قال مسؤولون من الولايات المتحدة لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن النيجر قررت إنهاء تحالفها مع واشنطن لمكافحة الإرهاب بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون كبار المجلس العسكري في البلاد بالتفاوض سرا على اتفاق يتيح لإيران الوصول إلى احتياطيات اليورانيوم.
وكتبت هذه الصحيفة في تقريرها أنه في الأشهر الأخيرة، حصل المسؤولون الأميركيون والغربيون على معلومات تشير إلى أن الحكومة العسكرية في النيجر تدرس إبرام اتفاق مع إيران من شأنه أن يسمح لطهران بالوصول إلى بعض احتياطيات اليورانيوم الضخمة في النيجر.
وقد عقدت محادثات حول هذا الاتفاق عندما التقى رئيس وزراء المجلس العسكري في النيجر بإبراهيم رئيسي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران. وقال مسؤولون غربيون في فبراير إن المفاوضات بين النيجر وإيران وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية. وأكد شخص مطلع على الأمر أن الجانبين وقعا اتفاقا مبدئيا يسمح لطهران بتلقي اليورانيوم من النيجر.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة العسكرية في النيجر، مساء السبت، قرار إنهاء التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وهو ما يمثل ضربة قوية لجهود واشنطن في غرب إفريقيا.
وقد زار مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، مالي فاي، النيجر مؤخراً، حيث تحدث مع مسؤولي الحكومة العسكرية النيجيرية حول الاتفاق مع إيران والوصول الوشيك للمعدات العسكرية الروسية. وفي ما وصف بأنه اجتماع متوتر للغاية، انتقد فاي أيضًا عدم إحراز تقدم في عودة النيجر إلى حكومة منتخبة.
واتهم متحدث باسم المجلس العسكري في النيجر فاي بارتكاب “سلوك مشين”، وأضاف أن الحكومة لها الحق في اختيار شركائها العسكريين والدبلوماسيين، وقال إن بلاده لم تبرم صفقة يورانيوم مع إيران.
وأضاف أن وجود أميركا في أراضي النيجر غير قانوني وأنهم يلغون على الفور اتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة.
وأعرب المسؤولون العسكريون الأميركيون، الذين يشعرون بالقلق من فقدان حليف في منطقة متوترة، عن أملهم في أن تستمر الحكومة العسكرية بالنيجر في السماح للقوات الأميركية بالبقاء في البلاد.
هذا وقد احتلت النيجر المرتبة السابعة في إنتاج اليورانيوم العالمي عام 2022، بإنتاجها نحو 200 طن من اليورانيوم، تم تصدير معظمه إلى فرنسا.
وبينما تمتلك إيران نفسها العديد من مناجم اليورانيوم لبرنامجها النووي، يبدو أن النظام يريد العمل على نطاق صناعي أكبر بكثير يتطلب كميات كبيرة من اليورانيوم، ربما تفتقر البلاد إليها ويمكن للنيجر سد هذه الفجوة.
وقرار إنهاء التعاون العسكري مع الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر على القاعدة التي بنتها الولايات المتحدة بقيمة 110 ملايين دولار وتستخدم لتحليق طائرات المراقبة بدون طيار فوق غرب إفريقيا, وسيؤدي أيضًا أن يؤدي ذلك إلى انسحاب أكثر من 600 جندي أمريكي ما زالوا متمركزين في النيجر.