منعت حكومة الجابون الوصول إلى الإنترنت وفرضت حظر التجول يوم السبت في انتخابات شابتها تأخيرات كبيرة في التصويت في الوقت الذي أبدت فيه المعارضة اعتراضها على انتخابات كانت تأمل أن توقف مساعي الرئيس علي بونجو لتمديد فترة ولاية أسرته البالغة 56 عاما.
وقطعت الحكومة الجابونية الإنترنت حتى اشعار آخر وفرضت حظر تجول ليلي اعتبارًا من يوم الأحد “من أجل منع أي سوء سلوك والحفاظ على أمن جميع السكان”، وفقًا لبيان تمت قراءته في التلفزيون مساء السبت.
وأكد مرصد الإنترنت Netblocks أن إغلاق الإنترنت على مستوى الدولة كان ساريًا في جميع أنحاء الجابون، وهي خطوة قال إنها “من المرجح أن تحد بشدة من قدرة الجمهور على التواصل خلال فترة الانتخابات”.
وقطعت الجابون خدمة الإنترنت لعدة أيام في عام 2016 عندما اندلعت احتجاجات عنيفة في الشوارع ضد إعادة انتخاب بونجو المتنازع عليها لولاية ثانية، والتي شهدت إحراق مبنى البرلمان.
و كان من المقرر أن يبدأ التصويت الساعة 0700 بتوقيت جرينتش، لكن خمسة مراكز اقتراع على الأقل في العاصمة ليبرفيل شهدت انتظار الناخبين لساعات حتى تفتح مراكز الاقتراع. وقال الناخب جيف مبو في مركز اقتراع بمدرسة مارتين أولابو في ليبرفيل حيث بدأ التصويت متأخرا نحو أربع ساعات “هذه الانتخابات متوترة للغاية لأنني لا أعتقد أن التصويت في بلادنا بدأ متأخرا إلى هذا الحد”.
ولم يتضح على الفور عدد المناطق التي تأثرت بالتأخير أو ما إذا كان جميع الناخبين قادرين على الإدلاء بأصواتهم. ولم ترد لجنة الانتخابات على الفور على طلب للتعليق.
وتجري الدولة الواقعة في وسط إفريقيا انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية في وقت واحد للمرة الأولى، مع تصاعد التوترات وسط مخاوف من أن تغييرات النظام الانتخابي قد تثير الشك حول شرعية النتيجة وتثير الاضطرابات.
ويسعى بونجو (64 عاما)، الذي خلف والده عمر في عام 2009، للفوز بولاية ثالثة أمام 18 منافسا، ستة منهم أيدوا مرشحا مشتركا في محاولة لتضييق السباق. وستضيف أي مخالفات إلى المخاوف بشأن فترة ما بعد الانتخابات، التي شهدت في الجابون في السابق احتجاجات عنيفة مرتبطة بالمعارضة التي شككت في النتيجة.
ولا يوجد موعد نهائي محدد لإعلان النتائج، لكن مرشح المعارضة المشترك ألبرت أوندو أوسا (69 عاما) وتحالفه يوم السبت شككوا بالفعل في شرعية النتيجة.
وقال أوندو أوسا للصحفيين في مركز الاقتراع بمدرسة با عمر الثانوية في ليبرفيل: “إنني على علم تام بعملية الاحتيال التي دبرها علي بونغو وأنصاره”، دون تقديم تفاصيل عن الاتهامات بالتحديد. وقال “ما زال أمام علي بونجو الوقت للتفاوض. المفاوضات الوحيدة الضرورية هي رحيله. 60 عاما في السلطة أكثر من اللازم”.
والتصويت هو اختبار طال انتظاره لمدى تأييد بونجو الذي يقول منتقدوه إنه لم يفعل شيئا يذكر لتوجيه ثروة الجابون النفطية نحو ثلث سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الذين يعيشون في فقر ويشككون في مدى قدرته على الحكم بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2018.
وقد سعى بونجو إلى دحض هذه الصورة في حملة واسعة النطاق، ووعد بتوفير المزيد من فرص العمل وتعزيز برامج القروض الصغيرة وخفض رسوم المدارس العامة.
وقال في منشور على الإنترنت يوم السبت: “نحن نصوت ونفوز”، وشارك مقطع فيديو لمؤيديه وهم يرتدون قمصانًا عليها شعار حملته “علي للجميع”.
وكانت الفترة التي سبقت الانتخابات سلسة، لكن الكثيرين يخشون أن تشهد فترة ما بعد الانتخابات اضطرابات مثل احتجاجات عام 2016. وشككت المعارضة في فوزه في الانتخابات السابقة قائلة إنه فاز عن طريق الاحتيال.
وقال فريدي كولا، المتحدث باسم حملة بونجو، في منشور على الإنترنت: “التصويت لم ينته بعد، والمعارضة بدأت تفقد أعصابها ورباطة جأشها بالفعل. هذه المحاولة لزرع الفتنة، لأن الهزيمة وشيكة، لن تنجح”.
وقال ريمادجي هويناثي، الباحث في معهد الدراسات الأمنية الذي يركز على إفريقيا، إن التغييرات الأخيرة في نظام التصويت يمكن أن تزيد من تعقيد النتائج. وتشمل هذه إدخال الاقتراع الذي يتطلب من الناخبين اختيار مرشح رئاسي ومشرع من نفس الحزب. كما أعربت المعارضة عن قلقها بشأن التعديل الدستوري الأخير لإلغاء جولتين من التصويت للرئيس.
وتعدّ الجابون من أغنى الدول الإفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان نسبيا. لكن وفق البنك الدولي، لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر.