د. يوناس بول دي مانيال (*)
طرأت مستجدات وتغيّرات في السودان بقيام الدولة الجديدة في الجنوب، الأمر الذي ستكون له آثاره على مجمل الأوضاع في الشمال والجنوب على حدٍّ سواء، وأوضاع المسلمين بصورة خاصة في جنوب السودان
نحاول في هذا المقال، من خلال قراءة التاريخ والأوضاع الحالية وتداعياتها، تحليل واقع المسلمين، واستشراف مستقبل الإسلام في الدولة الجديدة في جنوب السودان، متبعين في ذلك المنهج الوصفي التاريخي التحليلي، ونأمل أن تسهم النتائج المنهجية والفكرية من هذه الدراسة في إعادة توجيه حركة الإسلام في «جنوب السودان» الحديث، وذلك بعد انفصاله وقيامه على أنقاض جنوب السودان القديم.
وسوف نتناول «جنوب السودان» تاريخياً وجغرافياً باختصار، فتاريخياً نشير إلى عهود الممالك الإسلامية التي قامت في المناطق المعروفة الآن بجبال النوبة، والنيل الأزرق، ودارفور المتجاورة مع الجنوب، والتي شاركت في الحرب التي أنهتها اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، ودور الحكم الثنائي في جنوب السودان.
ومن خلال الجغرافيا السياسية لجنوب السودان؛ نتناول الموقع والحدود والسكان والموارد الاقتصادية، ثم نتناول واقع الإسلام ومستقبله في دولة الجنوب الجديدة.
وسنقدم ذلك من خلال المحاور الآتية:
أولاً: خلفية تاريخية سياسية.
ثانياً: مرحلة ما بعد الاستعمار (الحكومات الوطنية).
ثالثاً: الجغرافيا السياسية لجنوب السودان.
رابعاً: الإسلام.. حاضره ومستقبله في جنوب السودان.
أولاً: خلفية تاريخية سياسية:
يُعد التاريخ السياسي لإقليم جنوب السودان من الملفات المهمة لفهم طبيعة السودان الخاصة؛ حيث تضافرت مجموعة من العوامل، وبخاصة في فترة الاستعمار البريطاني على تقسيم السودان معنوياً قبل تقسيمه حدودياً، وعلى تأجيج كثير من الصراعات فيه.
فترة ما قبل العهد التركي – المصري:
تبلورت صورة السودان الحالية في العهد التركي – المصري 1820 – 1885م، وقبل ذلك ساد الصراع القبلي وهيمنة بعض القبائل على غيرها، وقامت السلطنات الإقليمية كسلطنة الفونج في أواسط السودان، وتُسمّى أيضاً مملكة سنار، والسلطنة الزرقاء وعاصمتها سنار، ومملكة الفور في غرب السودان وعاصمتها الفاشر، وتمتد حدودها من «وداي» غرباً حتى حدود كردفان شرقاً.
وقامت في كردفان مملكتان، هما: مملكة تقلي في الجنوب، والمسبعات في الشمال، ويُطلق اسم مملكة كردفان أحياناً ليعني تجوزاً مملكة المسبعات، وكانت عاصمتها الأبيض(1).
وبما أن السلطنات الثلاث كانت جغرافياً مجاورة للجنوب، إلا أن الجنوب لم يتأثر بإسلامية أي منها لأسباب تخص كل سلطنة والمجموعة الجنوبية المجاورة لها.
فترة الحكم المصري – التركي (1820 – 1885م):
اهتم الحكم التركي بجمع المال وتجنيد الرجال، ولم يؤسّس دولة حديثة إلا فيما يختص بالمقدار الذي يحقق أهدافه الأساسية، ومع ذلك أخذ الإسلام طريقه إلى الجنوب مع العناصر التركية التي وصلت إلى الجنوب في ذلك الوقت.
عهد الحركة المهدية:
اقتصرت المهدية – نسبة إلى محمد أحمد المهدي(2) (1844 – 1885م) – على كونها حركة شعبية دينية ساعدت على تنامي الإحساس الوطني، ولكنها لم تتمكن من تغيير البنية الاجتماعية لتلك المجتمعات التقليدية؛ ولذلك بقيت العصبية القبلية موجودة، فقام الحكم الإنجليزي – المصري بإحيائها في إطار الإدارة الأهلية، ونقض سياسة المهدية التي حاولت استبدال القبلية بمفهوم الدعوة المهدية.
فترة الاستعمار البريطاني:
قامت السياسات الاستعمارية على إظهار الاختلافات الإثنية واللغوية والعرقية والدينية، وفرّقت بريطانيا في التعامل مع الجنوب والشمال في عدة قضايا، من أهمها التعليم، فبدأت تظهر الاختلافات الثقافية.
