د. يوسو منكيلا(*)
لقد عرف علماء القارة الإفريقية فضل اللغة العربية، لغة القرآن الكريم, واجتهدوا في دراستها، ومنها تدرّجوا إلى تعلّم علوم هذه اللغة وفنونها الأدبية، هكذا كان النظام التعليمي في إفريقيا قبل دخول التنظيمات للمدارس العربية في إفريقيا, وخصوصاً في القرون الماضية.
ونذكر – على سبيل المثال لا الحصر – من مساهمات علماء غرب إفريقيا في اللغة والأدب العربيين: «أسلوب النداء في القرآن الكريم» للعالم الإفريقي الدكتور نجم الدين رجي، وكتاب «تحليل المعاني البلاغية لأدوات الاستفهام في القرآن الكريم» للدكتور محمود مندي يوسف، وكتاب «الاستعمالات الخاصة للضمائر في القرآن الكريم» للدكتور محمد الحاج معاذ, و «الأدب العربـي السنغالي» للدكتور عامر صمب، وكتاب «المأدبة العربية» لزكريا إدريس أوبو حسين، و «الأدب الإسلامي» للأديب آدم الوري.
وغير ذلك من الكتب، والبحوث الكثيرة والمهمة في حياة الحركة الأدبية في إفريقيا، وهو ما يدل على الاهتمام بأسلمة المعارف، وكان جديراً للغة العربية أن تنال نصيب الأسد في تلك الحركة الفكرية.
ولقد وجدنا الحاجة ماسّة إلى التعريف بالإنتاج الأدبي العربي الإفريقي في القارة الإفريقية من خلال المخطوطات العربية؛ علماً بأن مباحث هذا الموضوع محاولة للإسهام في الأنشطة البحثية التي تسعى إلى جمع التراث العربي الإفريقي، كما أنها محاولة للإسهام في تأصيل المراجع الأوّلية الخاصة بهذا التراث الإسلامي في إفريقيا بعامة، وفي الغرب الإفريقي بخاصة؛ حيث إن الميدان خصب، ومجال البحث واسع، ويقع على عاتق أبناء المنطقة مهمة البحث فيه قبل غيرهم من الباحثين الأجانب؛ لكونهم أعرف بالبيئة، وأقرب إلى مصادر العلم والأدب فيها.
مدخل إلى الأدب العربي الإفريقي:
دأب مؤرخو الأدب العربي على تقسيمه إلى عصور وأصول أدبية تيسيراً لدراسته، ورصد ظواهره، وهذه العصور هي: العصر الجاهلي، عصر صدر الإسلام، العصر الأموي، العصر العباسي، وحتى الأندلسي، وعصر الانحطاط، وأخيراً العصر الحديث.
لكنهم أغفلوا الأدب العربي المنتسب إلى القارة الإفريقية, فلم تحظ القارة الإفريقية – على جلالة قدرها في الشعر – بما تستحقه من اهتمام النقاد والدارسين, فهؤلاء الشعراء الذين يُعدّون من أغربة العرب(1) وكبار رواد الشعر العربي في إفريقيا في الأدب العربي، ويحتل شعرهم مكانة مرموقة بين شعراء العرب على مدى العصور الأدبية كلها، وعلى الرغم من هذه المكانة التي لا ينازعون فيها ظلّوا في نجوة عن اهتمام الدارسين العرب، حتى بعض الإفريقيين أنفسهم قديماً وحديثاً.
والذي يؤسف له أن العناية بالأدب الذي نشأ خارج البلاد العربية قليلة، بل تكاد تكون مثار العجب عند بعض الناس، فأنت إذا حدّثتهم مثلاً عن الأدب الإسلامي المكتوب في شبه القارة الهندية، أو القوقاز، أو كردستان, أو تركيا، أو النيجر بإفريقيا, أو غيرها من بلاد الإسلام, تعجّبوا لذلك، فإذا أنت زعمت لهم أن ذلك الأدب له من الأصالة والبيان والسلاسة ما يفوق في بعض الأحيان الأدب العربي المعاصر في البلاد العربية؛ كنت كأنك تحدثهم عن أساطير الأولين!
ومن المستغرب جداً عدم اهتمام العديد من العلماء والأدباء المبرزين في الأدب العربي بالأدب الإفريقي العربي، مثل شوقي ضيف الذي استطاع أن يستوعب تاريخ الأدب العربي، ويتحدّث عنه في مؤلفات جسام منذ عهود ما قبل الإسلام إلى عصر الدول والإمارات، لكنه لم يشغل باله بالأدب العربي الإفريقي الإسلامي، فنراه يتحدث عن عصر الدول والإمارات، وعن الحياة الأدبية في كل من المغرب وليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان، دون التعرض لدراسة الجذور العربية الأخرى في الجزء الغربي من القارة الإفريقية من حيث الإنتاج الأدبي إلا ما جاء هفواً!
