د. نرمين كمال طولان
تقع مدينة “طوبى” في دولة السنغال، وهي ثاني أكبر مدينة في السنغال بعد العاصمة داكار. لها قيمة دينية كبيرة عند الملايين من البشر، وهو ما جعلها محور الاهتمام ومحط الأنظار ليس فقط في السنغال وغرب إفريقيا، بل في القارة الإفريقية كلها.
يسافر لها الكثير في شهر صفر من كل عام هجري، حيث يصلها ما يقرب من خمسة ملايين زائر من أتباع الطريقة (المُريدية) في إفريقيا؛ لزيارة مسجدها الكبير، في ذكرى نَفْي مُؤسِّسها “أحمدو بمبا”.
التسمية والتاريخ:
1-التسمية:
أصل الاسم لـ”طوبى” غير مؤكد؛ فهناك أصول مختلفة لهذا الاسم، بما في ذلك اللغة العربية أنها مشتقة من (التوبة)، كما أن الاسم أيضًا مطابق ظاهريًّا لاسم شجرة الجنة في الوحي الإسلامي “طوبى”. وفي الصوفية، تمثل هذه الشجرة رمزية التطلع إلى الكمال الروحي والقرب من الله تعالى. لكن الموسوعة الإسلامية تستنتج أن اسم المكان على الأغلب نابع من الإشارة إلى كلمة “طوبى” بمعنى البركة.
2-الخلفية التاريخية:
يتميز غرب إفريقيا بانتشار التصوف وتعدُّد الطرق الصوفية، ومنها الطريقة (المريدية)، ويشكل المريدون حوالي 40 بالمائة من إجمالي سكان السنغال، ويمكن رؤية تأثيرهم على الحياة اليومية في جميع أنحاء البلاد؛ ولا سيما في مدينة “طويى”؛ حيث تُعدّ المدينة مثيرة بشدة للاهتمام..
و”طوبى ” مستقلة تمامًا، ولديها حكومتها الخاصة، وقوانين الضرائب الخاصة بها، والبنية التحتية الخاصة بها، والتمويل. المكان كله قائم فقط على التبرعات. فهناك الكثير من المواطنين السنغاليين الذين يعيشون في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، ويُساهمون بالكثير من المال للدولة.([1])
وتتمتع المدينة باستقلالية مميزة؛ بما في ذلك التعليم والصحة وإمدادات مياه الشرب، والأشغال العامة وإدارة الأسواق، وحيازة الأراضي والتطوير العقاري؛ فهي تحت سيطرة (الخليفة ومساعديه) شيخ الطريقة (المريدية)، وهي أكبر الطرق الصوفية في السنغال، والتي يُقدَّر عدد أتباعها بـ5 ملايين شخص. ولها “باي فال” (جنود تابعون لنظام المريدية)، وليسوا جنودًا تابعين للدولة السنغالية.([2])
وبدأت المدينة حياتها كقرية صغيرة من قبيلة “باول”. ويقال: إن الشيخ بامبا ، (1853- 1927م)، هو الذي أدى إلى صعود القرية إلى الصدارة، ففي لحظة يصفها بأنهت لحظة وَجْد روحاني تحت شجرة كبيرة هناك، شهد رؤية كونية للضوء. تشبه كما في اللغة العربية، كلمة “طوبى” “السعادة” أو “النعيم”، وتشير إلى مُتَع الحياة الأبدية في الآخرة.([3])
وأسَّس بامبا مدينة “طوبى” في عام 1887م، وظل الموقع مكانًا صغيرًا منعزلاً في البرية حتى وفاته ودفنه في موقع المسجد الكبير، بعد 40 عامًا.
وُلِدَ بامبا في قرية مباكي باول، وعاش في الفترة من 1850 إلى 1927م. وكان بامبا، ابن أحد المرابطين من جماعة Xaadir، (القادرية)، وكان صوفيًا ومهتمًّا بالتأمل ودراسة القرآن الكريم .
