قال مسؤول محلي، إن جماعة إم23 المتمردة سيطرت على بلدة نيانزالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل في هجمات بالقنابل.
وتقع نيانزالي على بعد نحو 130 كيلومترا شمالا برا من عاصمة الإقليم جوما وتؤوي آلاف النازحين داخليا الذين فروا من القتال في المناطق المحيطة. وقال إسحاق كيبيرا، نائب حاكم بلدة بامبو القريبة: “لاحظنا سيطرة طريق إم23 على نيانزالي، وارتفع عدد القتلى إلى 15”. واضاف قائلا: “الضحايا قتلوا بقنابل أطلقتها حركة إم23 بشكل عشوائي”، مضيفا أن عشرة أشخاص قتلوا في منزل واحد وعثر على جثث أخرى في أنحاء المدينة.
وكتب المتحدث باسم حركة 23 مارس، ويلي نجوما، في منشور على موقع X أن نيانزال تعيش “الهدوء والخلاص”، مما يشير إلى أن الجماعة قد سيطرت عليها. وعندما سئل عما إذا كانت حركة إم23 قد استولت على نيانزالي، أجاب قائد الجيش الكونغولي جيروم شيكو تشيتامبوي: “نعم”.
هذا ونزح أكثر من 100 ألف شخص من شرق الكونغو إثر معارك استمرت يومين، استولى خلالها متمردو حركة “أم 23” على عدة مدن وبلدات في منطقة “روتشورو”. وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، عن القلق من أن “يضطر هؤلاء إلى الفرار مرة أخرى إذا استمرت الأعمال الحربية” وأن تصبح ظروف معيشتهم “لا تحتمل إذا لم تصل إليهم مساعدة بسرعة”.
وأشار المكتب الأممي إلى أن “سكان مواقع النازحين والمجتمعات المضيفة” في نيانزالي وكيريما يفرون “إلى مناطق أكثر هدوء، ولكن يصعب تقديم المساعدة بسبب تعثر الوصول إليها”.
ويتهم تقرير داخلي صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية، الحركة المتمردة بإطلاق قذائف هاون على مخيم للنازحين، مما أدى إلى إصابة 12 مدنيا توفي 5 منهم متأثرين بجروحهم. واضاف التقرير أن الحركة “أطلقت 6 قذائف هاون” قرب قاعدة للأمم المتحدة مما أدى إلى “إصابة مدني آخر”. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في نهاية سنة 2023، أن نحو 7 ملايين شخص نزحوا في الكونغو بينهم 2,5 مليونا في مقاطعة شمال كيفو، التي تشهد نزاعات مسلحة.
وحركة إم23 هي جماعة يقودها التوتسي وكثفت حملتها في شرق الكونغو هذا العام، ويقول خبراء الأمم المتحدة والقوى الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا إن الجماعة تدعمها رواندا، وهو ما تنفيه رواندا. ودعا الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إلى حوار بين الكونغو ورواندا من أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراع، قائلا إن الحل السياسي وحده هو الذي يمكن أن ينهيه.
وقال الاتحاد الأوروبي إن “تعزيز القدرات العسكرية وكذلك استخدام صواريخ أرض جو وطائرات بدون طيار متطورة يشكل تصعيدا مثيرا للقلق”. ومن ناحيته، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من نيانزالي منذ تقدم حركة إم23 في الأيام القليلة الماضية.