تُعدّ عمليات حرق المدارس في كينيا مسألة ليست بجديدة على البلاد؛ حيث إنها تمثل ظاهرة تنشط من حين لآخر؛ وذلك لعجز المسؤولين في البلاد عن وَضْع حلولٍ صارمة للقضاء على هذه الظاهرة التي لها تداعيات وآثار سلبية على المجتمع، وخاصة على قطاع التعليم.
فعلى مدار شهر أكتوبر 2021م، وشهر نوفمبر الجاري تعرَّضت نحو 35 مدرسة من المدارس الثانوية في كينيا للحرق والتدمير؛ حيث تعددت أسباب هذه الحرائق، كما أسفرت عن العديد من الآثار السلبية الناجمة عنها، بالإضافة إلى تعدُّد المواقف المختلفة منها.
ومن خلال هذه الدراسة سوف نُلقي الضوء على أسباب وتداعيات تلك الحرائق، وكذلك عرض المواقف المختلفة منها، وذلك من خلال المحاور التالية:
المحور الأول:
أسباب حرائق المدارس في كينيا
بدايةً نوضّح أن ظاهرة حرائق المدارس في كينيا لا تزال نَشِطَة على مدار العقد المنصرم؛ حيث إنه طبقًا لتقارير الحكومة الكينية؛ فقد تمَّ حرق 76 مدرسة في كينيا خلال الفترة من 2011م إلى 2013م. وخلال الفترة من 2015م إلى 2016م تم حرق نحو 350 مدرسة. وفي عام 2016م تم حرق نحو 120 مدرسة ثانوية. كما أنه منذ 2017م حتى 2020م تم حرق العديد من المدارس التي أسفرت عن وفاة وإصابة العديد من الطلاب والطالبات. ومنذ أكتوبر 2021م حتى الآن بلغت حرائق المدارس في كينيا نحو 35 مدرسة، وترجع أسباب حرائق المدارس في كينيا إلى أسباب متعمدة، وأخرى غير متعمدة، ويمكن عرضها فيما يلي:
أولاً: الأسباب المتعمدة لحرائق المدارس في كينيا:
توجد مجموعة من الأسباب التي تجعل حرائق المدارس في كينيا عملية متعمدة، حيث يقوم طلاب المدارس أنفسهم بإشعال النار فيها، وخاصةً طلاب وطالبات المدارس الثانوية، أو مِن قِبَل آخرين لهم صلة بالعملية التعليميَّة، ويمكن عرض تلك الأسباب فيما يلي:
1- الاحتجاج السياسي للطلاب ضد المسؤولين:
حيث يلجأ بعض الطلاب إلى حرق المدارس كنوع من الاحتجاج السياسي ضد المسؤولين عن قطاع التعليم في كينيا بسبب عدم تحقيق مطالبهم، فمثلاً قام بعض الطلاب بحرق المدارس بسبب سوء التغذية المدرسية، وقسوة المعلمين، وقلة الكتب والموارد الدراسية، مع تجاهل الإدارة المدرسية لشكاوى الطلاب.([1])
2- رد فعل طلابي بسبب تصرُّف تعسفيّ وقع عليهم:
حيث يقوم بعض الطلاب باللجوء إلى حرق المدارس كرد فعليّ منهم على رفض المسؤولين في المدارس كالأساتذة والمدراء، الاستجابة إلى بعض متطلباتهم؛ فيقومون بحرق المدرسة أو السكن المدرسي التابع لها المعروف في كينيا باسم (المهجع)، أو حرق مكتبة المدرسة ردًّا على عدم تلبية رغباتهم حتى لو كانت غير ضرورية.
