط للانتقال نحو برامج تطعيم الأطفال ؛ للحيلولة دون عودة ظهور الوباء المميت ، وذلك في مؤتمر أديس ابابا.
إن خبراء عالميين في التطعيم ،ومسئولي 26 دولة إفريقية ضمن :” حزام التهاب السحايا ” اجتمعوا في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) احتفالا بإحدى أهم الإنجازات الصحية : تقديم اللقاح MenAfrivac ، والذي صمم، وطور، وتم إنتاجه لإفريقيا.
وبعد خمس سنوات من التطعيم في بلدان ” حزام التهاب السحايا “حيث تمكن اللقاح من القضاء على التهاب السحايا من سلالة (A )،و تم إدراجه في البرامج الأهلية للتطعيم المنهجي.
وفي المؤتمر الختامي لمشروع ( برنامج التطعيم ضد التهاب السحايا PVM ) أعلن الخبراء بأن جل الأمراض المعدية انخفض من 250.000 حالة إثر وباء 1996 إلى 80 حالة في عام 2015 م في الدول التي لم تنفذ حملة التطعيم الشمولية.
على أن ثمان دول أخرى طلبت دعما ماديا لإدراج هذا اللقاح المسعف في برامجها التلقيحية ضد أمراض الأطفال.
لكن الدكتور متشيديسو مويتي ،المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية (OMS )لإفريقيا، حذر قائلا: ” إن نجاحنا الباهر ضد التهاب السحايا A ليس نهائيا “، مضيفا ” وللحفاظ على مستوى الحصانة المكتسبة ضد المرض ،يتعين على الدول التي يرتفع فيها معدل مخاطر الإصابة ،إتمام برامج حملة التطعيم ، وإدراج اللقاح في برامجها حول التطعيم الشمولي ضد أمراض الأطفال “.
المؤتمر الختامي ل(PVM ) الذي نظمته كل من منظمة (OMS )و منظمة (PATH )غير الحكومية ،جاء بعد عقد مؤتمر وزاري إفريقي مسبق حول اللقاح .. وذلك استجابة لدعوة وزراء الصحة في إفريقيا .
ويعتبر التهاب السحايا إحدى أشد أوبئة ؛ لذلك فقد أنشأت (OMS )و (PATH ) عام 2001 م برنامج (PVM ) والذي عمل طيلة أربع عشرة سنة على التنمية وإقرار وإدراج لقاح جديد ضد التهاب السحايا من سلالة A .
وفي 2008 م (GAVI ) (حليف اللقاح) دعمت تطعيم الشريحة الأكثر عرضة (من 1-29) والذي شمل 26 دولة إفريقية (حزام التهاب السحايا) من خلال حملات احترازية .
ومنذ الحملة الأولى ،مولت (GAVI ) بمبلغ 367 مليون يورو برامج تمويل حملات التلقيح ،لكن المشروع الرائد وصل إل نهايته .وشرع (PVM ) وبعض معاونيه ، ومسئولين الأفارقة عن الصحة :لتنظيم المراحل القادمة لتوفير اللقاح (MenAfrivac ) بشكل دائم.
ويتوقع عودة الأوبئة إلى الدول المعرضة لخطر التهاب السحايا في غضون خمس عشرة سنة إذا أهملت برامج التلقيح الشمولي .
وصرح استيف دافس ، الرئيس ومدير عام (PATH ) قائلا: “لقد أنجزنا انتصارا تاريخيا مع MenAfrivac ..وذلك باختراع لقاح متاح وفعال ، ومخصص لإفريقيا … وبتطور علمي ملحوظ ، لا يحتاج اللقاح إلى تبريد مستمر، وللمرة الأولى ،تسمح المنظمة العالمية للصحة استخدام اللقاح في درجة حرارة تصل 40 درجة ، ولمدة أربعة أيام.
إدراج اللقاح في الدول الواقعة في حزام وباء التهاب السحايا
وقد أدرج – للمرة الأولى – اللقاح في بوركينافاسو في عام 2010 م وانطلاقا من ذلك أعلنت (OMS )أن 16 من بين 26 من الدول المعنية ( الممتدة من السنغال إلى إثيوبيا) أنجزت حملاتها الأولى للتطعيم الشمولي .
وقد استفاد من البرامج أكثر 235 مليون طفل وشاب (ما بين 1-29 سنة) وتحصنوا ضده ، وتم التخلص من التهاب السحايا من المنطقة.
وأكد مانويل فونتين ، المدير العام الإقليمي ليونسيف في غرب ووسط إفريقيا: ” إن نشر اللقاح المضاد لالتهاب السحايا من سلالة ( A) كان نجاحا في إفريقيا جنوب الصحراء “.
مضيفا “سنواصل الجهود على مستوى يونسيف ، والسلطات المحلية ، وخبراء الصحة ،وأعيان القبائل ،ورجال الدين ؛ ليلاقي اللقاح قبولا أكثر وذلك لتعميم اللقاح على المجتمعات المتواجدة في حزام وباء التهاب السحايا”.
ومن بين عشر دول يجب القيام فيها بحملات تطعيم كاملة ، أبدت خمس منها استعدادها للتطعيم في 2016 والخمس دول الباقية ا يتعين فيها القيام بحملات تطعيم شمولية حيث سترتفع معدلات المخاطر في عام 2016 -2017 م .
