تعدّ تسعينيات القرن العشرين الفترة التي شهدت ظهور وسائل الإعلام الحديثة، ومنها الإذاعات، في حقول الدعوة الإسلامية بمنطقة غرب إفريقيا، وقد أخذ عددها يزداد بشكلٍ ملاحظٍ مع الألفية الثالثة، بظهورها في الساحات الإيفوارية والبوركينية والمالية والنيجرية والبنينية… إلخ.
والإعلام الإسلامي، بوصفه جزءاً من العمل الإسلامي، يواجه تحديات متنوعة في منطقة غرب إفريقيا، حيث تواجه هذه الإذاعات تحديات داخلية، وأخرى خارجية، وسيحاول هذا المقال الكشف عنها، مع التّطرق إلى السّبل التي يمكن أن تُتخذ لمواجهتها، وتقليل آثارها السّلبية على الخطاب الدّعوي.
أوّلاً: التحديات الداخلية:
وهي التي تمُتّ بصلةٍ مباشرةٍ إلى العناصر المكوّنة لبنية الإعلام بشكلٍ عام، والإعلام الإسلاميّ بصورةٍ خاصّة، وهي: الرسالة والمرسل والمستقبل ووسيلة الإرسال.
1 – تعدد مرجعيات الخطاب الدّيني:
يشكّل تعدد مرجعيات الخطاب الدّيني تحديّاً قويّاً في وجه الإعلام الإسلامي، ليس على مستوى القارة الواحدة فحسب، وإنّما هو ظاهرة عالمية تشغل الأمّة الإسلامية، وغرب إفريقيا- كأيّ جزءٍ من العالم الإسلامي- لم يخل من ظاهرة تعدّد الاتجاهات والتيارات الإسلامية.
ففي غرب إفريقيا جماعاتٌ إسلاميةٌ متباينة في المنهج والرؤى؛ يتشكّل بمقتضاها إعلامٌ إسلاميٌّ يحمل رسالة إعلامية غير توافقية، يصل به الأمر في بعض القضايا إلى حدّ التناقض؛ ما يجعل المستقبِل العاديّ لهذه الرّسالة في حيرة من أمره.
في الحالة البوركينية:
تعدّ الجمعية الإسلامية التي تعرف بـ Communauté musulmane، وجمعية أهل السنّة Mouvement sunnite، والجمعية الإسلامية التيجانية Communauté islamique Tidjaniya، من أبرز الاتّجاهات الإسلامية التي يشغل دعاتها المساحات الإعلامية المتاحة.
الاتجاه السّلفي المتمثّل في جمعية أهل السّنة Mouvement sunnite؛ نذر نفسه لتصحيح العقيدة، ونشر السّنة، ومحاربة ما يُعدّ بدعاً، كالاحتفال بالمولد النّبوي، وإقامة المآتم، والتبليغ خلف الإمام لغير حاجة، ودعاء الإمام بعد الصلاة وتأمين المأمونين له، والأذكار التي ليس لها أصل.
وفي مقابل هذا التجاه السلفي: الجمعية الإسلامية والاتجاه الصوفيّ المتمثّل في الجمعية التيجانية؛ إذ تنظر هاتان الجمعيتان (1) إلى هذه القضايا بوصفها من البدع الحسنة التي لا يُنكر على فاعلها؛ ناهيك عن المبالغة في الإنكار.
وكان المسلمون في بوركينافاسو، في حقبة ما قبل 2003م، نتيجة تأخّر ظهور الإذاعات الإسلاميّة، يلجؤون اضطراراً إلى شراء مساحات إعلامية في بعض الإذاعات الأهلية التجارية؛ لتقديم برامجهم الدّعوية التي كادت تنحصر في الوعظ والإرشاد، مع استهلاك هذه المساحات الإعلامية المحدودة أحياناً في القضايا الخلافية، وتصفية الحسابات الشخصية ! (2)
ولمّا رأت إذاعة «المفاز» في «بوبو ديولاسو» النور في مايو 2003م، وظهرت إذاعة «الهدى» في واغادوغو في ديسمبر 2004م، وقناة «الهدى» في أواخر 2011م، وهذه الوسائل كلها كانت مبادرات من رجالٍ ينتمون للاتجاه السلفيّ أو متعاونين معه، أخذ هذا الاتّجاه يفرض نفسه بقوّةٍ في الساحة الإعلامية الإسلاميّة.
ومع أنّ القائمين على إذاعة «الهدى» أبدوا استعدادهم لانتهاج سياسة المرونة الدينية والانفتاح على الجماعات الإسلاميّة بكلّ أطيافها، إذ أفصحوا عن ترحابهم بدعاةٍ من خارج الاتّجاه السلفي (3)، فإنّ ثمّة مراقبة إعلامية تُفرض على منتجات الإذاعة حتى لا تتعارض مع الأطروحات السلفية؛ ما جعل بعض الدعاة من الاتّجاهات الأخرى يصفونها بأنّها إذاعة تسعى إلى تكريس أيديولوجية معيّنة، وعاجزة عن استيعاب جميع الاتجاهات في البلد؛ لاشتراطها أسلوباً معيناً في الخطاب (4).
ولعلّ الشّعور بمحاولة الاتّجاه السلفيّ احتكارَ الإعلام الإسلاميّ هو ما دفع المرشد الرّوحي للاتحاد الإسلاميّ الدكتور (أبو بكر دكوري) إلى إطلاق إذاعة «رضوان للتنمية» في مارس 2010م، وهي الإذاعة التي تحاول الآن – حسب قولها – استيعاب الخطاب الإسلاميّ بمختلف ألوانه، بما فيه الطروحات المخالفة للاتّجاه السّلفي، ومنها التحريض على الاحتفال بالمولد النّبوي، وبث فعاليات احتفالاته.