فنجد مثلاً أنه في 24 أكتوبر 2021م قام الطلاب بعمل إضراب بعد رفض إدارة المدرسة منحهم الإذن بمشاهدة مباراة فريقي مانشستر يونايتد ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما أدَّى إلى إغلاق المدرسة. وفي عام 2019م قام طلاب مدرسة أوريري الثانوية بحرق مدرستهم بعد منع إدارة المدرسة لهم من مشاهدة مباراة كأس الأمم الإفريقية 2019م، وفي ذات السياق في عام 2016م قام الطلاب بحرق المهجع المدرسي الخاص بهم بسبب رفض إدارة المدرسة السماح للطلاب بمشاهدة مباراة كرة قدم على التلفزيون، تخص بطولة “يورو 2016م” بين منتخبي كرواتيا والبرتغال؛ حيث قام الطلاب برشق المسؤولين بالحجارة، والهتاف عاليًا نريد حقوقنا، ثم تطور الأمر وقام الطلاب بحرق 7 مهاجع، كما حاولوا إتلاف الممتلكات التابعة لمدرسة البنات المجاورة لهم، بالإضافة إلى قيامهم بإعاقة جهود فرق الإطفاء والشرطة من دخول المكان، كما قام طلاب آخرين بحرق مدرستهم بسبب منعهم من ممارسة بعض الأنشطة المدرسية؛ حيث قام طلاب مدرسة بحرقها بسبب منعهم من أداء الأنشطة مع مجموعة فتيات الكشافة الذين كانوا في زيارة لمدرستهم، ويخيمون في ملعبها.([2])
3- تعطيل إجراء الامتحانات خوفًا من صعوبتها:
من بين أسباب حرق الطلاب للمدارس في كينيا رغبة طلاب المدارس وخاصة المدارس الثانوية تعطيل إجراء الامتحانات في موعدها، بسبب رهبة الطلاب وخوفهم من صعوبة الامتحانات، وكذلك بسبب قيام الحكومة الكينية بشنّ حملة على المدارس لمنع الغشّ أثناء الامتحانات؛ حيث قامت وزارة التعليم بتقصير أيام العطلات، وتقييد زيارات أولياء الأمور للمدارس بعد انتشار الغشّ في امتحانات السنة النهائية بالمدارس الثانوية في 2015م، وقيام الحكومة بإلغاء نتائج 7 آلاف طالب بسبب الغشّ، بجانب قيام الحكومة بعدد من الإصلاحات في قطاع التعليم من بينها وضع مناهج جديدة قائمة على الكفاءة، والتي لا تتوافق مع رغبات بعض الطلاب؛ مما يجعلهم يقومون بحرق المدارس، كما تمت الإشارة إلى قيام بعض الطلاب الذين رسبوا في الامتحانات بحرق مدارسهم؛ انتقامًا لأنفسهم بعد فشلهم الدراسي.([3])
5- الانتقام من الإدارة المدرسية بسبب قسوة التعامل:
حيث يقوم بعض الطلاب بحرق المدرسة انتقامًا من الإدارة المدرسية التي تفرض قواعد انضباط قاسية على التلاميذ؛ مما يجعلهم ينفرون من المدرسة، ويحرقونها، أو انتقامًا من الإدارة بسبب سوء التدريس مِن قِبَل المعلمين، بالإضافة إلى المعاملة القاسية المرتكبَة من بعض الإدارات المدرسية ضد الطلاب؛ حيث شبَّه بعض الطلاب مدارسهم بالسجون، وصرَّحوا بأنهم أحرقوا المدرسة حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، كما أن الإجراءات التأديبية للطلاب تكون مبالغًا فيها أحيانًا؛ حيث تصل إلى فصل أو رفد بعض الطلاب من المدرسة لمجرد قيامهم بمخالفات بسيطة، وهو ما يدفع هؤلاء الطلاب إلى اللجوء إلى حرق المدرسة انتقامًا من إجراءات التأديب التعسفية المتخذة ضدهم.([4])
6- إيصال قضايا الطلاب للرأي العام:
حيث يرى بعض الطلاب أن السلطات لا تستجيب لمطالبهم إلا بعد وجود تهديد حقيقي من الطلاب يؤثر على الحكومة، ولذلك يقومون بحرق المدارس حتى تستجيب السلطات لمطالبهم، ويرون أن ذلك التصرف هو الطريقة الوحيدة لتستمع الحكومة لصوت المواطنين الذين لا صوت لهم، كما يقوم طلاب آخرين بحرق مدارسهم بهدف نشر القضايا المحلية القروية الخاصة بهم؛ حيث يسعى بعض طلاب القرى إلى نشر قضاياهم المحلية في المدارس، وإذا كانت إدارة المدرسة ليست من منطقتهم المحلية فيشعر الطلاب بالتهميش، ويستحضرون فكرة المظلومية المحلية، وبالتالي يحرقون المدرسة لنشر قضاياهم ومشاكلهم في مجتمعاتهم المحلية.([5])
7- الاعتراض على الفساد الموجود ببعض المدارس:
حيث توجد عمليات فساد إداري في بعض المدارس، وهو ما يجعل الطلاب يقومون بحرق المدرسة؛ احتجاجًا على الفساد الموجود فيها، أو حرق بعض الممتلكات الخاصة بالمتهمين بالفساد في المدرسة انتقامًا من الإدارة الفاسدة في وجهة نظر الطلاب؛ حيث إنه قد قام بعض الطلاب بحرق سيارة مدير أحد المدارس في كينيا؛ انتقامًا منه بسبب قيامه بجمع المال من أُسَر الطلاب لمدة 3 سنوات ليشتري حافلة مدرسية للطلاب، لكنه أخذ الأموال ولم يشترِ الحافلة المدرسية التي قد تُنقذ حياة أحد التلاميذ في المدرسة في حالة تعرُّضه لأزمة صحية مفاجئة، مما جعل الطلاب يغضبون ويحرقون سيارة المدير.([6])
8- قِصَر مدة الإجازة المدرسية:
حيث يشتكي الطلاب من كثرة الأعباء الدراسية، مع قصر مدة الإجازة المدرسية؛ حيث قامت الحكومة بتقصير مدة الإجازة المدرسية هذا العام، لتعويض الوقت الضائع خلال فترة إغلاق المدارس لمدة 10 أشهر العام الماضي بسبب إجراءات الحماية من فيروس كورونا، وهو ما أدى إلى تكثيف المتطلبات الدراسية على الطلاب وشعورهم بالضغط وكثرة التكاليف، كما تم تقصير مدة الإجازة كذلك كجزء من عملية إصلاح التعليم، وهو ما لا يتفق مع رغبات الطلاب، مما يدفعهم إلى حرق المدارس للحصول على إجازة مدرسية، ففي 29 أكتوبر 2021م قام طلاب غاضبون في مدرسة كانجوري الثانوية في مقاطعة ماثيرا الشرقية، بإشعال النار في أحد المهاجع للمطالبة بإجازة منتصف الفصل الدراسي؛ حيث رفضت إدارة المدرسة طلبهم في الحصول على إجازة؛ لأن ذلك لم يأتِ به قرار من وزارة التربية والتعليم، كما قام طلاب آخرون بحرق مدرستهم بعد أن أخبرهم أصدقاء لهم من مدرسة مجاورة لهم، أنهم حصلوا على إجازة مدرسية بعد أن احترقت مدرستهم، ولذلك فإن قِصَر فترة الإجازة المدرسية أحد أسباب قيام الطلاب بحرق المدارس في كينيا.([7])
9- سوء حالة المهاجع المخصصة للسكن الطلابي:
حيث اشتكي الطلاب من سوء حالة المهاجع التي يعيشون بها؛ لكونها ليست آمنة، كما أنها غير نظيفة حيث تنتشر فيها الحشرات والروائح الكريهة، بالإضافة إلى سوء مرافقها الداخلية وبنيتها التحتية؛ حيث سقطت دهانات جدران المهاجع، ولم يتم إعادة طلائها، كما أن تلك المهاجع مكتظة بالطلاب؛ حيث ينام الطلاب على أسرَّة ثلاثية الطوابق، بل أحيانًا يُجْبَر الطلاب على مشاركة الأَسِرَّة، لاستيعاب أعداد الطلاب الكبيرة وعدم وجود مكان لهم، كما أن المسافات بين الأسرة ضيقة مما يزيد من نقل العدوى والأمراض. ولذلك يلجأ بعض الطلاب إلى حرق تلك المهاجع بهدف إجبار الحكومة على بناء مهاجع جديدة أكثر ملائمة للطلاب، كما أنه لكون المهاجع أكثر المباني المدرسية تكلفة على الحكومة؛ فإن الطلاب يستهدفونها بالحريق حتى تحظى مطالبهم بالاهتمام.([8])
10- تقليد الطلاب لغيرهم من أجل الشهرة:
حيث يقوم بعض الطلاب بحرق مدرستهم تقليدًا لغيرهم من الطلاب الذين أحرقوا مدارسهم جهلاً منهم بخطورة تلك الجريمة، كما يسعى بعض الطلاب إلى الشهرة من خلال قيامهم بحرق مدرستهم، ويودون أن يتحدث زملائهم عنهم، ويتفاخروا بذلك حتى ولو كان فعلهم عملاً إجراميًّا.
11- وجود دوافع لأشخاص آخرين لهم روابط بالعملية التعليمية تجعلهم يحرقون المدارس:
حيث يقوم بعض المدرسين أحيانًا بالمشاركة في تدبير حرائق المدارس؛ بسبب وجود مطالب خاصة بهم لا تستجيب لها الإدارة، أو استيائهم من عملية إصلاح التعليم التي تقوم بها الحكومة، والتي لا تتفق مع مصالحهم الخاصة، وكذلك تقوم مراكز الغشّ الخاصة التي تقوم بمساعدة الطلاب على الغش في الامتحانات بتدبير حرائق المدارس، بسبب تضييق الإدارة التعليمية عليهم، ومنعهم من القيام بجريمة الغش، بالإضافة إلى قيام بعض إدارات المدارس المتورطة في عمليات فساد بتدبير حرائق المدارس بهدف حرق السجلات والوثائق الموجودة في مكاتب المدرسة، بهدف عدم كشف جرائمهم، مما يجنّبهم المساءلة، ويسهل لهم الإفلات من العقاب.([9])
ثانيًا: الأسباب غير المتعمدة لحرائق المدارس في كينيا:
توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدّي إلى حرق المدارس في كينيا، ولكن هذه الأسباب ليست متعمدةً، والتي تتمثل فيما يلي:
1- حرق المدارس تحت تأثير المخدرات والكحول:
حيث يقوم بعض طلاب المدارس الثانوية بتعاطي الكحول والمخدرات، مما يجعلهم يرتكبون جرائم وهم غائبون عن الوعي، ومن بينها حرق مدارسهم.
2- وجود مشاكل نفسية أو اجتماعية لبعض الطلاب:
حيث يلجأ بعض الطلاب إلى حرق المدارس بسبب مشاكل نفسية لديهم، مع عدم إدراكهم لخطورة ذلك الأمر، كما يحرق آخرون المدرسة بسبب مشاكل اجتماعية خاصة بهم؛ مثل فقرهم، وعدم قدرة أسرهم على دفع الرسوم المدرسية، مما يجعلهم يحرقون المدرسة بسبب المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها، وهؤلاء يكون لديهم اضطرابات عقلية تدفعهم لفعل ذلك دون تعمُّد نتائج الحريق.
3- حدوث ماس كهربائي في أحد الأجهزة بالمدرسة:
حيث تحدث الحرائق أحيانًا بسبب ماس كهربائي في أحد الأجهزة بالمدرسة أو المهجع؛ مما ينجم عنه حرق المدرسة أو أحد ملحقاتها.
4- وجود مصدر به شيء قابل للاشتعال ينجم عنه الحريق: حيث قد يندلع الحريق في أحد المدارس أو أحد ملحقاتها نتيجة لحدوث تسريب غاز من معدات الطبخ التابعة للمدرسة أو المهجع، أو لعب الطلاب بالولاعات وأعواد الثقاب، أو نتيجة لإلقاء سجائر مشتعلة من الطلاب المدخنين في المدرسة، أو حدوث عطل بأحد معدات التدفئة يؤدي لاندلاع حريق.([10])
المحور الثاني:
تداعيات حرائق المدارس في كينيا
لقد أسفرت ظاهرة حرائق المدارس المتجددة في كينيا عن مجموعة من التداعيات السلبية على الطلاب أنفسهم، وعلى المدارس وملحقاتها، ويمكن عرض تلك التداعيات فيما يلي:
أولاً: تداعيات ظاهرة حرائق المدارس على الطلاب:
1- موت عشرات الطلاب والطالبات بسبب الحرائق:
حيث تسفر هذه الحرائق عن موت العديد من الطلاب والطالبات الموجودين بتلك المدارس التي تعرضت للحريق أو المقيمين في المهجع؛ نتيجة لإصاباتهم الخطرة التي تسفر عن موتهم؛ حيث إنه في سبتمبر 2017م ماتت 9 تلميذات، نتيجة لحريق متعمد لمدرسة موي الداخلية للبنات الواقعة في نيروبي، وفي 2001م مات 67 طالبًا في حريق مهجع تابع لمدرسة ثانوية في شرق كينيا، بالإضافة إلى العديد من حالات الوفيات المتعددة حتى وقتنا هذا؛ حيث توفي طالب مدرسة ثانوية في أكتوبر الماضي نتيجة لحرق المهجع الذي كان ينام فيه الطلاب.([11])
2- إصابة مئات الطلاب والطالبات بجروح وتشوهات:
حيث ينتج عن حرائق المدارس، وملحقاتها من مهاجع إصابة الطلاب بجروح، وكسور، وتشوهات، ومن أمثلة ذلك: إصابة 59 طالبة في 31 أكتوبر 2021م في مدرسة ثانوية للبنات بمقاطعة نيروبي؛ حيث قامت طالبتان بحرق المهجع الذي تسكن فيه طالبات المدرسة، وفي مدرسة أخرى نُقِلَ 40 طالبًا إلى المستشفى نتيجة لإصابتهم بالاختناق بسبب دخان الحريق، وفي 5 نوفمبر 2021م نُقل 63 طالبة إلى المستشفى بعد تعرضهم للإصابة نتيجة لاحتراق المهجع المقيمين فيه، كما أصيبت فتاة بكسر ساقها.([12])
3- تدمير الأدوات المدرسية والممتلكات الشخصية الخاصة بالطلاب:
حيث ينتج عن الحرائق تدمير الأدوات المدرسية للطلاب من كتب، وحقائب، وملفات، كما تحترق كذلك ممتلكاتهم الشخصية من ملابس، ومفروشات، وأغراض خاصة بهم.
4- حدوث أزمات نفسية وعصبية لبعض الطلاب:
حيث ينجم عن هذه الحرائق تعرُّض الطلاب لصدمات نفسية، والخوف والرهبة من المدرسة، خاصةً إذا أصيبوا بتشوهات أو إصابات خطرة في تلك الحرائق، وهو ما يسبّب لهم حاجزًا نفسيًّا يجعلهم يكرهون المدرسة، وبالتالي يتسربون منها، وهو ما يؤثر على مستقبلهم الدراسي والصحي.
5- محاكمة الطلاب المتسببين في الحرائق وتغيُّر مستقبلهم:
حيث إنه من الطبيعي أن تقوم الشرطة بالقبض على مرتكبي جريمة حرق المدارس، ومحاكمتهم، وهو ما يؤدي إلى إيداعهم في السجون أو المؤسسات الإصلاحية المخصَّصة للأحداث، وبالتالي يتم تغيير مستقبلهم إلى الأسوأ، فبدلاً من أن يتعلموا ويحقّقوا انجازات دراسية تخدم بلدهم، يدخلون السجون. ومن أمثلة ذلك: القبض على 24 طالبًا في 1 نوفمبر 2021م لاتهامهم بالحريق العمد، وحيازة المخدرات، بينما تم اتهام طلاب آخرون بجريمة التظاهر المسلح والعنيف، والبلطجة، والسُّكر، وهذه الجرائم يتم إحالتها إلى النيابة والقضاء، ويعاقب عليها الطلاب بالسجن، أو الحبس، أو حتى الغرامة والتعويض. كما أنها تُدوّن في سجل الشخص بأنه من أصحاب السوابق الجنائية، وبالتالي تحرمهم من الحصول على الوظائف ذات القيمة مستقبلاً، بالإضافة إلى منع وزارة التربية والتعليم للطلاب المتسببين في الحرائق من الالتحاق بأيّ مدرسة أخرى دون إذن الوزارة، إلا بعد خضوعهم للعقاب، ودفعهم تعويضات مقابل الأضرار التي ارتكبوها.([13])
6- تكليف أولياء أمور الطلاب بتحمُّل تكلفة إعادة إصلاح الإنشاءات المحروقة:
حيث تحكم المحاكم بإلزام أولياء أمور الطلاب المدانين بدفع قيمة تكلفة الإنشاءات المحروقة، سواء كانت مدارس أو مهاجع أو غيرها من أمور، وهو ما يزيد الأعباء المالية على أُسَر هؤلاء الطلاب مما يجعلهم يمنعون أبناءهم من إكمال الدراسة، وفي بعض الحالات تتفق إدارة المدرسة مع أولياء أمور الطلاب جميعًا بتوزيع قيمة تكلفة الإصلاحات المطلوبة عليهم. ومن أمثلة ذلك: قيام إدارة مدرسة بوروبورو الثانوية للبنات في نيروبي بتكليف أولياء الأمور بدفع رسوم المدرسة كاملة، مع دفع كل ولي أمر 1500 شلن كيني كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمهجع والمدرسة بسبب الحريق، وذلك في 5 نوفمبر 2021م؛ حيث يبلغ عدد طالبات المدرسة 1466 طالبة، وسيدفع كل ولي أمر مبلغ 1500 شلن؛ حيث ستجمع إدارة المدرسة ما مجموعه 2.2 مليون شلن لإصلاح المنشآت.([14])
ثانيًا: تداعيات ظاهرة حرائق المدارس على البنية التحتية:
1- حرق وتدمير عشرات المدارس في كينيا خلال السنوات الماضية:
حيث أدت ظاهرة حرائق المدارس إلى تدمير البنية التحتية لعشرات المدارس خلال الفترة الماضية، بما تشتمل عليه هذه المدارس من مهاجع، ومعامل مدرسية، وغرف تكنولوجيا، ومكتبات، وخزانات مياه، وخطوط هاتف وغيرها من المرافق المدرسية التي تعجز الحكومة عن بناء بديل لها مرة ثانية؛ بسبب قلة الموارد المالية.
2- تحويل بعض المهاجع المخصَّصة للسكن إلى فصول دراسية:
حيث تلجأ بعض المدارس إلى تحويل المهاجع إلى فصول دراسية بعد حرق المدرسة؛ لعدم قدرتها على إصلاح المدرسة المحروقة، أو بناء غيرها في وقت قريب، وهو ما يسبّب أزمة أخرى لطلاب المدارس الداخلية؛ لتضييق أماكن السكن والنوم عليهم.
4- حرق الممتلكات الخاصة التابعة للمعلمين وإدارة المدرسة:
حيث تؤدي تلك الحرائق إلى تدمير بعض الممتلكات الشخصية الخاصة بإدارة المدرسة، كالسيارات، وغيرها من متعلقات.
5- غلق بعض المدارس إلى أجل غير مسمى:
حيث يتم غلق المدارس المتضررة بشدة إلى أجل غير مسمى، وهو ما يسفر عن إرسال آلاف الطلاب إلى منازلهم وحرمانهم من التعليم، والذي يصل عددهم إلى 6 آلاف طالب، حيث تم حرق 35 مدرسة في جميع أنحاء كينيا على مدار شهر أكتوبر 2021م.
6- خسارة ملايين الدولارات بسبب تلك الحرائق:
حيث تؤدي تلك الحرائق إلى خسارة ملايين الدولارات نتيجة لتدمير البنية التحتية، والمرافق والأجهزة الملحقة بالمدارس، كما تخسر الحكومة كذلك ملايين الدولارات في عمليات إعادة الإصلاح والبناء لتلك المرافق، فمثلاً نجد أن الخسائر المادية الناجمة عن تدمير محول كهربائي خاص بإحدى المدارس، وصلت إلى نحو 1.1 مليون شلن كيني؛ حيث قام طلاب بتدميره في 28 أكتوبر الماضي، وتم القبض على 24 طالبًا منهم؛ لمعاقبتهم على تلك الجريمة. وفي ذات السياق بلغت تكلفة خسائر حريق مهجع خاص بإحدى المدارس في 30 أكتوبر الماضي نحو 800 ألف شلن كيني؛ حيث تم حرق 98 سريرًا داخل المهجع، كما تم إغلاق المهجع إلى أجل غير مسمى.([15])
المحور الثالث:
المواقف المختلفة من ظاهرة حرائق المدارس في كينيا
تعددت المواقف المندِّدة بظاهرة حرق المدارس في كينيا، ويمكن عرضها فيما يلي:
أولاً: مواقف الحكومة الكينية:
1- إدانة ظاهرة حرق المدارس مِن قِبَل الرئاسة: حيث قام الرئيس الكيني أوهورو كينياتا, بإدانة تلك الظاهرة في حوادث متفرقة، معلنًا عن قلقه من تداعياتها السلبية على البلاد. كما أدان زعماء المعارضة كذلك تلك الظاهرة.
2- صدور قرار بوقف الدراسة في المدارس لمدة أسبوعين: حيث قامت وزارة التربية والتعليم في كينيا بإعلان وقف الدراسة في المدارس الابتدائية والثانوية في المدارس لمدة أسبوعين، ومنح الطلاب إجازة منتصف الفصل الدراسي، وذلك لتبدأ من تاريخ 19 نوفمبر 2021م، حتى 23 نوفمبر 2021م. وذلك بهدف وقف تصاعد موجة الاضطرابات المتزايدة في المدارس، وقد تم اتخاذ ذلك القرار بعد أن أوصى الاتحاد الكيني لمعلمي التعليم ما بعد الابتدائي (KUPPET)، ورؤساء المدارس الملحقين بجمعية رؤساء المدارس الثانوية (KESSHA) بمنح الطلاب إجازة لتهدئة الاضطرابات.([16])
3- قيام الحكومة بتحذير الطلاب من عواقب حرق المدارس: حيث أصدرت الحكومة أكثر من بيان حذرت فيه الطلاب من حرق المدارس، كما أعلن وزير التربية والتعليم في كينيا جورج ماجوها أثناء زيارته لمدرسة في شرق كينيا أن من يثبت تورطهم في الحرق العمد للمدارس سيتم حرمانهم من الالتحاق بالمدارس العامة في البلاد، كما أضاف أن أولياء الأمور هم من سيتحملون تكلفة إعادة بناء المدارس.
4- قيام وزارة التربية والتعليم بفصل بعض مدراء المدارس: حيث تم معاقبة بعض المدراء المتسببين في أزمة مع الطلاب جعلتهم يحرقون المدارس؛ لعدم اتباعهم للإرشادات الصادرة من الوزارة، وقواعد السلوك الصحيح.
5- قيام وزرة الداخلية بإحالة ملفات حرق المدارس إلى النيابة: حيث قامت الشرطة في العديد من قضايا حرق المدارس بإحالة تلك القضايا إلى مكتب مدير النيابة العامة (ODPP) لاتخاذ إجراءات مناسبة لمعاقبة المتهمين، ووقف ظاهرة حرق المدارس.
6- مناقشة البرلمان لأسباب موجة الحرائق في البلاد: حيث قامت لجنة التعليم في البرلمان باستدعاء وزير التربية والتعليم، وأصحاب المصلحة في مجال التعليم كجمعية رؤساء المدارس، إلى البرلمان لإجراء نقاش حول الأسباب والدوافع التي تدفع الطلاب لحرق المدارس، وكذلك عرض الحلول المستقبلية للقضاء على تلك الظاهرة التي أسفرت عن تدمير عشرات المدارس في البلاد؛ حيث أعرب أعضاء البرلمان عن قلقهم بسبب هذه الحوادث التدميرية، لما ينتج عنها من آثار سلبية. كما دعت رئيسة لجنة التعليم والبحث العلمي في الجمعية الوطنية إلى إجراء اختبارات منتظمة للطلاب المشتبه في تعاطيهم للمخدرات، والذين يقومون بحرق المدارس تحت تأثير تعاطي المخدرات، كما دعت كذلك إلى تقليص المدارس الداخلية للسماح للآباء بقضاء وقت أطول مع أبنائهم، بالإضافة إلى اقتراحها تركيب كاشفات دخان في المدارس لسرعة كشف الحرائق ومنعها، وكذلك دعت إلى تركيب كاميرات مراقبة داخلية في المدارس للتصدي للحرائق.([17])
ثانيًا: موقف الرابطة الوطنية الكينية للآباء:
بدوره قال الأمين العام للرابطة الوطنية الكينية للآباء السيد سام ندوندا: إن المعلمين لا يتعاملون بشكل صحيح مع حالات التأديب في المدارس، ويقومون بالفصل التعسفي للطلاب، وهو ما يجعل الطلاب تنتقم منهم من خلال حرق المدارس، ونادى بضرورة إصلاح قواعد التعامل مع الطلاب، وعلاج ضعف العلاقات بين الطلاب والمعلمين؛ منعًا لتفشي تلك الظاهرة.([18])
ثالثًا: موقف المجلس الوطني للكنائس في كينيا NCCK)):
لقد تدخل المجلس الوطني للكنائس في كينيا للبحث عن حلول لهذه الظاهرة، ويمكن عرض مواقفه فيما يلي:
1- أدان المجلس تصاعد عدم الانضباط في المدارس في البلاد، وخاصةً في المدارس الداخلية العامة.
2- دعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من ظاهرة حرق المدارس: حيث وصف المجلس ذلك السلوك بالإرهابي، كما دعا الحكومة إلى تبسيط سياسات التعليم، وتطبيق العدالة على مرتكبي تلك الجرائم من الطلاب؛ منعًا لنشر ثقافة عدم الإفلات من العقاب بين هذا الجيل من الطلاب.
3- الدعوة إلى إعادة العقوبات البدنية التأديبية في المدارس: حيث دعا الأسقف ديفيد كوديا رئيس مجلس نيانزا الإقليمي إلى مراجعة قانون التعليم لإعادة تطبيق العقوبات البدنية في المدارس، مثل عقوبة الضرب التي تم إلغاؤها بموجب قانون حقوق الأطفال، منتقدًا تقاليد الثقافة الغربية التي تمنع ضرب الطلاب في المدارس بحجة حقوق الطفل، مدعيًا أن تقليد ثقافة الغرب استهزاء بثقافة كينيا، كما أضاف أن الكتاب المقدس يدعو إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ضد أيّ طفل أو حتى بالغ عند ارتكابه مخالفة، وذلك على حد قوله. كما رفض الأسقف كوديا تحمل أولياء أمور الأطفال الأبرياء دفع أيّ تعويضات لإصلاح الأضرار التي قام بها الأطفال المتسببون في الحرائق.
4- الدعوة إلى وضع كاميرات مراقبة في المدارس: وذلك بهدف مراقبة تحركات الطلاب؛ من أجل الحد من ظاهرة حرق المدارس، من خلال منع ارتكاب تلك الجرائم في بدايتها، والقبض على منفذيها سريعًا.
5- الدعوة إلى تعيين قسيس بدوام كامل في كل مدرسة: حيث دعا الأسقف كوديا إلى وضع سياسة بشأن عمل القساوسة في المدارس الداخلية بدوام كامل، وذلك حتى يتم توظيف قسيس في كل مدرسة، ويكون مستقلاً في عمله عن المعلمين؛ حيث أشار الأسقف كوديا إلى أن معظم المدارس التي يعمل بها قساوسة متفرغون تتمتع بوجود مكتب مستقل يستمع إلى مشاكل الطلاب الشخصية ويقوم بحلها.
6- دعوة الحكومة للاستعانة بالجهات الأمنية: حيث يكون هناك تعاون بين الجهات الأمنية وإدارة المدرسة؛ بهدف اتخاذ تدابير وقائية منعًا للحرائق، وتعزيز جودة التحقيقات.([19])
رابعًا: مواقف عدد من الخبراء المهتمين بقضية التعليم:
لقد نادى بعض الخبراء المهتمين بقضية التعليم إلى عدة أمور لحل تلك الأزمة؛ من أهمها ما يلي:
1- الدعوة إلى إنشاء منتديات مفتوحة في المدارس بين الطلاب والمعلمين: وذلك بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بالطلاب مع المعلمين؛ منعًا للجوء الطلاب إلى القيام بأعمال تخريبية بالمدارس.
2- الدعوة إلى ضرورة عودة الأنشطة المدرسية: مثل ممارسة الرياضة، والموسيقى، ومشاهدة التلفاز، والتي تم تعليقها في المدارس كإحدى التدابير لوقف انتشار فيروس كورونا؛ حيث يرى الخبراء أن الطلاب في سنّ الشباب، ويتمتعون بقدر كبير من الطاقة التي تحتاج لتفريغ في أشياء مفيدة.
3- الدعوة إلى إلغاء المدارس الداخلية في كينيا: حيث نادى البعض بإلغاء المدارس الداخلية في جميع أنحاء كينيا؛ وذلك لضمان مشاركة الآباء للمعلمين في تأديب أطفالهم، وتقديم المشورة لهم بصورة يومية؛ حيث يرى البعض أن الوقت قد حان لإلغاء المدارس الداخلية في كينيا؛ بسبب كثرة المشاكل الناجمة عنها.([20])
خاتمة
في ختام هذه الدراسة يمكن القول: إن ظاهرة حرائق المدارس في كينيا لها أسباب متعددة، تحتاج التنسيق بين كافة المؤسسات الحكومية والخاصة في كينيا من أجل إصلاح سياسات التعليم، والعمل على إلغاء منظومة المدارس الداخلية الحكومية؛ لكونها تمثل عبئًا على الحكومة، وعلى الطلاب، وعلى أولياء الأمور، كما أن إلغاءها يتماشى مع التوجه العالمي نحو تطبيق نظام التعليم عن بُعد؛ نظرًا لما به من مزايا متعددة خاصةً في ظل تفشي جائحة كورونا.
وأخيرًا فإن ظاهرة حرق المدارس في كينيا لن تنتهي في القريب العاجل؛ لأن الحكومة لم تتعامل معها بالمستوى المطلوب حتى الآن، وإنما قدَّمت حلولاً جزئية لا تتفق مع المخاطر الناجمة عن تلك الظاهرة على كافة المستويات كما أسلفنا، ولهذا فإن العلاج الناجع لهذه الظاهرة يقتضي إقامة مؤتمر عام يضمّ كلّ المتخصصين في قضايا التعليم وأصحاب المصلحة، للاتفاق على خطة وطنية لإصلاح منظومة التعليم الابتدائي والثانوي، ووضع خطة عمل لإنهاء ظاهرة حرق المدارس بصورة نهائية في البلاد.
الإحالات والهوامش:
( [1]( -TEE NGUGI ; ” Arson in Kenyan schools reflects moral state of the country ” , at , https://www.theeastafrican.co.ke/tea/oped/comment/arson-in-kenyan-schools-reflects , 6/11/2021.
( [2]( -Mike Kihaki ;” Kirimara Boys riot after school management reportedly denied them a chance to watch Utd vs Liverpool match ” , at , https://www.standardmedia.co.ke/olympics/football/article/2001427230/kirimara-boys-riot-after-school-management-reportedly-denied-them-a-chance-to-watch-utd-vs-liverpool-match , 25/10/2021.
( [3]( -” Arson attacks in Kenyan schools reflect crisis in society, analysts” , at , https://www.africanews.com/2016/08/05/arson-attacks-in-kenyan-schools , 5/8/2016.
( [4] )- Dickens Olewe ; ” Kenya’s school arson attacks lead to national debate ” , at , https://www.bbc.com/news/world-africa-36651683 , 1/7/2016.
( [5]( – ” Why are Kenyan schools being torched? ” , at , https://www.bbc.com/news/world-africa-36845144 , 25/7/2021.
( [6]( – John Ndiso, Katharine Houreld ; ” Arson caused fire at Kenyan school that killed nine girls: minister” , at , https://www.reuters.com/article/us-kenya-school-fire-idUSKCN1BF0Y , 4/9/2017.
( [7]-( Agitated students at the Kanjuri High School in Nyeri’s Mathira East sub-county set one of the dormitories on fire demanding for a mid-term break. , at , https://www.capitalfm.co.ke/news , 29/10/2021.
( [8]( – Augustine Oduor ; ” Why the government must take responsibility for school fires ” , at , https://www.standardmedia.co.ke/education/article/2001427938 , 2/11/2021.
( [9]( – Dickens Olewe ; ” Kenya’s school arson attacks lead to national debate ” , at , https://www.bbc.com/news/world-africa-36651683 , 1/7/2021.
( [10]( – THE TOP FOUR CAUSES OF FIRES IN SCHOOLS , at , https://blog.koorsen.com/the-top-four-causes-of-fires-in-schools , 28/5/2021.
( [11]-( John Ndiso ;” Arson caused fire at Kenyan school that killed nine girls: minister ” , at , https://www.reuters.com/article/us-kenya-school-fire-idUSKCN1BF0YI , 4/9/2017.
( [12]-( MAUREEN KINYANJUI ;” Scores of students hospitalised after Buruburu Girls dormitory fire ” , at , https://www.the-star.co.ke/news/2021-10-31-buruburu-girls-dormitory-on-fire , 31/10/2021.
( [13]-( HILTON OTENYO ; ” 16 students arrested as Kakamega High School closed after dawn fire ” , at , https://www.the-star.co.ke/counties/western/2021-11-06-16-students-arrested-as-kakamega-high-school-closed-after-dawn-fire/ , 6/11/2021.
( [14]-( MAUREEN KINYANJUI ; ” Each student from Buruburu Girls to pay Sh1,500 for damages caused by fire ” , at , https://www.the-star.co.ke/news/2021-11-05-each-student-from-buruburu-girls-to-pay-sh1500 , 5/11/2021.
( [15]( – Josphat Mwang ; ” 24 Students In Nyeri Charged With Malicious Damage For Destroying Transformer ” , at , https://www.capitalfm.co.ke/news/2021/11/24-students-in-nyeri-charged , 2/11/2021.
( [16] -( DERRICK OKUBASU ; ” Education Ministry Directs All Schools to Close in 2 Weeks ” , at , https://www.kenyans.co.ke/news/70104-education-ministry-directs-all-schools-close-2-weeks , 2/11/2021.
( [17]( -JULIUS OTIENO ; ” Magoha summoned as senators raise alarm over school fires ” at , https://www.the-star.co.ke/news/2021-11-03-magoha-summoned-as-senators-raise , 3/11/2021.
( [18] )- Mohammed Yusuf ; ” Dozens of Kenyan Schools Closed Due to Student Arson ” , at , https://www.voanews.com/a/dozens-of-kenyan-schools-closed-due-to-student , 9/11/2021.
( [19]( -MAURICE ALAL ; ” NCCK condemns school fires, asks state to tame indiscipline ” , at , https://www.the-star.co.ke/counties/nyanza/2021-11-10-ncck-condemns-school-fires , 10/11/2021.
( [20] )- DERRICK OKUBASU ; ” Education Ministry Directs All Schools to Close in 2 Weeks ” , at , https://www.kenyans.co.ke/news/70104-education-ministry , 2/11/2021.