د. نرمين كمال طولان
مدينة زنجبار هي عاصمة أرخبيل زنجبار، وتشتهر بشواطئها التي لا نهاية لها من الرمال البيضاء والمياه الفيروزية([1]). ويقع أرخبيل زنجبار في غرب المحيط الهندي الاستوائي بجوار ساحل شرق إفريقيا([2]). وهي عبارة عن كوكبة من جزيرتين رئيسيتين: أونغوجا (وهي ما يُطلَق عليها زنجبار “جزيرة التوابل”، وكذلك تسمى بجزيرة القرنفل؛ إذ توجد فيها أربعة ملايين شجرة قرنقل زرعها العرب هناك)، وبيمبا وحوالي 50 جزيرة صغيرة.([3]) وتقع مدينة زنجبار على الساحل الغربي لجزيرة زنجبار. وهي تُعدّ الميناء الرئيسي والمركز التجاري للجزيرة. وتَتْبَع زنجبار دولة تنزانيا، لكنها تتمتع بالحكم الذاتي.([4])
وتنقسم المدينة إلى قسمين يُعرَفان باسم “ستون تاون”، و”نجامبو“، وتُعدّ ستون تاون موطنًا لوسط المدينة التاريخي، في حين أن نجامبو هي منطقة أكبر وأكثر حداثة تضم الشركات والمساكن. وتُعدّ المدينة وجهة استوائية مثيرة ذات مناظر طبيعية خلابة للساحل الإفريقي، والشواطئ الواسعة ذات الرمال البيضاء الثلجية، والمياه الزرقاء للمحيط الهندي الدافئ والهدوء مما يجعل المنطقة جنة استوائية.([5])
التسمية والتاريخ:
1-التسمية
جاءت كلمة زنجبار من اللغة العربية زنجبار (زنجبار [zandʒibaːr])، وهي بدورها من الفارسية زنجبار (زنگبار [zæŋbɒːɾ])، وهي مركب من زانغ (زنگ [zæŋ]، “أسود”) + بار (بار [bɒːɾ]، “الساحل”). الاسم هو واحد من العديد من الأسماء الجغرافية التي تشترك في أصول مماثلة، ويعني في النهاية “أرض السود” أو «بر الزنج»، في إشارة إلى البشرة الداكنة للسكان.([6]) ويقال: إن العرب سمّوها في الأصل “زين ذا البر”، بمعنى “هذا البر جميل”، “جميلة هذه الأرض”، في وصف الجمال الطبيعي لزنجبار. واسمها باللغة السواحيلية “أنغوجا”.([7])
2-الخلفية التاريخية
تأثر تاريخ زنجبار إلى حد كبير بجغرافيتها؛ حيث وضعتها الرياح السائدة في المنطقة مباشرة على طرق التجارة في المحيط الهندي، وجعلتها في متناول التجار والمستعمرين من شبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا والبر الرئيسي الإفريقي. كان المهاجرون الأوائل هم الأفارقة. وجاء بعدهم الفرس، الذين بدأوا الهبوط في زنجبار في القرن العاشر، والذين اندمجوا في السكان المحليين خلال فترة وجيزة، ثم اختفوا كمجموعة منفصلة. وقد بقي تأثيرهم في الدمج التدريجي للقرى المتباينة وسكان الريف فيما أصبح يُعرَف بشعبَيْ هاديمو وتومباتو. وتحوَّل هؤلاء السكان من أصل إفريقي إلى الإسلام، واعتمدوا العديد من التقاليد الفارسية. (وحتى اليوم، يُطلق معظم سكان زنجبار الأفارقة على أنفسهم اسم “شيرازي”، في صدًى لإمارة شيراز الفارسية القديمة، التي جاء منها الفرس الأوائل).([8])
- الفرس نزل الفرس في زنجبار حوالي عام 1000م، واندمجت الثقافة الإفريقية مع الفارسية والإسلامية لاحقًا، وَولدت الحضارة السواحيلية، تلك الثقافة التي انتشرت من ساحل الصومال إلى موزمبيق، معززةً بالتجارة في المحيط الهندي.([9])
- العرب كان للعرب تأثير عميق على زنجبار؛ لأن موقع الجزيرة جعلها مركزًا تجاريًّا مثاليًّا للعرب الذين قاموا بحملات العبيد إلى إفريقيا، وإجراء التجارة عبر المحيطات. وأصبح العرب من عُمَان ذا أهمية خاصةً في الجزيرة؛ حيث بدأوا في إنشاء مستعمرات للتجار وملاك الأراضي في زنجبار. في النهاية أصبحوا الطبقة الأرستقراطية للجزيرة. فاستمر حكم الأسرة النبهانية “العمانية العربية” في زنجبار حتى عام 1745م، رغم وجود البرتغاليين في شرق إفريقيا، وكانت التجارة في مقدّمة نشاط التجار العرب والأفارقة بين شرق إفريقيا، وبلاد العرب ومصر والعراق وشبه القارة الهندية. كما دخلت الزراعة إلى بقاع كبيرة في ساحل الزنج.([10])
- البرتغال
في عام 1504م أصبحت زنجبار جزءًا من الإمبراطورية البرتغالية، وظلت زنجبار تابعة للبرتغال قرابة قرنين من الزمان. وأصبحت في البداية جزءًا من مقاطعة الجزيرة العربية وإثيوبيا البرتغالية، وكان يديرها الحاكم العام. ومع ذلك، كان غرض البرتغاليين تجاريًّا إلى حد كبير وليس إمبرياليًّا سياسيًّا، وعندما تضاءلت قوتهم خلال القرن السابع عشر، لم يتركوا سوى علامات قليلة على إقامتهم.
- دولة بو سعيد العمانية
- قام العمانيون بطرد البرتغاليين من مسقط عام 1650م. وقرَّر السلطان العماني (سعيد بن سلطان)، نقل عاصمته من مسقط إلى زنجبار وجعلها عاصمته عام 1832م. وخلال حكم دولة البوسعيد من عام 1744م حتى عام 1893م في شرق إفريقيا، ازدهرت العلاقات الإفريقية – العربية من النواحي السياسية والحضارية. وخلال تلك الفترة تم بناء أسطول كبير ساعد في توسيع الوجود العربي بشرق إفريقيا، وجعل جزيرة زنجبار مقرًّا لحكم الشق الشرقي من السلطنة.
- أدَّى التوسع السريع لتجارة الرقيق في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، بسبب الطلب على عبيد المزارع في أمريكا الشمالية والجنوبية، إلى جعل زنجبار مركزًا لطرق تجارة الرقيق (وكذلك العاج) إلى المناطق الداخلية من إفريقيا. وكانت زنجبار نفسها تمتلك أيضًا موارد كبيرة من جوز الهند والقرنفل والمواد الغذائية.
- توغل العرب داخل القارة للتجارة، وكوَّنوا جاليات متناثرة في داخل القارة حتى حوض نهر الكونغو. ونجحت في إقامة تنظيمات تجارية بإيجاد خطوط منتظمة من القوافل تصل بين ساحل إفريقيا الشرقية لتحمل معها نفوذ السلطنة السياسي، حتى قيل: (إنه حينما يَعزف المزمار في زنجبار، يرقص الناس طربًا على البحيرات).([11])
- كان العامل الرئيسي في هذا الازدهار المكتشف حديثًا هو تجارة الرقيق. وتشير التقديرات إلى أنه من زنجبار مرّ أكثر من مليون عبد من دول شرق إفريقيا. لكن سرعان ما أدرك العمانيون أن تجارة الرقيق لن تستمر إلى الأبد، فأدخلوا زراعة القرنفل في زنجبار، مما جعل الجزيرة أكبر مُنْتِج في العالم. تُضاف زراعة القرنفل إلى التوابل الأخرى، والتي أصبحت منذ ذلك الحين السمة المميزة لجزيرة.([12])
- بريطانيا
- في منتصف القرن التاسع عشر، بدأ النفوذ البريطاني والألماني في المنطقة بالنمو. وتزامن ذلك مع الضعف التدريجي للحكم العماني. خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حاول كلٌّ من البريطانيين والألمان فرض سيطرتهم الكاملة على زنجبار وعاصمتها وكذلك تنجانيقا؛ وفي عام 1890م، وقَّعت بريطانيا العظمى معاهدة مع ألمانيا، حصلت بموجبها على زنجبار.