فإذاعة «رضوان» ظهرت لسدّ فراغٍ إعلاميٍّ يشعر به معظم أتباع الجمعيّة الإسلاميّة والجمعيّة التيجانيّة في الأوساط الإسلاميّة، وإرضاء ميولهم؛ إذ كانوا يرون في إذاعة «الهدى» إذاعة سلفية بامتياز، ولا يُخفي معظم هؤلاء إعجابهم بإذاعة «رضوان»، ويرونها الإذاعة التي تعكس أصوات المجتمع المسلم بتنوعاته في البلاد.
وعلى الرّغم من أنّ القائمين على إذاعة «رضوان» يؤكدون انفتاحهم على كلّ الاتجاهات الإسلاميّة، ويستدلون على ذلك ببثهم شرائط للدّعاة المشهورين من مختلف الجماعات الإسلاميّة، وإجراء مقابلات معهم، أو استضافتهم في برامجهم المتنوعة، فإنّ المتتبع لبرامجهم يدرك بلا عناءٍ كبيرٍ حرصهم على عدم تناول بعض الأطروحات التي تشكّل موضوعات حسّاسة في المجتمع المسلم البوركيني.
فالساحة الإعلامية الإسلاميّة في بوركينافاسو تشهد لونَيْن من الخطاب:
– الخطاب السلفي: وتعمل على بثه: إذاعة «الهدى»، وإذاعة «المفاز»، وقناة «الهدى»، ويراه مناهضوه خطاباً غير متسامح مع الطرف المخالف.
– خطاب الجماعات الإسلامية ذات النزعة غير السلفية: وهو خطاب يرى نفسه متسامحاً ومرناً ومنفتحاً، ويمثّله خطاب إذاعة «رضوان» التي تعمل على تكريسه؛ قبل أن تلحق بركبها إذاعتا «اقرأ» و «الفجر»، ولا سيما إذاعة «الفجر» التي تقدّم نفسها على أنّها إذاعة الوسطية، وتستمد قوّتها من قوة الجمعية الحاضنة لها، وهي الجمعية الإسلامية، أولى الجمعيات الإسلامية بالبلد نشأةً وشعبية.
الساحة الإعلامية الإيفوارية:
الوضع في الساحة الإيفوارية متشابهٌ إلى حدٍّ كبيرٍ بحالة بوركينافاسو، إذ يستأثر المجلس الوطني الإسلامي CNI بإذاعة «البيان» التي باشرت بثها عام 2003م، ومع أنّ الإذاعة أُنشئت باسم مكوّنات الأمّة الإسلامية في كوت ديفوار؛ فإنّ المجلس الوطنيّ الإسلاميّ CNI تمكّن من بسط نفوذه عليها، فعمد إلى استقطاب المقربين إليه والمنحازين له، كدعاة وأئمة المجلس الأعلى للأئمة COSIM، وجمعية التلاميذ والطلاب المسلمين في كوت ديفوار AEEMCI، وجمعية الشّباب المسلمين في كوت ديفوار AJMCI، واربطة الدّعاة في كوت ديفوار LIPCI.
هذا، في الوقت الذي يحاول فيه استبعاد الجماعات ذات النزعة السلفية، أو التّقليل من حضورهم الإعلامي، كجمعية أهل السنّة (ASMCI)، ومجلس أئمة أهل السنّة (CODIS)، واتحاد التلاميذ والطلاب المسلمين في كوت ديفوار (CEEMUCI)، كما يتبع السياسة نفسها في حق الطّرق الصّوفيّة.
ومع أنّ سياسات المجلس الوطنيّ الإسلاميّ الإيفواريّ CNI في إدارة الإذاعة لم تدفع الجماعات السّلفية إلى الخروج عليها، فإنّ ثلة من السّلفيين ينتقدونها بأنها ليست إذاعة إسلامية، وإنّما هي جهاز لبثّ الأغاني الإسلامية، وثمّة إشاعات تزعم سعي الجماعات السلفية إلى إنشاء إذاعة خاصّة بهم (5).
وخلال الأزمة السّياسية التي عصفت بكوت ديفوار؛ عرف الوسط الإعلاميّ الإسلاميّ ميلاد إذاعة إسلامية جديدة باسم: «الفردوس» في مدينة بوركي، وهي تحت إشراف المجلس الأعلى للأئمة COSIM، كما شهد ميلاد إذاعة «الفرقان».
2 – الهِوائية وعدم الاحترافية:
الإعلام الإسلاميّ في كثيرٍ من بلاد غرب إفريقيا لا يزال في مرحلة ما قبل الاحترافية، وهي التي أشرت إليها بالهِوائية (نسبةً إلى الهِواية)؛ نظراً إلى أنّ الغالبية العظمى من المشتغلين في هذا المجال من الهواة الإعلاميّين، فمع أنّ كثيراً منهم ممّن يتمتعون بقدرٍ معقولٍ من الثّقافة الإسلامية؛ فإنّ افتقارهم إلى تكوينٍ إعلاميٍّ بمفهومه العلميّ والمهنيّ يقف حجر عثرة دون البلوغ إلى مستويات الاحترافية الإعلامية المطلوبة.
