سيتّجه الملايين من مواطني مختلف الدول الإفريقية إلى صناديق الاقتراع في العام الجاري 2020م؛ لاختيار قادتهم ومُمثّليهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، بدءًا من الانتخابات البرلمانية في جزر القمر في شهر يناير، ومرورًا إلى الرئاسية والبرلمانية في غانا في ديسمبر القادم.
ففي جزر القمر؛ سينتخب مواطنو البلاد في 19 يناير 2020م مجلسًا وطنيًّا جديدًا يتكون من 33 عضوًا، وذلك عقب الانتخابات الرئاسية التي أُجْرِيت في مارس عام 2019م، وفاز فيها الرئيس غزالي عثماني.
وفي حالة كلّ من تشاد وموريشيوس؛ لم تحدّد اللجان الانتخابية في البلدين بعدُ مواعيد الانتخابات. وإذ لا يمكن استبعاد إمكانية حدوث تأخير غير متوقّع في البلدين؛ فقد أعلن مجلس الانتخابات في تشاد أنَّ “الإطار الزمني الواقعي لإجراء الانتخابات التشريعية هو الربع الأول من عام 2020م”.
وفي نوفمبر الماضي؛ أعلن مرسوم رئاسي في الكاميرون أن البلاد ستجري انتخاباتها التشريعية والبلدية في 9 فبراير 2020م، كانت آخر انتخابات تشريعية في البلاد عام 2013م.
وفي مالي؛ كان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في 25 نوفمبر و16 ديسمبر 2018م، لكن الحكومة أجّلتْها إلى أبريل 2019م، ثم إلى يونيو 2019م. وفي النهاية قرَّر مجلس الوزراء المالي إجراؤها في مايو 2020م.
ويُضاف إلى ما سبق أنه من المقرّر إجراء الانتخابات البرلمانية بإثيوبيا في مايو أو يونيو 2020م، وستختبر هذه الانتخابات مدى نجاح رئيس الوزراء “آبي أحمد” في أجندته الإصلاحية السياسية في البلاد. وفي الصومال يُتوقع إجراء الانتخابات لمجلس النواب في عام 2020م، وستكون أولى انتخاباتها منذ 50 عامًا. بينما يُقرَّر في أرض الصومال أيضًا إجراء الانتخابات البرلمانية والمحلية في 2020م بعد تأجيلها من 27 مارس 2019م.
أما انتخابات مجلس الشيوخ في كلّ من ليبيريا والغابون؛ فقد حدّدت مصادر شهر ديسمبر 2020م لليبيريا، بينما لم تصرّح حكومة الغابون بأيّ موعد بعدُ؛ ويتوقّع البعض أن يكون في أواخر عام 2020م.
وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، فهي كالتالي:
“غناسينغبي” ورئاسيات توغو في فبراير:
يسعى الرئيس التوغولي “فور غناسينغبي” إلى تمديد حكمه بعد قبوله طلب حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” (UNIR) الحاكم لخوض الانتخابات المقرّر إجراؤها في 22 فبراير؛ تولّى “غناسينغبي” حكم البلاد منذ عام 2005م؛ عندما تُوفِّي والده، وقد يكون المرشح الوحيد في هذه الانتخابات، بالرغم من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد لإنهاء حُكم أسرته التي تحكم توغو منذ عام 1967م.
وفي حين أدَّت الاحتجاجات إلى موافقة البرلمان التوغولي في العام الماضي على إصلاحات حصرت مدة الرئيس في ولايتين؛ إلا أنَّها سمحت للرئيس “غناسينغبي” الترشح لفترة ولاية أخرى في حال فوزه في الانتخابات القادمة.
رئاسيات بوروندي في مايو:
في أواخر ديسمبر 2019م، أكد الرئيس البوروندي “بيير نكورونزيزا” أنه لن يخوض الانتخابات القادمة في 20 مايو 2020م. غير أن المعارضة لا تزال تشكّ في إعلان “نكورونزيزا” لأنه سبق أن غيَّر دستور البلاد للسماح له بالترشح حتى 2034م، كما أنَّ الحزب الحاكم لم يعيّن حتى الآن مرشحًا آخر؛ بالرغم من أن موعد الاقتراع أقل من خمسة أشهر.
وقد ظل الرئيس “نكورونزيزا” في السلطة منذ عام 2005م، وأدَّت محاولته للبقاء في السلطة إلى صراعٍ كاد يفتح جروحًا قديمة بين الهوتو والتوتسي. وفي عام 2016م، أعلن الاتحاد الأوروبي وقف “المساعدات” عن بوروندي بسبب قمع حكومة “نكورونزيزا” للمعارضة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات في مايو، يتصاعد التوتر بين الحزب الحاكم (المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية CNDD-FDD)، وحزب المعارضة الرئيسي (المؤتمر الوطني للحرية CNL). بل وأعلن حزب التحالف المعارض الرئيسي – CNARED – أنه سيعود من المنفى في بلجيكا للمشاركة في الانتخابات لأول مرة منذ عام 2005م.
رئاسيات بوركينا فاسو بين “كابوري” و”ويدراوغو” في أكتوبر؟
في فبراير 2019م، أعلن رئيس وزراء بوركينا فاسو السابق، “كادري ديسيري ويدراوغو”، ترشُّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرّر إجراؤها في أكتوبر 2020م. وسينافس هذا الاقتصادي البالغ من العمر 66 عامًا الرئيسَ الحالي “روش مارك كريستيان كابوري” الذي يترشّح لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية.
وستكون هذه الانتخابات ثاني الرئاسيات في بوركينا فاسو منذ الانتفاضة الشعبية عام 2014م التي أطاحت بـ “بليز كومباوري”. كما أنها تأتي في الوقت الذي تعاني فيه أجزاء من المناطق الشمالية من البلاد من هجمات المسلّحين، مما يعني أنه سيتعين على مَن فاز بالرئاسة احتواء الأوضاع الأمنية التي تزعزع استقرار البلاد.
“ماغوفولي” ورئاسيات تنزانيا في أكتوبر:
اقترح أحد المشرّعين في تنزانيا في أبريل الماضي تحويل الأموال المخصَّصة للانتخابات العامَّة -المقرّر إجراؤها في 4 أكتوبر 2020م- إلى مشاريع تنموية بدلاً من الانتخابات؛ وذلك لأنّ الرئيس الحالي “جون ماغوفلي” سيهزم أيّ منافس ضدّه في صناديق الاقتراع. ومع ذلك، تواصل الحكومة استعدادها لهذا الحدث الكبير.
ويمكن فَهْم ما قد يحدث في الشهور القادمة بالنظر إلى الانتخابات المحلية التي أُجريت في نوفمبر الماضي؛ حيث حَجَبَت الحكومة وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرّض زعماء المعارضة للمضايقة، وتم إجبارهم على مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها. وقد أخبر الرئيس “ماغوفولي” البالغ 60 عامًا، حزبَه (Chama Cha Mapinduzi) الحاكم بأنَّه لا ينوي الترشح لفترة ولاية ثالثة؛ أي: بعد عام 2025م.
الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار (أكتوبر):
ستُجرى في كوت ديفوار الانتخابات الرئاسية في 31 أكتوبر 2020م. وقد شغل الرئيس الحالي “الحسن واتارا” في منصبه فترتين مدة كلّ منهما خمس سنوات (2010-2015 و2015-2020). وقد أعلن “واتارا” البالغ من العمر 77 عامًا أنه لن يترشح مرة أخرى، لكنه جادل أيضًا بأن التغيير الدستوري لعام 2016م قد أبطل الفترات الرئاسية السابقة. وحذَّر مؤخرًا من أنه سيترشح لفترة ولاية ثالثة؛ إذا قرر أسلافه الترشح في انتخابات 2020م.
ويبدو أن “واتارا” في تصريحاته يقصد اثنين من الرؤساء السابقين؛ وهما: “لوران غباغبو” البالغ 74 عامًا، والذي قد يترشح للرئاسة في حال تبرئته مِن قِبَل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من جرائم ضد الإنسانية، و”هنري كونان بيدي” البالغ من العمر 85 عامًا، والذي يستعد حزبه للإعلان عن مرشحهم للرئاسة.
مما يثير مخاوف بعض الإيفواريين تطورات المشهد السياسي مؤخرًا، وآخرها إصدار الحكومة مذكرة توقيف بحق “غيوم سورو” -زعيم المتمردين السابق والمرشح الرئاسي- في ديسمبر 2019م. وكان من المقرّر أن يعود “سورو” البالغ من العمر 47 عامًا إلى البلاد بعد غياب دام ستة أشهر للترشيح لمنصب الرئاسة.
رئاسيات غانا بين “أكوفو-أدو” و”ماهاما” (ديسمبر):
من المقرر إجراء الانتخابات العامة في غانا في نوفمبر أو ديسمبر 2020م. ومن الواضح أن الانتخابات الرئاسية الغانية تتجه نحو تكرار سيناريو عام 2016م؛ سيتنافس فيها كلّ من الرئيس السابق “جون ماهاما”؛ مرشح حزب “المؤتمر الوطني الديمقراطي” المعارض، والرئيس الحالي “نانا أكوفو-أدو”؛ الذي يسعى لإعادة انتخابه وهو من “الحزب الوطني الجديد”.
الانتخابات الرئاسية في جمهورية إفريقيا الوسطى (ديسمبر):
أعلنت جمهورية إفريقيا الوسطى أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستُجرى في 27 ديسمبر 2020م. وستكون جولة الإعادة -إذا لزم ذلك – في 14 فبراير 2021م. غير أن البلاد تواجه خطر العودة إلى ماضيها العنيف؛ نظرًا للأحداث الأخيرة، وعودة رئيسها السابق “فرانسوا بوزيزي” إلى البلاد بعد أكثر من ست سنوات في المنفى. ويهدد “بوزيزي” بالترشح للرئاسة في ديسمبر القادم، في بلد لا تزال جماعات متمردة عنيفة تسيطر على أجزاء كبيرة منها.
وعلى ما سبق، من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات البرلمانية والرئاسية في جميع أنحاء إفريقيا سلميَّة وحرَّة. ومع ذلك، ولأسبابٍ مختلفةٍ؛ فإن بعض البلدان مثل بوركينا فاسو وكوت ديفوار وإثيوبيا وغينيا ومالي والصومال بحاجة إلى المراقبة. كما سيتوجب علينا الانتظار حتى أغسطس القادم؛ لكي نعرف موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في جمهورية سيشل.