قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن أفرادا من الجيش الروسي دخلوا قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أمريكية، في خطوة تأتي في أعقاب قرار المجلس العسكري في النيجر بطرد القوات الأمريكية.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القوات الروسية لا تختلط مع القوات الأمريكية ولكنها تستخدم حظيرة منفصلة في القاعدة الجوية 101، بجوار مطار ديوري هاماني الدولي في نيامي، عاصمة النيجر.
وهذه الخطوة التي اتخذها الجيش الروسي، تضع القوات الأمريكية والروسية على مقربة من بعضها البعض في وقت يتزايد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين بشأن الصراع في أوكرانيا, كما أنه يثير تساؤلات حول مصير المنشآت الأمريكية في البلاد بعد الانسحاب.
وقال المسؤول “(الوضع) ليس رائعا ولكن يمكن التحكم فيه على المدى القصير”. وأضاف قائلا أن السلطات النيجرية أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن أن نحو 60 عسكريا روسيا سيكونون في النيجر، لكن المسؤول لم يتمكن من التحقق من هذا العدد.
وبعد الانقلاب، نقل الجيش الأمريكي بعض قواته في النيجر من القاعدة الجوية 101 إلى القاعدة الجوية 201 في مدينة أغاديز. ولم يتضح على الفور ما هي المعدات العسكرية الأمريكية المتبقية في القاعدة الجوية 101.
وقامت الولايات المتحدة ببناء القاعدة الجوية 201 في وسط النيجر بتكلفة تزيد على 100 مليون دولار. منذ عام 2018، تم استخدامه لاستهداف مقاتلي تنظيم الدولة وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة
وردا على سؤال عن تقرير رويترز قلل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أي خطر على القوات الأمريكية أو احتمال اقتراب القوات الروسية من العتاد العسكري الأمريكي. وقال أوستن في مؤتمر صحفي في هونولولو: “الروس موجودون في مجمع منفصل ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأمريكية أو الوصول إلى معداتنا”. وأضاف “أركز دائما على سلامة وحماية قواتنا… لكن في الوقت الحالي لا أرى مشكلة كبيرة هنا فيما يتعلق بحماية قواتنا.” ولم ترد سفارتا النيجر وروسيا في واشنطن على الفور على طلب للتعليق من رويترز.
من جهتها، قالت القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم) في تصريح للجزيرة إنها تواصل مراقبة الوضع في قاعدتها الجوية بمطار نيامي وإنها اتخذت الإجراءات الضرورية لضمان أمن قواتها. وأكدت أفريكوم أن القوات الروسية بمطار نيامي توجد في مجمع منفصل وليست على تماسّ مع القوات الأميركية.
وفيما أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية بوصول خبراء عسكريين روس إلى النيجر لتدريب القوات المحلية على مكافحة “الإرهاب”. قال الكرملين إن روسيا والدول الإفريقية مهتمة بالتعاون الدفاعي وستواصل تطويره. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تأكيده أن القوات الروسية ستبقى في نفس القاعدة مع الجيش الأميركي في النيجر حتى تسحب الولايات المتحدة قواتها من هناك بناء على قرار من المجلس العسكري الانتقالي الحاكم.
وطلب الضباط العسكريون الذين يحكمون الدولة الواقعة في غرب إفريقيا من الولايات المتحدة سحب ما يقرب من 1000 عسكري من البلاد، التي كانت حتى الانقلاب العام الماضي شريكًا رئيسيًا في حرب واشنطن ضد المتمردين الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين.
واضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى نقل قواتها من عدد من الدول الأفريقية في أعقاب الانقلابات التي جلبت إلى السلطة مجموعات حريصة على إبعاد نفسها عن الحكومات الغربية. وبالإضافة إلى المغادرة الوشيكة من النيجر، غادرت القوات الأمريكية أيضًا تشاد في الأيام الأخيرة، بينما تم طرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو.
وفي الوقت نفسه، تسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وتصوير موسكو كدولة صديقة ليس لها أي أعباء استعمارية في القارة. ووصفت روسيا العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها “تحت الصفر” بسبب المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية لأوكرانيا في جهودها للدفاع ضد القوات الروسية الغازية.
وجاءت خطوة النيجر للمطالبة بسحب القوات الأمريكية بعد اجتماع في نيامي في منتصف مارس، عندما أثار كبار المسؤولين الأمريكيين مخاوف بما في ذلك الوصول المتوقع للقوات الروسية وتقارير عن سعي إيران للحصول على مواد خام في البلاد، بما في ذلك اليورانيوم.