فالساحة البوركينية تكتظ بأعدادٍ ليست قليلة من المثقّفين المستعربين المتخصّصين في الدّراسات الإسلامية والعربيّة، لكنّ افتقار معظمهم إلى خبرةٍ إعلامية، أو تكوينٍ إعلاميٍّ أصيل بمفهومه العلمي والمهني، يقلّل من فعالية الأداء وقوّة التّأثير في المستمعين.
فالإعلام الإسلامي القائم في بوركينافاسو، وفي كثيرٍ من دول غرب إفريقيا حاليّاً، لا يزال يسير مع المفهوم التقليديّ للإعلام الإسلاميّ المتمثل في الدعوة والإرشاد والإفتاء، في حين أنّ خبراء الإعلام الإسلاميّ المعاصرين يرون أنّ بناء إعلامٍ إسلاميٍّ فاعلٍ يستدعي استلهام الأطر المعاصرة للإعلام؛ مع استحضار روح الشريعة الإسلامية، ما يعني أنّه ينبغي للإذاعات والقنوات الإسلاميّة أن تنتج برامج إعلامية وثقافية واجتماعية واقتصادية ورياضية بروحٍ إسلاميةٍ بجانب برامجها الدينية الصّرفة.
ولعلّ من حُسن حظّ الإعلام الإسلامي- من حيث لا ندري- أن قيّد له المجلس الأعلى للإعلام، في بوركينافاسو، ولغيره من الإعلام الدّيني، ضرورة تخصيص نسبة 20 إلى 30% من برامجه لبرامج غير دينية بحتة، فلولا هذا الفرض من السلطة الإعلامية الأولى في البلاد؛ ربّما لكانت كلّ برامج الإذاعات الإسلامية في البلاد دينية خالصة.
ومع أنّ هناك قانوناً صريحاً يحدّد نسبة 20 إلى 30% لبرامج ذات صبغةٍ غير دينية صرفة في الإذاعات الدّينية، فإنّ تنويع الإذاعات الإسلامية لبرامجها لم يرْقَ بعدُ إلى المستوى المنشود؛ لقلّة الكوادر والكفاءات في بعض المجالات، فأغلب الإذاعات الإسلاميّة الموجودة حاليّاً في الساحة «الواغالية» (6) تفتقر إلى نشرات إخبارية تخرج بصورة احترافية، كما أنّها لم تستثمر بشكلٍ فعّالٍ مختلف فنون الأدب، من مسرحيةٍ وقصةٍ ومقال، وغيرها من الأجناس الأدبية، في خدمة الإسلام تحت مظلة ما يُعرف بالأدب الإسلامي.
3 – تعدد لغات التواصل:
المجتمعات الإفريقية مجتمعات ذات تعدّدٍ لغوي، إلى درجة أنّ لغة المستعمر هي اللغة الجامعة في أوساط المثقفين؛ في كثيرٍ من بلاد إفريقيا جنوب الصحراء.
في بوركينافاسو:
تربو اللغات المحلية في بوركينافاسو على ستين لغة، غير أنّ ثلاثاً منها حظيت بانتشارٍ واسعٍ على حساب اللغات الأخرى، وهي لغة «موري» في الوسط، ولغة «ديولا» في المنطقة الغربيّة، ولغة «فولاته» في الشمال (7).
ونظراً للانتشار الواسع الذي تحظى به هذه اللغات الثلاث (موري، وديولا، وفولاته)؛ فإنّ الإذاعات الإسلامية تنشط بها لاعتبارات جيولغوية، بينما تقلّ البرامج المنتجَة باللغات الأخرى، بل قد تكون غائبةً في بعض اللغات لندرة الدعاة المجيدين لها، ومن هنا يتعرض بعض المسلمين – وإن كانوا قلّة مقارنة بغيرهم– للحرمان من الاستفادة من برامج هذه الإذاعات.
ويلاحظ أنّ أجهزة الإعلام الإسلاميّ في بوركينافاسو عاجزة بعض الشّيء عن الوصول إلى شريحة المسؤولين وصنّاع القرار والطبقة المثقفة في البلاد، حيث يميل الأغلبية الكاسحة منهم إلى التحدث بالفرنسية، ويلهثون وراء كلّ ما هو مُفَرْنس، مُتَرفعين عن متابعة البرامج المنتجّة باللّغات المحلية؛ وإن كانوا من أهلها أو ممن يفهمها!
فقلّة المتقنين للفرنسية في صفوف الدّعاة تمثّل تحدّياً ثقافيّاً، ينبغي للقائمين على العمل الإسلامي مواجهته، فمعظم الدعاة المستعربين غير قادرين على التّواصل مع الطبقة المثقفة باللغة الفرنسية، عبر وسائل الإعلام المتاحة، حكومية وأهلية، أو في المناسبات العامّة، فخلت الساحة الإعلامية لنشطاء حلقة الأبحاث والتكوين الإسلامي CRFI(8)، وجمعية التلاميذ والطلاب المسلمين (AEEMB) (9)، الذين يمثّلون في الغالب الصوت الإسلاميّ في الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية؛ بحكم إتقانهم الفرنسية.
فهؤلاء النّشطاء، من دعاة وأئمة CRFI و AEEMB، يستأثرون بنصيب الأسد في المقابلات الصحافية والتلفزيونية في مختلف المناسبات الإسلامية، والمشاركة في الفعاليات العلمية والثّقافية والاجتماعية التي ترى الحكومة أو الجهات المدنية المنظّمة أهمية إشراك الأطراف الدّينية فيها، بل إنّهم كادوا يحتكرون– في ظلّ ندرة الدّعاة المستعربين المُتْقِنين للفرنسية– برنامج: (إيمان المؤمنFoi du croyant) الذي أطلقته القناة الوطنية البوركينية RTB؛ أملاً في إشراك الدّعاة والمثقفين المسلمين في البرامج التنموية.
