ستحث الصين قمة تضم 50 دولة إفريقية في بكين هذا الأسبوع على قبول المزيد من سلعها، مقابل المزيد من التعهدات بالقروض والاستثمار.
وعندما يفتتح الرئيس شي جين بينغ المنتدى التاسع لقمة التعاون الصيني الإفريقي يوم الخميس، فمن المتوقع أن يعرض فكرة الانضمام إلى صناعة الطاقة الخضراء المزدهرة في الصين أمام زعماء غامبيا وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي. وسيكون من بين الحضور أيضًا مندوبون من كل دولة إفريقية باستثناء إيسواتيني، التي لا تربطها بكين علاقات.
وسوف ترغب الصين في الحديث عن تعزيز التجارة والحصول على المعادن مثل النحاس والكوبالت والليثيوم في دول مثل بوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي. لكنها قد تكون حذرة بشأن المزيد من التزامات التمويل بعد عروض إعادة هيكلة الديون في اقتصادات مثل تشاد وإثيوبيا وغانا وزامبيا، منذ قمة 2021.
لكن العشرات من الزعماء الأفارقة الذين يصلون إلى العاصمة الصينية لحضور الحدث الذي يقام كل ثلاث سنوات قد لا يكونون طعمًا سهلاً. وسيرغبون في سماع كيف تخطط الصين للوفاء بتعهد لم يتم الوفاء به من القمة السابقة في عام 2021 لشراء سلع بقيمة 300 مليار دولار.
كما سيسعون للحصول على ضمانات بشأن التقدم المحرز في مشاريع البنية التحتية غير المكتملة التي تمولها الصين، مثل السكك الحديدية المصممة لربط منطقة شرق إفريقيا الكبرى.
ويبتعد أكبر مقرض ومستثمر وشريك تجاري في إفريقيا عن تمويل المشاريع الكبيرة في القارة الغنية بالموارد، ويفضل بدلاً من ذلك بيع التقنيات المتقدمة والخضراء التي استثمرت فيها الشركات الصينية بكثافة.
ومع اقتراب القيود الغربية على الصادرات الصينية، ستكون الأولوية القصوى لبكين هي العثور على مشترين لسياراتها الكهربائية والألواح الشمسية، وهي مجالات تقول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن لديها طاقة فائضة فيها، وبناء قواعد إنتاج خارجية للأسواق الناشئة.
وبدأت الصين بالفعل في تعديل شروط قروضها لإفريقيا، فخصصت المزيد لمزارع الطاقة الشمسية ومحطات السيارات الكهربائية ومرافق خدمة الواي فاي 5G، مع تقليص الجسور والموانئ والسكك الحديدية.
وفي العام الماضي، قدمت الصين 13 قرضًا بقيمة 4.2 مليار دولار فقط لثماني دول إفريقية وبنكين إقليميين، حسبما أظهرت بيانات من مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن، مع حوالي 500 مليون دولار لمشاريع الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية.
ولتجنب خسارة حصتها في السوق، بدأت الولايات المتحدة، المنافس الجيوسياسي للصين، في استضافة الزعماء الأفارقة. كما عقدت بريطانيا وإيطاليا وروسيا وكوريا الجنوبية مؤتمرات قمة أفريقية في السنوات الأخيرة، اعترافا بإمكانات شباب المنطقة ومقاعدها الـ54 في الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن الدور الضخم الذي تلعبه الصين كشريك مالي وتجاري يجعل اجتماعاتها صفقة أكبر بكثير.