وعلى الرغم من ذلك؛ فإنه قد يُلتمس له ولأمثاله العذر في هذا التقصير الذي يبدو في حقيقته مؤسفاً عندما يصرّح غيره, كأحمد شلبي في كتابه (كيف تكتب بحثاً أو رسالة علمية)، بأن المشكلة في هذا التهميش تكمن في عدم وجود مادة علمية لائقة في درجتها المعرفية بالنسبة لهم بصفتهم باحثين، في حين يدعو أبناء المنطقة المثقفين باللسان العربي إلى مبادرة طيبة في حل الأزمة, واستئصال جذورها بكونهم أبناء تلك المناطق(2).
وبناء عليه؛ فقد أُجريت دراسات أدبية من قبل العلماء الإفريقيين الأجلاء في هذا المجال الثقافي العربي الإسلامي, حيث حاولوا أن يؤرّخوا لهذا الأدب في عصوره, كما هو الحال في الأدب العربي العربي، فعلى سبيل المثال في عام 1967م كتب الشيخ آدم عبد الله الألوري كتاباً سمّاه «مصباح الدراسات الأدبية في الديار النيجيرية»، وفيه قسّم عصور الأدب العربي في نيجيريا إلى خمسة عصور: العصر البرناوي والعصر المغيلي والعصر الونغري والعصر الفلاني والعصر الإنجليزي؛ على غرار تقسيم العصور الأدبية العربية بتصرّف، فهو حسب ما وصل إلينا من الدراسات، أو بناء على المصادر والمراجع المتوفرة التي تناولت مثل هذا الموضوع, يُعد أول من حاول أن يؤرّخ للأدب العربي الإفريقي في عصوره المختلفة(3).
ثم جاء الدكتور عامر صمب 1978م بكتاب سمّاه «الأدب السنغالي العربي»، وفيه تناول اصطلاح المدارس، حيث وزّعها على المدن الكبرى، فكل مدينة تمثّل مدرسة شعرية بشعرائها وخصائصها، مثلما هو الأمر في الأدب الحديث مع المدارس الأدبية: المدرسة العربية المحافظة أو مدرسة عمود الشعر لمحمود سامي البارودي والديوان وأبولو والمهجر، فقال: «قد تحدثنا في الإطار الجغرافي والتاريخي والثقافي، فينبغي لنا أن ندرس أهم المدارس الأدبية بالتفصيل، وأن ننبه تنبيهاً مهماً فنقول: إذا اعتبرنا مدرسة أشد أصالة من مدرسة أخرى، وإذا ظهرت لهجة أديب ما خارقة للعادة، وإذا كانت ركائب أديب ما بعيدة الشأو فلا نتردد في الإشارة إليه، والتحدث عنه والتصريح به، وبعد هذا التنبيه علينا أن نتصدى لدراسة أقدم مدارس الأدب»(4).
ثم جاء الأستاذ الدكتور أحمد سعيد غلادنثي 1982م في كتابه «حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا»، وقسّـم الحركة العربية إلى خمسة أقسام، جعلها في فترات:
أولاً: فترة تأسيس الممالك والولايات (قبل القرن العاشر إلى آخر الثالث عشر تقريباً).
ثانياً: فترة الوفود والحركات الإسلامية في تلك الممالك والولايات (من القرن الرابع عشر إلى الثامن عشر تقريباً).
ثالثاً: فترة دولة سكوتو (1804 – 1903م)، حتى سقوطها على أيدي المستعمرين.
رابعاً: فترة الاستعمار (1903 – 1960م).
خامساً: فترة ما بعد الاستقلال (1967 – 1970م)(5).
وكتب الأديب النيجيري الأستاذ زكريا إدريس أو بُوحسين كتاباً سمّاه «المأدبة الأدبية», قسّـم فيه عصور الأدب العربي الإفريقي إلى ستة عصور، وهي:
1 – عصر الاستهلال أو عصر كانم وبرنو والموحدين (1000 – 1300م): هذا عصر بداية اتصال العرب بأهل غرب إفريقيا والتعليم العربي لأول وهلة في هذه الديار.
2 – وعصر الاسترشاد أو عصر الدعاة الوافدين (1300 – 1804م): هذا هو عصر زيارة العلماء والدعاة إلى أقاليم غرب إفريقيا من بلاد العرب، مثل زيارة الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، والشيخ جلال الدين السيوطي إلى كَنُو وكشنا، وكذلك وفد الدعاة الونغر إلى غُوبِرْ، حيث نشروا الإسلام فيها، وأرشدوا كثيراً إلى دين الله, وعلّموا الناس العلوم العربية والإسلامية، وكان جلّ الوفود الونغر من علماء تمبكتو وجني وغاو وغيرها من حواضر الثقافة الإسلامية والعربية.
3 – وعصر الاستقرار أو العصر الفودي (1804 – 1903م): في هذا العصر استقر الإسلام نتيجة لنشاطات الدعاة الوافدين من أماكن مختلفة في العصر السابق، والثورة الإسلامية التي قادها الشيخ عثمان بن محمد بن فودي.
