أبدت الأمم المتحدة قلقا إزاء تنامي المخاطر الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالتزامن مع اشتداد موسم الأمطار، في وقت لا تزال جثث الأشخاص الذين لقوا حتفهم في أعمال العنف في مدينة غوما ملقاة في الشوارع.
ونقلا عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المشارح قد امتلأت بكامل سعتها الاستيعابية وإن المستشفيات والمراكز الصحية تكتظ بالجرحى.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، أشار المتحدث إلى الجهود الجارية لإضافة الكلور إلى المياه، بدعم من شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني. وقال إن نقص مياه الشرب يجبر الناس في غوما على الاعتماد على المياه غير المعالجة من بحيرة كيفو. وأضاف أن الأنشطة الاقتصادية وغيرها من الأنشطة في غوما بدأت تستأنف تدريجيا، لكن المدارس والبنوك لا تزال مغلقة.
وأفاد دوجاريك بتعرض مركبات تابعة لمنظمتين إنسانيتين وكيانات حكومية للاختطاف خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتواصل منظمات الإغاثة تقييم تأثير نهب مستودعاتها بينما تحاول هذه المجموعات استئناف تسليم المساعدات في غوما والمناطق المحيطة.
وذكر ستيفان دوجاريك أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركاءه في المجال الإنساني أجروا تقييما لمواقع النزوح في غوما والمناطق المحيط . وقد كشفت النتائج الأولية عن تعرض العديد من المخيمات للنهب والتدمير وقد هجرها قاطنوها. وفي حين قد يكون بعض الناس عادوا إلى مجتمعاتهم أو سعوا إلى اللجوء في أماكن أخرى، فإن الكثيرين لا يزالون يفتقرون إلى المأوى المناسب والوصول إلى الخدمات الأساسية.
ومن جانبه، ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه يكثف جهوده لتخزين الإمدادات، مؤكدا استعداده لاستئناف عملياته بمجرد أن تسمح الظروف بذلك. كما تعمل الوكالة الأممية على تعزيز جهود الاستعداد في البلدان المجاورة، بالعمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وغيرها من المنظمات بهدف وضع خطط للطوارئ.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي على ضمان الاستعداد في رواندا وأوغندا وبوروندي وتنزانيا نظرا لخطر زيادة النزوح. وقال ستيفان دوجاريك إن واحدا من بين كل أربعة أشخاص في جميع أنحاء البلاد يواجه جوعا حادا بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، مشيرا إلى أن العنف المسلح والصراع المستمر وارتفاع أسعار المواد الغذائية من الواضح أنها العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائي الحاد في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وعلى صعيد متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية – في شرقي البلاد – عن مخاوف مستمرة بشأن التقدم الذي تحرزه حركة 23 مارس (إم 23) المسلحة نحو عاصمة جنوب كيفو بوكافو.
وأوضحت البعثة أنها لم تعد موجودة في جنوب كيفو منذ يونيو من العام الماضي، كجزء من خطة فك الارتباط المتفق عليها مع الدولة المضيفة.
وأشارت البعثة الأممية إلى أن حركة 23 مارس تعمل على تعزيز وجودها في العاصمة غوما من خلال الدوريات المنتظمة وعمليات تفتيش المنازل. وقد وردت تقارير عن نهب واحتلال منازل خاصة من قبل الجماعة المسلحة فضلا عن محاولات الاستيلاء على المركبات، بما في ذلك المملوكة للمنظمات الإنسانية، وهو ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.
في هذه الأثناء، تستمر المعارك في جنوب كيفو على مشارف مينوفا، وعززت القوات الكونغولية مواقعها في نيابيبوي، التي تقع على بعد 85 كيلومترا من بوكافو على الشاطئ الغربي لبحيرة كيفو.