Spanish Language in Africa. Its Economic Role South of the Sahara
للكاتب/ خوسيه دييغو فيريرا
Josué Diego Ferreyra
نُشرت في 31 مارس 2023م
ترجمة/ مجدي آدم
الأفكار العامة:
يؤكد الكاتب في مقالته([1]) على أهمية اللغة الإسبانية في العالم، وكيف ساعَد ارتفاع مستوى الدخل والعولمة في انتشارها، وحجم وعوامل انتشارها في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وقد قام الباحث بدراسة العلاقة بين معدل انتشار اللغة الإسبانية ونصيب الفرد من الناتج المحلي، وحجم الناتج المحلي الإجمالي في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. مع الوقوف على العوامل الأخرى التي تساعد في انتشارها.
وخلص الكاتب إلى وجود علاقة طردية بين نصيب الفرد من الناتج المحلي، وحجم الناتج المحلي الإجمالي في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وتعلم اللغة الإسبانية. وأن الاهتمام بالتعليم والإنفاق عليه يزيد من الخيارات أمام الطلبة والمتعلمين في اختيار اللغة التي يرغبون في دراستها، وخاصةً في القطاع الخاص. وأن العولمة والأحداث العالمية، والرغبة في تنمية المهارات الشخصية للحصول على عمل أو للهجرة؛ هي أبرز العوامل التي تُسهم في زيادة تعلُّم اللغة الإسبانية في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
مقدمة:
شهد العالم في السنوات الأخيرة سلسلة من التغيرات الديمغرافية والاجتماعية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية؛ حيث سهَّلت العولمة تبادل السلع والخدمات، ومكَّنت من نشر المعرفة؛ فقد أصبح تحليل البيانات والمعلومات أكثر سهولة، ويعيش العالم عصرًا أصبح فيه التفاعل عن بُعْد بين الناس ممكنًا من أيّ مكان، حتى في أماكن بعيدة مثل إفريقيا. كما تغذَّت هذه العوالم المليئة بالثقافات والمناظر الطبيعية والمجموعات العرقية المختلفة بظواهر اجتماعية، مثل: الهجرة والتبادل الثقافي، فضلًا عن دمج اللغات الأجنبية بين السكان الأفارقة.
واللغة الإسبانية هي ثاني أكبر لغة في العالم من حيث عدد المتحدثين الأصليين. بالإضافة إلى ذلك، يدرس أكثر من 24 مليون شخص حاليًّا اللغة الإسبانية كلغة ثانية. وعلى الرغم من التحدُّث بها بشكل أساسي في أمريكا اللاتينية والدول المجاورة؛ إلا أن الواقع أن اللغة الإسبانية قد تجاوزت حدودها المتوقعة. ففي عام 2022م، أجرت جامعة جنوب إفريقيا UNAM-South Africa تعدادًا بين المدارس الخاصة والعامة في إفريقيا جنوب الصحراء التي تقدم اللغة الإسبانية ضمن المواد الاختيارية للغة الأجنبية، أو التي تعتمد اللغة الإسبانية في مناهجها الدراسية. وقد أتاح هذا التعداد تحديد المؤسسات التي تدرس اللغة الإسبانية كلغة ثانية في القارة. ويوفّر نطاق هذا التعداد نظرة عامة على القوة الشرائية للسكان الناطقين باللغة الإسبانية، وتأثيرها في عالم معولم، أي علاقتها بالقوى الاقتصادية الحالية.
البيانات التي تم تحليلها:
تم تسجيل 63 مدرسة تُقدّم دورات اللغة الإسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء. ما بين خاصة وعامة، في مستوياتها الأساسية (الابتدائية والمتوسطة)، والثانوية، والجامعية. ومن بين المدارس الخاصة، تم أيضًا النظر في أكاديميات اللغات ومعلمي الدروس الخصوصية المعتمدين (شكل1). وتُقدّم جميع المدارس المسجلة في العينة اللغة الإسبانية كلغة أجنبية أو كلغة ثانية عندما تكون اللغة الأم لغة أصلية.
