د.عبد الباسط المستعين (*)
مع دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا؛ بدأ يتسرّب تدريجيّاً إلى أعماق القارة الإفريقية، وتوطدت الروابط بين شمال الصحراء الإفريقية وجنوبها، وتشعّبت العلاقات لتشمل مجالات متعددة، وتوسّعت بمرور الزمن أسباب تمتينها.
ومن ثمّ ارتبط المغرب الأوسط (1) بالسودان (2) بصلاتٍ وثيقة؛ مستفيداً من عدّة عوامل مساعدة، وكانت حواضر كلتا الضفتَيْن هي الحلقة الأبرز في ذلك الارتباط؛ بوصفها الفضاء الرئيس لبوتقة التدفقات الفكرية والاجتماعية والدينية، وغيرها.
فما هي إذاً أهمّ المجالات التي غطتها العلاقات بين حواضر المغرب الأوسط ونظيرتها السودانية، خلال العصرَيْن الوسيط والحديث؟ وما أبرز ملامح الإشعاع الحضاريّ بينهما؟
أولاً: أوجه العلاقة التي نظمت حواضر المغرب الأوسط بحواضر السودان:
1 – اجتماعيّاً:
يمكن اعتبار العلاقات الاجتماعية أمّ العلائق بين المغرب الأوسط والسودان، فهي الأقدم في الامتداد والتداخل، خصوصاً بين الأجزاء الشمالية وعمقها الصحراوي، وذلك بحكم أنّ قسماً كبيراً من القبائل الأمازيغية استوطنت الفضاءَيْن معاً منذ أقدم العصور (3), وحتى بعض المجموعات العربية فيما بعد، ومع وصول الإسلام إلى المنطقة تمّ تذليل صعوبات اختراق الصحراء على قساوة ظروفها، ولا شك بأنّ العامل الاجتماعيّ والديموغرافيّ كان حاسماً في تسهيل التواصل بين شمالٍ بات إسلاميّاً، وجنوبٍ كان ما يزال على سمته الوثنية القديمة.
ولا يتوقف دَوْر الجانب الاجتماعي في التقارب الناتج عن وحدة العِرْق واللغة، بل يتجاوز ذلك إلى تقارب الطباع والفكر.
وأدّت العناصر المسوفية (4) دَوْراً بارزاّ في هذا الصدد، حيث اختصّت بأدلاء الطرق الذين كشفوا مجاهل المسالك الصحراوية للمتدفقين من الشمال نحو السودان.
2 – اقتصاديّاً:
هناك مؤشراتٌ عديدةٌ تدلّ على: أنّ الروابط الاقتصادية بين السودان الغربيّ والأوسط (5) والكيانات الإسلامية بشمال إفريقيا عريقةٌ جدّاً، تكاد تطابق تاريخ الوصول العربيّ إلى المنطقة، وأدّت هذه العلاقات إلى ميلاد شبكةٍ كثيفةٍ من المسالك التجارية بين الشمال والجنوب عبر المجابة (الصحراء) الكبرى.
وبرغم التغيير المستمر للطرق التجارية، وتباين أهميتها من فترةٍ لأخرى، حسب عوامل مرتبطة بواقع الضّفتَيْن؛ تبعاً لقوّة الدول الحاكمة، ومدى قدرتها على تأمين تلك المسالك؛ فإنّ المغرب الأوسط، ومراكزه الحضرية، كانت له حصّةٌ مقدّرة من الطرق المفضية إلى السودان، خصوصاً إبّان قيام إمبراطورية مالي، ومن بعدها صنغي؛ حيث تراجعت أهمية المسالك الغربية المفضية إلى إمبراطرية غانة لصالح المسالك الداخلية، ومنها المحور المؤدي إلى مدينة «ولاتة»، ومنها إلى مختلف مدن السودان.
ويُفهم من كلام ابن بطوطة أنه، بالإضافة إلى هذا المسلك، كان هناك طريقٌ يصل «توات» بـ «تكدا» (6), كما ارتبطت تلمسان بالسودان عبر توات (7)؛ عبر طريقٍ يصل إلى أغدس (8), لكن هذا المسلك كان يتعرّض لبعض الصعوبات، أهمّها: إقرار الأمن، لذلك انتعش زمن الدول الكبرى، وتأثر بوصول القبائل الهلالية، ثم استعاد بعض عافيته في ظلّ حكم بني عبد الواد (9).
ومن ثمّ؛ يمكن اعتبار المسلك الصحراوي الأوسط، الذي يمرّ عبر «ورقلة» (10), أهمّ المسالك الصحراوية التي كان يسيطر عليها المغرب الأوسط، وعبرها ينفتح على السودان.
وتبوأت مدينة «تيهرت» غداة تأسيسها مكانة قاعدة المغرب الأوسط (11), وأهّلها موقعها لأن تستقبل البضائع «برّاً وبحرّاً، وغرباً وشرقاً، وشمالاً وجنوباً» (12), وأن تصبح «ملتقى تجاريّاً مهمّاً بين المغرب الأوسط، وبلاد السودان، والمغرب الأقصى، والأندلس، وإفريقية» (13), واستفادت من توثّق علاقة الرستميّين التجارية ببلاد السودان (14), «ابتداءً من زغاوة شرقاً حتى ساحل غانة غرباً، لكن هذه العلاقات توطدت بشكلٍ أساسيٍّ مع شعوب السودان الأوسط، وخاصّة مع الكانم» (15), كما ضمنت «تيهرت» وصول السلع السودانية إلى مدن إفريقية (16) (المغرب الأدنى).
والأمر نفسه ينطبق على «قلعة بني حماد» إبّان اتخاذها عاصمة لإمارة بني حماد الصنهاجية؛ إذ كانت تقع على طريقٍ للتجارة الصحراوية يمرّ عبر ورقلة (17)؛ بينما ارتقت مدينة «بجاية» في العصر الموحدي إلى صفة «مدينة الغرب الأوسط» (18), يفد إليها «تجار المغرب الأقصى، وتجار الصحراء، وتجار المشرق» (19).
أما مدينة «تلمسان»، فقد عوضت «تيهرت»، وصارت «قاعدة المغرب الأوسط» (20), و«قفل بلاد المغرب، وهي على رصيف للداخل والخارج منها، لا بد منها، والاجتياز بها، على كلّ حالة…» (21), ومثّلت حلقة وصلٍ تجاريةٍ مهمّةٍ بين مختلف أصقاع المغرب والمشرق من جهة، وبين السودان والأندلس، ثمّ الشمال الأوروبي عبر مينائيها: (أرشقول، وهنين) (22), من جهةٍ ثانية.
وصارت بذلك «مقصداً لتجار الآفاق» (23), وكان معظم تجارها يتعاملون مع السودان (24), ومنها «تخرج القوافل إلى سجلماسة وورقلة، وهما بابا السودان» (25), وقد بلغت حظوتها من التجارة الصحراوية إلى أن صرّح السلطان الزياني: أبو حمو موسى الأول: «لولا الشناعة لم أنزل في بلادي تاجراً من غير تجار الصحراء الذين يذهبون بخبيث السلع، ويأتون بالتبر الذي كلّ أمر الدنيا له تبع» (26).
ومن دلائل ازدهار التجارة الصحراوية مع تلمسان ظهور «شركة آل المقري» التجارية، التي أسّسها خمسة إخوة، هم: (أبو بكر ومحمد بتلمسان، وعبد الرحمن بسجلماسة، وعبد الواحد وعلي بولاتة)، كانوا يتبادلون المراسلات والتقارير حول الأموال والسلع والأسعار (27), «فكان التلمساني يبعث إلى الصحراويّ بما يرسم له من السلع، ذاك يرسل له بالجلد والعاج والجوز والتبر، والسجلماسيّ بينهما كلسان الميزان يعرّفهما بقدر الرجحان والخسران، ويكاتبهما بأحوال التجار والبلدان، فاتسعت أموالهم، وعظم شأنهم» (28).
كما كانت «ورقلة» منفذاً مهمّاً في التجارة الصحراوية منذ العصر الرستمي (29)؛ إذ شكّلت المركز الأول لتجارتهم (30), واكتست طابع: «بوابة السودان» (31), بوصفها «المعبر الضروريّ الذي تمرّ منه القوافل الحاملة للذهب والعبيد إلى التل القسنطيني» (32), وبها كانت «القوافل المسافرة شمالاً تفرّغ سلعها، وتلك المتجهة جنوباً تتجمع قبل الرحيل» (33).
كما كان «سكانها أغنياء جدّاً؛ لأنهم في اتصالٍ مع مملكة أكدز، منهم عددٌ كبيرٌ من التجار الأجانب الغرباء عن البلد، لا سيما من قسنطينة وتونس، يحملون إلى وركلة منتجات بلاد البربر، ويستبدلونها بما يأتي به التجار من بلاد السودان» (34), كما اكتسب أهلها خبرة واسعة في المسالك الصحراوية، وكان منهم أدلاء لتلك الطرق (35), وكان لهم دَوْرٌ رياديٌّ في قيادة القوافل التجارية مع غانة.