- استقلت زنجبار عن الحكم البريطاني في عام 1963م. وبعد وقت قصير من الاستقلال، أدَّى صعود الحركة القومية الإفريقية، الذي عزَّزته إلى حد كبير الهيمنة العربية طويلة الأمد في الدولة، إلى انقلاب عسكري وقع في 12 يناير 1964م. وأدَّى ذلك إلى الإطاحة بآخر سلاطين زنجبار واضطهاد السكان العرب. بعد فترة وجيزة من الانقلاب العسكري، اندمجت زنجبار مع تنجانيقا لتشكيل الدولة الجديدة جمهورية تنزانيا المتحدة([13]).
السكان واللغة والدين:
سكن مدينة زنجبار مزيج من الأفارقة قبائل (البانتو) والإيرانيين والعرب من أصول عمانية ويمنية وكذلك سكنها آسيويون من الهند وباكستان ومن جزر القمر ومدغشقر وسيشيل في المحيط الهندي. وقد يلتقي المرء أشخاصًا هم خليط من كل هذه الأعراق. ومعظم السكان مسلمون، ويشكلون نسبة 98 في المئة.([14])
اللغة الرسمية لزنجبار هي السواحيلية، التي تُعدّ مزيجًا من لغاتٍ إفريقية قديمة واللغة العربية؛ حيث يُقدِّر بعض علماء اللغة أن أكثر من 70 في المئة من هذه اللغة يعود إلى أصلٍ عربيّ. وإلى جانب ذلك يتحدث السكان باللغة الإنجليزية التي خلَّفها الاحتلال البريطاني.
وكانت اللغة السواحلية تُكتب بالحروف العربية إلى أن تم حظر كتابة اللغة السواحيلية الحروف العربية في ثلاثينيات القرن العشرين. واستخدام الأبجدية الرومانية وأصبحت، الأبجدية العربية مخصَّصة في الغالب للدِّين والشِّعر. ويُذكر أنه عندما وصل ابن بطوطة إلى شرق إفريقيا وسافر على طول الساحل في عام 1332م، كانت اللغة العربية تُستخدم على نطاق واسع كلغة أدبية ولغة تجارة، وظلت اللغة الوحيدة المستخدَمة في شرق إفريقيا المسلمة للدبلوماسية والإدارة والتعليم والطقوس الدينية حتى 1890م. في حين أن لغة المركبات للتواصل اليومي كانت هي اللغة السواحيلية.([15])
الدين:
أكثر من 98% من سكان مدينة زنجبار وجزر أرخبيل زنجبار مسلمون مع أقلية مسيحية.
المناخ:
تتمتع مدينة زنجبار بمناخ استوائي، يشبه إلى حد كبير جزيرة أونغوجا، ليشمل زنجبار بأكملها، وهو أكثر سخونة قليلًا من المناخ الموجود في بيمبا. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في مدينة زنجبار 26.9 درجة مئوية. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي (59.5 بوصة). ويتراوح متوسط درجات الحرارة الشهرية عادة بين 25.1 و28.8 درجة مئوية. وهناك موسمان للأمطار؛ حيث تأتي معظم الأمطار في الفترة ما بين مارس ومايو، بينما يأتي موسم الأمطار الأصغر بين نوفمبر وديسمبر. والأشهر الأكثر جفافًا هي يناير وفبراير، وهناك موسم جفاف أطول بين يونيو وأكتوبر.([16])
الأنشطة الاقتصادية:
تتشابه الأنشطة الاقتصادية في مدينة زنجبار مع باقي جزر زنجبار؛ حيث يعتبر صيد الأسماك والزراعة النشاطين الاقتصاديين الرئيسيين، ثم أصبح نشاط السياحة أحد الأنشطة الرئيسية في المدينة ومصدرًا رئيسيًّا للعملة الأجنبية. وهناك بعض الصناعات الحِرَفية البسيطة.