أما كوت ديفوار:
فالوضع اللغوي فيها أفضل حالاً مما في بوركينافاسو وبينين وتوجو، وذلك أنّ معظم الدّعاة المستعربين قادرون على ممارسة رسالتهم الدعوية باللغة الفرنسية بجانب اللغات المحلية، ويعدّ ذلك انعكاساً طبيعيّاً لوضعية اللغة الفرنسية في البلاد.
ويبقى الوضع اللغويّ في كلٍّ من مالي والسّنغال نموذجيّاً بالموقع الذي تحتله اللغة «البمبارية» ولغة «وولف» في هاتَيْن الدّولتَيْن؛ إذ تحظى هاتان اللّغتان بانتشارٍ واسع، ولا يستنكف عنهما الطّبقة المثقفة والبيروقراطية فيهما؛ وبذلك تصل رسالة الإعلام الإسلاميّ إلى شريحةٍ عريضةٍ من المجتمع دونما حاجةٍ كبيرةٍ إلى لغة المستعمر التي تؤدّي دَوْر الوسيط بين الشعب وقياداته في كثيرٍ من دول المنطقة، ومع ذلك؛ فلا ينبغي أن يدفع الوضعُ اللغويّ بالمشتغلين في الإعلام الإسلامي، من طلاّب العلم والدّعاة وغيرهم، إلى إهمال اللغة الرّسمية؛ إذ لها وضعها الخاص الذّي يجعلها قادرة على اجتياز الحواجز اللغوية والحدود المناطقية على مستوى القطر الواحد، وعلى المستوى الإقليميّ، بل على المستوى العالمي.
ثانياً: التحديات الخارجية:
ثمّة تحدياتٌ تقطع الطريق على الإعلام الإسلامي، يمكن وصفها «خارجية» نظراً إلى عدم ارتباطها المباشر بعناصر الإعلام والاتصال: (المرسل والمستقبل والرسالة وجهاز الإرسال)، ومن هذه التحديات الخارجية ما يأتي:
1 – تدفق الإعلام غير الإسلامي:
يعيش المشهد الإعلاميّ في بوركينافاسو في طفرة مطردة؛ في ظلّ تزايد عدد الإذاعات المسموعة والمرئية، وفيما يأتي جدول بإحصائية لهاتَيْن الوسيلتَيْن (المحطات الرئيسة فقط دون الفرعية) (10) :
النوع |
تجاري |
تابع للاتحادات |
ديني |
تابع للبلديات |
مؤسساتي |
دولي |
MMDS (11) |
حكومي |
المجموع |
إذاعة |
40 |
51 |
40 |
20 |
4 |
3 |
0 |
7 |
165 |
تلفزيون |
13 |
1 |
6 |
0 |
0 |
1 |
4 |
3 |
28 |
المجموع |
53 |
52 |
46 |
20 |
4 |
4 |
4 |
10 |
193 |
إذا لم يكن هنالك تطوّر طارئ؛ فإنّ المسلمين لا يملكون سوى ست إذاعات: أربع إذاعات في واغادوغو، هي: (إذاعة الهدى، وإذاعة رضوان، وإذاعة اقرأ، وإذاعة الفجر)، و (إذاعة المفاز في بوبو ديولاسو، وإذاعة التعاون في واهيغويا)، وقناة تلفزيونية واحدة هي: قناة الهدى؛ ما يعني أنّ الإعلام الإسلاميّ لا يمثّل إلاّ 15.21% من الإعلام الدّينيّ الذي تبلغ وسائله الإعلامية المسموعة والمرئية 46 وسيلة بين إذاعة وقناة تلفزيونية. أما نسبته من الإعلام البوركيني بصورةٍ عامّة، المسموع منه والمرئي (193 وسيلة)؛ فإنّها لا تتجاوز 3.62%.
وليس المشهد التوجولي بأفضل حالاً من المشهد البوركيني، ويظهر ذلك من خلال الجدول الآتي (12) :
النوع |
تجاري |
تابع للاتحادات |
ديني |
تابع للبلديات |
مؤسساتي |
دولي |
MMDS |
حكومي |
المجموع |
إذاعة |
34 |
0 |
21 |
18 |
0 |
2 |
0 |
6 |
81 |
تلفزيون |
8 |
0 |
3 |
0 |
0 |
0 |
0 |
4 |
15 |
المجموع |
42 |
0 |
24 |
18 |
0 |
2 |
0 |
10 |
96 |
وحسب المعطيات الواردة في الجدول أعلاه: فإنّ مسلمي توجو يملكون أربع إذاعة من أصل 21 إذاعة دينية، وقناة تلفزيونية واحدة من أصل ثلاث قنوات دينية؛ فيشكّل الإعلام الإسلاميّ 20.83% من إجمالي وسائل الإعلام الدّيني البالغة 24 محطة، موزّعة بين إذاعة وقناة. أمّا نسبته من الإعلام التوجولي بكلّ أشكاله وتوجّهاته، المسموع منه والمرئي (96 وسيلة)، فلا تعدو 5.20%.