وكان أيضًا من دعاة التفاهم ، فلم يشنّ حربًا على الوثنيين كما فعل العديد من مرابطي الطريقة التيجانية. وكانت لديه مهمة إنقاذ المجتمع من الاغتراب الاستعماري.
في السنوات الأولى من حياته الدينية، كان أمادو بامبا يؤدي ببساطة وظائف مرابطية قياسية مثل تعليم القرآن وتقديم الخدمات لأتباعه، وبسبب جاذبيته ، وجد بامبا أن العديد من أتباعه كانوا يأتون إليه للنَّيل في بركته وخدمته.
خَشِيَت الحكومة الاستعمارية الفرنسية من أن بامبا كان يكتسب قدرًا كبيرًا من السلطة، وقد يكون في وضعٍ يسمح له بشنّ حرب ضدهم. على الرغم من أنه لم يُظهر أبدًا أيّ رغبة من هذا القبيل. وحكمت عليه الحكومة الاستعمارية بالنفي إلى الجابون (1895 إلى 1902م)، ثم إلى موريتانيا (1903 إلى 1907م). ومع ذلك فقد انتشرت الأساطير حول نجاة بامبا المعجزة من التعذيب والحرمان ومحاولات الإعدام في جميع أنحاء السنغال أثناء رحيله، وتوافد الآلاف من التلاميذ إلى مكانه.([4])
وبعد عودته إلى السنغال من منفاه الثاني، استمر عدد أتباعه في النمو بشكل كبير. وفي عام 1910م، اتضح للفرنسيين أخيرًا أن بامبا لم يكن يُخطّط للحرب ضدهم وتحسَّنت علاقاتهم معه بشكل كبير. في الواقع، بدأ الفرنسيون ينظرون إلى بامبا باعتباره أحد الأصول وليس تهديدًا؛ حيث كان بوُسْعهم استخدامه لنشر السياسات وفرضها (حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي في عام 1918م؛ لتجنيده مئات من الأتباع للقتال في الحرب العالمية الأولى). وفي عام 1926م، بدأ بناء المسجد الكبير الذي دُفِنَ فيه (تلقى بامبا رؤيته الشهيرة في البرية فيما يُعرَف الآن بـ”طوبا”. أخبرته هذه الرؤية عن ضرورة بناء مدينة في الموقع)([5]).
السكان واللغة والدين:
1-السكان
نمَت “طوبى” من قرية صغيرة إلى مدينة لتصبح ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في السنغال، بعد العاصمة داكار، والتي تبعد حوالي 194 كم. ويبلغ عدد سكانها 1,120,824 نسمة في عام 2023م. وما يقرب من خمسي سكان السنغال هم من الولوف.
2-اللغة:
يتم التحدُّث بحوالي 39 لغة في السنغال، بما في ذلك الفرنسية (اللغة الرسمية) والعربية، وتُعدّ اللغة الفرنسية، الموروثة من الحقبة الاستعمارية، هي اللغة الرسمية الوحيدة في السنغال، وتُستخدَم بشكل أساسي في الإدارة والتعليم، ويتحدث بها 26% من إجمالي عدد السكان.
وتتمتع السنغال بالعديد من اللغات المحلية “اللغات الوطنية”، مثل “الولوف، وبالانتا-جانجا، والعربية، وجولا-فوني، وماندينكا، ومانجاك، ومانكانيا، وبولار، وسيرير، وسونينكي”. لكن تعتبر لغة الولوف اللغة الأكثر انتشارًا في السنغال، كلغة أولى أو ثانية؛ حيث يتحدث بها 80% من السكان.([6])
3-الدين:
ظهر الإسلام في السنغال منذ أكثر من ألف عام. كانت المجموعات العرقية الأولى التي قبلت الإسلام هي ممالك توكولور خلال القرن الحادي عشر، وبحلول بداية القرن العشرين، أسلم معظم السنغال. ويختلف أسلوب الإسلام المُمارَس في السنغال بشكل كبير عن معظم البلدان الإسلامية الأخرى. فهو يتبع التقليد الصوفي؛ حيث ظهرت الطرق الصوفية وأشهرها:
-الطريقة (القادرية)، التي تأسَّست في موريتانيا، وهي أصغر وأقدم جماعة أخوية في السنغال.