4 – وعصر الاستعمار (1903 – 1960م): حيث سُـلّطت فرنسا وبريطانيا والبرتغال على بلدان غرب إفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي, وتواطؤوا على اغتصاب هذه البلدان.
5 – وعصر الاستقلال (1960 – 1999م): وهو عصر الإفاقة من النوم الذي سلّطه الاستعمار على مسلمي غرب إفريقيا.
6 – والعصر الأخير هو عصر الازدهار (2000 إلى ما شاء الله): نتيجة لنشاطات العلماء المحدثين الذين تعلّموا في المدارس العربية العليا وفي الجامعات في غرب إفريقيا(6).
لقد لاحظ الباحث أن هذه الدراسات كلها مجهودات أوليّة, وهي تستحق كل التقدير والاحترام من قبلنا نحن الأبناء والأحفاد، فهي تمثّل الأعمدة الأساسية التي يجب أن تُبنى عليها الدراسات الثانوية في هذا المجال.
عليه؛ فإن الباحث يذهب في هذا الصدد إلى أن الأدب العربي الإفريقي بعامة قد مرّ بعصور ثلاثة وهي:
أولاً: عصور الإمبراطوريات الإسلامية في إفريقيا: غانة، مالي، سنغاي وكانم بورنو وصوكوتو، حيث انتشرت فيها اللغة العربية وثقافتها، فكانت هي اللغة الرسمية والإدارية, يتكلّم بها المثقفون وأغلب المسلمين، فبعد دخول الإسلام إلى إفريقيا، ووقوف الإنسان الإفريقي المسلم على الثقافة العربية الإسلامية والكتابة العربية، سرعان ما تأثر بها فأتقنها، وقرأ أشعار فحول شعراء العرب، ولم يلبث بعد ذلك أن وضع أشعاراً ومنظومات بالعربية, أمثال أحمد بابا التمبكتي, والأديب أبي إسحاق إبراهيم الكانمي، ودوّن بها بعض الآداب الإفريقية الشفهية القديمة.
ثانياً: عصر المقاومة الوطنية: وهو عصر الغزو الفكري، ملتقى الحضارتين في إفريقيا الغربية، الحضارة العربية الإسلامية، والحضارة الغربية الاستعمارية.
ثالثاً: عصر الازدهار والنهضة الإفريقية: وهو من الاستقلال إلى الآن، فهذا عصر الإفاقة من النوم، فبحلول الاستقلال السياسي نهض المسلمون, وزاد نشاطهم في تحقيق آمالهم، وهو الرجوع إلى ما كان عليه أجدادهم من اتخاذ اللغة العربية اللغة الرسمية في بلدانهم، في هذا العصر استقر الإسلام نتيجة لنشاط الدعاة الأدباء الوافدين من أماكن مختلفة.
أثر القرآن الكريم في الحركة الأدبية:
القرآن الكريم هو الموجّه الأول والرئيس للحركة الأدبية العربية الإسلامية في كل مكان انتشر الإسلام فيه، وخصوصاً في إفريقيا أمّ القارات والحضارات الأولى، الأمر الذي جعل القرآن الكريم النصّ الإمام والمصدر الأساس، والمنوال الذي يُنسج عليه, فلا يجد من يدرس اللغة العربية وآدابها مندوحة من أن يبدأ دراسته لها في بادئ الأمر بأساليب القرآن الكريم.
وكان لإعجاز القرآن الكريم في الفجر الإسلامي أثره البالغ في النفوس، فالوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة مثلاً، اعترفا بأن القرآن الكريم ليس من كلام الإنس والجن, فنصوصه وأساليبه المعجزة تطرح نفسها بصفتها نموذجاً أعلى للكمال والجمال اللغوي(7).
وإذا كان القرآن الكريم هو الباعث الأول على ازدهار الحركة العلمية منذ القرون الوسطى، فمن الطبيعي أن تكون علوم القرآن هي أول ما يشغل المسلمين.
ومن علوم القرآن التي تتعلق باللغة: إعجاز القرآن، وإعراب القرآن, وعلم القراءات(8) الذي يعتمد من حيث اللغة على المشترك اللفظي من حيث الترادف(9), والأشباه والنظائر(10), والمعرّب والدخيل والتضاد، وبتلك المواد اتّسع نطاق اللغة العربية ومعانيها(11)، وقد اختصر جلال الدين السيوطي تلك العلوم التي تتناول ناحية من نواحي القرآن في كتابه «الإتقان في علوم القرآن»(12)، كما نرى ذلك في تطبيقات الزمخشري في تفسيره الكشاف(13)، وآراء عبد القادر الجرجاني[1](14) الذي اشتهرت عنايته الشديدة بتوضيح وجوه البلاغة والإعجاز في القرآن.
