سيبقى المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى بعد أن اقترح المشاركون في المحادثات الوطنية تمديد الفترة الانتقالية إلى الديمقراطية لمدة 60 شهرا اعتبارا من يوليو، وفقا لنص ميثاق جديد تمت الموافقة عليه.
ووفقا للميثاق الجديد الذي وقعه القائد العسكري إبراهيم تراوري، فإن الفترة الانتقالية محددة بـ 60 شهرا اعتبارا من 2 يوليو.
ونص الميثاق الجديد على أن “الانتخابات التي تمثل نهاية الفترة الانتقالية يمكن تنظيمها قبل هذا الموعد النهائي إذا سمح الوضع الأمني بذلك”. كما يسمح الميثاق لتراوري بالترشح للرئاسة عند إجراء الانتخابات.
واستولت السلطات العسكرية على السلطة في انقلاب عام 2022 ووعدت بإجراء انتخابات في يوليو من هذا العام لاستعادة الحكم المدني، لكنها قالت أيضًا إن الاعتبارات الأمنية ستكون لها الأولوية.
وفي شأن متصل، قال تراوري، إن بلاده تستعد لدخول المرحلة الثانية من الحرب ضد الجماعات الإرهابية التي تسيطر على مناطق واسعة من البلد الإفريقي المهدد بخطر الإرهاب.
وعقد تراوري اجتماعاً مع ممثلين عن الميليشيا المحلية التي تحملُ اسم «متطوعي الدفاع عن الوطن»، وهو اللقاء الذي وصفته الوكالة الرسمية للأنباء في بوركينا فاسو بأنه كان “صريحاً وشفافاً وبعيداً عن اللغة الخشبية”.
وأضاف المصدر نفسه أن تراوري توجه بالتحية إلى المتطوعين على حملهم السلاح إلى جانب قوات الدفاع والأمن للدفاع عن بوركينا فاسو، وقال: “كثير منكم ضحى بحياته، وما زلتم مستمرين في المقاومة. أحييكم على ذلك”.
وأكد النقيب تراوري للمتطوعين أن بوركينا فاسو تخوض حرب استقلال تتطلب التزاماً قوياً للتحرر من العبودية، وأضاف مخاطباً المتطوعين: “هذه الحرب هي للتحرر من العبودية. إما أن نواصل القتال وإما أن نبقى عبيداً”، داعياً المتطوعين للقتال من أجل تحرير أرض الأجداد.
وشدد تراوري في حديثه أمام المتطوعين على أهمية الصبر، وتحمُّل أعباء المعارك الشرسة ضد الإرهابيين، وقال: “لا تناموا، سواء هطلت الأمطار أم عصفت الرياح. تجب محاربة أعداء الأمة من دون رحمة”.
وأعلن تراوري أن بوركينا فاسو تجاوزت المرحلة الأولى من الحرب على الإرهاب، وحققت مكاسب مهمة بالقضاء على مئات الإرهابيين، واستعادة السيطرة على بعض المناطق، وقال إن المرحلة الثانية من الحرب بدأت، وهدفها الأبرز هو “تنظيم الخدمات وعودة الدولة إلى المناطق المحررة”.
كما أوضح تراوري أن المتطوعين للدفاع عن الوطن “سيتوجب عليهم في المرحلة الثانية، الخروج من مجتمعاتهم للقتال في خطوط المواجهة”، وأضاف أن مثل هذا النوع من الحروب يحتاج إلى “الاستفادة من الثقافة المحلية ومعرفة الأرض وتفاصيلها»”؛ لذا سيكون دور المتطوعين المحليين محورياً في مواجهة الإرهاب.
وبخصوص التحديات التي قد تواجه المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب، حث تراوري المتطوعين على الابتعاد عن أي تهاون أو تلاعب قد يعرِّض حياتهم للخطر، وطلب منهم عدم نشر أي معلومات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن ذلك يضر بأمنهم وأمن السكان.
وختم تراوري اللقاء بإعلان أن عمليات عسكرية كبيرة ستنطلق في الأسابيع المقبلة، من أجل القضاء على معسكرات الإرهاب في مناطق نائية على الحدود مع النيجر ومالي المجاورتين، حيث تتمركز جماعات موالية لتنظيمي داعش والقاعدة.