قالت منظمة “كار” غير الحكومية، إن الأزمة الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بلغت مستويات حرجة بينما يحتدم القتال مجبرا السكان على نزوح كثيف مع أخطار متزايدة على النساء والأطفال.
وتشير تقديرات حديثة إلى أن أكثر من 200.000 شخص نزحوا من ساكي والبلدات المجاورة في محافظة شمال كيفو بسبب المعارك الأخيرة. ويضاف هذا العدد إلى أكثر من 6 ملايين شخص نازح في الكونغو الديمقراطية حاليا، أكثر من 80 في المائة منهم هربوا من ديارهم بسبب الصراع، خاصة في المنطقة الشرقية.
وقال المدير القُطري للمنظمة في الكونغو الديمقراطية، سيديبي كاديديا، “إن الوضع في الجزء الشرقي من البلاد كارثي حيث باتت ملايين الأرواح في خطر، لا سيما من النساء والفتيات والأطفال”.
و”تزداد حالات سوء التغذية والمرض كما ترد أخبار عن العنف ضد النساء والفتيات باستمرار. وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان المتضررين، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية وخدمات الحماية”.
وتتفاقم الأزمة، التي اندلعت منذ يناير 2024، مع امتداد الاشتباكات إلى القرى القريبة من حدود جنوب كيفو، مما دفع السكان إلى الفرار. وتغمر موجات النازحين المتدفقين إلى غوما الموارد، مما يتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية لتضاؤل الإمدادات بسبب انقطاع الطرق.
وقبل الصراع، كان أكثر من 2,8 مليون طفل في الكونغو الديمقراطية يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات سوء التغذية ويواجهون الآن انقطاعات في التعليم والرعاية الصحية. ويواجه ما يقدر بنحو 1,1 مليون طفل و605.000 امرأة مستويات عالية من سوء التغذية الحاد. وبالإضافة إلى ذلك، تسبب الصراع في أضرار جسيمة وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وتتزايد حالات العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات بشكل أكبر لخطر الاعتداء الجنسي والاستغلال والإيذاء. وقال مسؤولو منظمة “كار” إن الناس يلجؤون، بسبب صعوبة الحصول على الغذاء، إلى آليات التكيف السلبية مثل تجارة الجنس والتسول، مما يعرضهم لمزيد من خطر الاستغلال وسوء المعاملة.
ومع استمرار تصاعد الصراع، شهدت المنطقة أيضًا أمطارًا غزيرة وفيضانات. وقد خلفت هذه الفيضانات أكثر من 300 قتيل وأضرت بـ1,8 مليون شخص، مما أدى إلى تفاقم هشاشة السكان. ومع محدودية الوصول إلى المياه والصرف الصحي، جرى الإبلاغ عن تفشي وباء الكوليرا.
ويثير الانتشار المحتمل للكوليرا على طول الطريق المؤدي إلى غوما وفي مناطق النازحين القريبة قلقا كبيرا ويتطلب اتخاذ تدابير عاجلة لوقفه.
وقال سيديبي كاديديا: “ندعو الحكومات والجهات المانحة الدولية إلى إعطاء الأولوية للاستجابة الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ودعم المنظمات في الميدان”. وأضاف: “في الوقت نفسه، نؤكد من جديد ضرورة التوصل إلى حل للصراع وتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول دون عوائق. إن حياة الملايين من الأشخاص الضعفاء والأبرياء معرضة للخطر، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمنع المزيد من المعاناة والمزيد من الخسائر”.