وقد قامت الإدارة الإنجليزية بين 1900م و 1920م بقمع الحركات القبلية في الجنوب التي رفضت الخضوع لها، وظلت الإدارة البريطانية في السودان في خلال هذه الفترة تمارس سياسة فصل الجنوب دون أن تدعو صراحة إلى ذلك، وإنما تحت ستار تطوير الحكم المحلي فيه، فلم تعارض انتشار الإسلام، ولكنها أوصت بعدم تشجيعه.
كما عملت الإدارة البريطانية على تنصير الجنوب؛ ففتحت الطريق للإرساليات المسيحية لتتولى مهمة التعليم ونشر المسيحية بين الجنوبيين، وفي عام 1917م تم تكوين الفرقة الاستوائية بعد إجلاء جميع الشماليين من الجنوب، وجعل يوم الأحد عطلة رسمية عامة في الجنوب، وفي 1918م أصبحت اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية في الجنوب.
وفي عام 1921م أصبح مديرو المديريات الجنوبية لا يحضرون اجتماعات مديري مديريات السودان في الخرطوم، ويعقدون اجتماعاتهم في الجنوب.
وفي سنة 1922م صدر «قانون الجوازات والسفر»، وتبعه أمر «المناطق المقفولة».
وفي سنة 1930م وضع السكرتير الإداري مذكرة ضمّنها الخطط العامة للاستراتيجية البريطانية التي عُرفت بـ «السياسة الجنوبية»، والتي بقيت مطبقة حتى عام 1945م، وتقوم على المرتكزات الآتية:
1 – بناء سلسلة من الوحدات العرقية القبلية المكتفية ذاتياً، التي تقوم هياكلها على الأعراف والتقاليد المحلية.
2 – إبعاد الإداريين والكتبة والفنيين الشماليين بالتدرج، واستبدال عناصر جنوبية بهم.
3 – معرفة البريطانيين لعادات وتقاليد ولغات أهل الجنوب.
4 – استعمال اللغة الإنجليزية، وإذا تعذّر تُستعمل اللهجات المحلية(3).
وترك الاحتلال منطقة الجنوب السوداني تحت سيطرة الإرساليات المسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية؛ حيث قسموا الجنوب إلى مناطق نفوذ بين الإرساليتين، حتى القبيلة تم تقسيمها بين إرساليتين مختلفتين، وذلك إمعاناً في زرع الاختلاف وعدم التوحّد حتى في المسيحية بين أبناء القبيلة الواحدة.
وعملوا على أن يكون الجنوب يختلف عن الشمال في كلّ شيء؛ بحجة المحافظة على خصوصيته! فمنعوا حركة التجار الشماليين المسلمين في الجنوب، وحرّموا كل ما له صلة بالإسلام من التداول في الجنوب، حتى الكنيسة القبطية نظراً لاستخدامها اللغة العربية!!
ثم ترك مهمة التعليم والخدمات الاجتماعية في يد الإرساليات الكنسية، واستمرت الإرساليات في السيطرة على التعليم في الجنوب حتى عام 1926م، وذلك حين رأت الحكومة أن تعطي الأمر عناية أكبر(4)، وهو ما أدى إلى إحجام بعض المسلمين في الجنوب عن الالتحاق بالتعليم الكنسي، وهو ما أدى إلى تخلّفهم اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، وقد عمد الاستعمار كذلك إلى إبقاء الجنوب متخلّفاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً.
ثانياً: مرحلة ما بعد الاستعمار (الحكومات الوطنية):
بعد الاستقلال (1955م) تعاقبت الحكومات الوطنية (مدنية وعسكرية)، واهتمت بالتعليم والصحة، وصاحب ذلك زيادة في أعداد الإنسان والحيوان، ولكن لم يصاحب ذلك تحوّل في البنية الاجتماعية والاقتصادية، وظلّت الزراعة التقليدية والرعي التقليدي المتنقل يشكّلان السمة الأساسية لتلك المجتمعات، بل انضمت قيادات الإدارة الأهلية إلى الحزبين السائدين في البلاد، فنقلت التناقضات الحضرية إلى النسيج الاجتماعي في الريف، الأمر الذي فاقم الفجوة العدائية الناتجة عن التنافس حول الموارد الطبيعية.
بدايات التمرد مع أول حكومة وطنية:
بعد جلاء القوات بريطانيا وانفصال السودان عن مصر؛ طالب الجنوبيون أن يكون لهم نظام خاص بهم داخل الدولة السودانية الموحَّدة، وهو الأخذ بنظام الفيدرالية، ولكن الحكومة رفضت الاقتراح معللة بأنه سيؤدي إلى انفصال الجنوب.
وفي أغسطس 1955م تمرّد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني؛ حيث كانت هناك شكوك لدى الجنوبيين في سياسات وزارة إسماعيل الأزهري التي تشكّلت في يناير من العام نفسه.
في ظل حكومة عبود العسكرية عام 1958م:
بعد تولّي إبراهيم عبود السلطة قامت الحكومة العسكرية باتباع سياسة التذويب بالقوة مع الجنوبيين (أسلمة، وتعريب)، وقد أدى ذلك إلى مطالبة الأحزاب الجنوبية، وعلى رأسها «حزب سانو» باستقلال الجنوب، كما تم تشكيل «حركة أنانيا» التي بدأت عملياتها العسكرية في عام 1963م، وبعد الشد والجذب تم بحث تسوية سلمية للصراع.
فترة الحكم الديمقراطي 1964 – 1970م وجهود التسوية السلمية:
عُقد مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965م، وفي عام 1972م في عهد حكم الرئيس جعفر النميري تم توقيع اتفاقية أديس أبابا، والتي أعطت للإقليم الجنوبي الحكم الذاتي في إطار السودان الموحَّد.
فترة حكم جعفر النميري، وقيام الحركة الشعبية لتحرير السودان:
في عام 1972م في عهد حكم الرئيس جعفر النميري – كما تقدم – تم توقيع اتفاقية أديس أبابا، والتي أعطت للإقليم الجنوبي الحكم الذاتي في إطار السودان الموحَّد، إلا أنه في يوليو وسبتمبر من عام 1983م أصدر الرئيس جعفر نميري عدة قرارات أطاحت بالاتفاقية، ومن تلك القرارت تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم، ونقل الكتيبة (105) وبعض الجنود إلى الشمال، واتهام قائدها كاربينو كوانين باختلاس أموال، كما تم إرسال قوات لإخضاعها، فأدى ذلك إلى هروبها إلى الأدغال الاستوائية، لتصبح فيما بعد نواة للجيش الشعبي، ثم حدث تمرد وليم نون بنج، وانضمام العقيد جون قرنق للتمرد.
ثم تأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان، والجناح العسكري (الجيش الشعبي لتحرير السودان)، وقامت بإعلان هدف الحركة، وهو «تأسيس سودان علماني جديد» قائم على المساواة والعدل الاقتصادي والاجتماعي في إطار سودان موحَّد، وقامت برفع شعارات يسارية فحصلت على دعم من الرئيس الإثيوبي منغستو هيلا ميريام.
الحكومة الديمقراطية بعد النميري:
بعد الإطاحة بنظام جعفر نميري عبر انتفاضة شعبية عام 1985م؛ كان هناك أمل في التوصل إلى اتفاق مع الحركة، ولكنه فشل بعد اجتماع رئيس الوزراء الجديد الصادق المهدي (من قيادات حزب الأمة وزعماء طائفة الأنصار) مع قرنق بعام 1986م، وفي نوفمبر من عام 1988م تم إبرام اتفاق بين قرنق ومحمد عثمان الميرغني (زعيم طائفة الختمية، ومن قيادات الحزب الوطني الاتحادي) في أديس أبابا، وقد نصّ الاتفاق على تجميد قرارت سبتمبر 1983م.
في ظل حكومة الإنقاذ:
الاتفاق السابق في عام 1988م لم يأخذ طريقه إلى التنفيذ لانقلاب يونيو 1989م بقيادة عمر البشير، وتبنّي الحكومة شعار «الجهاد الإسلامي» ضد القوى الجنوبية، مستعينة بتسليح ميليشيات قوات الدفاع الشعبي، وحققت الحكومة عدة انتصارات عسكرية.
وفي أغسطس 1991م، وبعد سقوط نظام منغستو في إثيوبيا، وانشقاق الحركة الشعبية، حاولت الحكومة الاستفادة من هذا الانشقاق فأجرت اتصالات منفردة مع د. لام أكول (زعيم ومؤسس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي)، توصلوا فيها إلى الاتفاق على وثيقة عُرفت باسم «وثيقة فرانكفورت»، ووُقّعت في يناير من عام 1992م، إلا أن الحكومة السودانية أنكرتها بعد ذلك.
في مايو 1992م، وتحت رعاية الرئيس النيجيري إبراهيم بابنجيدا، أُجريت الجولة الأولى للمفاوضات في أبوجا، ثم الجولة الثانية في مايو من عام 1993م، ولكن لم تسفر هذه المفاوضات عن شيء، وفي 1997م وقّعت الحكومة «اتفاقية الخرطوم للسلام» مع الفصائل المنشقة عن الحركة بقيادة د. رياك مشار و د.لام أكول وآخرين، ولكن لم تصمد.