1-الزراعة
تعتبر الزراعة الدعامة الأساسية للاقتصاد، وأهمها زراعة القرنفل منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف السبعينيات، صدّرت زنجبار نسبة كبيرة من المعروض العالمي من القرنفل، وكان اقتصاد الجزر يعتمد بشكل كبير على هذه السلعة. لكنّ سنوات العزلة الطويلة والسياسات الاشتراكية التي تم تبنيها بعد ثورة 1964م قوَّضت تمامًا إمكاناتها في اقتصاد زنجبار. لكن القرنفل لا يزال من الصادرات الرئيسية، إلى جانب منتجات جوز الهند والتوابل الأخرى.([17])
زراعة الأعشاب البحرية: في عام 1989م، تم إدخال زراعة الأعشاب البحرية إلى الساحل الشرقي لأونجوجا (جزيرة زنجبار)، وأصبحت منذ ذلك الحين مصدرًا حيويًّا للدخل للقرويين الساحليين. ويتم حصادها وتجفيفها، وجمعها في مدينة زنجبار، ومِن ثَم تصديرها إلى عدة دول في أوروبا وآسيا. وتُعتبر الأعشاب البحرية الآن إضافةً قيّمةً لصادرات زنجبار التقليدية من جوز الهند والقرنفل والتوابل الأخرى.([18])
وعلى الرغم من النجاح الذي حققته الأعشاب البحرية؛ فإن الصادرات محدودة، وتستورد زنجبار العديد من المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الأرز (من باكستان وتايلاند وفيتنام وإندونيسيا والهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية)، والذرة (من البر الرئيسي لتنزانيا)، وزيت الطهي (من كينيا، وباكستان) وتنزانيا وسنغافورة ودبي)، والسكر (من البرازيل)، بالإضافة إلى القمح والدقيق (من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية). وتشمل الواردات الأخرى المياه المعدنية (من دول الخليج) وبعض العصائر والمشروبات (من الدنمارك).
2-صيد الأسماك
تقع جزر زنجبار في المحيط الهندي، وتُعدّ حرفة صيد الأسماك من الحِرَف الشهيرة في زنجبار التي يقوم بها الصيادون. وتكون البداية ببناء المراكب الشراعية في زنجبار (الداو)، وهي سفينة شراعية عربية تقليدية ذات شراع واحد أو أكثر. وكان يستخدم في المقام الأول لنقل الأشياء الثقيلة، مثل الفاكهة، على طول سواحل شبه الجزيرة العربية وباكستان والهند وشرق إفريقيا. ولا يشير مصطلح “الداو” إلى نوع واحد فقط من السفن، بل إلى عائلة كاملة من السفن المختلفة التي تتراوح بين القوارب الصغيرة ذات الصاري الواحد فقط إلى سفن الشحن التي يمكنها حمل أكثر من 200 طن([19]).
إلى جانب تصميمها التقليدي؛ يتم تصنيعها يدويًّا بالكامل حتى يومنا هذا. ولا يتم استخدام أيّ خطط بناء أو أدوات حديثة، وبدلًا من ذلك يتم القيام به كما كان الحال منذ قرون مضت. بالنسبة للمراكب الشراعية الصغيرة، لا يتم استخدام حتى المسامير حتى اليوم. يتم تثبيت الألواح الخشبية معًا بأوتار أو خشب مَرِن، مثل الجذور وأغصان الصفصاف. وكانت طريقة البناء هذه شائعة عالميًّا حتى القرن الخامس عشر. وتُسمَّى تقنية بناء السفن هذه «القوارب المخيطة»([20]).