وشكّلت مدن «الزاب»: مراكز تجارية على «خط التجارة الداخلة والخارجة من بلاد السودان؛ الشيء الذي ربط تجارها مع تجار السودان برباط وثيق» (36), ومنها: بسكرة والبرج وطولقة والدوسن (37), ثمّ نفطة التي كان سكانها من «كبار الأغنياء لوجودهم… على الطريق المؤدية إلى بلاد السودان» (38).
أما «بادس»: فكانت آخر مدن الزاب شرقاً، وبالقرب منها كانت «تفترق الطرق إلى بلاد السودان، وإلى القيروان، وإلى بلاد الجريد وطرابلس وغيرها… فيها تجتمع الرفاق، ومنها تخرج إلى جميع البلاد» (39).
كما كان هناك «المسيلة» في العصر الحمادي، وهي تقع على طريق القوافل الواردة والصادرة، من وإلى المشرق والمغرب الأقصى والصحراء (40), وارتبطت بتجارة السودان عبر الطريق القادم من ورقلة (41).
وبدورها كانت «توات»: «ركاب التجار المترددين من المغرب إلى بلد مالي من السودان» (42), وصارت «ملتقى طرق… لعددٍ كبيرٍ من القوافل التجارية القادمة من الشمال الإفريقي، والمنطلقة نحو السودان الغربي» (43), وصارت خلال فترة حكم الصنغي في أهمّ طريق للتجارة الصحراوية المنطلق من تنبكت نحو تغازة، فتوات، ثم سجلماسة والمغرب الأوسط (44), كما كانت تنبكت تغصّ بالتجار التواتيين (45).
وكانت مدينة «الجزائر» من بين المستودعات الكبرى التي توجّه جزءاً من البضائع السودانية نحو أوروبا (46), وكان تجار الجزائر وبجاية يلتقون تجار السودان ببلاد مزاب (47).
هذه العلاقات الاقتصادية انبنت على عنصر التكامل بين طرفَي المبادلات؛ بحكم التباين في المؤهلات الطبيعية والاقتصادية للطرفَيْن، وتميّزت بنية المبادلات بهيمنة المواد المصنّعة تصديراً من مدن المغرب الأوسط. وكان «القماش التلمساني»- مثلاً- يصل إلى السودان ويلبسه سلاطينها وأغنياؤها (48), كما كانت تلمسان تصدّر صناعة الخردوات (المناجل، وسكك المحاريث، والأدوات المنزلية؛ من سكاكين وقدور وغيرها) (49), والأسلحة، والمصنوعات الزجاجية، والعطور، والقرنفل، والبخور، والتمور، وبعض المنتجات الزراعية (50), وكان يصلها من السودان: الرقيق، والذهب، والملح، والنحاس، وريش النعام، وبعض البهارات (51), والجلد، والعاج، والجوز… (52).
ومن دون شك؛ كانت تمور بلاد الزاب (53) وورقلة (54) تجد طريقها إلى السودان، كما كانت بعض الأحجار الكريمة بصحراء ورقلة تصل إلى السودان، ويتنافس أهله في اقتنائها بأبهظ الأثمان (55).
وعموماً: فقد تنوعت وتوطدت الروابط التجارية التي جمعت مدن المغرب الأوسط بالمدن السودانية على مرّ العصور.
3 – دينيّاً:
تعدّ الدوافع الدينية محرّكاً رئيساً في مختلف التطورات الحاصلة في علاقة المغرب الأوسط بالسودان الغربي.
وقد بدأ الدين الإسلاميّ في الانتشار بالمدن السودانية بشكلٍ خاص (56), وكان للتجار الرستميّين دَوْرٌ بارزٌ في هذا الصدد (57), خصوصاً بالأجزاء الوسطى: بلاد الكانم (58), وربما يكون بعض ملوكها قد اعتنق الإسلام على أيديهم (59).
هذا التأثير الدينيّ ساهمت فيه كلّ الطوائف التي كانت على صلةٍ دائمةٍ بسكان المنطقة، من علماء وتجار ودعاة، بحواضر المغرب الأوسط، ونستحضر هنا بالخصوص التجربة البارزة للمغيليّ الذي قام بدَوْرٍ كبيرٍ في نشر الإسلام في صفوف أهل السودان، خصوصاً في حاضرتَي: «كانو» و «كاتسنا» (60).
4 – سياسيّاً:
برغم أنّ المعطيات المصدرية لا تسعفنا في تقصّي التأثير السياسيّ بشكلٍ مفصّل، وبرغم أنّ الدلائل على العلاقات السياسية بين المغرب الأوسط والسودان نادرة؛ فإنها مع ذلك غير منعدمة.
ولعلّ أقدم إشارة في هذا الباب ترجع إلى العصر الرستمي؛ إذ «أرسل أفلح بن عبد الوهاب (208 – 258هـ / 823 – 872م) ثالث الأئمة الرستميّين: سفارةً تحمل هدية إلى أحد ملوك السودان، وكان الذي تقدّم هذه السفارة إلى الملك السوداني: محمد بن عرفة؛ أحد الوجوه البارزة في البلاط الرستمي» (61).
وقد تلقّى بنو زيري بدَوْرهم بعض الهدايا من بلاد السودان، منها واحدة حوالي (382هـ / 992م)، وأخرى سنة (423هـ / 1032م) (62).
وارتبطت إمارة كانم السودانية بعلاقاتٍ وثيقةٍ بالحفصيين (63). الذين كانوا يبسطون نفوذهم على شطرٍ مهمٍّ من المغرب الأوسط آنذاك، وتبادل الطرفان السفارات والهدايا (64).
وقد ربطت صداقةٌ وثيقةٌ بين منسى موسى سلطان مالي، وهلال القطلاني حاجب عبد الرحمان أبو تاشفين الزياني (65).
وذكر ابن خلدون أنّ إمارة صنهاجية بطرف الصحراء اتخذت من «تكرت» مقرّاً لها، كان بينها و «بين أمير الزاب وواركلا مهاداة ومراسلة» (66).
وعلى مستوى آخر؛ نستشف تلك الأدوار السياسية من المهمّة التي اضطلع بها المغيليّ (ت912هـ) في أوساط الإمارات السودانية، والتي وصلت إلى حدّ تعبئة الجيوش للجهاد، وتوسيع الفتوحات؛ حيث تمكن من الحصول على منصب مستشارٍ في بلاط أسكيا محمد، أحد ملوك إمبراطورية صنغي (67).
ثانياً: مظاهر التلاقح الحضاري بين حواضر المغرب الأوسط وحواضر السودان:
1 – على المستوى العلمي:
شكّل التلاقح العلميّ أحد أبرز ميادين التفاعل الحضاري بين المدن السودانية ومدن المغرب الأوسط.
ونسجل هنا حضور علماء هذه المراكز العلمية، وكان لبعضهم أثرٌ بيّنٌ في الحياة العلمية بالسودان.
لقد كانت الحواضر السودانية، مثل تنبكت، ترتبط ثقافيّاً بمختلف حواضر العلم والثقافة في الشمال الإفريقي، ومن ضمنها بعض حواضر المغرب الأوسط كتلمسان (68), وإذا كانت تلمسان لم تزل «داراً للعلماء والمحدّثين وحملة الرأي على مذهب مالك بن أنس…» (69)؛ فإنّ ابن بطوطة ذكر بأنّ أحد أبناء ابن شيخ اللبن التاجر التلمساني «من الطلبة؛ يعلّم القرآن بمالي» (70)؛ مما يُبرز بشكلٍ جليٍّ أحد أوجه الإشعاع العلميّ لتلمسان بأرض السودان.
ويبقى المغيليّ من بين علماء المغرب الأوسط الأشدّ تأثيراً في المنطقة، أخذ عنه بتكدة كلٌّ من: العاقب بن عبد الله (71), ومحمد بن أحمد التازختي (72), واعتُمدت بعض كتبه لدى فقهاء السودان، مثل أرجوزته في المنطق (73).
كما كان بتنبكت عددٌ من علماء المغرب الأوسط، مثل أبي القاسم التواتي الذي تولّى الإمامة بمسجد تومبوكتو (74), وأشرف على محضر يقرأ فيه الأطفال (75), كما كان «معيار» الونشريسيّ معتمداً فيما يُقرأ ويُدرّس بتنبكت والسودان (76), إلى جانب بعض مؤلفات المقري (77).
وقد بلغ من نضج علماء أهل السودان أنّ علماء تلمسان كانوا «يشاورونهم في المسائل العلمية والقضائية» (78).
لا شك إذاً في أنّ مظاهر التأثير والتأثّر العلمي، الأخذ والعطاء، متعدّدة بين علماء الحواضر السودانية ونظيرتها بالمغرب الأوسط، يتعذر استقصاؤها، وقد اكتفينا بما جادت به بعض المصادر في هذا الشأن.
2 – على المستوى المذهبي:
كلّ التطورات الدينية والمذهبية في شمال إفريقيا كانت تجد صداها في السودان، فمثلاً سيطرت الدولة الرستمية ذات المذهب الخارجيّ الإباضيّ إبّان قيامها على معظم المنافذ المؤدية إلى السودان، كورقلة وغدامس (79), ففي عصر الإدريسي (ت 559هـ) كان أهل ورقلة ما يزالون يحتفظون بمذهبهم الإباضي (80), وكانوا على صلةٍ دائمةٍ بأرض السودان «لبيع تمور سجلماسة والزاب، و (يُخرجون منها التبر، ويضربونه باسم بلدهم)» (81).
وإذا أضفنا لها أهل «تاهرت»، وغيرهم من أهل «جبل نفوسة»، نفهم لِمَ وجد ابن بطوطة (ت 779هـ)، سكان مدينة زاغري، التي تلي ولاتة في اتجاه مالي عاصمة سلطنة مالي، منقسمين إلى طائفتَيْن من البيضان: الأولى تُدعى: «صغنغو»، وهم خوارج إباضية، والثانية تُدعى: «توري»، وهم سنّة مالكية (82).
ويبقى أبرز تأثيرٍ هو: انتقال المذهب المالكي، بعد رسوخه بالمغرب الإسلامي، إلى ربوع السودان بفضل الفقهاء المغاربة، ومن ضمنهم مالكية المغرب الأوسط، وأشهرهم المغيلي.
3 – على المستوى الروحي:
بعد انتشار الطرق الصوفية بكلّ أرجاء المغرب الإسلامي؛ بدأت الصوفية تتسرب إلى أصقاع السودان؛ حيث وصلت «الطريقة القادرية» هناك عبر «توات» منذ القرن 15م (83), أو مطلع القرن 16م (84).
ويعد محمد بن عبد الكريم المغيليّ أول مَن أدخلها إلى بعض أجزاء الصحراء الكبرى والسودان الأوسط وشمال نيجيريا (85) (الهاوسا).
بينما ساهم سيدي أحمد البكاء الكنتي، خلال القرن 15م، في نشر مبادئها في الجزء الغربيّ من الصحراء الكبرى (86), ثم اتسع انتشار القادرية على يد الشيخ سيدي المختار الكبير الكنتي «الذي عاش في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، ما بين ولاتة وتمبوكتو وتوات» (87), ثم الشيخ التأرازي الذي أدخلها إلى ما يُعرف حاليّاً باسم: غامبيا وليبيريا وغانا وغينيا بيساو (88), وبعده عثمان دان فوديو (89).
ومن أبرز مدارس التصوّف التي نشأت بالمغرب الأوسط، وكان لها حضورٌ كبيرٌ وانتشارٌ واسعٌ بغرب إفريقيا ووسطها: الطريقة التيجانية التي أصبح لها حضورٌ كبيرٌ خلال القرن 19م (90), وعُرفت بميولها العسكرية (91), وكان لها دورٌ مهمٌّ في مواجهة التغلغل الاستعماري الأوروبي، وأبرز نموذج لذلك: «المجاهد التيجاني الحاج عمر الفوتي التكروري الذي توفي عام 1864م» (92).
ومن ثمّ ارتبط انتشار الإسلام واعتناقه في غرب إفريقيا في القرون المتأخرة بالطريقتَيْن «القادرية» و «التيجانية»، وأضحى «كلّ مسلمٍ يتّبع واحدة من الطريقتَيْن» (93), ومن غير العادي أن «يكون مسلماً غير منتسبٍ لإحدى الطرق الصوفية الكبرى» (94).
كما كان للزاوية السنوسية، هي الأخرى، نصيبٌ واضحٌ في الانتشار، ونشر الإسلام بالسودان، منذ أن أسّسها الشيخ سيدي محمد بن علي السنوسي سنة 1837م (95), والذي ينحدر من مدينة مستغانم بالجزائر (96).
4 – على المستوى الثقافي:
لقد صار للحضارة الإسلامية تأثيرٌ واضحٌ في المجتمعات السودانية، دلّت عليه عدة مؤشرات، من بينها مثلاً: التحول إلى ارتداء الملابس بعدما كانت منهم طوائف عراة، وآخرون يسترون عوراتهم بالجلود المدبوغة (97), وقد كان للتجار الرستميين أثرٌ في أهالي كوكو من أرض السودان، في «سلوكهم، وملبسهم، وطرق معيشتهم» (98).
كما بدت على أهل السودان بعض مظاهر التأثّر على مستوى الأعياد والمناسبات الدينية، وقد نقل لنا ابن بطوطة أجواء إحياء منسى سليمان ليلة السابع والعشرين من رمضان، وتوزيع الزكاة أثناءها (99), وإحيائه لشعيرة صلاة عيد الفطر والأضحى (100), بما يفيد انتقال معظم هذه العوائد من الشمال الإفريقي، وتطعيمها باللمسة المحلية.
كما تزامن انتشار اللغة العربية بالسودان مع وصول الدين الإسلامي (101) إلى المنطقة، وصارت اللغة الأساسية في التدريس وتداول العلوم المختلفة، كما كانت لغة الخطابة والقضاء، واللغة الرسمية للدول القائمة في الكتابة والمراسلات، واعتُمد الخطّ المغربي في الكتابة، وانتشرت الأسماء العربية في صفوف أهل السودان.
وكانت تنبكت «المركز الحيوي للثقافة الإسلامية» (102), وضمّت «المباني المشيدة من الطوب» (103) التي عوضت «خيام مدينة غانة وأكواخها من الحشائش» (104), وتفيد بعض الروايات باستقدام السلطان منسى موسى لمهندس من غدامس، هو: عبد الله الكومي الموحدي (105), الذي يتبيّن من اسمه أنه ربما ينحدر من المغرب الأوسط. كما أدخل التجار والحرفيون المسلمون استعمال الحجارة في البناء (106), ونقلوا تقنية البناء المستخدمة في بناء سور مدينة مالي المعتمِد على تقنية التراب المدكوك (107) (الطابية) (108), ومن ثمّ دخول نمط العمارة المغربية الأندلسية، وغيرها من المؤثرات الحضارية.
كلّ ذلك صاحب توافد التجار والعلماء وغيرهم إلى السودان من مجموع دول شمال إفريقيا، مما يدل قطعاً على أنّ للمغرب الأوسط، إلى جانب باقي أجزاء المغرب الإسلامي، دَوْراً في ذلك الانصهار الحضاريّ والامتزاج الثقافي.
خاتمة:
حاولنا من خلال هذه الورقة أن نرصد في عجالة: أهمّ ملامح الوصال الحضاريّ التاريخيّ بين حواضر المغرب الأوسط ونظيرتها بالسودان، وتبيّن لنا مدى قوة تلك الصلة، وامتدادها التاريخيّ الطويل؛ مما يستدعي استثمار هذا الرصيد التاريخيّ لإحياء ما اندرس من روابط بين مختلف أصقاع العالم الإسلامي عموماً، وبالغرب الإسلامي خصوصاً، فضلاً عن تجديد وتعزيز علاقة البلدان المغاربية بأقطار إفريقيا جنوب الصحراء، في عالمٍ يتجه نحو التكتل في مجموعات إقليمية.
الاحالات والهوامش :
(*) ـ مدير مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)، فاس، المغرب.
(1) يُقصد به بشكلٍ نسبيٍّ: معظم أجزاء دولة الجزائر الحالية؛ باستثناء بعض أطرافها الشرقية والجنوبية.
(2) يُقصد به: مجموع البلاد الواقعة خلف الصحراء الإفريقية الكبرى وما بعدها إلى مشارف غابة السفانا جنوباً، والمحيط الأطلسي غرباً، وبلاد النوبة و “السودان المصري” شرقاً.
(3) أشار الإدريسيّ إلى عدة نماذج منها، انظر: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة، 2002م، (1 / 25 و 27 و 110).
(4) نسبة إلى «مسوفة»: إحدى القبائل المشكلة للحلف الصنهاجي المستوطن للصحراء الكبرى.
(5) هذا التعبير حديث، ينصرف إلى إطلاق السودان الغربيّ على منطقتَي نهر السنغال والنيجر، والسودان الأوسط على المنطقة التي تضمّ حاليّاً: جنوب ليبيا وتشاد والنيجر وغرب السودان وشمال نيجيريا وشمال الكاميرون وإفريقيا الوسطى.
(6) رحلة ابن بطوطة، دار صادر – بيروت، 1992م، ص 699.
(7) شقدان، بسام: تلمسان في العهد الزياني (633 – 962هـ / 1235 – 1555م)، رسالة ماجستير – كلية الدراسات العليا / جامعة النجاح الوطنية – نابلس – فلسطين، 2002م، ص 196.
(8) الدالي، الهادي: التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، من نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن الثامن عشر، الدار المصرية اللبنانية – القاهرة، ط1 – 1999م، ص 317.
(9) تُطلق على الأسرة الزيانية التي حكمت المغرب الأوسط تقريباً بين 1235م و 1554م، متخذة من تلمسان عاصمة لها.
(10) فضلاً عن المسلك الغربي الذي كان يتجه نحو سجلماسة، والشرقي الذي كان يتجه إلى غدامس والجريد. انظر: الهادي، روجي: الدولة الصنهاجية: تاريخ إفريقية في عهد بني زيري من القرن 10 إلى القرن 12م، ترجمة حمادي الساحلي – دار الغرب الإسلامي – بيروت – ط1 1992م، (2 / 291).
(11) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 300.
(12) الميلي، مبارك: تاريخ الجزائر في القديم والحديث، المؤسسة الوطنية للكتاب – دار الغرب الإسلامي – بيروت، (2 / 76).
(13) الطمار، محمد: المغرب الأوسط في ظل صنهاجة، ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر، 1977م، ص 170.
(14) الحريري، محمد: الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي: حضارتها وعلاقتها الخارجية بالمغرب والأندلس (160هـ – 296هـ)، دار القلم – الكويت، ط3 – 1987م، ص 233؛ إسماعيل، محمود: الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري، دار الثقافة – الدار البيضاء، ط2 – 1985م، ص (276 – 277).
(15) الخوارج في بلاد المغرب، م س، ص (280 – 281).
(16) المرجع السابق نفسه، ص (277 – 278).
(17) بورويبة، رشيد: الدولة الحمادية: تاريخها وحضارتها، ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر، 2010م، ص 150.
(18) نزهة المشتاق، م س، (1 /260).
(19) المرجع السابق نفسه.
(20) المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م س، ص 76.
(21) نزهة المشتاق، م س، (1 / 250).
(22) المغرب الأوسط في ظل صنهاجة، م س، ص 175.
(23) المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م س، ص 77.
(24) الوزان، الحسن: وصف إفريقيا، دار الغرب الإسلامي، ط2 – 1983م، (2 / 21)؛ تلمسان في العهد الزياني، م س، ص 194.
(25) تاريخ الجزائر في القديم والحديث، م س، (2 / 483).
(26) تلمسان في العهد الزياني، م س، ص 199.
(27) المرجع السابق نفسه.
(28) تاريخ الجزائر في القديم والحديث، م س، (2 / 483).
(29) الخوارج في بلاد المغرب، م س، ص 281.
(30) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 299.
(31) الدولة الصنهاجية، م س، (2 / 81).
(32) المرجع السابق نفسه.
(33) هوبكنز: التاريخ الاقتصادي لإفريقيا الغربية، منشورات المجلس الأعلى للثقافة، 1998م، ص 168.
(34) وصف إفريقيا، م س، (2 / 136).
(35) الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي، م س، ص 211.
(36) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 300.
(37) وصف إفريقيا، م س، (2 / 138 – 141).
(38) المرجع السابق نفسه، ص 139.
(39) الاستبصار في عجائب الأمصار، دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد، ص 175.
(40) المغرب الأوسط في ظل صنهاجة، م س، (219 – 220).
(41) الدولة الصنهاجية، م س، (2 / 291).
(42) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 301.
(43) المرجع السابق نفسه.
(44) إفريقيا من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر، م س، ص 214.
(45) المرجع السابق نفسه، ص 215.
(46) التاريخ الاقتصادي لإفريقيا الغربية، م س، ص 169.
(47) وصف إفريقيا، م س، (2 / 135).
(48) تلمسان في العهد الزياني، م س، ص 187.
(49) المرجع السابق نفسه، ص 188.
(50) المرجع السابق نفسه، ص 199.
(51) المرجع السابق نفسه.
(52) المرجع السابق نفسه.
(53) نزهة المشتاق، م س، (1 / 20)؛ التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 38.
(54) الدولة الحمادية: تاريخها وحضارتها، م س، ص 150.
(55) الاستبصار، م س، ص (224 – 225).
(56) الشكري، أحمد: الإسلام والمجتمع السوداني – إمبراطورية مالي: 1230 – 1430م، المجمع الثقافي – أبو ظبي، 1999م، ص (288 – 289).
(57) الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي، م س، ص 212.
(58) الخوارج في بلاد المغرب، م س، ص 299.
(59) المرجع السابق نفسه، ص 300.
(60) بانيكار، مادهو: الوثنية والإسلام: تاريخ الإمبراطوريات الزنجية في غرب إفريقية، منشورات المجلس الأعلى للثقافة، ط2 – 1998م، (2 / 496).
(61) الإسلام والمجتمع السوداني، م س، ص 259.
(62) المرجع السابق نفسه، ص 260.
(63) المرجع السابق نفسه، ص 263.
(64) المرجع السابق نفسه.
(65) تلمسان في العهد الزياني، م س، ص 200.
(66) ابن خلدون: “ديوان المبتدأ والخبر في أخبار العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر”، دار الفكر – بيروت، 2000م، (6 / 269 – 270).
(67) برايما باري، عثمان: جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي، دار الأمين للنشر والتوزيع – القاهرة، ط1 -2000م، ص 22؛ التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 113.
