اتهم الممثل الدائم لمالي لدى مجلس الأمن الدولي عيسى كونفورو نظيره الجزائري عمار بن جامع بـ”الترويج لدعاية إرهابية” في المنطقة، وذلك من خلال “نقل معلومات صحفية لم يتم التحقق منها”.
وأوضح كونفورو خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك حول توريد الأسلحة من الدول الغربية إلى أوكرانيا، أن حديث الدبلوماسي الجزائري عن قتل مسيرة مالية 20 مدنيا في تينزواتين “اتهام خطير ولا أساس له من الصحة”.
ودعا الدبلوماسي المالي الجزائر إلى تبني “موقف أكثر وجاهة واحتراما لمالي وشعبها”، معتبرا أن غير ذلك من شأنه أن يؤدي إلى “مزيد من زعزعة الاستقرار” في بلدان المنطقة.
ويبدي المجلس العسكري الحاكم في مالي قلقه، من أن الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، يمكن أن تؤدي إلى تأجيج الصراع في منطقة الساحل.
وكان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، قد دعا قبل أيام إلى محاسبة “الجهات التي تسببت في قصف أكثر من 20 مدنيا ماليا، جراء ما تقترفه بحق القانون الدولي الإنساني”، مضيفا أن من “ضغطوا على الزر لإطلاق هذا الهجوم لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف”.
وحث بن جامع في جلسة نقاش بمقر الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ75 لاعتماد اتفاقية جنيف، على “وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول”، محذرا من “عدم مساءلة تلك الأطراف بشأن انتهاكاتها وما تتسبب فيه من تهديدات وأخطار على المنطقة”.
وقال المسؤول الجزائري: “نحن ملزمون بالخوض في نقاش بشأن المخاطر الجديدة التي تهدد دولنا، ولا أذكر المخاطر التكنولوجية فحسب، وإنما الجيوش الخاصة التي تقوم بعض الدول بالاستعانة بها”.
وأعلن الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، في وقت سابق مقتل 21 مدنيا ، وإصابة عشرات آخرين بجروح، إثر غارات بطائرات دون طيار نفذها “الجيش المالي والمرتزقة الروس” التابعون لمجموعة فاغنر “على بعد أمتار قليلة من الأراضي الجزائرية”. ومن جانبه أعلن الجيش المالي مقتل حوالي 20 مسلحا، وتدمير “مركبة محملة بمواد حربية”، خلال سلسلة ضربات نفذها في منطقة تينزواتين.
وقطعت مالي أوائل أغسطس العلاقات مع أوكرانيا، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب” في الساحل، وذلك إثر حديث مسؤول أوكراني عن أن “المتمردين الماليين تلقوا المعلومات الضرورية لتنفيذ الهجوم”، في إشارة إلى القوات المسلحة الأزوادية التي خاضت أواخر يوليو الماضي معارك في تينزواتين القريبة من الحدود مع الجزائر، معارك ضد الجيش المالي مدعوما بقوات من مجموعة “فاغنر” الروسية.