شكل (1)
المدارس التي تقدم دروس اللغة الإسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء
ومن بين 48 دولة تمَّت دراستها، يوجد لدى 44% منها مركز واحد على الأقل لتدريس اللغة الإسبانية. وتُعدّ جنوب إفريقيا الدولة التي تضمّ أكبر عدد من المراكز (19). ويبلغ المتوسط الإجمالي 1.3 مدرسة لكل دولة.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة أقل من نصف الدول، إلا أن 44% منها تُمثّل نسبة كبيرة؛ نظرًا لأن اللغات الأجنبية تتنافس في إفريقيا، وخاصةً الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والصينية والألمانية والعربية.
وبمقارنة الدول العشر التي لديها أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إفريقيا جنوب الصحراء مع تلك التي لديها المزيد من دورات اللغة الإسبانية (الجدول 1)، فإن النتائج تُظهر وجود خمس دول في المراكز العشرة الأولى؛ هي: أنجولا، والرأس الأخضر، وغينيا الاستوائية، وجنوب إفريقيا، وموريشيوس. وعند متابعة أنظمة التعليم اللغوي في هذه البلدان، يُلاحظ أن الناس هناك لديهم المزيد من الفرص للاستثمار في تعليمهم، وخاصةً في المدارس الخاصة، والتي تنطوي على رسوم شهرية أو نصف سنوية.
جدول (1)
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي باليورو وعلاقته بتدريس اللغة الإسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2021م
GDP data: World Bank, 2021.
في كلٍّ من المدارس العامة والخاصة، يُعدّ تعلم اللغة الإسبانية كلغة أجنبية خيارًا من بين اللغات المقدمة، باستثناء غينيا الاستوائية؛ حيث يعتبر تدريس اللغة الإسبانية إلزاميًّا في نظامها التعليمي([2]). وفي بعض الحالات، يكون هناك حضور أكبر للغة الإسبانية في المدارس الخاصة (65% من العينة)، والتي تتمكن من إدارتها كجزء من مناهجها الدراسية العادية. من ناحية أخرى، تُشجّع بعض المدارس العامة (35% من العينة) تعلم لغة أجنبية كشرط للتوظيف أو لاستكمال العمليات للحصول على درجة علمية أو ترخيص مهني.
باختصار، كلما ارتفع دخل الشخص، زادت الفرص التي ستُتَاح له للمشاركة في أنشطة خارج المنهج الدراسي أو تحسين الذات، مثل دراسة اللغات الأجنبية.
يقارن (الجدول 2) بين الدول العشر ذات الناتج المحلي الإجمالي الأعلى في إفريقيا جنوب الصحراء، وتلك التي تُقدّم المزيد من الدورات التدريبية للغة الإسبانية.
جدول (2)
الناتج المحلي الإجمالي وعلاقته بتدريس اللغة الإسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء عام 2021م
GDP data: World Bank, 2021.
وتتعادل النتائج في أربع دُوَل: أنجولا والكاميرون ونيجيريا وجنوب إفريقيا؛ حيث يرتبط استقرارها الاقتصادي بجودة التعليم وفرص النمو والتنمية. وإلى جانب الاستثمار في أنظمتها التعليمية، سواء كانت عامة أو خاصة؛ فقد تستثمر هذه البلدان أيضًا في الخدمات المرتبطة بشكل غير مباشر بنفس الغرض، على سبيل المثال، الاتصالات والطرق والنقل والإسكان والمكتبات، على سبيل المثال لا الحصر.
وفقًا للتوقعات التي قدمها البنك الدولي في عام 2021م بشأن الركود الذي عاشته منطقة جنوب الصحراء بعد جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، -كان من المتوقع- تمكُّن البلدان من التعافي والاستقرار بحلول عامي 2023 و2024م مع زيادة في ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 2.5 و5.5٪. وهذا له تأثير على الاستثمار في المدارس والخدمات المتعلقة بالتعليم. بالإضافة إلى ذلك، يقترح البنك الدولي أيضًا أن تعمل الحكومات على برامج الحماية الاجتماعية لتجنُّب المرونة الاقتصادية؛ حتى يتمكن الناس من الاستثمار بشكل أكبر في الصحة والتعليم.
