قالت حكومة جنوب إفريقيا، إن أحدث قرار تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يبدو أنه حملة تضليل ودعاية” ضد الأمة الجنوب إفريقية.
وجاء في بيان لوزارة العلاقات الدولية والتعاون “إنه لمن دواعي القلق الكبيرة أن الفرضية الأساسية لهذا الأمر تفتقر إلى الدقة الفعلية، ولا تقر بالتاريخ العميق والمؤلم للاستعمار والفصل العنصري في جنوب إفريقيا”.
وأعلن ترامب، أن الولايات المتحدة سوف تجمد المساعدة لجنوب إفريقيا مستشهدا بقانون جديد يسمح بمصادرة الأراضي في حال اعتبر ذلك في المصلحة العامة. وفي أمر تنفيذي وقعه الجمعة، اتهم ترامب حكومة بريتوريا بالقيام بـ”ممارسات غير عادلة وغير أخلاقية”.
ووجه ترامب كل الوكالات الحكومية الأمريكية بـ “وقف المساعدات الخارجية أو المساعدة” لجنوب إفريقيا حتى تنهي مثل هذه الممارسات.
وقال الأمر أيضا إن واشنطن ستعزز إعادة توطين “اللاجئين الأفريكانيين الذين يهربون من التمييز القائم على العرق الذي ترعاه الحكومة، بما في ذلك مصادرة الملكية التمييزية العنصرية”.
وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقية، إنه من المفارقة أن الأمر التنفيذي ينص على وضع لاجئ لفئة من الجنوب أفريقيين “ما زالت بين أكثر الفئات المميزة اقتصاديا، بينما الأشخاص الضعفاء في الولايات المتحدة من أجزاء أخرى من العالم يتم ترحيلهم وحرمانهم من اللجوء رغم الصعاب الحقيقية”.
ومررت جنوب إفريقيا مؤخرا قانونا يسمح بمصادرة الأراضي من أجل المصلحة العامة لتصحيح الظلم الذي وقع خلال نظام الفصل العنصري خلال الفترة من 1948 وحتى 1994.
وفي ذلك الوقت، تم توزيع الأراضي بشكل منهجي وغير عادل على أسس عرقية، في المقام الأول إلى البيض في جنوب أفريقيا، ولا تزال تأثيرات هذا النظام ظاهرة حتى اليوم. وينص القانون على دفع تعويضات لأصحاب الأراضي.
وأكد اتحاد عمل “سوليداريتي” الجنوب إفريقي، الذي يتضمن مجموعة ضغط تمثل الأشخاص البيض بشكل أساسي، أنه يعارض قرار ترامب بسحب المساعدات المقدمة للبلاد، ويرفض عرض الاستقرار في الولايات المتحدة.
وقال الاتحاد في بيان “لم، ولن، نطلب فرض عقوبات ضد جنوب إفريقيا أو قطع الحكومة الأمريكية المساعدات عن الأشخاص المحتاجين”.
وقال كالي كريل، الرئيس التنفيذي لمنظمة “أفري فورام” غير الحكومية، التي تمثل مجتمع المتحدثين باللغة الأفريكانية من البيض: “لا نرغب في الانتقال لمكان آخر، لن نطلب من أطفالنا الانتقال إلى دولة أخرى”.
وذكر كريل أنه سيعمل مع حكومتي جنوب إفريقيا والولايات المتحدة كي يعثر على حلول لقضايا الأفريكانيين. وعقدت منظمة “أفري فورام” المؤتمر الصحفي واتحاد عمل “سوليداريتي” في رد فعل على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب.
يذكر أن سكان جنوب إفريقيا من البيض، الذين يمثلون أقل من 10% من تعداد السكان، ما زالوا يملكون أغلبية الأراضي الخاصة بالبلاد بعد ما يربو على 30 عاما من نهاية نظام الفصل العنصري.