وكذلك أدّى أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أدواراً فعّالة بتصنيفاته العديدة حول موضوع القرآن, مثل مشكل القرآن ومعاني القرآن وغريب القرآن والشعر والشعراء, ونلحق بتلك الإنتاجات جهود الإمام القاضي أبي بكر الباقلاني (ت 430 هـ) صاحب كتاب إعجاز القرآن، وجهود غيرهم، حتى تفرعت الدراسات الأدبية عن الدراسات القرآنية وتطورت.
طبيعة الأدب العربي الإفريقي:
يتفاوت انفعال الناس مع الطبيعة بمقدار ما يهبهم الله من حسّ التذوّق, والقدرة على التصوّر والتمثّل، والتصوير والتمثيل، وينسجم ذلك كله مع أمزجتهم وظروف حياتهم المادية والفكرية والفنية(15). والطبيعة أوسع منابع الجمال غنى في الكون، فهي ملهمة كل فنان، ومصدر الوحي في معظم الآثار الفنية, سواء كانت شعراً أو نثراً أو غير ذلك(16).
الحديث عن الأدب العربي الإفريقي حديث عن الإسلام في وعائه اللغوي والمعنوي؛ نتيجة العوامل التي ساعدت على بروز هذا الأدب في إفريقيا من جهة، وصبّ الإنتاجات الأدبية بكل أشكالها في قالب إسلامي وفني من جهة ثانية، ومن المحاضن التي مارس فيها الأدب حياته الطفولية ليخرج منها بتربيةٍ ضربت على هيكله سياجاً وحصناً حصيناً، حفظته من ممارسة الأدب خارج نطاق الدين ثالثاً، وذلك أن الأدب نبعة من نبعات الحياة، وخفقة من خفقات الإنسان، وتعبير عن وجوده وحياته ونشاطه وبيئته وكونه، وواقعه وعالمه، وعاطفته وشعوره، وفكره وتصوره(17).
ومن الشخصيات الأدبية الإفريقية البارزة، والذي يمكن أن نقول عنه إنه رائد الشعر العربي الإفريقي أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكانمي 550هـ, بشهادة بعض نقاد العرب مثل محمد بن شريفة الذي ألحقه بأغربة العرب المشهورين، فهو طراز وشخصية نموذجية، وعلى الرغم مما في إنتاجه الشعري من ضروب العبث والانتحال؛ فإن ما تبقى على قلّته يمثّل قوة ما يتمتع به الرجل العالم أو الأديب من عاطفة شعرية جياشة، وقدرته على تشخيصها في قوالب تصويرية بعيدة كل البعد عن طابع التكلّف الذي غالباً ما يُوقع صاحبه في التقليد الأعمى، ففي بيتيه المشهورين اللذين مدح فيهما الملك يوسف بن تاشفين عندما حلّ ضيفاً على هذا الأخير فأكرمه، يقول(18):
أزال حجـابـه عنـي وعيـني
تـراه من المهابـة في حجاب
وقـرّبـني تفـضـّـله ولكـن
بعـدت مهابـة عنـد اقـتراب
تتجلى لنا بوضوح قوة العاطفة الشعرية، ومن ثمّ وجوه البلاغة التي من النادر أن تجتمع بشكل كهذا في حدود بيتين من الشعر, ففي المستوى الموسيقي؛ فإن البحر المستخدم, وهو بحر الوافر, يناسب تماماً غرض المدح في الشعر العربي, وتظلّ الحروف في مستواها الصوتي تلائم الظرف العام والجو السائد, فحرف الباء الذي اتخذه رويّاً للأبيات لا ينافي موقف المدح الذي يتطلّب نوعاً من الشعور بالقوة والمهابة في شخصية الممدوح.
وفي المستوى المعجمي؛ تبقى الألفاظ المستخدمة سهلة في متناول الجميع, وليس ثمة لفظ يستند الكشف عن معناه في صورته اللغوية إلى أي جهد يذكر، غير أن هذا لا ينفي القوة الفنية في ثنايا البيتين، فالمعجم اللغوي لا يتطلب ما يثقل السمع للوصول إلى ما ينشد من قيمة الشعر.
وتستقر الصورة البلاغية في أبهى حلتها عندما نراه يستخدم كلمة «الحجاب» مرتين في البيت الأول, وتنحو الكلمة في المرة الأولى نحو النفي, في حين تأخذ في الأخرى طابع الثبوت والاستقرار, هذه المعركة الانعكاسية في التقدّم التدريجي التي تُعرف في فن البلاغة بالجناس، قد أزيل الحجاب في صورته الظاهرية من قِـبل من يتمتع بالسيطرة والنفوذ, ويبقى نفس الحجاب بكامن طابعه في صورته المعنوية عند من يسيطر عليه ويحكم, لتؤكد ظاهرية المهابة والمنزلة التي يحتلها المسيطر وهو الملك.
وفي إسناد تقريبه إلى تفضّل الملك مجاز «وقرّبني تفضّله», فالفضل بمفرده لا يُقرّب ولا يبعّد, وإنما صاحبه هو المقرّب والمبعّد, وإنما عدل عن إسناد التفضّل إلى الملك ليبين أن هذا التقرّب ليس إلا من باب الفضل والإنعام لا من باب الحق والواجب.