لماذا دراسة اللغة الإسبانية في إفريقيا؟ … تأثير اللغة:
وفقًا لمعهد سرفانتس the Cervantes Institute، فإنه عقب تنظيم فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا عام 2010م، زاد تأثير اللغة الإسبانية في البلاد؛ بسبب التماهي مع الثقافات الأخرى. وبالمثل، تم تمثيل هذا التنوع في الأحداث والمسابقات العالمية مثل الألعاب الأولمبية؛ حيث يزدهر التعايش والتكامل بين البلدان الناطقة بالإسبانية والدول الإفريقية، ويتم تمثيله في وسائل الإعلام الجماهيرية؛ حيث يصل إلى آلاف المنازل.
وقد يؤثر التفاعل مع البلدان الناطقة بالإسبانية، وكذلك شعبية الإيقاعات اللاتينية ومحتوى الوسائط بشكل عام، وأيضًا على قرار الطلاب بتعلم هذه اللغة، على الرغم من أن الأسباب الرئيسية تتعلق بفرص النمو الشخصي والمهني، خاصةً عندما يكون لدى الطلاب الرغبة في السفر أو الهجرة إلى البلدان الناطقة بالإسبانية.
وقد شارك الطلبة الذين شملهم الاستطلاع في جامعة بريتوريا بآرائهم حول تعلم اللغة الإسبانية، وأفادوا بأنه يتعلمها معظم الرجال بسبب السمعة، بينما تقرر النساء دراستها بسبب اهتمامهن باللغات. والحقيقة أن العديد من الطلبة في تلك الجامعة يدركون قوة اللغة الإسبانية؛ حيث إنها شرط أساسي للحصول على درجة جامعية في العلاقات الدولية أو السياسة الخارجية أو تدريس اللغات.
وأخيرًا، قامت البلدان التي يتحدث أهلها الفرنسية أو البرتغالية أيضًا بدمج اللغة الإسبانية كلغة اختيارية في العديد من مدارسها. ومع ذلك، ونظرًا لتشابه اللغة الإسبانية مع هاتين اللغتين، يُركّز معظم الطلبة على اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية؛ نظرًا لمكانتها العالمية.
الاستنتاجات:
إن وجود اللغة الإسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مرتبط بالقدرة على الوصول إلى التعليم الجيد وظروف السكن اللائقة. وهناك أيضًا علاقة بين البلدان ذات الناتج المحلي الإجمالي الأعلى للفرد وفرص الاستثمار في تعلم اللغة؛ حيث تشير النتائج إلى وجود عدد أكبر من المدارس الخاصة مقارنةً بالمدارس العامة التي يتم فيها تدريس اللغة الإسبانية. وبالتالي، فإن زيادة عدد مراكز دراسة اللغة في بلد ما يعني زيادة عدد الطلاب الذين يتلقون دورة في اللغة الإسبانية. ومع ذلك، فإن نطاق دراستنا لم يسمح لنا بتقدير عدد الطلاب المسجلين في هذه المواقع.
وإن دراسة اللغة الإسبانية، مثل دراسة اللغات الأجنبية بشكل عام، ترتبط بعلاقات العمل والتجارة والخدمات، ولكنها ترتبط أيضًا بالطموحات والرغبات الشخصية، على سبيل المثال: التبادل الثقافي، والرغبة في السفر، أو الهجرة، أو مقابلة أشخاص يتحدثون الإسبانية.
وفي المستقبل، قد تمتد اللغة الإسبانية داخل نفس المنطقة؛ طالما أن الظروف الاقتصادية في البلدان لا تعيق دوافع الناس. واليوم، تغيَّرت وسائل التعليم والتعلم بشكل كبير. وهناك حاجة إلى دراسة حول عدد الطلبة الذين يتلقون الدروس وجهًا لوجه وعبر الإنترنت، فضلًا عن دراسة حول جودة الدورات المقدَّمة في هذه المدارس.
………………………………..
[1]) Josué Diego Ferreyra, Spanish Language in Africa. Its Economic Role South of the Sahara, unaminternacional,31/3/2023.at:
https://revista.unaminternacional.unam.mx/en/nota/4/el-espanol-en-africa-su-papel-economico-al-sur-del-sahara
[2]) Nistal R., Gloria (2011). El caso del español en Guinea Ecuatorial. Madrid: Instituto Cervantes (https://cvc.cervantes.es/lengua/anuario/anuario_06-07/pdf/paises_08.pdf).