ولهذه الأرقام دلالات، مفادها أنّ الإعلام الإسلاميّ في هاتَيْن الدولتَيْن (بوركينافاسو، وتوجو)، والوضع متشابه في كثيرٍ من بلدان غرب إفريقيا، ينبغي أن يكون على قدرٍ من الكفاءة والمهنية والإبداع حتى يثبت ذاته، ويفرض سلطانه على أرض الواقع، باستهداف شريحة عريضة من المسلمين الملتزمين، والمسلمين بالأسماء، وغير المسلمين، في ظلّ تصاعد الإعلام العلمانيّ المتسلط، وانتعاش الإعلام المسيحي، ورواج الإعلام الخادع المضلّل المتقمص ثوب الإسلام بهتاناً وزوراً، والمتمثل في الإعلام القادياني.
وإن كان لا بدّ من ترتيب هذه الوسائل الإعلامية غير الإسلامية حسب خطورتها على المجتمع المسلم في بوركينافاسو، وما تشكّله من تحدٍّ للإعلام الإسلامي، فإنّ الإعلام القادياني يتربع العرش، ويليه الإعلام العلماني، فالإعلام المسيحي، مع الخطر القادم من الإعلام الشيعي.
الإعلام القادياني:
قد يبدو الترتيب السابق غريباً بعض الشيء على بعض القراء، خصوصاً إذا علموا أنّ القاديانية لا تملك سوى أربع محطات إذاعية وقناة تلفزيونية واحدة، لكن الغرابة قد تزول عندما يدركون أنّ القاديانية بتقمّصها ثوب الإسلام تستحوذ على عددٍ لا بأس به من المسلمين غير الواعين بحقيقة الإسلام وتعاليمه، وتتفاقم خطورتها في المناطق التي تخلو حاليّاً من الإذاعات الإسلامية، كـ دوري Dori وليو Leo وديدوغو Dedougou، وهي المناطق التي تمتلك فيها القاديانية إذاعات خاصّة بها لبثّ سمومها، بالإضافة إلى إذاعتها في بوبو (13) التي تفوق في شهرتها إذاعة «المفاز»؛ حسب المسح الذي قام به أحد الباحثين (14).
وتمكّنت القاديانية مؤخراً من فتح قناتها التلفزيونية في بوبو، وهي القناة الوحيدة التي تعمل فيها باسم الإسلام، كما أنّها تسعى إلى تأليب الرأي العام البوركيني بظهورها المكثّف في الإعلام العلماني، بل نجحت في تطبيع علاقات متميزة مع أجهزة الإعلام المهمّة في البلاد، كالإذاعة والقناة الوطنية البوركينية (RTB) التي تبثّ إعلانات الجماعة القاديانية بـ 80.000 فرنك سيفا؛ بدلاً من 177.000 سيفا، وهي الآن تخطّط لشراء مساحات إعلامية في SM TV و Canal3.
وزيادةً على هذا كله؛ ثمّة عقود تربطها بالإذاعات التجارية، تنصّ على تزويد هذه الإذاعات بشريط قادياني كلّ يوم اثنين، ليتمّ عرضه في بقية أيام الأسبوع، بل إنّ لبعض أجهزة الإعلام، كـ Faso press، استعداداً لتقديم خدمات إعلانية مجانية لصالح تلك الجماعة (15).
ولا يمكن– عند البحث عن أسباب ظهور الإذاعات الإسلاميّة– استبعاد الدور المحتمل للقاديانية في ذلك، إذ يذهب بعض الباحثين إلى أنّ ظهور إذاعة القاديانية كان من الأسباب التي دفعت بعض الغيورين على دينهم إلى تأسيس إذاعتَي «المفاز» و «الهدى»، وإذا ما ثبتت صحة هذا القول؛ فيعني ذلك أنّ المسلمين تفطنوا إلى خطورة الإعلام القادياني منذ نشأته؛ إذ لم يستفزهم ظهور الإعلام المسيحيّ في تسعينيات القرن العشرين إلى أن ظهر الإعلام القاديانيّ الذي كان بمثابة الوقود الذي دفعهم إلى الإقدام على إنشاء إذاعات.
الإعلام العلماني:
تكمن خطورة الإعلام العلمانيّ، الذي يملك 76.16% و 75% من الوسائل المسموعة والمرئية في كلّ من بوركينافاسو وتوجو على التوالي، في أنّ عامّة المسلمين لا يميّزون الغثّ من الثمين مما يطرحه، بالإضافة إلى أنّ له برامج متنوعة يستهويها كثيرٌ من الناس، وبالتحديد شريحة الشباب والنساء، كما أنّ إمكانياته الضخمة تُسعفه بأن ينشط في طول البلاد وعرضها، مدججاً بخبراء من علماء الإعلام والاتصال.
ويضاف إلى ذلك كلّه؛ أنّ إعلام الدّولة، بوسائله المسموعة والمرئية والمقروءة، يعزف على وتيرته، وأصبحت المؤسّسات الأهلية التجارية منه، كـ SAVAN FM وراديو SALANKOLOTO في بوركينافاسو، مرتعاً لكلّ أصناف الدعاة، بمن فيهم الجهال وأهل الأهواء وأتباع الحركات المشبوهة كالقادنية وغيرها، إذ الأهم عندها هو أن يكون الدّاعية قادراً على تسديد الرّسوم، أو يجد مَن يتكفّل بتمويل البرنامج، عملاً باللائحة التي يحظر فيها المجلس الأعلى للإعلام على المؤسسات الإعلامية التجارية ممارسة التمييز على أساس دينيٍّ أو طائفي.