ويبدو البيت الأخير في صورة غريبة حيث جمع بين نقيضين, فهو قريب من الملك من حيث الموقف المادي وسماحة الملك، وبعيد في نفسه عن الملك من حيث مهابته له وتوقير لمكانته، والاعتزاز بشرفه وعلوّ منزلة.
بيئة الأدب العربي الإفريقي:
نعني بالبيئة هنا البيئة الخاصة والبيئة العامة، البيئة الخاصة بما تدل عليه من انتماء اجتماعي معين للأديب, واتجاه فكري خاص ونشأة وأسرة وثقافة, ولكل ما له أثر محدد في الأديب.
ونعني بالبيئة العامة تلك التيارات المحيطة بالأديب, والمجتمع الذي يعيش فيه، والتيارات الاجتماعية والسياسية والأدبية والإسلامية، وما يستطيع أن يؤثر في الأديب تأثيراً عميقاً قوياً، ولا يمكن لأديب حق أن يتغافل عنه أو يحول بين نفسه وبيئته، وعلى قدر ما تؤثر البيئة العامة في الأديب نفسه استطاع هو أن يؤثر في هذه البيئة العامة وتياراتها، يقول الشاعر رباني زكريا الكيوتي:
بشـائر الفرح في رمضان قد برزت
في جـوت مياك جـاء النور للقلـب
أنى اتجهت ترى الإسلام مبتهجــاً
في جـوت مياك جاء الشهر بالطرب
هــذه البشائر قم يا صاح واقطفها
في جوت مياك جـاء النور للقلـب(19)
صوّرت هذه الأبيات ملامح تجربة شعورية عاشها الشاعر في بيئته الطبيعية والثقافية الصوفية الإسلامية، تجسّد انفعالات محنة نفسية كَابَدَ أحوالها، وتبرز هذه الملامح والانفعالات في صورتها بالمعاني من تلقاء نفسها، وهي معان حسية لأنها متصلة بالتجربة الشعورية اتصالاً وثيقاً، وناشئة من صميم معاناة الشاعر، كما ينشأ الموج من حركة البحر المتدفقة.
ومن هنا يكاد يكون إجماع بين دارسي الأدب على أن دراسة بيئة الأديب في مستوييها الخاص والعام ضرورة علمية ملحّة للتعرّف إلى أديب ما في عصر من العصور، وإذا كان للأديب الحق في التأثر والتأثير، فلا يكفي أن يتأثر بالتيارات التي تسود مجتمعه بل ينبغي له أن يؤثّر في هذه التيارات, فيبعث في المجتمع بعض القيم التي يدعو إليها، لأن الأدب ليس مجرد إعادة لصنع الحياة أو محاكاة لها دون تأثير فيها, وإذا كان الأدب كذلك فإن الأديب الحق هو من يتأثر بمجتمعه ويؤثّر فيه.
جاء في مقالة الدكتور رباني زكريا تحت عنوان: مسؤولية الإعلام الإسلامي: «إن الناظر إلى أحوال عالمنا الإسلامي اليوم؛ يجده بتلك الصورة المأساوية التي طغت على معظم أقطاره وبلدانه، هذه المأساة عمّت أغلب مظاهر الحياة، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. هناك اضطراب أيديوسياسي نتج عنه تناحر أبناء الأمة الواحدة، وهناك أزمات اقتصادية حادة تجعل هذه الدول أسيرة القروض البنك العالمي ونادي باريس, وأخرى طغت على حياتها الأزمات النفسية والاجتماعية، فصارت أخبار قتل وانتحار العشرات من أبناء هذه الأمة أخباراً عادية لا تحرك فينا ساكناً.
يا ترى! ما سبب هذه المصائب التي صارت تجثم على صدور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ إنها غيبة الشريعة التي تركها كثير من أبناء هذه الأمة وجعلوها وراء ظهورهم».
هذه المقدمة تأتي بصفتها تمهيداً للحديث عن دور الصحافة الإسلامية اليوم في ظل تلك الصور القائمة التي أشرنا إليها، والتي لم تسيطر على عالمنا الإسلامية فحسب؛ بل عمّت معظم بقاع العالم شرقاً وغرباً.
ومن العبر التي استنتجها المقال أنه وجّه النداء من هذا المنطلق بالعودة إلى الإسلام (القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة)، وإلى إعادة الثقة بالذات الإفريقية الإسلامية, وعدم الخضوع لمحاولات بث اليأس في نفوس المسلمين الأفارقة، وهذه هي المعاني الصحيحة للأصالة، وتكون هذه العودة إلى الذات بعدّ الشعوب الإسلامية عنصراً ضرورياً ومشاركاً في البناء الحضاري للقارة لا منزوياً مكتوف الأيدي تجاه الأحداث، بل لا بد من أن تشارك وتقرر مسيرتها بنفسها كما كان أسلافها يقومون بذلك، وهذه العودة تتطلب وعياً شعبياً إسلامياً, وهو ما يسمح للفرد بأن يندمج في المجتمع, وأن يكون عامل تطور وتقدّم.