3-السياحة
شهد النصف الأول من التسعينيات زيادة كبيرة في تطور السياحة. وتأسست لجنة زنجبار للسياحة في عام 1987م للترويج لزنجبار كوجهة سياحية، وفي عام 1992م تم إنشاء وكالة ترويج الاستثمار في زنجبار لتشجيع الاستثمار الخارجي، وخاصةً في المشاريع السياحية. وتُظهر الأرقام أن صناعة السياحة في زنجبار قد تغيَّرت منذ أوائل الثمانينيات وهي آخِذة في الارتفاع.([21])
وتسهم السياحة بما يقدر بنحو 27 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لزنجبار، ونحو 80 في المائة من عائداتها من النقد الأجنبي، وما يقدر بنحو 60 ألف فرصة عمل.([22])
الثقافة والفنون:
- تأثرت ثقافة مدينة زنجبار بالعديد من التأثيرات الخارجية؛ نتيجةً لموقعها الجغرافي المميز في المحيط الهندي على طرق القوافل ما بين تأثيرات فارسية وعربية وهندية، لتُشكّل مع الثقافة الإفريقية مزيجًا فريدًا في شرق إفريقيا. وهي الثقافة السواحلية. ونستطيع القول: إن كل ما في هذه الجزر الإفريقية الخلابة يُشير الى ارتباط قوي مع العرب. فالموسيقى التي تسمى “طرب”، وتُعزَف بآلات عربية كالعود والقانون، والأزياء التقليدية والأكل والبنيان والعادات والتقاليد وحتى الأسماء.
- خلق الوجود الإسلامي تقاليد عربية للعرب في شرق إفريقيا، وأسهم في استبدال هياكل السلطة المحلية. علاوةً على ذلك، فإن الشبكة الواسعة من روابط التجارة الدولية ووجود المجتمعات التجارية المختلفة تم توحيدها تدريجيًّا، وامتدت من إفريقيا والجزيرة العربية والخليج والهند إلى جنوب شرق آسيا وإندونيسيا وحتى الصين، وأصبحت زنجبار (أونجوجا) مركزًا استقطابيًّا جديدًا. وفي الحقيقة كان اختيار جزيرة زنجبار. وسرعان ما أدت الأجواء الحيوية في زنجبار إلى تطوير قرية صيد صغيرة إلى مركز تجاري مربح للغاية (مدينة زنجبار).([23])
- إن التجانس بين الثقافة العربية الإسلامية والتقاليد السواحلية بسبب الزواج المختلط وفترات الإبحار الموسمية الطويلة؛ حفَّزت على خلق هويات إسلامية جديدة. كما عكست المساجد تأثير أصولها المتنوعة: المبكرة (شيعة وسيرافي وهندي وإباضي عماني) على الثقافة السواحلية. كما تميزت زنجبار وثقافتها بمَزْج الثقافات التقليدية الإفريقية بالإسلام، فغالبًا ما رُبطت الممارسات السحرية بتعاليم القرآن.([24])
أهم التقاليد والعادات والمهرجانات
تشتهر مدينة زنجبار بالعديد من المأكولات المميزة؛ من أهمها:
- أوروجوUrojo
أوروجو، المعروف أيضًا باسم مزيج زنجبار. هو أحد الأطباق الشعبية المشهورة في زنجبار. ويشبه هذا الطبق الحساء مع خليط من قطع صغيرة من البطاطس المسلوقة، ورقائق الكسافا، والباجياس، والبطاطس المهروسة، وقطع صغيرة من اللحم المشوي (المشيكاك)، والبيض المسلوق، وأخيرًا يتم تتبيله بالفلفل الحار الطازج وصلصات جوز الهند.
- البيلاوPilau
هو طبق شائع في معظم الدول الآسيوية وبعض أجزاء شرق إفريقيا وله تأثيرات آسيوية. في تنزانيا، وخاصة جزر زنجبار، يعتبر البيلاو طعامًا شائعًا جدًّا للسكان المحليين، وحتى في معظم الفنادق والمنتجعات الفاخرة. ويتم تحضيره بمزيج من الأرز مع أيّ دجاج أو لحم بقري أو جملي أو لحم ماعز أو بطاطس أو بصل أو ثوم أو بهارات أخرى. رائحة البيلاو مذهلة بسبب مجموعة التوابل الممزوجة معًا لتكوين هذا الطعم الفريد.