وتضاعفت الجهود الدولية من خلال «منظمة الإيقاد»، إلى أن تم توقيع اتفاق إطاري يُسمّى «بروتوكول ماشاكوس»، وذلك في 20 يوليو من عام 2002م، والذي أعطى للجنوب حكماً ذاتياً لفترة انتقالية مدتها 6 سنوات، وحق تقرير المصير، وفرصة للجنوبيين للتفكير في الانفصال، كذلك أعطى الفرصة في بناء مؤسسات الحكم الانتقالية باعتباره نوعاً من الضمانات، وفي 9 يناير 2005م وقّعت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان «اتفاقية السلام الشامل» في نيفاشا، والذي نصّت بنوده على:
– حق تقرير المصير للجنوب عام 2011م
– إجراء انتخابات عامة على كل المستويات في مدة لا تتجاوز عام 2009م.
– تقاسم السلطة بين الشمال والجنوب.
– تقاسم الثروة.
– إدارة المناطق المهمّشة بين الشمال والجنوب.
– الترتيبات الأمنية.
ثالثاً: الجغرافيا السياسية لجنوب السودان:
يضم إقليم الجنوب عشر ولايات، وحدوده: من الجنوب الشرقي إثيوبيا، وكينيا، ومن الجنوب أوغندا، ومن الجنوب الغربي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن الغرب جمهورية إفريقيا الوسطى، ومن الشمال باقي ولايات السودان، وتبلغ مساحة جنوب السودان أكثر من 600.000 كم مربع تقريباً، وجنوب السودان منطقة مغلقة لا تطل على البحر أو المحيط.
الديانات:
يتكوّن سكان جنوب السودان من أتباع الديانات الإفريقية التقليدية، والوثنيين، والمسيحيين، بالإضافة إلى المسلمين من أهل السنّة، ويشكّل أتباع الديانات الإفريقية التقليدية والوثنيين أغلبية السكان، أما معظم المسيحيين فهم كاثوليك وأنجليكانيون على الرغم من نشاط الطوائف الأخرى أيضاً.
ومعظم المسلمين ينتمون إلى المتصوّفة وأنصار السنّة المحمدية والإخوان المسلمون كما هو الحال في الشمال، ولا توجد شيعة في جنوب السودان ولا يهود.
المجموعات الإثنية:
يضم جنوب السودان ثلاث مجموعات إثنية رئيسة، هي: النيليون، والنيليون الحاميون، والمجموعة السودانية، ويأتي على رأس هذه الإثنيات من حيث العدد والنفوذ والقوة النيليون، ومن هذه السلالات انحدرت قبائل الجنوب السوداني مشكّلة نسيجاً اجتماعياً معقداً، نحاول هنا أن نبين بعض بنياته.
أولاً: النيليون(5):
ينتمي إلى هذه المجموعة ثلاث قبائل لها دور مهم في الجنوب السوداني، وهي الدينكا والنوير والشلك.
1 – قبيلة الدينكا:
وهي كبرى المجموعات الإثنية في السودان الذي يضم حوالي 500 مجموعة إثنية غير الدينكا، وتضم قبيلة الدينكا اثني عشر بطناً من أبرزهم: (دينكا ملوال، أقار، بور، نقوك، ريك، توج، كيج).
2 – قبيلة النوير:
يسكن النوير في فضاء جغرافي يقع أساساً في ولايات أعالي النيل وجنقلي والوحدة، وتنقسم قبيلة النوير بصفة عامة إلى مجموعتين: شرقية وغربية، أو الجيقي والجيكنج، وتتكون من خمسة بطون، هي: الجيقي وموطنهم في غرب النوير، ويضم منطقة بانتيو وميوم واللير، والقارجاك وفنجاك, قاوير في أيود، واللو في أكوبو وواط والجيكو، والجيكنج في الناصر وآولانق، ومجموعة مايوت بشرق أعالي النيل على الحدود الحبشية، ولهم امتداد داخل أراضي الحبشة.
3 – قبيلة الشلك:
هي أقل المجموعات الثلاث تعداداً، وتعيش على الضفة الغربية للنيل الأبيض، إلى الشمال من «ود أكونة» في الشمال، إلى بحيرة «نو» في الجنوب، وعلى الضفة الشرقية للنيل الأبيض إلى قرب من مدينة ملوط شمالاً، وإلى بحيرة «نو» جنوباً.
وقبيلة الشلك ذات نظام سياسي مركزي تحت قيادة ملك أو سلطان يُطلقون عليه لقب «الرث»، ويجمع «الرث» بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية في صيغة مشابهة للتقاليد المصرية الفرعونية القديمة.
ثانياً: النيليون الحاميون:
أُطلق عليها هذا الاسم نظراً لاشتراكها مع المجموعة النيلية في كثير من السمات السلالية واللغوية وفي نمط الحياة الاقتصادية (الاعتماد على تربية الماشية، وبخاصة البقر، والاعتزاز بها). إلا أن هنالك فرقاً بين المجموعتين وبخاصة لون بشرتهم الأقل سواداً من النيليين.