متعة الأدب العربي الإفريقي الفنية:
بطبيعة الحال إن الأديب أو الشاعر بعامة يعتقد ويقول ما يعتقد، وأحياناً أخرى يعتقد ولا يقول ما يعتقد، وإذا ما حاولنا أن نصنّف الأدباء والشعراء وفق هذا المعيار يبقى الأديب الإفريقي أو الشاعر العربي الإفريقي من النوع الأول، لذالك نجد أن هذا الشاعر العربي الإفريقي يحدّد مواقفه بوضوح طبقاً لما يجده في محيطه, والذي يدفعه إلى ذلك إيمانه بالله عز وجل، وإدراكه للحرية الإنسانية، فالإنسان عنده يختار، وفي اختياره يضع الحلول لما يمكن تحقيقه؛ لأنه لا يملك تحقيق كل الممكنات، لكن الإنسان ليس حراً فقط عند هذا الشاعر العربي الإفريقي, بل عليه أن يقول ما يعتقد وإلا فلا معنى لهذه الحرية التي يدافع عنها, فلذلك نجد أن الشعراء في إفريقيا قد مرّوا في حياتهم بمراحل شاقة خطيرة، بعضها مغامرات منظمة, وأخرى تضحية، وقد نجد في الشعر (العربي – العربي) شعراء من مثل إيليا أبي ماضي وإبراهيم الأسطى عمر وأحمد شوقي ما يذهب هذا المذهب، وقد جاء في ذلك:
ما قيمة الإنسان معتقدا
إن لم يقل للناس ما اعتقد
ويقول آخر:
قيل صمتاً فقلت لست بميت
إنما الصمت ميـزة للجماد
ويقول آخر:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحيـاة عقيـدة وجهـــاد
وكثيراً ما تردّدت في قصائد الشعراء الإفريقيين مثل هذه الأبيات التي فيها إصرار على تحديد موقف مع قول الحق, وضرورة إزهاق الباطل وإبادته؛ بغية تسليط الضوء على ما يجري في قارته من نزاعات وصراعات على حساب شعوب القارة لصالح الدول الغربية.
يقول الشاعر النيجيري عيسى ألبي أبو بكر، في قصيدة عنوانها «إلى الشعراء»:
شعراء هذا الجيل إني منكـم
امشـوا حثيثاً دائماً وتقدّمـوا
ألفاظكـم عنـد الشرار مدافع
رشـاشة إياكـم أن ترحـموا
أفلا ترون الظلم يمـلأ أرضناً
ذودوا عن الوطن المحبب يظلم
شـاعراً بذل الجهـود مغازلاً
يا للشـعر أبعاد فهيا نقـدم
وهذه المشاعر هي التي عبّر عنها الشاعر محمد أحمد أغ شفيع بقوله:
رمى الغرب تشتيت الصفوف بقهره
وقسـم أبناء الصـحاري بمكره
وحـاول تسـخير العقـول بخبثه
ويجعل من صحرائنا جزء أرضه
فأصـبح في جهـد لتفريق صفّـنا
وتشتيت هذا الشعب ها هو همّه
فهـذا شـمالي وأبيـض لونــه
وهذا جنوبي وأسـود وصـفه
ولكـنـه قـد خـاب ظـناً لأنـه
تخيّل هذا اللـون يفصـل بينـنا
أخـوتنا أعـلى من اللـون إنـها
نتاج نضـال قد توحّد في العنا
إن هذه الأبيات الأخيرة صورة واضحة لثورة متأججة في نفس الشاعر على الظلم والظالمين، فهو يعلن حرباً ضد الإيديولوجيات الاستعمارية؛ مدركاً الأسباب الحقيقية التي دفعت الغرب الاستعماري إلى تقسيم قارته, وهذه الأبيات أيضاً إشعار للغرب الاستعماري وتنبيه لهم بأن بني وطنه على علم بما يقوم به الاستعمار من مكر وكيد وتخطيط في سبيل تمزيق صفوفهم وطمس الهوية الإفريقية، وفي البيت الأخير درس واضح ومفيد لمن يريد منهم الحقيقة, وهي أن اللونين الأبيض والأسود أخوان وحّدهما النضال الطويل والقديم في واقعهما الإسلامي.
وفي أكثر من قصيدة ومناسبة؛ أعلن الشعراء الإفريقيون عبر قصائدهم استمراريتهم والتزامهم بالدفاع عن القارة، والنهوض بها والنضال من أجلها, وقد عبّروا في أشعارهم عن حبهم للقارة حباً عميقاً, حيث جعلوه المنبع الثالث بعد الإسلام والبيئة الإفريقية اللذين انطلقت منهما وطنيتهم وأشعارهم السياسية والاجتماعية, فما كادت تتفتح ملكاتهم الشعرية حتى أخذوا يؤكّدون هذا المعنى, وينظمون فيه، فنراهم في قصائدهم يشيرون إلى حقائق العصر, وأن الاستعمار الأوروبي مصدر كل الآلام التي تعانيها الشعوب المستضعفة, وما يراه حلاً نهائياً لتلك المشكلات والهموم.
إن هؤلاء الأدباء على معرفة تامة بجميع مؤامرات الخونة على الأمة الإفريقية الإسلامية، وعلى الشعوب الإفريقية البريئة من تهم الجهل والتخلف، تهم اتخذها الأوروبيون مسوّغات للقيام بأبشع ما عرفته الإنسانية في إفريقيا من إرهاب ونهب وتدمير وغزو وتقتيل وتخريب وإضلال وبطش وقمع وضغط وإفساد في الأرض، والإفريقيون في كل هذا هم في وسط هذا المجتمع المغلق كأنه يعيش على أرض غير أرضه؛ لأن الاستعمار الأوروبي قد صنع من كثير من الإفريقيين بلغته وثقافته غربيين من الإفريقيين، حيث يعيش بعض الإفريقيين على الأرض الإفريقية نيابة عن الغرب، بعد أن فقدوا وطنيتهم، وصاروا ذئاباً على بني دينهم وأوطانهم.
وها نحن أولاء اليوم، مع الأسف الشديد، في القرن الحادي والعشرين عصر النور والتقدم، وعلى هذه الأراضي الإفريقية الطيبة، نُظلم بأيدي إخواننا الأفارقة الذين رضوا أن يكونوا عملاء الاستعمار الغربي في عصر الاتحادات والتكتلات السياسية!
يقول الشاعر مختار سي في قصيدة بعنوان «تحسّر على وضع البشرية السيئ»:
دمعي على قدمي جـار ومنهـطـل
جمر الأسى في صميم القلب مشتعل
لـم يبكني ذكر ماض بات منصرماً
في عهــد آنسـة لم يبكني طلـل
قـد حـول العلم سمّاً قاتـلا فغـدا
مهـدداً بخـراب الخلـق والـدول
تشــب نار الوغى في كل منطقـة
تدوي مدافعهـا والخـطب يفتحـل
سـاد التلوث في البيئات وانتشر الأ
مراض كالريـح في الآفـاق ينتقـل
يا حـبذا الأمـر لو كانت تجـاربهم
تجـدي نتائجها يومـاً إذا وصـلوا
أو أنهـم قـد رأوا كونـاً يناسـبهم
فهاجروا واسترحنا وانتهى الملل
القصيدة من شعر التحرير الذي يشفّ عن ذاتية الشاعر، ويصوّر تجربته الشعورية, ويفصح عن معاناته لها، ويكشف عن تضارب العواطف في صدره تضارباً لا يزعج نبضه الطيور الأنعام التي تغرّد في هبته.
والشاعر في هذا اللون الشعري لا ينفصل عن البيئة، وإنما يمتزج بها امتزاجاً كاملاً, ويراها رموزاً لما يجيش به صدره من عواطف، ومن ثمّ يتداخل العالم المنظور الذي تقع عليه حواسّه مع العالم النفسي الذي يمور به صدره, ويتمازجان في رؤاه الفنية, ويتبادلان المواقع، ويقوم فيه الخيال بوظيفة الدمج والتوحيد فينشئ صوراً كلية متناسقة الأجزاء مؤتلفة العناصر، كل عنصر فيها لبنة في صرح البناء الفني, فتبدوا القصيدة كالأنشودة البارعة، تشدو بها أصوات شتى، لكل منها دوره الذي لا يتخطاه, ووقته الذي لا يتعداه، وإذا هي بائتلافها وانسجامها تجد فيها ذاتك, وتلذ مشاعرك.
إن هذه القصيدة تعبير عن تجربة شعورية متكاملة, يسودها جو نفسي واحد، وإن تفاوتت درجاته واختلفت نغماته؛ تبعاً لاختلاف المواقف من حيث قضايا قارته واضطراب المشاعر تجاه تلك القضايا، مما يحقّق لها الوحدة الفنية التي تثير في القارئ مثل ما أثارته في صاحبها الشاعر من انفعالات، ويحقّق لها الوحدة العضوية التي تدل على أنها ذات بنية حية يتمّم بعضها بعضاً, ولا يتأتّى لك أن تقدّم أو تؤخّر بيتاً عن موضعه، ولا أن تجد بيتين يصح أن يكون بينهما ثالث.
الخاتمة:
تناول هذا البحث بعض جوانب الحياة العامة في إفريقيا، في محاولة للكشف عن المراحل الثقافية المختلفة والمتقاربة وإظهار مدى ارتباطها، وذلك بتسليط الضوء على القيم العلمية والأدبية التي تتصف بها هذه المادة الخامة العربية الإفريقية المخطوطة.