- مشكاكي Mishkaki
هو أحد أطباق اللحوم المشوية الشهيرة في شرق إفريقيا. وهي مصنوعة من قِطَع صغيرة من اللحم المتّبل، مشوية على الأسياخ حتى تنضج. يمكن أن تكون من أنواع مختلفة. لحم البقر (ميشكاكي يا نياما)، لحم الدجاج (ميشكاكي يا كوكو)، الماعز (ميشكاكي يا مبوزي). مشكاكي زنجبار مختلف تمامًا بسبب مكونات التوابل المستخدَمة؛ زنجبيل، كمون، ثوم، فلفل حار طازج. المشكاكي هو طعام شائع في جميع الأماكن السياحية التي يمكن الإقامة فيها في زنجبار.
- بيتزا زنجبارZanzibar pizza
تُعدّ بيتزا زنجبار من الأطعمة اللذيذة المشهورة بين سكان زنجبار المحليين، ولا تبدو مثل البيتزا التي يمكن تخيلها. وهي تختلف كثيرًا عن البيتزا الإيطالية، وقد تتساءل عن سبب تسميتها بالبيتزا، وهي مصنوعة من العجين الممدود بشكل رقيق ومحشو بأنواع اللحوم المختلفة حسب اختيارك (دجاج، جراد البحر، روبيان، كاليماري، لحم بقري) تليها بيضة ممزوجة بالبصل والمايونيز والجبن وصلصة الفلفل الحار. ويُعدّ سوق Forodhani Night Market في Stone Town مكانًا جميلًا؛ حيث يمكن للسياح الذهاب لتناول هذا الطبق الشهير.
- Maharage ya Nazi
وهو طبق شعبي في تنزانيا ككل، وليس فقط في جزر زنجبار. وهو مصنوع من الفاصوليا المسلوقة بالماء الساخن، ثم تخلط مع حليب جوز الهند والتوابل والخضروات الأخرى مثل الكمون والثوم والفلفل الحلو والجزر والبصل. يتم تقديمه مع الأرز والخبز والأوغالي، وما إلى ذلك. ويتم تقديم Maharage ya Nazi في جميع المطاعم المحلية تقريبًا في زنجبار.
- الشيليشيلي Shelisheli
تُعرف في اللغة الإنجليزية باسم فاكهة الخبز، وهي تشبه الخبز الطازج، ولها نكهة تشبه البطاطس عندما يتم غليها. على مر السنين، يستخدم السكان المحليون في زنجبار الفاكهة في وجبات الإفطار والغداء والعشاء. ويتم طهي الشيليشيلي بأشكال أطباق مختلفة حسب رغبتك. يمكن قليها أو غليها أو طهيها مع حليب جوز الهند أو خبزه.
أشهر المهرجانات
تزخر مدينة زنجبار بالعديد من المهرجانات والاحتفالات المختلفة، وأشهرها:
- سوتي زا بوسارا Sauti za Busara
يجمع الناس معًا للاحتفال بثراء وتنوُّع الموسيقى الإفريقية، ويستضيف ثلاث ليال من الموسيقى الحية بدون توقف.
- دول الداو The Dhow Countries
يُعدّ مهرجان دول المراكب الشراعية الآن أكبر حدث ثقافي سنوي في شرق إفريقيا، ويحتفل المهرجان بفنون وثقافات القارة الإفريقية والهند وباكستان ودول الخليج وإيران وجزر المحيط الهندي. ويضم مسابقة دولية للأفلام والفيديو والموسيقى والمسرح والفنون المسرحية.