ومن أهم قبائل النيليين الحاميين: الباري والمنداري والتوبوسا والتوركانا واللاتوكا واللانقا والديدنقا، وغيرهم.
ثالثاً: المجموعة السودانية(6) (اصطلاح سلالي عرقي):
ينتمي إلى «المجموعة السودانية» قبائل الزاندي التي تُعد ثاني أكبر مجموعة قبلية بعد قبيلة الدينكا بجنوب السودان، والمورو والمادي والبون جو والكريش، ويغلب على طبيعة الحياة الإنتاجية لهذه السلالة الزراعة وليس تربية الماشية؛ بسبب انتشار ذبابة التسي تسي في أماكن وجودها.
ومن أبرز قبائل هذه المجموعة الزاندي، ومجموعة الفراتيت، والتي تضم قبائل الكريش والبلندا والفروقي في بحر الغزال الكبرى، في مناطق واو وراجا وديم زبير وخور شمام وغيرها، وهي فرع من مجموعة الزنوج السودانيين.
اللغة:
توجد في جنوب السودان مجموعات قبلية ولغات أكثر من الشمال، ولغة التعليم والحكومة والأعمال هي الإنجليزية والعربية، وهما اللغتان الرسميتان في جنوب السودان منذ عام 1956م.
واللغة العربية المتميزة في جنوب السودان، والتي تُعرف باسم «عربية جوبا»، تكوّنت في القرن التاسع عشر بين أحفاد العساكر السودانيين، وهي منحدرة من لغة قبيلة باري التي تُستخدم على نطاق واسع في الإقليم الاستوائي، وأما ولايات أعالي النيل وبحر الغزال فيتحدثون باللغة العربية السودانية المستخدمة في الشمال بحكم التداخل والتواصل.
كما توجد ثلاث لغات إفريقية يتم استخدامها بشكل كبير، وهي «طوك جينق» (لغة دينكا) يتحدث بها الدينكا، و «طوك ناس» (لغة النوير)، ويتحدث بها النوير، وتُستعمل في ولاية الوحدة وولاية جونقلي وأعالي النيل، و «طوك شلو» (لغة مملكة الشلك)، وتُستخدم في ولاية أعالي النيل.
الاقتصاد:
يمتاز جنوب السودان بأنه منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ويعد البترول من أهم الصادرات، حيث تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي السودان قبل الانفصال، وتتركز الثروة البترولية والمعادن في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، كما يمتاز الجنوب بالأراضي الزراعية الخصبة، والموارد المائية السطحية (الأنهار، والأمطار) والجوفية.
ومنطقة جنوب السودان كذلك غنية بالثروة الحيوانية، والغابية بالإضافة إلى الحياة البرية، إلا أنها تفتقر إلى البنيات الأساسية من الطرق والكباري والمصانع لاستغلال هذه الثروات، كما تفتقر إلى الفنادق والنزل.
رابعاً: الإسلام.. حاضره ومستقبله في جنوب السودان:
الإسلام الشعبي الذي جاء به الأتراك، وأحيته الحركة المهدية في الجنوب، تمثّل في الطرق الصوفية في حواضر الجنوب، ومراكز السلطة التي يديرها المأمور، والذي صار اليوم محليات.
وبعد سقوط المهدية في يد الحكم الثنائي (الإنجليزي – المصري)، ثم انفراد الإنجليز بحكم السودان، وضعت الحكومة استراتيجيات سياسية ودينية خاصة بجنوب السودان، على أنه جزء أو إقليم جيوبولتيكي، حتى يمكن تحقيق مصالح الإنجليز فيه على المدى البعيد؛ إذا ما تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات.
شهد الإسلام في هذه الفترة في الجنوب تضييقاً شديداً؛ لأن الحكم الثنائي أعاد فتح السودان أصلاً للقضاء على الأثر الديني للثورة المهدية، وكان الوجود المصري وجوداً رمزياً تمثّل في رفع العلم المصري بجوار العلم الإنجليزي، وكانت السيطرة الفعلية للإنجليز، وخصوصاً بعد إبعاد الجيش المصري من السودان بعد ثورة 1924م التي قادها تنظيم اللواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف(7)، وعضوية عبيد حاج الأمين وصالح عبدالقادر وحسن صالح المطبعجي وحسين شريف، وكانوا يمثّلون خليطاً من القبائل السودانية والأصول العرقية التي يتكون منها السودان(8).
اهتم المسلمون ببناء المساجد في الجنوب، فتم بناء مسجد ملكال في عام 1943م، ومسجد واو ومسجد جوبا ومليط ورومبيك وبور، وقد تم ذلك بمعاونة الحكومة المصرية في عهد الحكم المصري لارتباط هذه المناطق بـ «مستعمرات الري المصري»، ثم توقفت عملية بناء المساجد بُعيد ثورة 23 يوليو 1952م حتى اليوم.
وبعد ذلك تم بناء العديد من المساجد في كل من المدن الرئيسية، بالإضافة إلى المصليات في الأحياء السكنية والمدن الطرفية وبعض القرى، وقامت بعض المعاهد الدينية، ولكنها ضعيفة من حيث الإعداد.
وكان النشاط الإسلامي الذي قادته «مؤسسة الري المصري» في جنوب السودان قد خطا خطوات مشجعة للمسلمين في المدن التي بها «مستعمرات الري المصري»، حيث التحق بعض أبناء المسلمين بالتعليم المصري في الجنوب.
وأهم ما قام به المصريون في الجنوب لخدمة الإسلام هو بناء المساجد، والتي احتضنت بعض الجنوبيين الذين جاؤوا من الريف إلى المدن فدخلوا في الإسلام.
تطورت حركة الإسلام في الجنوب مع تطور أوضاع المسلمين في الشمال، حيث ظهرت نشاطات دعوية وجماعات إسلامية تنتهج مناهج تختلف عما هو متوارث داخل الجنوب، مع انتشار الكتاب الإسلامي، بعد أن تم تعميم المدراس التبشيرية الكنسية، وتحويلها إلى مدارس حكومية بمنهج موحَّد على السودان.
انتشر الإسلام في الجنوب من خلال التعليم الحكومي، وانضم بعض الجنوبيين للحركات الإسلامية الموجودة، مثل: الإخوان المسلمين، وجماعة أنصار السنّة المحمدية، بالإضافة إلى المنتمين إلى الطرق الصوفية.
كما أن الجنوب عرف المؤسسات والمنظمات الدعوية الحديثة مع تطور وتصاعد الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي منذ أواخر الستينيات، حيث نشأت العديد من المنظمات، مثل هيئة إحياء النشاط الإسلامي، ومنظمة الدعوة الإسلامية، والوكالة الإسلامية الإفريقية للإغاثة، وغيرها من المنظمات الإسلامية، وأهمها الهيئة الإسلامية لجنوب السودان، والجمعية الإسلامية لجنوب السودان، ثم تقاطرت المنظمات الطوعية الإسلامية والعربية على الجنوب.
وبما أن المجتمع الجنوبي متحرر جداً ومنفتح؛ فلا يوجد به تعصّب وتطرف ديني، والدليل على ذلك وجود تعدد وتنوع ديني في الأسرة الواحدة (المسلم والمسيحي والوثني… إلخ) دونما وقوع مشكلات بينهم؛ لأن القاعدة في المجتمع الجنوبي هي أن كل فرد حر في اختيار عقيدته ودينه، وهذه الحرية هي أساس الدين الإسلامي، وحينما تنعدم الحرية يتراجع المد الإسلامي، كما هو حادث الآن تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحه العسكري في جوٍّ من الاستبداد لم يعرفه المجتمع الجنوبي من قبل.
ولكن مهما استبدت الحركة الشعبية وعملت على محاربة الإسلام والمسلمين فإن الإسلام هو مستقبل الجنوب، لكن كيف ذلك؟ عن طريق توطين الإسلام في أرياف الجنوب باعتبارها أصل الجنوب الذي تقطنه الغالبية، وهم أقرب إلى الفطرة في اعتناق الإسلام؛ على عكس من في المدينة حيث تكثر الأهواء والصراعات.
هذه هي استراتيجية الرابطة الإسلامية لجنوب السودان (جوسو)، حيث تقوم بالدعوة إلى الله في جنوب السودان دون الخوض في الأمور السياسية.
أعداد المسلمين ومناطق انتشارهم في الجنوب:
التقديرات الحالية غير الرسمية تؤكد تزايد عدد سكان الجنوب من المسلمين بنسبة كبيرة
حيث بلغت نسبة المسلمين في آخر إحصاء رسمي – تم إجراؤه منتصف الثلاثينيات على يد مجلس الكنائس العالمي برعاية الاحتلال البريطاني – 18%، أما المسيحيون فبلغت نسبتهم 17%، واحتل الوثنيون 65%.
ويقدِّر الأمين العام لمجلس الكنائس في السودان (حزقل كوتجوفو) عدد الجنوبيين المسيحيين بحوالي 3 – 4 ملايين أغلبهم من الكاثوليك(9).
من جهة أخرى، وطبقاً لآخر تقرير للمجلس الأعلى لتجمّع المسلمين في جنوب السودان, فإن نسبة المسلمين قفزت إلى 35%، ويساويها اللاوحديون (وثنيون) 35%، ويليهم المسيحيون بنسبة 30%.