يقول الدكتور شيث بيركلي ،رئيس ومدير عام (GAVI ) : “مرت أجيال والتهاب السحايا A ظل وباء في الدول التي طوقها حزام التهاب السحايا ،ونهنئ أنفسنا اليوم لإيجاد لقاح مؤكد وفعال، ينقذ ملايين من البشر من الموت أو الإعاقة .. ولكن يجب أخذ الحيطة …ويلزم على الدول إدراج اللقاح في برامج التطعيم الشمولي ، والتأكد بأن الأطفال تحصنوا بالتلقيح”
على أن عدد دول طلبت دعما ماديا لإدراج MenAfrivac في برامجها الأهلية للتطعيم الشمولي ضد أمراض الأطفال 2016 م و هذه الدول (بوركينافاسو ،إفريقيا الوسطى، تشاد ،غانا ،مالي ،نيجر ، نيجيريا).
ويلزم على الثمان عشرة دولة الواقعة في حزام التهاب السحايا أن تطلب الدعم المادي في السنتين المقبلتين حسب الترتيب التالي :في عام 2016 م ، دول : بنين، كاميرون، ساحل العاج ، جامبيا ،غينيا ، السنغال ، توجو.
وفي 2016-2017م ، دول : بوروندي ، إريتريا ، كينيا ،رواندا ،وتنزانيا ( هذه الدول الخمس يتوقع منها تقديم طلب جماعي للدعم المادي لحملات التطعيم الجماعي )،
وفي 2017 م ، دول : كونغو الديمقراطي ، إثيوبيا ،غينيا بشاو ، موريتانيا وجنوب السودان، وأوغندا.
لكن عرض أسعار يونسيف الأخير لحملات التطعيم الشمولي ضد أمراض الأطفال تم إقرار 0,50 يورو للجرعة الواحدة .
ونتيجة لذلك عبر الدكتور كرس إلياس ، الرئيس الدولي للتنمية في مؤسسة بيل و ميلندا جيت :الممول الأساسي للمشروع ، عن ابتهاجه قائلا: ” يعتبر مشروع اللقاح ضد التهاب السحايا من أهم إنجازات الصحة العامة”. مضيفا “إنجازات PVM تبرز إمكانية التعاون بين القطاع الخاص والحكومي في تطوير اللقاح الذي بمقدوره علاج مشاكل الصحة العامة حال نجاحها “.
التهاب السحايا من سلالة A ولقاح MenAfrivac
على مدى قرن من الزمن اجتاحت أوبئة التهاب السحايا من مكورة سحائية A ستا وعشرين دولة إفريقية بجنوب الصحراء وأودت بحياة كثير وأعاقت آخرين .
والمرض عبارة عن التهاب بكتيري يطال الغشاء الذي يغطي المخ والنخاع الشوكي، ويسبب الوفاة والإعاقة الذهنية، ويبدأ غالبا في بداية السنة عند تحرك الرمل الجاف من الصحراء نحو الجنوب.
ويعد من الأوبئة الأكثر انتشارا في إفريقيا ، ويشكل عبء كبيرا على الأفراد والأسر وعلى الأنظمة الصحية.
ويختلف هذا اللقاح عن الأنواع السابقة كونه يتحمل الحرارة حتى 40 درجة مئوية ويمكن احتفاظه لمدة 4 أيام ، وهو الوحيد الذي حظي بموافقة OMS على هذه الخصوصية.كما يعزز الحصانة ضد (كزاز) : هو مرض بكتيري مؤلم ،ويسبب التكمش العضلي وقد يؤدي إلى وفاة.
وأثبتت الدراسات الحديثة إلى تراجع كزاز الأطفال الرضع إلى 25% في البلدان التي نفذت التلقيح ضد التهاب السحايا على الفئة (ما بين 1-29 سنة).
مواجهة أنواع السلالات الأخرى للوباء
لقد قرر الخبراء والمسئولون مواجهة أنواع السلالات الأخرى للمرض مثل سلالة w,x,c إلى جانب الحفاظ بمستوى الحصانة ضد التهاب السحايا المكتسب.
على أن منظمة OMS دقت ناقوس الخطر في يوليو 2015 م بسبب ضآلة كمية اللقاح الاحتياطية(النوع القديم) على رغم من أن تهديد الوباء من نوع w,c لا يبدو واردا. وإن كانت سلالة c المسببة الرئيسة للوباء في نيجر ونجيريا في بداية عام 2015 م.
وقبل إدراج MenAfrivac 2010 م كانت سلالة A المسببة الأساسية للوباء في منطقة حزام التهاب السحايا.
واكتشف نوع w مكررا خلال الأعوام ( 2010-2013 م )، وتضاعفت حالات نوع c في الكم واتساع الرقعة ،وبانتشار سريع بين( 2013- 2015 )مع إثبات إمكانية ظهور نوع x ، حسب قول الخبراء .
وأكد آدر بوناولا ،مدير العام ومدير التنفيذي لمعهد Serum Institute of India) ) على ضرورة مواجهة سلالات التهاب السحايا بلقاح واحد ، قائلا: : ” حتى يتخلص العالم من أوبئة التهاب السحايا ،يتطلب مواجهة كل سلالات التهاب السحايا بلقاح واحد. ” ، مضيفا : “نتعاون مع PATH في تطوير لقاح خماسي الفعالية ضد التهاب السحايا بسلالتها الخمس A,C,W,X,Y ،وسيتم إجراء التجارب الإكلينيكي هذا العام.
يمكن الاطلاع على رابط أصل المقال الأصلي من هنا