وقد يلاحظ الدارس في هذا المجال أن الأدب العربي الإفريقي مهما توغل في التجديد يظل مرتبطاً على نحو ما ببعض المظاهر الفنية في تراث الأدب العربي القديم، ومع أن الأدب الوجداني في هذه المرحلة قد تحقّق له وضع عصري متميز؛ فإن كثيراً من سمات الأدب القديم ظلّت تبدو فيه عند هذا الأديب أو ذاك.
وتبيّن لنا بكل وضوح في نهاية هذا البحث أن اللغة العربية واكبت خطوات الإسلام في القارة الإفريقية، وظلت تتطور حتى أصبحت لغة الإدارة الرسمية في ممالكها القديمة، فذكر البكري أن ملك «غانة» قد استعان قبل إسلامه بخبراء الإدارة والترجمة من المسلمين، كما رأينا دولة «مالي» أيضاً تتخذ العربية لغة رسمية، وكذا كلّ من (دولة سنغاي، ودولة صوكوتو)، وأن الفرية الاستعمارية التي تزعم أن حضارة غربي إفريقيا مرتبطة بالغرب مزيفة ومنقوصة، ذالك أن الإسلام هو العامل الأول والأخير في صبغ هذه المنطقة بالحضارة الحقيقية والرقي السلوكي, وذلك عبر رفيقتها, وهي اللغة العربية بعلومها وفنونها الأدبية التي سايرت الحياة اليومية من آلام وسرور وأحداث ومناسبات.
ويبقى سؤال تطرحه هذه الخاتمة: هل للأدب العربي مستقبل في إفريقيا؟ وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر وهو: هل للإسلام مستقبل في القارة الإفريقية؟!
الاحالات والهوامش:
(*) باحث في قسم اللسانيات واللغات المحلية بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية جامعة عبدو مؤمن، وأستاذ الأدب والنقد العربي بالجامعة الإسلامية في النيجر.
(1) ينظر لهذه الكلمة في: إبراهيم الكانمي: أنموذج مبكر للتواصل الثقافي بين المغرب وبلاد السودان، محمد بن شريفة، منشورات معهد الدراسات الإفريقية بالرباط، ص 17.
(2) الأدب العربي النيجري ومؤثرات الاستعمار الفرنسي في مجرى تطوره، د. يوسو منكيلا، 2009م.
(3) ينظر في: مصباح الدراسات الأدبية في الديار النيجيرية، آدم عبد الله الألوري، ط 2، 1992م، ص 112.
(4) الأدب السنغالي العربي، د عامر صمب، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع – الجزائر، الجزء الأول، 1978م، ص 45.
(5) ينظر في: حركة اللغة العربية وآدابها في نيجريا، د. شيخو أحمد سعيد غلادنثي، المكتبة الإفريقية، ط 2 – 1993م، ص: 31.
(6) ينظر في: المأدبة الأدبية، إدريس أوبو حسين, 175 – 181.
(7) انظر: في الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل, جار الله الزمخشري. دار الفكر/ بيروت ج 4 – 1977م، ص 649.
(8) دراسات قرآنية لغوية، عبد الحليم النجار، حوليات كلية الآداب – جامعة عين شمس، المجلد الثامن – 1963م، ص 41.
(9) المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين الراغب الأصفهاني, تحقيق: محمد خليل عناني – دار المعارف – بيروت – 1998م، ص 418.
(10) الوجوه والنظائر في القرآن الكريم.. دراسة موازنة، مصطفى البابي الحلبي- القاهرة1975م، ص 174.
(11) معجم الألفاظ المشتركة في اللغة العربية، عبد الحليم محمد قنبس، مكتبة لبنان- بيروت 1987م، ص 171.
(12) الإتقان في علوم القرآن, عبد الرحمن جلال الدين السيوطي – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة المشهد الحسين – القاهرة 1964م، ج 1 ، ص 98.
(13) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون التأويل في وجوه الأقاويل الزمخشري، دار الفكر بيروت – 1977م، ج 2، ص 377.
(14) دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني- تحقيق عبد المنعم الخفاجي، مطبعة المنار – القاهرة – ط 1 – 1969م، ص 103[1]، القاهرة – ط 8 – 1952م، ص 79.
(15) ينظر في: الصنوبري شاعر الطبيعة، د.عبد الرحمن عطية، الدار العربية للكتاب- ليبيا- تونس1981م، ص69.
(16) ينظر في: شعر الطبيعة في الأدب العربي، د. سيد نوفل، 1945م، ص 140.
(17) ينظر في: الأدب الإسلامي.. إنسانيته وعالميته، ص 19.
(18) ينظر في: إبراهيم الكانمي.. أنموذج مبكر للتواصل الثقافي بين المغرب ..، محمد بن شريفة، منشورات معهد الدراسات الإفريقية بالرباط، ص 12.
(19) ديوان الشاعر، مخطوط