وهذه الإحصائيات أقلقت الكنائس الغربية؛ مما جعلها توعز إلى زعماء الحركة الشعبية بأن يتمسّكوا بعدم تسجيل خانة الديانة في استمارات الاستفتاء القادم على مصير الجنوب, حتى لا تظهر النسب الحقيقية للمسلمين(10).
يُعد إقليم بحر الغزال بولاياته المتعددة أكثر الأقاليم الثلاثة التي تضم مسلمين، تليها ولاية الاستوائية الوسطى، وتحديداً مدينة جوبا التي يقطن معظمها مسلمون، ثم يأتي إقليم أعالي النيل، وخصوصاً في منطقة أبيي التي يسكنها أكثر من مليون مسلم، منهم 600 ألف من قبيلة المسيرية، وهي القبيلة العربية الوحيدة الموجودة في الجنوب، وفي الولايات الجنوبية العشر أكثر من 65 مسجداً جامعاً، أشهرها وأقدمها مسجد الملك فاروق في ملكال بأعالي النيل، وهو المسجد الذي بناه الملك فاروق في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مسجد الصباح بمدينة جوبا، الذي أنشأه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت أواخر ثمانينيات القرن الماضي أيضاً(11).
عوامل انتشار الإسلام في جنوب السودان:
انتشر الإسلام في جنوب السودان بواسطة العديد من العوامل، يمكن أن نلخصها في الآتي:
1 – قيام المراكز الإدارية والمدن التجارية.
2 – التجارة وحركة التجار المسلمين، وتأثيرهم الاجتماعي في الجنوب، ساعد على انتشار الإسلام.
3 – التزاوج: ساعد التزاوج بين الشماليين القادمين من شمال السودان وسكان الجنوب على انسياب الإسلام بهدوء في الجنوب.
4 – التعليم: كان للتعليم أثر كبير في انتشار الإسلام في الجنوب، وذلك عن طريق انتشار اللغة العربية في الجنوب، والتي صارت لغة الحياة اليومية.
5 – علاقات الجوار مع القبائل العربية المسلمة شمالاً، في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأبيض.
6 – قيام دولة رابح فضل الله في إفريقيا الوسطى، ومشاركة العديد من الجنوبيين في جيش الزبيـر، وكان لرابح فضل الله الأثر الكبير في انتشار الإسلام في مناطق بحر الغزال وإفريقيا.
7 – فتح المجاري النهرية، وحركة الكشف الجغرافي التي قام بها الجنود الأتراك والمصريون، ساعدت في وصول الإسلام إلى جنوب السودان وأوغندا.
8 – كما أن طبيعة الدين الإسلامي المرنة والبسيطة ساعدت الأهالي على اعتناقه .
ويوجد في الجنوب الآن أربع مؤسسات ناشطة باسم الدعوة إلى الإسلام:
أ – الرابطة الإسلامية لجنوب السودان (جوسو).
ب – الهيئة الإسلامية لجنوب السودان.
ج – الطرق الصوفية.
د – المجلس الإسلامي لجنوب السودان.
معوقات الدعوة الإسلامية في جنوب السودان:
إن أي عمل إصلاحي تعترض سبيله بعض المعوقات، وعلى الرغم من ذلك فإن الإسلام في المجتمع الجنوبي يجد الترحيب، إلا أن بعض ممارسات المسلمين التي تقع عن جهل منهم بأحكام دينهم وعدالته وسماحته تشكّل معوّقاً حقيقياً للدعوة الإسلامية.
وكذلك انتقال بعض المشكلات التي تعانيها الدعوة في شمال السودان تعد معضلة أمام الدعاة، وبخاصة أمراض حب المال والسلطة، والتي أدت إلى انشطار الجماعات والحركات الإسلامية في الشمال، كما جعلت فتنة المال والسلطة اتحاد المسلمين ووحدتهم غاية بعيدة المنال في السودان، وإذا كان هذا حال الشمال فالوضع في الجنوب سيكون أسوأ، حيث ضعف الفكر والثقافة الإسلامية بين المسلمين الجنوبيين، ومن الأمثلة على ذلك تشجيع بعض الجماعات في الشمال لبعض أبناء الجنوب للسير على خطاهم في سبيل الحصول على المال وشيء من حطام الدنيا من المحسنين، ومن ثم دفعهم إلى الصراعات السياسية باسم الإسلام!
