قال موقع بلومبيرغ إن الأحزاب السياسية في جنوب إفريقيا أشعلت حملاتها الانتخابية قبيل يوم الاقتراع في 29 مايو الجاري، مؤكدا أنها الانتخابات الأكثر تنافسية منذ نهاية حكم الفصل العنصري بالبلاد.
وقال الموقع إن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم نظم مسيرات بحثا عن جماهيرية يخشى أن يفقدها بعيد هذه الانتخابات، إذ يواجه خطر خسارة أغلبيته البرلمانية الأولى منذ توليه السلطة قبل نحو 30 عاما.
وبحسب بلومبيرغ، فإن زعيم حزب “مقاتلو الحرية الاقتصادية” “إي إف إف” (EFF) جوليوس ماليما، يعد منافسا قويا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، واجتذب تأييدا قويا لحزبه وسط الشباب بدعوته لتأميم المناجم والبنوك.
وقد حضر نحو 50 ألف مؤيد له في ملعب بيتر موكابا في بلدة بولوكواني الشمالية، مؤخرا. وماليما كان هو الزعيم السابق للحركة الشعبية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
كما يعد التحالف الديمقراطي من أكبر أحزاب المعارضة، ومن المنتظر أن يشعل المنافسة للفوز بأصوات الناخبين.
وقال زعيمه جون ستينهاوزن “إذا بقينا متيقظين، فسنعيد كتابة قصة جنوب إفريقيا”. وحث أنصاره على التصويت لحزبه لإلحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
ومن الأحزاب التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة، حزب أومكونتو ويسيزوي، الذي أسسه الرئيس السابق جاكوب زوما الذي صدر ضده حكم قضائي يمنعه من الترشح في هذه الانتخابات.
ونفى الرئيس سيريل رامافوزا التحليلات التي أشارت إلى أنه قد يضطر لتشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي قد لا تحمل لحزبه الأغلبية المريحة التي اعتاد دائما.
وبعث المؤتمر الوطني الأفريقي بقياداته إلى مختلف مناطق البلاد لحشد الدعم الجماهيري للحزب، وتمكينه من أغلبية مريحة، من دون أن يضطر لتقديم تنازلات بحثا عن حلفاء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حصة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من الأصوات قد تنخفض إلى 40%، مقارنة بـ 57.5% في عام 2019، مما سيجبر الحزب على الدخول في ائتلاف متذبذب مع المنافسين – وربما يعرض الرئيس سيريل رامافوزا لتحدي القيادة.
وأشار استطلاع للرأي نشرته مؤسسة أفروباروميتر في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن ثلث الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، مما يجعل هذا الاستطلاع هو الأكثر صعوبة في التنبؤ به في تاريخ جنوب إفريقيا الديمقراطي.
وترى نيكول بيردسوورث، الباحثة السياسية في جامعة ويتواترسراند، أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سيحصل على “قليل من العثرة”، مما يربك أسوأ التوقعات – خاصة مع تقديم رامافوزا هذا الشهر لإجراءات شعبية مثل قانون التأمين الصحي الوطني. وأضافت: “لكنني لا أعتقد أننا سنرى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يحصل على أكثر من 50% من الأصوات”. “سوف يتفاوضون على تشكيل ائتلاف. والسؤال الكبير هو: مع من؟”
وقالت إن الكثير سيعتمد على مدى نجاحهم أو سوء أدائهم. فالهامش الصغير من شأنه أن يمكّنهم من عقد صفقة مع حزب هامشي يتمتع بنفوذ محدود لتقديم مطالب كبيرة.
والخسائر الأكبر قد تعني تشكيل تحالف مع حزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية الماركسيين ــ وهو الاحتمال الذي يجعل قادة الأعمال والأقلية البيضاء المتميزة في جنوب إفريقيا يرتعدون ــ أو مع العديد من الأحزاب الصغيرة التي قد تحبط عملية صنع القرار.