يطمح منظمو المنتدى الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار إلى جعل إفريقيا قطبا عالميا للبحوث والابتكار، حسب النقاشات التي جرت خلال النسخة الثالثة من هذا المنتدى الذي نُظم يومي الخميس والجمعة في برازافيل.
ويهدف هذا المنتدى الثالث إلى إجراء متابعة ومراجعة للتقدم المحرز على المستوى الإقليمي، من أجل تحديد الآليات والإجراءات المحتملة التي يمكن أن تتخذها الدول لتكثيف الأعمال وتسهيل التعلم بين النظراء وترقية الحلول المبنية على التحويل بقصد تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطلعات أجندة 2063.
بناء أفضل للمستقبل:
وخلال أعمال المنتدى المنظم تحت شعار: “بناء أفضل للمستقبل: نحو إفريقيا مرنة وخضراء لتحقيق برنامج 2030 وأجندة 2063″، بحثت مائدة مستديرة الترتيبات التي يتعين اتخاذها لتحويل إفريقيا إلى قطب عالمي للبحوث والابتكار.
ولتحويل إفريقيا إلى قطب رئيسي للبحث والابتكار في العالم، اقتُرحت إستراتيجيات مختلفة منها تعزيز قطاعات التعليم العالي.
وهكذا فقد طُرح نموذج مشروع 211 الصيني الذي يهدف إلى تحسين جودة التعليم والبحث العلمي والإدارة والفعالية المؤسسية لـ100 جامعة وعدد من التخصصات لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واقترح المتحدثون أيضًا نماذج تمويل مبتكرة مستلهمة من هيئة ساو باولو للأبحاث في البرازيل وهيئة شيلي والصندوق الفنلندي للابتكار.
ويمكن أيضًا استكشاف الدور الأساسي للاتفاقيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا بقصد جذب الشركات ذات الكثافة التكنولوجية الكبيرة (مثل مراكز صناعة الطيران في المغرب وصناعة النسيج في أثيوبيا) وكذلك أهمية التنسيقات والتحالفات الدولية (مثل صناعة الفضاء في جنوب إفريقيا والعلاجات الصحية في كينيا).
وخلال المناقشات التي شهدت حضور الأكاديميين وممثلي الحكومات ومجموعات المصالح الأخرى، جرت مراجعة النماذج الوطنية والإقليمية لتمويل البحث والابتكار والبنى التحتية البحثية والتكنولوجيا والتنمية الصناعية.
الأسرع نموا:
ونبه المشاركون إلى أن إفريقيا لديها القوة العاملة الأسرع نموًا والشابة والمتعلمة بشكل متزايد في العالم، والتي ترتاد قطاعات التعليم العالي من بين الأقوى نموا حيث ارتفعت من 2,2 مليون طالب جامعي في عام 1991 إلى حوالي 20 مليون طالب عام 2015؛ وكانت تعد نحو 643 قطب تكنولوجي في عام 2019، مقابل 422 عام 2018.
كما شهد عدد وحجم الجامعات ومراكز البحث وشركات التكنولوجيا، نموا سريعا خلال العقد الماضي.
ووفقا للخبراء، تمتلك إفريقيا جميع المقومات الأساسية لتصبح قطبا عالميا للبحث والابتكار، وهو ما قد يساهم في تحويل القارة إلى مركز تصنيع رائد ومقدم للخدمات ذات القيمة المضافة.
استراتيجيات ناجحة:
وعلى الرغم من الإنفاق الإجمالي المنخفض للقارة على البحث والتطوير (0,4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019، (أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 1,7 في المائة والهدف 1 في المائة الذي حدده الاتحاد الإفريقي)، تستطيع البلدان الإفريقية استخدام إستراتيجيات أثبتت نجاحها في مناطق أخرى وأماكن أخرى من إفريقيا لزيادة البحث والتطوير، لا سيما في الشركات والقطاع العام وتحسين جودة وحجم التعليم من خلال الشراكات وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال واكتساب التكنولوجيا في القطاعات الجامعية والحكومية والصناعية.
وقبل برازافيل، عُقد هذا المنتدى عام 2019 في مراكش (المغرب) ثم في شلالات فيكتوريا (زيمبابوي) في فبراير 2020. وشارك فيه ممثلو الدول الإفريقية الأعضاء البالغ عددها 54 ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والمجتمع المدني والمنظمات التجارية والصناعية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة ومؤسسات ومنظمات دولية أخرى وكذلك جميع شركاء التنمية.