-الطريقة (التيجانية) وتأسست في الجزائر، وتُمارس نشاطها في جميع أنحاء غرب إفريقيا.
-جماعة (المريدية) أسَّسها في السنغال السنغالي ) أحمدو بامبا (بدأت جماعة المريدين على يد الشيخ أحمدو بامبا (المعروف أيضًا باسم أحمد بن محمد بن أبيب الله (حبيب الله)، أو خديمو رسول (خادم الرسول)، وهي المنتشرة في “طوبى”.
يُشكِّل المسلمون حوالي 92% من سكان السنغال، ويلعب الدين دورًا مهمًّا ويُمارَس على نطاق واسع في الحياة اليومية. كما أن السنغال بلد معروف بتسامحه الديني. يتبع جزء صغير من السكان الديانات التقليدية. وتوجد المسيحية بشكل صغيرًا جدًّا، ومعظمهم من الروم الكاثوليك، وعدد قليل من البروتستانت وهم إلى حد كبير من المهاجرين من أوروبا([7]).
المناخ:
عادة ما يكون موسم الأمطار في “طوبى” حارًّا وقاسيًا وغائمًا في الغالب، أما موسم الجفاف فهو حارّ وعاصف وغائم جزئيًّا. على مدار العام، تتراوح درجة الحرارة عادة من 64 درجة فهرنهايت إلى 103 درجة فهرنهايت، وأفضل وقت في السنة لزيارة “توبا” هو من أواخر نوفمبر إلى منتصف أبريل. أكثر شهور السنة سخونة في “توبا” هو يونيو، وأبرد شهر في السنة في توبا هو شهر يناير.([8])
الأنشطة الاقتصادية
يشغل بالزراعة حوالي ثلثي السكان النشطين اقتصاديًّا، وتُعدّ الزراعة هي الأساس للصناعة أيضًا. وكان الفول السوداني هو المحصول الأكثر أهمية، ولكن ابتداء من الثمانينيات، تم تنويع الزراعة. ويتم تخصيص مساحة واسعة للدخن والذرة الرفيعة والنباتات من جنس Pennisetum من أعشاب العالم القديم، والتي تُزرَع من أجل العلف. وتقع “توبا” في منطقة زراعية (الفول السوداني والدخن)، ورعوية (أبقار الزيبو والماعز) في منطقة الساحل السنغالي.
وتُعتبر عائلة المريدين مهمة لشبكة التجارة العالمية في السنغال، و”يسيطرون على إنتاج الفول السوداني وغيرها من المنتجات القابلة للتداول، والصناعات الحرفية”. وتأتي “توبا” في المرتبة الثانية بعد داكار من حيث أهميتها الاقتصادية بالنسبة للسنغال.
الثقافة والفنون:
ترتبط الثقافة والفنون في “طوبى” بشكل كبير بالدين الإسلامي، وخاصة الفكر الصوفي؛ فقد ظهر ما يسمى بالظاهرة (مصطلح الولوف مشتق من اللغة العربية “دائرة”)، وهي رابطة من التلاميذ الحضريين. وتم تطوير هذا الشكل من الجمعيات التطوعية لأول مرة في السنغال مِن قِبَل الطريقة الصوفية التيجانية في عشرينيات القرن العشرين. وفي أربعينيات القرن العشرين، بدأ الجيل الأول من أتباع المريدين في المناطق الحضرية في إنشاء ظهائر في مدن عبر السنغال من أجل الحفاظ على العلاقات مع شيوخهم، وعادةً ما يهتم المريدون بتنظيم المناسبات الدينية والثقافية. مثل التلاوات المسائية واستضافة كبار الشخصيات الدينية الزائرة، في حين أن البعض الآخر يستهدف جمهورًا أوسع، مثل تنظيم “الأيام الثقافية” والمؤتمرات والمعارض. وتحافظ الظاهرة على روابط منظمة بين المريدين العاديين والمستويات المختلفة للقيادة الشيوخ المريدية.([9])
في معظم النواحي الرئيسية، تختلف عملية التحضُّر في طوبى بشكل كبير عن الأنماط الموجودة عادة في أماكن أخرى في السنغال وإفريقيا. وظلت المدينة منذ نشأتها تحت السيطرة الكاملة لجماعة المريدين مع استبعاد سيطرة الدولة فعليًّا.([10])
في المدينة، يُمنع استهلاك الكحول والموسيقى والتبغ، مما يُحوّلها بحُكْم الأمر الواقع إلى جزيرة صوفية حقيقية. بفضل القوانين المخصصة التي تنطبق على “طوبى” فقط.
الأمر الذي كان له تأثير على نظافة شوارع “طوبى”. الساحة المركزية -القلب النابض للمدينة- تكاد تكون خالية من القمامة، مع وجود صناديق عامة حديثة ليست في وضع جيد فحسب، بل تُستخدَم بشكل جيد، وهو أمر متميز أيضًا بالنظر إلى أن العديد من سكان “طوبى” يمارسون حياتهم اليومية بدون أحذية.
وعند الحاجة إلى خلع الأحذية لدخول معظم المباني الكبرى، يقرر البعض تجنُّبها تمامًا أو ارتداء الجوارب الصلبة المتخصصة التي يتم شراؤها من أحد الأكشاك في السوق. هذه الأكشاك تلبي احتياجات السكان المحليين حصريًّا. وعادةً ما تكون معظم مناطق الجذب الرئيسية مزينة بهدايا تذكارية رخيصة الثمن، ولكن في “توبا” تمتلئ بالقلائد الدينية والنعال وسجادات الصلاة.
اللافت في الأمر أنه لا توجد مطاعم؛ حيث يتشارك السكان المحليون وجباتهم مع بعضهم البعض. ولا توجد فنادق؛ حيث يتقاسم السكان المحليون منازلهم، ولا توجد حانات أو ملاهي ليلية أو ملاعب بالنسبة لمدينة صغيرة، قد يكون هذا أمرًا مفهومًا، ولكن بالنسبة لمدينة مترامية الأطراف يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، فهي سِمَة فريدة حقًّا.([11])
وتشتهر السنغال بتيرانجا، وتعني الضيافة بلغة الولوف. ويقوم الناس بدعوة الوافدين الجدد إلى المبيت في منازلهم. وغالبًا ما تتقاسم العائلات وجبات العشاء مع الضيوف، ويأكل الجميع من وعاء أو وعاءين كبيرين.([12])
أهم التقاليد والعادات والمهرجانات:
الأطعمة المميزة للمدينة
السنغاليون يُحبّون التحدُّث عن الطعام. أثناء سفرك في جميع أنحاء البلاد، سوف يسألك الناس دائمًا عن الأطباق التي تناولتها، لذلك من الجيد أن تتعرف على الأطباق الشائعة والمميزة.
قهوة طوبى Café Touba
وهي قهوة خاصة بمدينة طوبى (المعروفة أيضًا باسم القهوة الصوفية)، وهي قهوة حارة وفلفلية ومكثفة تنحدر من السنغال. وهي مصنوعة من حبوب البن المحمصة والمطحونة بحبوب سليم Xylopia Aethioopica المعروفة أيضًا باسم فلفل غينيا، أو فلفل كاني، أو فلفل كيلي، أو دجار. وهي توابل غالبًا ما تُستخدم بدلاً من الفلفل. وغالبًا ما يتم إضافة القرنفل إلى المزيج. ويتم استخدام المسحوق لصنع القهوة، عادةً باستخدام مرشح، ثم يُسكب السائل تقليديًّا عدة مرات بين حاويتين. بهذه الطريقة، يتم تهوية القهوة ورغوتها. ويعتقد أن المشروب اخترعه الشيخ (أحمدوا بامبا مباكي) الزعيم الديني لجماعة المريدين الصوفية ومؤسس مدينة طوبى. خلال فترة وجوده في الجابون، عثر على حبوب سليم (Xylopia Aethioopica)، وتم تقديم المشروب لأول مرة إلى البلاد في عام 1902م، تم استخدام القهوة في جلسات الذكر بسبب خصائصها الطبية([13]).
ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2019م أن البذور تحتوي على مركبات ذات تأثيرات “مضادة للبلازما”، مما يعني أنها قد تكون قادرة على مكافحة عدوى الملاريا وتحسين مقاومتها.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن البذور لها أيضًا خصائص مُسكِّنة ومضادَّة للالتهابات ومضادة لمرض السكر ومضادة للميكروبات، ومع ذلك، لا يوجد دليل قوي على أنه يمكن استخدامها لعلاج الأمراض المستعصية.([14])
لا تزال قهوة طوبى تُستخدم في الوقت الحاضر في الاحتفالات الدينية، وهي أيضًا جزء من الحياة اليومية في السنغال. ويتم الاستمتاع بها في الغالب على الإفطار، ويمكن العثور عليها في أكشاك الشوارع (تانجاناس) بسهولة. في الواقع أصبحت قهوة طوبى شائعة جدًّا لدرجة أنه في عام 2007م، أفادت التقارير أن مبيعات قهوة نسكافيه سريعة التحضير انخفضت في السنغال نتيجة لارتفاع استهلاك مشروب ” قهوة طوبى”.([15])
سيبو جين Ceebu Jën “Rice and Fish
الطبق الأكثر شعبية ويتكون هذا الطبق من الأرز المطبوخ في الزيت، ويعلوه السمك والخضروات. وهناك نوعان رئيسيان من هذا الطبق: الأرز في سيبو جين بو ويكس أبيض، بينما الأرز في سيبو جين بو هونك أحمر؛ لأنه مطبوخ مع صلصة الطماطم. ويتم تقديم سيبو ياب أو سيبو جينار مع اللحم أو الدجاج بدلاً من السمك.
مافي Maafe
أرز أبيض مع صلصة الفول السوداني يُقدَّم مع اللحم أو السمك. يمكن تضمين الخضروات الجذرية مثل البطاطس والجزر.
سوبو كانجا Suppu Kànja
أرز أبيض يُقدّم مع صلصة البامية. يتم خلط قطع السمك مع الصلصة.
تشيري باسيه chere bassé gerte
كسكس الدخن يُقدّم مع صلصة الطماطم أو الفول السوداني. عند تقديمه مع صلصة الفول السوداني، يُطلَق عليه غالبًا اسم “chere bassé gerte”.، ويمكن تقديمه مع السمك أو اللحم. وهناك أيضًا تشيري مبوم لاشيري هاكو كسكس الدخن أو الذرة يُقدَّم مع صلصة خضراء سميكة مصنوعة من أوراق المورينجا. ويمكن خلط قطع السمك أو المأكولات البحرية الأخرى في الصلصة.([16])
ياسا Yassa: A Tangy Delight
ياسا هو طبق مميز آخر من السنغال يحتل مكانة خاصة في مشهد الطهي في “توبا”. يتميز هذا الطبق بالدجاج أو السمك المتبل المطبوخ في صلصة البصل والليمون المنعشة. عادة ما يتضمن التتبيلة الخردل، مما يُعطي “ياسا” نكهته الحادة المميزة. وغالبًا ما يتم تقديم الطبق مع الأرز أو الكسكس، مما يجعله وجبة دسمة ومُرضية. وتعتبر نكهات ياسا النابضة بالحياة بمثابة شهادة على الاستخدام الماهر للتوابل والمكونات التي تُميّز المطبخ السنغالي. في توبا، يمكنك العثور على ياسا في العديد من المطاعم المحلية؛ حيث يضيف كل منها لمسة خاصة إلى هذا الطبق الكلاسيكي([17]).
Thieboudienne: Senegal’s National Dish
المعروف أيضًا باسم “Ceebu Jën”، حجر الزاوية في المطبخ السنغالي، وهو طبق يجب تجربته عند زيارة Touba. يتكون هذا الطبق اللذيذ من الأرز المطبوخ مع مجموعة متنوعة من المكونات مثل الأسماك والخضروات والتوابل. التحضير هو شكل من أشكال الفن، ولكل عائلة وصفتها السرية الخاصة التي تنتقل عبر الأجيال. في توبا، غالبًا ما يتم الاستمتاع بالطبق في أجواء جماعية، مما يعكس تركيز المدينة على الأسرة والعمل الجماعي.([18])
عادات الزواج:
لا يمكن التقليل من المبالغة في احتفالات الزواج في الثقافة السنغالية. هذه الاحتفالات عبارة عن علاقة متقنة تتميز بالألوان النابضة بالحياة والموسيقى التقليدية والشعور العميق بالمجتمع. وما يجعل حفلات الزفاف السنغالية متميزة حقًّا هو المزيج المعقد من العناصر الثقافية المختلفة. من الطقوس الإفريقية التقليدية للقبائل إلى الممارسات الإسلامية([19]). تبدأ الخِطْبة بأخذ الهدايا إلى والدة العروس. “إذا قبلت الأم الهدايا، فإنه يعني المُضِي قُدُمًا ومتابعة الزواج”. ثم يتم الاتفاق على مهر العروس.
وفى حفل الخطوبة، المعروف باسم Afère. يبدأ الأمر بإرسال عائلة العريس جوز الكولا إلى عائلة العروس. رمز السلام والوئام، لأسلاف العائلتين. ثم يتم الصلاة والتحيات على الأجداد، وتلاوة من القرآن. يُعرف هذا باسم Ndeup، ويتبعه كسر جوز الكولا، مما يرمز إلى بداية الخطوبة. ثم تقديم المهر للعروس. وترتدي العروس الأقراط يوم الزفاف ويجب على العريس أن يمنح زوجته زوجًا من الأقراط، حتى تتذكر وجهه، واليوم الذي فاز فيه بقلبها. هذه هي الزينة الأخيرة للعروس قبل أن يرتدي كل منهما ملابس الزواج الملونة.
أشهر المهرجانات
-ماجال دي توبا The Grand Magal of Touba (GMT)
هو حدث ديني سنوي يُقام في “طوبى”. الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الحج من حيث العدد، ويقوم ما يقدر بـ 4-5 ملايين زائر قادمين من مختلف أنحاء السنغال والدول المجاورة، وكذلك من دول خارج إفريقيا. إنه أكبر تجمع جماهيري لمجتمع المريدين، وأكبر تجمع ديني إسلامي في غرب إفريقيا.
ففي يوم 18 صفر من التقويم الهجري من كل عام يتجمع مئات الآلاف من المريدين نحو “طوبى” لحضور المجال الكبير لإحياء ذكرى رحيل مُؤسِّس المريدية، الشيخ أحمدو بامبا إلى المنفى في الغابون.([20]) وفضلاً عن كونه مهرجانًا دينيًّا، فإن للحدث بُعدًا سياسيًّا أيضًا؛ حيث يظهر فيه كبار السياسيين في كثير من الأحيان.([21])
عيد الفطر وعيد الأضحى
يُعدّ عيد الفطر من أكبر المناسبات بالنسبة للمسلمين؛ حيث إنه احتفال كبير ليس فقط بنهاية شهر الصيام، ولكنه أيضًا حدث يظهر فيه الإنفاق الباهظ على الطعام والملابس الجديدة. وواحدة من الأماكن التي يتم فيها الاحتفال بالعيدين ببذخ هي مدينة توبا.
أهم المعالم السياحية:
مسجد طوبى الكبير The Great Mosque of Touba
تتمثل أهم مناطق الجذب في طوبى في مسجد طوبى الكبير أحد أفضل مناطق الجذب في المنطقة. ويُعتَبر من أهم المواقع الدينية في البلاد، ويحمل أهمية كبيرة بالنسبة لجماعة “المريدين”.
يُعدّ المسجد هو الأكبر في غرب إفريقيا، ويمكن أن يستوعب ما يصل إلى 7000 مُصلٍّ في المرة الواحدة. تم بناؤه في أواخر القرن التاسع عشر مِن قِبَل الشيخ أحمدو بامبا. الهندسة المعمارية للمسجد هي مزيج جميل من الأساليب الحديثة والتقليدية. ليس من الصعب العثور على المسجد الكبير؛ فهو بالفعل أحد أكبر المساجد في القارة، ويقع في مركز المدينة مع جميع الطرق الرئيسية المؤدية إليه. تم الانتهاء من تشييده في عام 1963م، وتطل مئذنته المركزية التي يبلغ ارتفاعها 87 مترًا على المدينة وكأنها منارة فخمة. تتلألأ واجهته الرخامية وقبابه من اليشم في الشمس([22])
وتُوجد أيضا مكتبة طوبى ؛ وهي مُخصصة للتعاليم الإسلامية، وهي موطن لأكثر من 30.000 نسخة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى صفوف تلو صفوف من كتابات الشيوخ المختلفة وأشعارهم ومجلاتهم الأصلية. وتوفر غرف القراءة للزوار فرصة التعلم باللغة العربية والفرنسية أو مجموعة صغيرة من اللغات الأخرى، بينما تفتخر المكتبة بالمجموعة الشخصية للشيخ بامبا نفسه (بما في ذلك نسخة القرآن الذي أخذه معه في المنفى)، بالإضافة إلى عدد من المصاحف التي تم التبرع بها مِن قِبَل الزوار.
دارو موستي Darou Mousty
أهم مناطق الجذب في “طوبى”، وهو حي صاخب يقع في مدينة طوبى تشتهر دارو موستي بتراثها الثقافي الغني وأهميتها الدينية، وهي وجهة يجب زيارتها للسياح الباحثين عن تجربة سنغالية أصيلة.
وأحد أفضل مناطق الجذب في دارو موستي هو المسجد الكبير، المعروف أيضًا باسم المسجد الكبير في دارو موستي. وهناك معلم شعبي آخر في دارو موستي هو ضريح الشيخ بوعمامة فال. هذا الموقع هو المثوى الأخير للزعيم الديني الذي أثر بشكل كبير في المسلمين في السنغال. كور موسى Keur Moussa
واحدة من أفضل مناطق الجذب في “طوبى”، وهي وجهة يجب زيارتها للمسافرين الباحثين عن الإثراء الروحي والانغماس الثقافي. تقع هذه القرية الخلابة على بُعْد حوالي 110 كيلومترات من داكار، وهي موطن لدير كور موسى الجميل، وهو دير بنديكتيني يجذب الزُّوار المتدينين والسياح الفضوليين من جميع أنحاء العالم.
يقع الدير الذي تأسس عام 1963م، وسط الريف السنغالي الهادئ، ويوفر ملاذًا هادئًا من حياة المدينة الصاخبة. تمزج هندسته المعمارية المميزة بين التأثيرات الإفريقية التقليدية والعناصر المعمارية الحديثة.([23])
طوبى ساند ديونز Touba Sand Dunes
تُعتبر كثبان “طوبى” الرملية، واحدة من أفضل مناطق الجذب في المنطقة. وتوفر هذه الكثبان الرملية الساحرة تجربة مذهلة وفريدة من نوعها لعشاق الطبيعة والباحثين عن المغامرة.
ويمكن للزوار أن يتعجبوا من المساحة الشاسعة من الرمال الذهبية الممتدة على مد البصر.
تخلق الكثبان الرملية مناظر طبيعية سريالية مما يجعلها وجهة يجب زيارتها للمسافرين الذين يتطلعون إلى استكشاف ما هو أبعد من المواقع السياحية التقليدية. وتوفر كثبان “توبا” الرملية فرصة رائعة لممارسة الأنشطة الترفيهية المتنوعة.
محمية فتح الله Fathala Wildlife Reserve
وهي من المعالم السياحية لعشاق الطبيعة والحياة البرية. تمتد هذه المحمية على مساحة 6000 هكتار من المناظر الطبيعية والغابات الكثيفة، وتُوفّر فرصة فريدة لتجربة الحياة البرية المتنوعة والنابضة بالحياة في إفريقيا. يوجد بها عدد من الحيوانات الجميلة، بما في ذلك الزرافات ووحيد القرن، والحمر الوحشية، والظباء والقرود. ويمكن للزوار الانطلاق في رحلات سفاري مثيرة، وجولات بصحبة مرشدين؛ لاستكشاف المحمية والاقتراب من هذه المخلوقات الرائعة.([24])
خاتمة:
نستطيع القول: إن مدينة “طوبى” تختلف عن غيرها من المدن الإفريقية. فهي ذات طابع ديني خاص، متأثرة بالطابع الصوفي، والذي ميز غرب إفريقيا بشكل عام. قد تختلف مع مبادئها أو تتفق، لكنها في النهاية كان لها تأثير كبير على ثقافة المدينة.
……………………………
[1] – Muslim “holy city” in Senegal wants Vatican state-like status: https://international.la-croix.com/news/politics/muslim-holy-city-in-senegal-wants-vatican-state-like-status/180
[2] – Islamic Polygamy and the Holy City of Touba: https://christoph.today/senegal-lompoul-touba/
[3] – Islamic Polygamy and the Holy City of Touba: https://christoph.today/senegal-lompoul-touba/
[4] – Senegal: Murids mark pilgrimage to holy city of Touba: https://www.africanews.com/2018/10/28/senegal-murids-mark-pilgrimage-t
[5] – Martin Gray: Toubahttps://sacredsites.com/africa/senegal/touba.html
[6] –https://referenceworks.brill.com/display/entries/EIEO/SIM-7599.xml
[7] – Reality defeats good intentions: The power of religious leaders in Touba
2015 |https://www.cmi.no/news/1625-reality-defeats-good-intentions
[8]https://weatherspark.com/y/31681/Average-Weather-in-Touba-Senegal-Year-Round#:~:text=In%20Touba%2C%20the%20wet%20season,%2C%20windy%2C%20and%20partly%20cloudy.
[9] – Eric Ross: Globalizing Touba: Expatriate Disciples in the World City Network2011
[10] – Sufi City: Archetypes, Land Art and Suburban Subdivisions in Touba, Senegal https://international.ucla.edu/asc/event/710
[11] –https://theculturetrip.com/africa/senegal/articles/discovering-touba-senegals-holy-city
[12] – Magal de Touba: A Pilgrimage to the Holy City: https://www.createaction.org/blog/magal-de-touba-a-pilgrimage-to-th
[13] –https://www.tasteatlas.com/cafe-touba
[14] – https://perfectdailygrind.com/2022/09/what-is-touba-coffee
[15] –https://www.tasteatlas.com/cafe-touba
[16] – https://travelsenegal.wordpress.com/home/senegal-fyis/guide-to-local-food/
[17] – https://medium.com/@brysonnowik/review-top-5-touba-food-and-drink recommended-f758a8710e68
[18] – https://medium.com/@brysonnowik/review-top-5-touba-food-and-drink recommended-f758a8710e68
[19] -https://senegal-suites.com/celebrating-love-and-tradition-the-vibrant-world-of-senegalese-weddings-and-customs/
[20] –https://flyinglabs.org/blog/revitalizing-a-holy-city-senegal-flying-labs-drone-powered-vision-for-toubas-future
[21] –https://www.archidatum.com/projects/great-mosque-of-touba-tashiko-mori/
[22] – Discovering Touba: Senegal’s Holy City: https://theculturetrip.com/africa/senegal/articles/discovering-touba-senegals-holy-city
[23] – https://www.wildtrips.net/visit/Touba-Senegal-top-10-attractions-to-visit.htm#google_vignette
[24] – https://www.wildtrips.net/visit/Touba-Senegal-top-10-attractions-to-visit.htm#google_vignette