كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر منشور على منصته “تروث سوشيال” مزاعم غير مثبتة، في شأن مصادرة أراض زراعية من مزارعين بيض يُقتلون في “إبادة جماعية”، مؤكدا أنه لن يحضر قمة “مجموعة الـ20” في جنوب إفريقيا.
وتساءل ترمب في منشوره “هل هذا هو المكان الذي نريد أن نكون فيه لـ’مجموعة الـ20‘؟ لا أعتقد ذلك”. وتتولى جنوب إفريقيا رئاسة “مجموعة الـ20” هذا العام، وتستضيف القمة السنوية لقادة دولها خلال نوفمبر المقبل.
وتدهورت العلاقات بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة في عهد ترمب، إذ تتهم واشنطن بريتوريا بانتهاج سياسات معادية لذوي البشرة البيضاء.
ورداً على سؤال حول إشارة ترمب إلى عدم حضوره القمة، قال المتحدث باسم الرئيس سيريل رامافوزا “لم نكن نتوقع أن يحضر في أية حال”.
وتضمن منشور ترمب مقاطع فيديو لزعيم حزب “مقاتلي الحرية الاقتصادية” اليساري الراديكالي المعارض يوليوس ماليما، خلال إدلائه بتصريحات يصف فيها بـ”العمل الثوري” احتلال أراض وارتكاب أعمال قتل.
وفي رد فعل غاضب، قال الحزب إن ترمب يستخدم ذلك ذريعة “لتجنب مواجهة” مع غيره من القادة العالميين، بعد إعلانه فرض رسوم جمركية تجارية على دول عدة.
وأورد الحزب في بيان “من الواضح أن ترمب يخشى مواجهة نظرائه بعد خطوة التعريفات الجمركية المهينة”، متهماً الرئيس الأميركي بارتكاب “إبادة جماعية اقتصادية”.
وحصد الحزب ذو الأصول الشيوعية 10 في المئة من الأصوات خلال الانتخابات التي أجريت قبل عام. ويدعو الحزب وفق بيانه إلى “تحرر اقتصادي” من خلال مصادرة أراض من دون تعويض وتأميم مناجم ومصارف، على أن يكون ذلك من خلال الوسائل الدستورية.
ويعد إصلاح نظام ملكية الأراضي الزراعية قضية شائكة في جنوب إفريقيا بعد 30 عاماً على نهاية الفصل العنصري، إذ ما زال أكثر من 70 في المئة من المزارع التجارية بيد الأقلية البيضاء. وتقول الحكومة إنها لا تنوي الاستيلاء على أراض، وإن أية عملية مصادرة لم تحصل. وفي مزاعم ترمب في شأن “إبادة جماعية لذوي البشرة البيضاء” استعادة لادعاءات غير مثبتة تطلقها مجموعات ضغط يمينية متطرفة.
ورفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حضور اجتماع وزراء خارجية “مجموعة الـ20” في جنوب إفريقيا خلال فبراير الماضي، مندداً بجدول أعمال “معاد لأميركا”.