وهنالك بعض العوامل الاجتماعية والثقافية التي تشكّل عوائق يُرجى أن تكون مرحلية تتلاشى مع عامل الزمن وحكمة الدعاة في الشمال والجنوب، وهي ترسبات أوجدتها مرحلة وجود المستعمر الأوربي، ومنها: الحواجز النفسية، وحواجز اللغة التي أوجدها بين المسلمين الذين كانت لغتهم هي اللغة العربية، وتعدد اللغات المحلية في الجنوب يشكل حاجزاً، ويضعف من التواصل بين أبناء الجنوب والمسلمين من الشمال، ويعيق انتشار الإسلام.
ومن العوائق كذلك العوامل الجغرافية والبيئية، والتي تتمثل في وجود المستنقعات والغابات الكثيفة في الجنوب، ووعورة الطرق، وتخلّف وسائل المواصلات، وكلها حواجز عاقت تقدم وسرعة انتشار الإسلام في الجنوب، غير أن هذا العائق في طريقه إلى الزوال تدريجياً بتطور وسائل المواصلات والاتصال، واتساع وسائل تواصل الجنوب وأبنائه من المسلمين مع سائر أنحاء العالم الإسلامي.
ونشير أخيراً إلى العوامل السياسية والإدارية والاقتصادية، وهي عوامل مصنوعة من تخطيط الإنسان، وهي جملة السياسات والقوانين والممارسات السياسية والإدارية التي اتبعتها الإدارة الإنجليزية للحدّ من انتشار الإسلام في الجنوب، ولا تزال تمضي عليها سياسات الحكم في الجنوب في فترة الحكم الذاتي، والآن بعد الانفصال، من ذلك التنصير والتعليم الكنسي الذي يهدف إلى تمكين جيل جنوبي مسيحي كنسي يحارب الإسلام والمسلمين.
وختاماً:
نشير إلى ضرورة تضافر الجهود من جميع الجهات المعنية بالدعوة الإسلامية، التي أسهمت من قبل، والتي تتحرك للمساهمة في التمكين للإسلام في جنوب السودان، ليكون منطلقاً إلى قلب القارة الإفريقية.
كما ننبه إلى مراعاة أن الدعوة إلى الإسلام في جنوب السودان تمر بمنعطف تاريخي له حساباته وحساسياته، وهو ما يجعلها تختلف عن الدعوة إلى الله في الشمال في بيئتها وأساليبها ووسائلها وأولوياتها، فالجنوب يختلف في بيئته وأوضاعه، وهو في مرحلة حرجة في علاقته بالشمال، وذلك ما يدعو إلى تبني الدعوة هناك لمناهج تختلف عما في شمال السودان، مع الاتفاق في الكليات الأساسية والمقاصد الشرعية وثوابت الدين الإسلامي.
فالمؤسسة القبيلة في الجنوب هي المؤسسة الأقوى والمهيمنة في المجتمعات الجنوبية، فالدعوة فيها لها مناهجها وأساليبها ووسائلها التي تناسبها (فلكل مقام مقال)، وينبغي أن يُراعى هذا البعد، وذلك بتوجيه أبناء القبيلة والعشيرة في الدعوة من خلال الكيان القبلي أولاً قبل غيره، والتركيز في رموز القبيلة، وتعرّف المداخل النفسية والاجتماعية وغيرها، وصولاً إلى مخاطبة الكيان القبلي بكامله، حيث يصعب تحرير الفرد عن القيود المحيطة به من عادات وتقاليد وولاء قبلي.
الإحالات والهوامش:
(*) جامعة الزعيم الأزهري – كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية – قسم الدراسات الاستراتيجية.
(1) محمد سعيد القدال: تاريخ السودان الحديث، 2002م، مركز عبدالكريم ميرغني، ص ص 18 – 19.
(2) محمد أحمد المهدي (1844 – 1885م): زعيم ديني سوداني كبير، قائد الثورة المهدية، أعلن دعوته سنة 1881م، قال إنه المهدي المنتظر، وسمّى أتباعه الدراويش باسم «الأنصار».
(3) محمد سعيد القدال، مرجع سابق، ص ص 349 – 350.
(4) ضرار صالح ضرار: تاريخ السودان الحديث، 1989م، وزارة الإعلام، ص 228.
(5) انظر: Audrey Butt, the Nilotes of the Sudan and Uganda, East Central Africa, part 4, International African Institute , London , pp 1- 4.
(6) عبارة «المجموعة السودانية» اصطلاح سلالي عرقي، وليست اصطلاحاً سياسياً.
(7) علي عبد اللطيف: ولد من أب من جبال النوبة وأم من قبيلة الدينكا، وكانا عبدين وتحررا من الرق.
(8) محمد سعيد القدال، مرجع سابق، ص ص 438 – 440.
(9) الفاضل بشير بابكر: مسلمو جنوب السودان، انظر: http://shababtinoba.ahlamountada.com/t226-topic
(10) الفاضل بشير، مرجع سابق.
(11) الفاضل بشير، مرجع سابق.