(68) الفيتوري، عطية: دراسات في تاريخ شرق إفريقيا وجنوب الصحراء (مرحلة انتشار الإسلام)، منشورات جامعة قار يونس – بنغازي – ط1 – 1998م، ص 291.
(69) المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، م س، ص 77.
(70) رحلة ابن بطوطة، م س، ص 690.
(71) التنبكتي، أحمد بابا: كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب – مطبعة فضالة – المحمدية، 2000م، (1 / 377).
(72) المرجع السابق نفسه، ص 223؛ الوثنية والإسلام: تاريخ الإمبراطورية الزنجية في غرب إفريقية، م س (2 / 514).
(73) كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، م س، (1 / 138)، (2 / 234).
(74) دراسات في تاريخ شرق إفريقيا وجنوب الصحراء، م س، ص 292.
(75) السعدي: تاريخ السودان، طبع هوداس بمشاركة بنوة – المدرسة الباريزية لتدريس الألسنة الشرقية – باريس – مطبعة بردين – انجى، 1898م، ص 58.
(76) كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، م س (2 / 240).
(77) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 80.
(78) دراسات في تاريخ شرق إفريقيا وجنوب الصحراء، م س، ص 293.
(79) المرجع السابق نفسه، ص 210.
(80) نزهة المشتاق، م س، (1 / 296).
(81) الدولة الصنهاجية، م س، (2 / 291).
(82) رحلة ابن بطوطة، م س، ص 680.
(83) المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 43؛ ذهني، إلهام: جهاد الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا ضد الاستعمار الفرنسي (1850م – 1914م)، دار المريخ للنشر – الرياض – 1988م، ص 31؛ القادري، عبد القادر: الزاوية القادرية ودورها الديني والاجتماعي، ضمن مجلة دعوة الحق – إصدارات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – المغرب – العدد 202 – 1979م، ص 48.
(84) تاريخ غرب إفريقيا، م س، ص 287.
(85) المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 44.
(86) المرجع السابق نفسه.
(87) الزاوية القادرية ودورها الديني والاجتماعي، م س، ص 51.
(88) المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 44.
(89) هو عثمان بن محمد، ويلقب بفودي، (1169هـ / 1754م – 1232هـ/ 1817م). وُلد بقرية تقع شمال دولة نيجيريا الحالية، نشأ في أسرة علمية، وتشبّع بمبادئ التصوف على طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني. اشتغل بالتدريس، ودفعه انحراف مجتمعه الهوسا، الذي كان يعج بمظاهر الوثنية والشرك، وابتعاد المسلمين عن تعاليم دينهم الصحيحة إلى تزعم حركة إصلاحية ابتداءً من سنة 1794م، انبثقت عنها إمبراطورية إسلامية كبرى.
(90) تاريخ غرب إفريقيا، م س، ص 288؛ المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 43؛ جهاد الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا، م س، ص 31؛ دراسة عن إفريقيا جنوب الصحراء، م س، ص 231.
(91) تاريخ غرب إفريقيا، م س، ص 288؛ المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 45.
(92) المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 42.
(93) المرجع السابق نفسه، ص 43؛ جهاد الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا، م س، ص 31.
(94) زبادية، عبد القادر: دراسة عن إفريقيا جنوب الصحراء في مآثر ومؤلفات العرب والمسلمين، ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر، ص 225.
(95) جهاد الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا، م س، ص 33؛ انظر أيضاً: المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص (45 – 46).
(96) انظر نتفاً من حياته في: دراسة عن إفريقيا جنوب الصحراء، م س، ص 237؛ المسلمون في غرب إفريقيا، م س، ص 323.
(97) نزهة المشتاق، (1 / 22 و 28 و 30 و 111).
(98) الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي، م س، ص 212.
(99) رحلة ابن بطوطة، م س، ص 683.
(100) المرجع السابق نفسه، ص 686.
(101) الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي، م س، ص 213.
(102) جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي، م س، ص 12.
(103) ويدنر، دونالد: تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء، ترجمة راشد البراوي، دار الجيل للطباعة – الفجالة، 1962م، ص 47.
(104) المرجع السابق نفسه.
(105) التاريخ السياسي والاقتصادي لإفريقيا فيما وراء الصحراء، م س، ص 62.
(106) الوثنية والإسلام: تاريخ الإمبراطورية الزنجية في غرب إفريقية، م س، (2 / 488).
(107) إفريقيا من القرن الثاني عشر إلى السادس عشر، م س، ص 149.
(108) انظر حول هذه التقنية: ابن خلدون: “مقدمة ابن خلدون”، دار الفكر – بيروت، 2001م، ص (511 – 512).