الإعلام المسيحي:
خطورته دون الصنفَيْن المذكورَيْن آنفاً، فالمسلمون الغيورون على دينهم يأخذون حذرهم منه، وقلّما تجد مسلماً يتابع برامجه، بخلاف الإعلام العلمانيّ الذي غزا البيوت حتى المسلمة منها، وإن كنا نُقِرّ بأنّ هناك، من المسلمين بالاسم أو غير الواعين بأمور دينهم أو المتساهلين، مَن يستمتع بالاستماع إلى الأغاني المسيحية على الموجات التنصيرية، ولا سيما البروتستانتية منها، إلى درجة أنّ بعضهم، والأطفال بخاصّة، يحفظون شيئاً من هذه الأغاني عن ظهر قلب، تحت مسمعٍ ومرأى أولياء أمورهم؛ بدعوى أنّها لا تتعارض مع تعاليم الإسلام ! (16).
الإعلام الشّيعي:
والتّحدّي الحقيقيّ القادم، الذي أخذ خطره يُحدق بالإعلام الإسلامي في المنطقة، هو الإعلام الشّيعي (الرّافضي)؛ إذ بدأ يظهر شيئاً فشيئاً في السّاحة الإفريقية، وبما أنّه هو الآخر يتقمّص الإسلام، مثله في ذلك مثل الإعلام القادياني، فقد يغترّ به عوام المسلمين، فيبثّون سمومهم فيهم.
ومن استراتيجيات الرّافضة، في إيقاع جماهير المسلمين في مصيدتهم، محاولة التّحالف مع بعض مشايخ الصّوفية النافذين في المنطقة بالتّقرب والتّودد إليهم، وبإيهامهم بأنّ (الوهابية) عدوّهم المشترك الذي ينبغي أن يتعاونوا معاً على استئصاله، وهي استراتيجيةٌ ناجحةٌ في كثيرٍ من الأحيان؛ بسبب بعض القواسم المشتركة بين الصوفية والرّافضة، كالاحتفال بالمولد النّبوي، وموالد الشّيوخ، والتّبرك والتّوسل البدعي، وغير ذلك من البدع التي يجيزها الطّرفان.
وبهذه الاستراتيجية؛ تمكّنوا من التّقرب إلى أحد مشايخ الصّوفية في مالي، وهو الشّيخ عثمان مدان شريف حيدرا، صاحب قناة Cherfla TV، التي تتّخذ من عاصمة مالي مقرّاً لها، ويصل بثّها إلى أماكن بعيدة في المنطقة، غير أنّ كثيراً من المهتمين بالشّأن الدّعوي يرون أنّ القناة مبادرة شيعية رافضية، لكنّها وُضِعت تحت إشراف الشّيخ عثمان مدان شريف حيدرا من باب التّقية، كعادتهم، مشيرين إلى أنّ برامج القناة تؤكّد توجهها الشّيعي.
وبجانب هذه القناة المتوارية، شهدت السّاحة المالية مؤخراً ميلاد قناة جديدة للشّيعة الرّوافض باسم Telé Zahra، ويصل بثّها إلى بعض الدّول المجاورة ككوت ديفوار وبوركينافاسو.
وأمام هاتَيْن القناتَيْن، تتعاظم مسؤولية قناة سنّة سافانا Sunna TV savana التي تبثّ من باماكو، بإشراف دعاة وطلاب علم من أهل السّنة، وتغطي منطقة غرب إفريقيا؛ إذ يتحتّم عليها القيام بالتعريف بالإسلام الصّحيح المبني على الكتاب والسّنة، والتصدّي في الوقت نفسه للشّيعة الرّوافض، وغيرهم من الفرق الضّالة والمنحرفة، بالكشف عن ضلالاتهم وشبهاتهم.
2 – قلّة الإمكانيات ومحدودية الموارد المالية:
من أهمّ ما تواجهه وسائل الإعلام الإسلامية في بوركينافاسو، على سبيل المثال، المسموعة منها والمرئية والمقروءة، قلّة الإمكانيات.
وأسهم ذلك في تكريس عدم الاحترافية؛ إذ إنّ غالبية هذه الوسائل غير قادرة على توفير رواتب لدعاتها ومقدّمي البرامج، وإنّما تكتفي- في أحسن الأحوال- بتقديم بدل الوقود، ويظلّ همّها الأكبر تأمين رواتب الموظفين الثابتين الذين يعدّون على الأصابع، كالمدير والفنّيين، وبرغم قلّة عددهم؛ فإنّ المؤسسات الإعلامية الإسلامية عاجزة أيضاً عن توفير جوٍّ مهنيٍّ لائق بطواقمها الإعلامية.
أما الدعاة والمتعاونون مع أجهزة الإعلام الإسلامي، من معدّي البرامج والمقدّمين، فالغالبية العظمى منهم- إن لم يكن كلّهم– يقومون بواجبهم الدّعويّ والإعلاميّ في هذه الوسائل مجاناً محتسبين أجرهم عند الله عزّ وجلّ، غير أنّ ذلك لا ينبغي أن يحمل المسؤولين على التقاعس عن تحسين الظروف المادية والمعنوية لهم.
وقد عصفت قلّة الإمكانيات ببعض الصحف الإسلامية؛ فألقت بها في غياهب الجب، وقوّضت بعض البرامج الدعوية التي كانت تبثّ في بعض الإذاعات التّجارية، وأخذت تنخر في هياكل بعض الإذاعات الإسلامية، فأصحبت هياكل هشّة تتآكل أركانها بعد أشهر عسل من القوّة والاندفاع.
ثالثاً: سبل مواجهة هذه التّحديات:
هذه التحديات كلّها قابلة للمواجهة والتغلب عليها، بالتخطيط المحكم البعيد المدى، إلاّ تحدّياً داخليّاً واحداً يصعب احتواءه، وهو تعدد مرجعيات الخطاب الدّيني.
فمع كلّ ما يبذله بعض الدّعاة من جهودٍ للتقريب بين الاتجاهات الإسلامية، بالحثّ على الاهتمام بالقواسم المشتركة، والتركيز في الأصول والأولويات، وتجنّب إثارة المسائل المختلف فيها، وتجاوز الخلاف في الفروع، فإنّ الساحة إلى حدّ اليوم ما زالت مشحونة بهذه الخلافات، وإن كانت حدّتها أخفّ مما كانت عليه في تسعينيات القرن العشرين، بسبب ازدهار الوعي الدّيني، وتنامي روح التسامح، وقبول الآخر بين أتباع مختلف الاتّجاهات.
فعلى وسائل الإعلام الإسلاميّ أنّ تسعى إلى معالجة إشكالية تعدد المرجعيات، لا بالقضاء عليها، إذ يبدو ذلك شبه مستحيل، لكن بنشر ثقافة الحوار مع المخالف، والتدرج في الطرح، مع شيءٍ من التّسامح.
لكن وسائل الإعلام وحدها لن تكون قادرة على إحراز النجاح في مساعيها؛ ما لم تتجه معها القيادات الإسلاميّة التّوجه نفسه، بالابتعاد عن خطابات التّشهير وتكريس الفرقة وتصفية ما بينهم من حسابات شخصية، وبتجنب العزف على مشاعر العامّة وأهوائهم.
وتقع على عاتق مالكي وسائل الإعلام الإسلاميّ مسؤولية السّعي إلى اجتثاث ظاهرة عدم الاحترافية، وذلك باستحداث دورات إعلامية دورية للمتعاونين من الدّعاة ومعدّي البرامج ومقدّميها، بالتنسيق والتّعاون مع الخبراء الإعلاميين المسلمين العاملين في القطاع الحكومي والأهلي؛ وبتوجيه بعض الطلاب في الجامعات الإسلامية والعربيّة إلى الالتحاق بكليات الإعلام، بل ينبغي لها أن تتعاون مع الجامعات الإسلامية المحلية على إنشاء أقسام أو برامج إعلامية.
أمّا تحدي تعدد لغات التّواصل، فمعالجته تبدأ من قيام المدارس الإسلامية بتكثيف اللغة الرّسمية للبلاد في البرنامج الدّراسي، من الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، حتى تكون مخرجات الأجيال القادمة قادرة على مواجهة شريحة المثقفين في البلاد باللغة التي يحبّون أن يخاطَبوا بها.
وينبغي لدارسي اللغة العربيّة من الجامعيين وطلاب الدراسات العليا أن يحرصوا على تكوين ذواتهم، وتنمية كفاءتهم التواصلية باللغة الفرنسية.
أما مواجهة تدفق الإعلام غير الإسلاميّ وتمدده؛ فتكون بإنشاء محطات إسلامية جديدة، والألوية تكون للمناطق التي ينشط فيها الإعلام المضلّل، كالقادياني أو التنصيري، وعليه؛ فالحاجة ملحّة إلى إذاعة إسلامية في كلٍّ من ديدوغو Dedougou وليو Leo ودوري Dori، وهي المناطق التي ينفرد بها الإعلام القادياني، بالإضافة إلى حاجة مدينة بوبو إلى قناة إسلامية حتى لا تخلو الساحة لقناة القاديانيّين، على أنّ كلّ إقليم من الأقاليم الثلاثة عشرة في بوركينافاسو يحتاج إلى وسيلةٍ إعلاميةٍ إسلاميةٍ لمواجهة مدّ الإعلام العلماني والتنصيري، واستباقاً للإعلام القادياني والرّافضي، وإذا ما استثنينا الأقاليم التي تنتمي إليها كلٌّ من واغا وبوبو وواهيغويا؛ فإنّ عدد الأقاليم المحتاجة يتقلص إلى عشرة.
على أنّ المجلس الأعلى للإعلام في بوركينافاسو يتوجّه حاليّاً إلى خلق ساحة إعلامية لا مركزية، بتبني سياسة تكريس الثقافات المحلية؛ بإنشاء إذاعات محلية، والحدّ من توسيع دوائر التغطية (17)، الأمر الذي لا يترك سوى خيارٍ واحدٍ أمام القيادات الإسلامية، وهو اللجوء إلى تأسيس محطات جديدة في الأقاليم الخالية من الإذاعات الإسلامية.
وأمام قلّة الإمكانيات والموارد المالية؛ فإنّ إنشاء مزيدٍ من الإذاعات يبدو متعذراً بعض الشيء، غير أنّ على المسلمين في بوركينا تجنيد طاقاتهم الاقتصادية من أجل تذليل الصعاب التي تقف حجر عثرة أمام الإعلام الإسلامي، فالإعلام يعدّ في المجتمعات المدنية الحديثة السلطة الرابعة بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ ما يعني أنّه لا ينبغي التهاون فيه والاستهانة به مهما كانت الظروف.
الخاتمة:
أختتم الورقة باقتراحات؛ أراها كفيلة بتحسين وضع الإعلام الإسلاميّ في بوركينافاسو في المستقبل- بإذن الله-:
– تأسيس مجلس وطنيّ للإعلام الإسلامي، أعضاؤه من مختلف المؤسسات الإعلاميّة الإسلاميّة في البلاد، تتمثّل مهمته في تنسيق العمل الإعلاميّ الإسلامي، ووضع خططٍ مستقبلية بعيدة المدى له، مع رسم الخطوط العريضة لسياساته الإعلاميّة.
– تخصيص نسبة معينة من تبرعات المساجد شهريّاً لدعم المؤسّسات الإعلاميّة اقتصاديّاً، ولتكن على سبيل المثال 5%، وتستفيد إذاعة «البيان» في كوت ديفوار من التبرعات التي تجمعها في المساجد بين حينٍ وآخر.
– عقد دورات إعلامية تدريبيّة بشكل دوري؛ لصالح العاملين في مجال الإعلام الإسلامي.
– تنويع قنوات الإعلام الإسلامي، وعدم حصرها في الإذاعة والتلفزيون، بتفعيل الصحافة الإسلاميّة، واستثمار وسائل الإعلام الجديد؛ من صفحات الويب ويوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
– تدريب كبار الدّعاة والمشايخ على التّعامل مع وسائل الإعلام الجديد.
– استحداث برامج لتعليم اللّغة الفرنسيّة لأغراض دينية في الجامعات الأهليّة؛ لتمكين الدّعاة من خريجي الجامعات الإسلامية والعربية من أداء رسالتهم الدّعوية باللّغة الفرنسيّة؛ بجانب لغاتهم المحلّية.
الإحالات والهوامش:
(1) تجدر الإشارة إلى أنّ ثمة نهضة دينية يقودها بعض الدعاة الشبان في صفوف الجمعية الإسلامية، وفي مقدمتهم الشيخ إسماعيل وديرا، والشيخ علي سانفو.
(2) سليمان، يانوغو: تعدد الخطاب الدّعوي الإسلامي المعاصر في غرب إفريقيا: آفاقه واتجاهاته وانعكاساته (بوركينافاسو) نموذجاً، رسالة ماجستير، 2009م، ص 75.
(3) Mathias Savadogo, Muriel Gomez-Perez, 2011. « La médiatisation des prêches et ses enjeux. Regards croisés sur la situation à Abidjan et à Ouagadougou ». ethnographiques.org, Numéro 22 – mai 2011 [en ligne].
(http://www.ethnographiques.org/2011/ Savadogo,Gomez-Perez – consulté le 2.03.2013)
(4) سليمان، يانوغو: تعدد الخطاب الدّعوي الإسلامي المعاصر في غرب إفريقيا…، مرجع سابق، ص (86 – 87).
(5) Mathias Savadogo, Muriel Gomez-Perez, 2011. « La médiatisation des prêches et ses enjeux. Regards croisés sur la situation à Abidjan et à Ouagadougou ». ethnographiques.org, Numéro 22 – mai 2011 [en ligne].
(http://www.ethnographiques.org/2011/ Savadogo,Gomez-Perez – consulté le 2.03.2013).
(6) (نسبةً إلى وغا، وهي التسمية المختصرة للعاصمة البوركينية: واغادوغو).
(7) http://fr.wikipedia.org/wiki/Burkina_Faso (consulté le 3/03/2013).
(8) جمعية إسلامية تُعنى أساساً بتوعية المسلمين من الموظفين الحكوميّين وتبصيرهم بأمور الدّين، من خلال دورات تكوينية؛ وأغلب نشطائها من خريجي المؤسسات التعليمية السّائرة على المنهج الحكومي العلماني مع اتخاذ الفرنسية لغة للتّعليم.
(9) جمعية إسلامية طلابية تُعنى أساساً بتوفير التكوين الإسلاميّ للتلاميذ والطلاب المسلمين في المدارس والجامعات السّائرة على المنهج الحكوميّ العلماني، ويلتحق أعضاؤها بعد التوظف بحلقة الأبحاث والتكوين الإسلامي CRFI، وبين الجمعيتَيْن تعاون كبير، بل تعدّ AEEMB النواة المؤّسّسة لـ CRFI التي أصبحت بحقٍّ امتداداً طبيعيّاً لها.
(10) http://www.csc.bf/fichiers_site/a4294bur/contenu_pages/repertoire-med%20audiovisuels.pdf (consulté le 9/11/2016).
(11) نظام توزيع بذبذبات مصغرة متعدد النقاط Système Distribution Micro-onde Multipoint، ضمن أنظمة البث التلفزيوني.
(12) http://www.haactogo.tg/?p=1040 (consulté le 9/11/2016).
(13) http://www.riabf.org . (04/03/2013)
(14) Fabienne Samson, 2011. « La guerre des ondes comme mode de prosélytisme. La Ahmadiyya et les médias au Burkina Faso ». ethnographiques.org, Numéro 22 – mai 2011 [en ligne].
(http://www.ethnographiques.org/2011/ Samson – consulté le 23.02.2013)
(15) Fabienne Samson, 2011. « La guerre des ondes comme mode de prosélytisme. La Ahmadiyya et les médias au Burkina Faso ». ethnographiques.org, Numéro 22 – mai 2011 [en ligne].
(http://www.ethnographiques.org/2011/ Samson – consulté le 23.02.2013).
(16) ومن أمثلة ذلك: أغنية السيدة إيلا نكيما Ela Nikiema، وأغنية السيد ناكيلسي Nakelssé قبلها، التي كان لها رواج كبير في المجتمع الواغالي في تسعينيات القرن العشرين، حتى كانت تجري على ألسنة بعض المسلمين الذين زعموا بأن معانيها سليمة، وغير متنافية مع تعاليم الإسلام، وأنها من جواهر النصائح.
(17) http://www.csc.bf/index.php?option=com_content&view=article&id=49&Itemid=130