- عيد الفطر Eid Al Fitr
عيد الفطر هو عيد نهاية شهر رمضان يقوم أهل زنجبار بالاحتفال به بعد فترة الصيام. ورمضان شهر مقدس يحظر فيه الشرب والتدخين والأكل خلال ساعات النهار على المسلمين. ويجب الالتزام الصارم بقواعد اللباس. ويتم إغلاق بعض المطاعم خلال هذا الشهر، وقد يكون من الصعب الحصول على أيّ طعام خارج المدينة على الإطلاق خلال ساعات النهار في شهر رمضان. وجميع الملاهي مغلقة خلال شهر رمضان.
- مهرجان المأكولات البحرية The Swahili Food Festival
وهو مهرجان يتجمع فيه عدد كبير ومجموعة من المطاعم والبائعين المختلفين الذين يعرضون المأكولات السواحيلية الشهية الغنية.
- مهرجان زنجبار السينمائي الدولي (ZIFF) Zanzibar International Film Festival
يكشف المهرجان عن كنوزه السينمائية. يحتفل هذا المهرجان، المعروف باسم مهرجان دول الداو، بفنون وثقافات إفريقيا ودول الخليج وإيران والهند وباكستان وجزر المحيط الهندي.
- مواكا كوجوا Mwaka Kogwa Festival
احتفال بالعام الفارسي الجديد، ويشمل بعض الأحداث مثل: إشعال النيران الضخمة، والمعارك الوهمية في الألعاب، وفي الوقت نفسه، تسير النساء في القرية بأرقى ملابسهن، ويغنين المجتمع بأغاني ساحرة عن الأسرة والسعادة.
- أصوات الحكمة Sauti za Busara
هو حدث موسيقي إفريقي سنوي بارز يقام كل شهر فبراير في ستون تاون. ويعتبر المهرجان أحد أفضل الأحداث الموسيقية. ويُعدّ المهرجان فرصة للتبادل الثقافي؛ حيث يضم ثلاثة أيام من الموسيقى الحية مع أكثر من 400 فنان، معظمهم من شرق إفريقيا.([25])
- الزواج
يتم إجراء الزيجات الدينية والتقليدية على نطاق واسع في زنجبار. ويهيمن المسلمون على الولاية، وتشمل معظم طقوس الزواج مزيجًا من طقوس الزواج الإسلامية والتقليدية. وفي زنجبار، هناك مجموعة متنوعة من مراسم الزواج الدينية التي يمكن إجراؤها، اعتمادًا على معتقدات الزوجين وتقاليدهما. تشمل أكثر أنواع مراسم الزواج الديني شيوعًا في زنجبار حفلات الزفاف الإسلامية والمسيحية (الكاثوليكية والبروتستانتية) والهندوسية والزنجبارية التقليدية([26]).
وتعد حفلات الزفاف السواحلية معقدة للغاية؛ حيث يمكن أن تستمر عدة أيام لكل من الرجال والنساء. خلال الموسم، هناك طلب على صانعي الملابس وبائعي المواد الغذائية ورسامي الحناء وأخصائيي التدليك الأفارقة التقليديين.
- أهم المعالم السياحية
تتمتع مدينة زنجبار بالعديد من المعالم السياحية التي يمكن زيارتها، من أهمها:
- متحف زنجبار Wonders Museum of History & Culture of Zanzibar
وهو المبنى الأكثر روعة على الواجهة البحرية، شُيِّد في ثمانينيات القرن التاسع عشر كقصر احتفالي. خلال الفترة الاستعمارية تم استخدامه كمقر للإدارة الاستعمارية. والمتحف عبارة عن معرض كبير حول ثقافة المراكب الشراعية في المحيط الهندي. كما يعرض أماكن أشجار المانغروف والشعاب المرجانية، والصناعات ذات الصلة، بما في ذلك صيد الأسماك وبناء القوارب([27]).
- مزارع التوابل Spice Farm Tour
من أجمل الأماكن لزيارة مزارع التوابل تجربة لا بد منها أثناء وجود السائح في جزر زنجبار. تقدم هذه الجولة نظرة ثاقبة على أساليب الزراعة والاستخدامات التقليدية للتوابل المزروعة في الجزيرة. بالإضافة إلى الاستمتاع بوجبة غداء لذيذة من الأرز المتبل مع الفواكه الاستوائية.
- غابة جوزاني Visiting Jozani Forest
تُعدّ زيارة غابة جوزاني أمرًا فريدًا يمكن القيام به عند القدوم إلى زنجبار. باعتبارها أكبر حديقة غابات في زنجبار، فهي بمثابة موطن للأنواع الرائعة، وأبرزها قرود زنجبار الحمراء “كولوبوس”؛ هذه القرود الفريدة موجودة حصريًّا في جزر زنجبار.
- ستون تاون Stone Town
تُعدّ أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2000. وهي الجزء الأقدم لمدينة زنجبار تبرز الثقافة المحلية وتاريخ الجزيرة. واستكشاف المعالم التاريخية المختلفة، بما في ذلك سوق تجارة الرقيق السابق، وبيت العجائب، ومنزل فريدي ميركوري، والقصر، والقلعة القديمة.
خاتمة:
عند مشاهدة مدينة زنجبار تشعر أنك ترى ثقافة مختلفة جميلة قوية فرضت قوتها أمام الثقافات الإفريقية الأخرى، بل وامتدت لتشمل شرق القارة، وهي الثقافة السواحلية التي كانت امتزاجًا فريدًا من الثقافة الإفريقية القديمة والفارسية والثقافة العربية الإسلامية وأيضًا الهندية. ممزوجة بلون ورائحة البهارات وحركة أشرعة القوارب في المحيط الهندي.
………………………………………………..
[1] –https://whc.unesco.org/en/urban-heritage-atlas/stone-town/
[2] – Khamis, Zakaria A.; Kalliola, Risto; Käyhkö, Niina (15 November 2017). “Geographical characterization of the Zanzibar coastal zone and its management perspectives”
[3] – https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0264837716308
[4] –https://worldpopulationreview.com/cities/tanzania/zanzibar-city
[5] –https://www.zanzibarholidays.net/zanzibar-city/
[6]https://web.archive.org/web/20121116053540/http://www.zanzibarheritage.go.tz/House%20of%20Wonders%20Museum.htm
[7] –https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2011/06/11
[8] –https://www.britannica.com/place/Zanzibar-islan
[9] –https://saharizanzibar.com/ar/zanzibar/
[10] –https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2011/06/11
[11] – https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2011/06/11
[12] –https://saharizanzibar.com/ar/zanzibar/
[13] – Sarali Gintsburg: Arabic language in Zanzibar: past, present, and future
From the journal of World Languages
https://doi.org/10.1080/21698252.2019.1570663
[14] –https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2011/06/11
[15] – Sarali Gintsburg:Arabic language in Zanzibar: past, present, and future .From the journal of World Languages
https://doi.org/10.1080/21698252.2019.1570663
[16] – Mehrdad Shokoohy (2013). Muslim Architecture of South India: The Sultanate of Ma’bar and the Traditions of Maritime Settlers on the Malabar and Coromandel Coasts (Tamil Nadu, Kerala and Goa)
[17] -http://www.zanzinet.org/zanzibar/people/people.html
[18] – http://www.zanzibar-travel-guide.com/bradt_guide.asp?bradt=1610
[19] -https://urszihlmann.com/story/Zanzibar/
[20] -https://urszihlmann.com/story/zanzibar/
[21] –http://www.zanzibar-travel-guide.com/bradt_guide.asp?bradt=1610
[22] https://www.worldbank.org/en/news/press-release/2022/11/09/zanzibar-can-accelerate-poverty-re
[23] – Lorimer, John G. 1915. Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia. Calcutta: Superintendent Government Printing
[24]– Lorimer, John G. 1915. Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia. Calcutta: Superintendent Government Printing
[25] -https://www.zanzibar.com/holidays/festivals/
[26] – https://marryonchain.com/p/articles/everything-you-need-to-know-abo
[27]– https://web.archive.org/web/20121116053540/http: