أ. أحمد حيدرا
كاتب وباحث مهتم بقضايا وتراث إفريقيا جنوب الصحراء – من دولة مالي
إنّ موضوع الصّلات العلميّة والثقافيّة بين بلاد شنقيط والجوار الغرب الإفريقي من الموضوعات التي نالت اهتمام الباحثين والمثقّفين والنُّخب العلميّة في موريتانيا بشكل كبير، باعتباره محورًا مهمًّا في التّاريخ الموريتاني، وتنطلق غالبًا أقلام الشّناقطة التي أولت اهتمامًا لهذا الجانب من التُّراث الموريتاني بالدّرجة الأولى؛ بهدف إبراز الدّور الفعّال الذي لعبته “القبائل البيضانيّة” في إيصال رسالة ثقافة الدّين الحنيف إلى الأمم السّوداء في الغرب الإفريقي، وليوضّحوا بذلك، مسألة أن الشّناقطة كانوا رُوّاد وسفراء الحضارة العربيّة الإسلاميّة في منطقة الغرب الإفريقي قبل غيرهم من سكان بلدان الشّمال الإفريقي.
ومن أهمّ ما جادت به قريحة الباحثين الموريتانيين في هذا الموضوع، سواء ما كُتب خصّيصًا له أو ما تمّ تناوله ضمن موضوعات أخرى، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: “تاريخ بلاد شنكيطي، موريتانيا” للدّكتور حماه الله ولد السالم، “دور موريتانيا في التواصل الفكري المغربي-المشرقي”، لمجموعة من الباحثين، “بلاد شنقيط، المنارة والرباط” للشيخ الخليل النحوي، “موريتانيا جذور وجسور” للدكتور ولد بيه محمد محجوب، وغيرها.
وعلى خطا هؤلاء المؤرّخين سارت الدكتورة مريم بنت عبد الله؛ لتُتْحِف جمهور القُرّاء وعُشّاق التّاريخ الإفريقي بهذا الإنجاز المميّز: “الثّقافة الشّنقيطيّة في الغرب الإفريقي“، ذات العنوان المثير والجاذب للنظر.
تهدف هذه الدّراسة إلى عرض قراءةٍ سريعة لهذا الكتاب، والذي وصفه بلال بن حمزة –الأمين الدّائم لجائزة شنقيط- بأنه “عمل يشكّل إسهامًا منفردًا لنشر إشعاع الثقافة الشنقيطية في بلدان الغرب الإفريقي“.
ولكي تتوصّل الدّراسة إلى النتائج الملموسة، عمدنا إلى تقسيمها إلى عدّة محاور، وضعنا لها عناوين من اختيارنا من غير تجاهل المحاور الرئيسيّة للكتاب أو التّصرّف فيها. وتأتي التقسيمات على النحو الآتي:
القسم الأول: “التعريف بالكتاب”، وفيه بيَّنَّا المحاور التي تضمّنت الأفكار الرئيسية للكتاب، وهي أربعة محاور تندرج تحت كلّ محور مباحث، والقسم الثاني: عنْونّاه بـ”عرض الأفكار الرئيسية للكتاب”، وفيه بدأنا استعراض الفصول الأربعة للكتاب محاولين استنطاق المؤلّفة للإجابة عن بعض الأسئلة المحورية في السطور، كتاريخ وصول الإسلام إلى الصحراء؛ وكيف انتقل منها إلى الغرب الإفريقي، وما هو الدور الذي لعبته القبائل البيضانيّة في نشر الإسلام بالسودان الغربي، وغيرها.
ومِنْ ثمَّ وصولاً إلى القسم الثالث: والذي كان بعنوان “وقفة نقدية لبعض فقرات الكتاب”؛ فقدمنا فيه تعقيبنا على بعض الفقرات الواردة من بين ثنايا سطور الكتاب، والتي نحسب أنّها تضمّنت في طيّاتها معلومات مشوبة بالتّناقض، ولَيٍّ للحقائق التّاريخيّة بحيث لا يسعنا المرور عليها مرور الكرام.
فهذا العمل التي تفضّلت به السيدة الدكتورة للقرّاء، مهما قيل عن جودته وثراء مادّته ودقّة طروحاته، فهو في النّهاية عمل ابن آدم، وجهد بشري لا يخلو من العيوب؛ وحتى قراءتنا المتواضعة التي نحن بصدد تسويدها في السّطور القادمة، لسنا نبرّؤها من المآخذ، ونتمنى أن يسخّر لها إله السماء أقلامًا نقّادة تغربل ما عَلِقَ فيها من العيوب وتبرز مآخذها.
أولاً: التعريف بالكتاب
نُشر هذا العمل لأول مرّة في 2020م، من “دارة نيجبويه المعرفية”، (نواكشوط)، وكتاب “الثّقافة الشّنقيطيّة في الغرب الإفريقي” من الكتب التي فازت بـ”جائزة شنقيط للآداب والفنون “، عام 2019م، من بين العديد من الكتب المرشّحة لنفس الجائزة، وطُبِعَ الكتاب بغلاف ورقيّ قويّ وثقيل، له ملمس ناعم ومظهر لامع، يحتوي على بعض الرُّسومات الموشّحة التي تحاكي زخارف الفنّ المعماريّ الولاتي.
والمؤلِّفة “مريم بنت عبد الله بن باب الدين” حاصلة على الدّكتوراه في تاريخ إفريقيا الحديث في “جامعة سيدي محمد بن عبدالله بمدينة “فاس” المغربية. ولديها عدّة مقالات منشورة في المجلات. وقد وُزِّعت مضامين الكتاب بشكل غير متساوٍ، في أربعة فصول، بين جنبات 184 صفحات باستثناء الغلاف.
فالفصل الأول: كُرّس لتوضيح مفهوم بلاد شنقيط وبلاد السودان الغربي وحدودهما، وتناولت المؤلّفة الدَّلالات الجغرافية لبلاد شنقيط وتسمياتها المختلفة عبر العصور، مُوضِّحة الفترة الزّمنيّة التي سجّل فيها الإسلام حضوره في أرض الشناقطة، وكيف انتقل منها إلى الغرب الإفريقي.
بينما الفصل الثاني: تحدثّت خلاله عن تبلور الثّقافة الشنقيطية، وأنها تبلورت نتيجةً لِعدّة تراكمات وتحوّلات، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية شهدتها منطقة بلاد شنقيط.
أما الفصل الثالث؛ فقد خُصِّص لعرض انعكاسات الثقافة الشنقيطية على بلاد الغرب الإفريقي، وخاصة الأراضي التي تشملها اليوم مالي والسنغال. كما تتبعت الباحثة آثار بعض النُّخب الشنقيطية التي كان لها حضور قويٌّ في السّودان الغربي، وعلى أكتافها قامت ثقافة الغرب الإفريقي.
وفيما يخصّ الفصل الرّابع والأخير: اهتمت فيه الدكتورة برصد الحركات الإصلاحية التي قامت في ربوع بلاد السودان الغربي، والعوامل التي أدّت إلى قيامها، مع تِبيان أوْجه الصّلات العلميّة والرُّوحية التي كانت تربُط رُوّادها بديار شنقيط، لتخلُص إلى نتيجة مفادها: أن شنقيط كانت قنطرة عبرت من خلالها الثقافة العربية الإسلامية قديمًا وحديثًا إلى السودان.
ثانيًا: عرض الأفكار الرئيسية للكتاب:
الفصل الأول: بلاد شنقيط والغرب الإفريقي المفهوم والحدود
سعت الباحثة في هذا الفصل إلى إعطاء صورة عامّة عن مفهوم بلاد شنقيط والسودان الغربي التي عبّرت عنه خلال عرضها عن “الغرب الإفريقي”، وذلك، لكون المجالين -بلاد الشنقيط والغرب الإفريقي- هما النّطاق الجغرافي الذي اهتمت الباحثة بإبراز أوجه الاتصال الثّقافي والدّينيّ والرُّوحيّ التي ربطت بينهما في فترة موضوع الدراسة.
ومن هنا انطلقت مبتدئةً بـ”المجال الشنقيطي”؛ وهو المجال الجغرافي الذي يتوسّط بلاد المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، واستعرضت بالتفصيل مختلف التّسميات أو المصطلحات الجغرافية، التي اشتهرت بها هذا المجال، والتي تُحيل كلّ منها إلى حقبة تاريخية معيّنة. ومن أهم هذه التّسميات:
1 – صحراء الملثمين.
2- بلاد التكرور.
3 – بلاد شنقيط.
4 – تراب البيضان.
وسعيًا منها إلى رسم خريطة مجال شنقيط، وضّحت الباحثة أن تلك التّسميات المختلفة السّابقة لمجال شنقيط بحدّ ذاتها رسمت الحدود التقريبية لهذا المجال (شنقيط)؛ بحيث اقترنت كلّ منها بحدود إجرائية اعتمد راسموها على معطيات ثقافية واجتماعية وجغرافية جعلت تلك الحدود متقاربة؛ إن لم نقل: إنها متطابقة.
ثم درجت لتعطي القارئ صورة واضحة عن النطاق الجغرافي الذي شملته حدود المجال الشنقيطي قائلة: “وتتسع (أي الحدود) لتشمل إلى جانب الحيز الجغرافي لموريتانيا حاليًّا، كل المناطق التي كانت تنتشر عليها القبائل البيضانية، وهي مواطن يتضح من ثقافتها وسكانها وحتى من مسمياتها أنها طُبعت بطابع بيضاني؛ حيث ظلّت مجالاً تتنقل وتتموج داخله قبائـــــل تجمعها عادات وتقاليد واحدة، وتشترك في نطق لغة توحّدها؛ وهي الحسانية”.
أما عن السودان الغربي، ونظرًا لأن دولتي مالي والسنغال الحاليتين كانتا أهم النطاقات الجغرافية التي شملها السودان الغربي القديم؛ فإن الباحثة كرَّست دراستها هنا، على النّطاق الجغرافي للأراضي “المالية والسنغالية”، محاولةً الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هو المفهوم الحقيقي للسودان الغربي؟ وما دلالاته الجغرافية وإرثه التاريخي؟
وترى الدكتورة الباحثة، أن السّودان الغربي هي: ” المنطقة الجغرافية المحاذية للصحراء الكبرى والتي عُرفت في الكتابات العربية الوسيطة بـ”بلاد السودان”. وقد شاع هذا المصطلح في كتب الجغرافيين وأصحاب الرحلات العرب، واختلفوا في تحديدهم للمدلول الجغرافي لهذا المصطلح الهلاميّ. وقد أتت الباحثة بمختلف وجهات النّظر التي حدّدت الدَّلالات الجغرافية لتلك المنطقة، كرأي “ابن خلدون” والإصطخري، والباحث حسن أحمد محمود، وأخيرًا الباحث أحمد الشكري.
وانطلاقًا من الآراء السابقة أقامت السيدة الباحثة فكرتها في تقديم تصور تقريبي لتلك الحدود التي تشمل -بحسب الباحثة- جنوب شرقي موريتانيا حاليًّا (منطقة أوكار مهد الحضارات الغانية) شمالًا، مرورًا بكل أراضي دولتي مالي والسنغال، لتساير الحدود الجنوبية لغينيا كوناكري وغينيا بيساو، وجنوبًا- منطقة الغابات الاستوائية- إلى حدود ليبيا وتشاد شرقًا ثم المحيط الأطلسي غربًا.
وبما أن تلك الأراضي العريقة التي صوّرت لنا المؤلفة حدودها كانت مهدًا للحضارات الإفريقية، فكان من الطّبيعي أن تردف المؤلفة الفقرات السابقة باستعراض لمحة تاريخية عن الإرث التاريخي للسودان الغربي المتلخّص في الإمبراطورية الإفريقية القديمة، مبتدئةً “بغانة” التي كانت البداية الفعلية لتلك الحضارات، فـ”فمملكة مالي” التي قامت على أنقاض “غانة”، وصولاً إلى “السنغاي“. آخر إمبراطورية سودانية قامت في إفريقيا الغربية.
ثم تتقدم الكاتبة خطوة إلى الأمام فتعطي للقارئ فرصة لاكتشاف آفاق جديدة، وهي: كيفية وصول الإسلام إلى الصحراء والسودان الغربي من خلالها إجابتها للأسئلة التالية: كيف دخل الإسلام إلى الصحراء؟ وما هو الدّور التاريخي الذي لعبته هذه الأخيرة في انتشار الإسلام والثّقافة العربيّة في بلاد السّودان؟
أسلمة الصحراء والسّودان الغربي:
أسلمة صحراء الملثّمين وقعت -بحسب المؤلفة- على يد عقبة نافع الفهري، الذي يُعتبر أول الفاتحين وصولاً إلى بلاد المغرب الأقصى، ثم أوغل في الصحراء حتى وصل ديار الملثّمين. وبما أن ادّعاءً بهذا الحجم يحتاج إلى أدلّة قوية لإثباتها؛ فقد عمدت الدكتورة إلى سرد بعض الأدلّة التي تؤيّد في مجملها وصول عقبة إلى ديار الملثمين، ومن هذه الاستدلالات: روايةٌ لابن خلدون في كتاب: “الأدب وديوان المبتدأ والخبر”، وأخرى لعلي بن أبي زرع الفاسي، في “الأنيس المطرب بروض القرطاس”، وابن عبد الحكم في كتاب “فتوح إفريقية والأندلس”.
ولعل من أقوى الأدلّة التي شجّعت الباحثة على الجزم بوصول حملات عقبة بن نافع إلى ديار الملثّمين، ما ذكره الشيخ سيدي محمد الخليفة في “رسالة الغلاوية”، مِن توغُّل عقبة بن نافع داخل ديار الملثمين إلى أن بلغ إلى “ولاتة”، بل تجاوزها إلى التكرور من بلاد السودان. ثم أردفت الباحثة قائلة: وعلى ضوء ما عرض من معطيات أصبح من الواضح أن حملة عقبة قد وصلت ديار الملثمين، وأن عقبة بن نافع هو أول من فتح عيون ملثمي صنهاجة الصحراء على دين الإسلام.
وإذا كانت الباحثة تؤكّد أن عقبة بن نافع هو أول مَن قام بأسلمة قبائـــــل الملثمين؛ فإنها تزعم كذلك أن الملثمين هم أول مَن فتحوا عيون جيرانهم من السودان على العقيدة السمحة، والسؤال هنا: كيف ومتى حدث ذلك؟
تقول السيدة الباحثة وبشكل صريح: إن قبائل الصنهاجة الملثمين هم من نقلوا العقيدة الإسلامية إلى الجوار السوداني، وقد ساعدتهم على الاحتكاك وإيصال الإسلام إلى الزّنوج عوامل الجوار، والشراكة التجارية، إضافة إلى الجهاد في سبيل نشر الإسلام. “وبحكم هذه العوامل تمكن الملثّمون من توصيل عقيدة الإسلام فيما تمثله اليوم مالي والسنغال من مناطق السودان الغربي على امتداد القرون الثلاثة التي سبقت المرابطين، والإسلام لم يعرف انطلاقته الحقيقية بعد والتي لن يعرفها إلا مع بدايات الحركة المرابطية في الصحراء الملثمين”.
ثمّ تتبّعت الكاتبة الدكتورة انطلاقة حركة المرابطين الإصلاحية، والتي بدأت في عام 427هـ/1054م، بعد عودة “الأمير يحيى إبراهيم لكدالي” من الحج بصحبة المصلح الديني “عبدالله بن ياسين الجزولي”، كما رصدت تحركات المجاهدين واتّجاهاتهم داخل صحراء الملثمين، وسيطرتهم على بعض مدن الصنهاجية المهمة، كعاصمة الملثمين “أودغست”، التي انتزعوها من تحت النفوذ الغاني ليكبحوا بذلك الخطر الوثني الغاني، وإبعادها نهائيًّا عن الصحراء وصنهاجتها.
وهكذا استمر النشاط الإسلامي الدعوي من بعد المرابطين قرونًا من الزمن، وظلت الصحراء تؤدي دورها الريادي في نقل الأفكار والمستجدات الدينية والثقافية وتأثيرها إلى مناطق السودان الغربي وبصفة خاصة بعد أن تبلورت الثقافة الشنقيطية، ووصلت قمة نضجها في القرن الثاني عشر الهجري.
الفصل الثاني: “تبلور الثقافة الشنقيطية”
بلهجة حاسمة تؤكد الباحثة أن المدن الصحراوية العريقة التي انبعثت في صحراء الملثمين هي أولى صروح المعرفة انطلقت منها الثقافة في بلاد شنقيط، لتكون المرتكز والأساس لكل إشعاع علمي هناك. وقبل التّطرّق إلى دور المدن في اصطناع الثقافة الصحراوية تناولت الباحثة أهم المدن التي شُيِّدت في بلاد شنقيط وكانت فاعلة في تاريخ المنطقة، وهي: “بيرو أو ولاتة، تازخت، آوليل، أودغست، شنقيط، آزوكي، تشيت، ودان، تنيكي”.
ومع اعترافها بصعوبة تحديد ما أسهمت به المدن الصحراوية لبنية الثقافة الشنقيطية؛ إلا أنها حاولت تتبُّع بعض العوامل التي كانت حاسمة في تحديد وتبلور الثقافة في المدن العتيقة، ومنها إلى كامل المجال الشنقيطي، مشيرة إلى أبرزها باستفاضة، وهي العوامل التي ساهمت بها قوافل الحج في صياغة الحياة الثقافية في بلاد شنقيط؛ حيث اهتم الشناقطة برحلات الحج، واستغلّوها في مصاحبة الشّيوخ في جميع المراكز العلمية في الحجاز كما في مصر والقيروان وفاس، هذا إلى جانب آلاف الكتب والمصنفات التي كانت القوافل تعود بها في إيابها إلى الدّيار.
مما أثر في البنية الثقافية الشنقيطية، وأسهم في ظهور المكتبات والتيارات الفكرية لتكون أهم تجليات الرحلة الحجية في بلاد شنقيط. إلى جانب ما سبق، فقد تطرقت الدكتورة إلى العامل المحضري أيضًا، والذي كان من أهم التجليّات لازدهار الثقافي الذي عرفته الصحراء، كما استعرضت الفترة الزّمنيّة التي كانت فيها البداية الأولى لظهور المحاضر في بلاد شنقيط، والتي تؤكد أنها راجعة إلى عهد المرابطين، ثم تناولت أسماء الشّخصيّات الشنقيطية الذين كانوا أصل المحاضر وعمدة الزوايا قامت على أكتافهم النهضة الثقافية في مجال شنقيط، مثل “الأمير أبو بكر بن عمر” و“أبو بكر الحضرمي” و“إبراهيم الأموي و”عبد الرحمن الركاز”، أولئك الأعلام الذين غذّوا الإشعاع الدّيني والحياة الثقافية لهذه الربوع. وعن طريق المحاضر وشيوخها انتشرت الثقافة العربية الإسلامية في عموم بلاد شنقيط ومنها إلى السودان الغربي.
الفصل الثالث: الإشعاع العلميّ الشّنقيطيّ في الغرب الإفريقي
وفي مستهلّ محاور هذا الفصل، أشارت الباحثة إلى بعض الجهود التي ساهمت في تفعيل الحركة الثقافية داخل السودان الغربي انطلاقًا من عدّة معطيات؛ منها دور القبائل الشنقيطية التي احتلت مكانة ثقافية ممتازة في الساحة السودانية.
ويُلاحظ القارئ أنه لا يمكن الولوج في موضوع الصلات العلمية بين الشناقطة وسكان السودان الغربي-تنبكتو- إلا عبر بوّابة العائلة “الأقيتية“؛ التي مثّلت طليعة الأسر الصحراوية التي هاجرت إلى المنطقة واحتلّت مكانتها الرائدة في السودان الغربي؛ كما تؤكد ذلك الباحثة.
وقد أشارت كذلك، إلى تأسيس الشناقطة لأكبر مَعْلَمَيْن دينيَّيْن في السودان الغربي كان لهما دور في تنظيم الخطط الدينية في المنطقة، كإعادة محمد نض الشنقيطي -حاكم تنبكتو في عهد دولة الطوارق- بناء جامع تنبكتو الكبير، كما كان جامع “سنكري” مشروعًا دينيًّا بنته امرأة من قبيلة لقلال الشنقيطية.
واستمرّت الأسرة الأقيتية في عطائها المعرفي في تنبكتو جيلاً تلو الآخر، إلى أن سقطت “دولة السنغاي” تحت ضربات مدافع “الباشا جؤذر” قائد حملة المنصور السعدي؛ حيث شهدت تنبكتو تراجعًا في الحياة الثقافية بفعل هجرة العديد من العلماء خوفًا من بطش الباشوات. ورغم ذلك ظهرت بعض النُّخب الشنقيطية في عهد الباشوات احتلّت الصدارة في قائمة قُضاة الدولة وأئمتها، ومن هؤلاء ذكرت الباحثة: “الإمام أحمد بن عثمان بن أحمد بن تاشفين الوادني،” تولَّى الإمامة في الجامع الكبير بتنبكتو، و”عبد الله بن الإمام عثمان بن الحسن الصنهاجي” كان إمامًا هو الآخر في “جنى“، وغيرهم.
كما اهتمَّت الدكتورة في سطور نفس الفصل، بإيراد جوانب من مظاهر الاحتكاك الثقافي والتّلاقح العلمي التي جسّدتها الرحلة والرحلة المعاكسة بين المجالين الشنقيطي والسودان الغربي. فشهدت شنقيط حضورًا مكثَّفًا لطلاب السودان سببه الانهيار السياسي الذي حصل في السودان الغربي بعد سقوط السنغاي، مما انعكس بشكل جليّ على ازدهار الحركة العلمية في بلاد شنقيط. وفي المقابل فإن السودان الغربي هي الأخرى عرفت هجرات لبعض علماء شنقيط كانت دوافعه الدعوة والتثقيف. مما أدى إلى ظهور النظام التعليم المحضري في مالي والسنغال، وقد عرضت المؤلفة أسماء معظم النخب الشنقيطية التي مارست التدريس في مالي والسنغال ما بعد القرن 18م، ويلاحظ القارئ أن معظم أولئك النخب كانت وجهتهم ومقرّهم في السنغال، أما الذين توجهوا صوب مالي قصد التدريس فلم تذكر منهم الباحثة إلا يسيرًا.
الفصل الرابع: انعكاس الثقافة الشنقيطية في الغرب الإفريقي
كانت الحركات الإصلاحية السودانية من نصيب هذا الفصل، وقد غاصت الدكتورة في حيثيات هذه الحركات التي كان السودان الغربي مسرحًا لأحداثها محاولة تبيين أوجه العلاقات الدينية والعلميّة والرّوحيّة التي كانت تربط روّادها بالمجال الشنقيطي. وقد انطلقت هذه الحركات منذ نهاية القرن الثامن عشر، وبلغت ذروة ازدهارها في النّصف الأول من القرن التاسع عشر، ولأهمية الأدوار التي لعبتها هذه الحركات الجهادية السودانية في نشر تعاليم الإسلام ومحاربة المدّ الوثني في المنطقة، أعطت الباحثة لكل حركة مبحثًا مستقلاً على النحو الآتي:
المبحث الأول: الحركة الجهادية من بلاد الشنقيط إلى وادي السنغال، وتعني “حركة الإمام ناصر الدين” التي انطلقت من بلاد شنقيط ابتداءً من النصف الثاني من القرن السابع عشر ثم انتقل صداها إلى الضّفة اليسرى لنهر السنغال؛ حيث تركت بصمات واضحة في مناطق “فوتا تورو” التي ستشهد قيام خلافة إسلامية بفعل تأثّرها بالحركة الناصرية. وهي: دولة الأئمة بفوتا تورو -سنغال حاليًّا- التي قامت على مجموعة من طلبة العلم وخرّيجي المحاضر الشنقيطية، من أشهرهم “سليمان بال وعبد القادر كان”.
المبحث الثاني: حركة أحمدو لبّو الإصلاحية وعلاقتها ببلاد شنقيط.
وقد أسَّس أحمد لبّو إمارة قوية في ماسنا -مالي حاليًّا- على منحنى نهر النيجر، واتخذ مدينة “حمد الله” عاصمة لملكه منذ 1821م. وأما علاقته بالمجال الشنقيطي فهي تلك الصّلات الروحيّة التي كانت تربطه بالزاوية الكنتيّة “بأزواد” -مالي حاليًّا-.
المبحث الثالث: بلاد شنقيط وحركة الحاج عمر الفوتي؛ وتناولت الباحثة بالتّفصيل مظاهر العلاقة الروحية التي كانت تجمع الحاج عمر الفوتي ببعض الوجوه العلمية الشنقيطية البارزة، وفي مقدمتهم سنده في الطريقة التجانية “الشيخ سيد مولود فال اليعقوبي”؛ الذي بارَك له في الجهاد الذي يعتزم القيام به.
ثالثًا: وقفات نقديَّة لبعض فقرات الكتاب:
عليَّ الاعتراف قبل أيّ شيء، أنّ فوز هذا الكتاب الذي بين أيدينا بجائزة شنقيط للآداب والفنون” لم يحدث عبثًا، بل هو فوز بجدارة واستحقاق، وقد اعتمدت الباحثة الدكتورة مريم بنت عبد الله بن باب الدين في إنجاز هذا العمل الذي يُعتبر إضافة مهمة للمكتبة العربية الإفريقية على أسلوب علميّ رصين، عكس بصدق سعة أُفقها وغزارة معارفها. ويُضاف إلى ذلك ما تتمتّع به من سلاسة الأسلوب وعذوبة السرد، والقدرة على إيصال الأفكار متسلسلة، لكن ذلك كلّه، لا يجعل هذا العمل مبرَّأ من المآخذ في بعض المعلومات التي تحتاج إلى وقفات معها.
الوقفة الأولى: محاولة نفيها -ضمنًا- لأيّ دور للزّنوج في بناء الحضارات السّودانيّة:
من خلالها انسياقها وراء آراء بعض المؤرّخين الذين يَنسُبون تأسيس بعض الإمبراطوريات السودانية إلى البيض، على نحو ما نجد في قولها عن قيامة مملكة “غانة”: “وقد قامت إمبراطورية غانة على شعب السوننكي كمكون رئيس للبنية الاجتماعية لسكانها، وإن كان أصحاب المصادر يؤكدون أن ملوكها الأول كانوا بيضًا.[1]“ مع أن هناك نظريات أخرى -تغاضت عنها الباحثة- للجغرافيين القدامى تُؤكِّد زنجيّة “غانة” بشكل لا لبس فيه، فاليعقوبي في كتاب “البلدان“، والمسعودي في “مروج الذّهب”، كما ابن حوقل الذي زار “أودغست”، وكان على علاقة وثيقة بتجارها، فهؤلاء كلهم ينسبون ملوك غانا إلى أصول زنجية، ولم ترد في مؤلّفاتهم إشارة إلى أصل عربي[2]. علمًا بأن أولئك المؤرخين الذين استندت الباحثة إلى آرائهم –السعدي في تاريخ السودان، وكعت في تاريخ الفتاش-؛ كما نقلت عنهم وعوّلت عليهم، كتبوا روايتهما بعد سقوط “غانة” بحوالي خمسة قرون، لكن المؤرخين ومن لفَّ لفهم من الباحثين المعاصرين قبلوا روايتهما بأن حكام غانا كانوا من العنصر الأبيض، ومردّ ذلك ببساطة هو الاعتقاد بأن الزّنوج كانوا عاجزين عن تأسيس إمبراطورية.
وحتى “سنغاي” التي قدّمت باحثتنا جملة من الرّوايات لتأكيد عروبة مؤسّسيها؛ فإن هذه الادعاءات غير دقيقة، فمجردّ قول السعدي: إن حاكم سنغاي الأول “زا الأيمن” قدم من اليمن، لا يُسوِّغ نَسب شعب السنغاي إلى أصول يمنية؛ لأن دعواه غير معزَّزة بأيّ أدلة تدعمها الوثائق. والمرجّح، أن السنغاي من الشعوب الإفريقية الأصيلة لها جذور ضاربة في مناطق نهر النيجر في مالي والنيجر وغيرها من دول غرب إفريقيا، وهم جزء من النّسيج العرقي لغرب إفريقيا، وليس لديهم أيّ صلة مباشرة بالقبائل الأمازيغية أو اليمنية.
الوقفة الثانية: دعوى أسلمة السودان الغربي بفضل قبائل الملثمين:
وهو ما عبّرت عنه الباحثة بقولها: “وهكذا سجّل الإسلام عن طريق الملثمين حضوره فيما تمثله اليوم مالي والسنغال من مناطق السودان الغربي[3]“. والغريب أن أدلتها التي حاولت إثبات ادعائها بها هي تلك الغارات الصنهاجية بقيادة الملك “يتلوتان بن تكلان الصنهاجي اللمتوني“، -من المحتل أنه تُوفِّي 222هـ- التي كانت بلاد السودان محل مسرحياتها، مع أن مَن دون باحثتنا مستوًى في البحث العلمي يعلم أن الإسلام عرف طريقه إلى السودان الغربي منذ أواخر النصف الأول من القرن الأول الهجري؛ يقول الشيخ أحمد بابا التنبكتي (ت 1036هـ / 1627م): إنه لم يكد يمضي ستون عامًا (60هـ/679م) حتى كان في مدينة كومبي صالح (عاصمة إمبراطورية غانا) اثنا عشر مسجدًا.
ونقل آدم الآلوري عن الشيخ عبد الله بن فودي (ت 1244هـ / 1828م) أنه تواتر لديهم عن الثقات العلماء دخول الإسلام إلى غربي إفريقيا من القرن الأول الهجري على يد عقبة بن نافع[4](4). وحتّى رواية الكنتي التي استندت إليها المؤلّفة لإثبات وصول عقبة بن نافع إلى ديار الملثمين، فإنّ هذه الرواية بحدّ ذاتها تثبت أن عقبة دخل بلاد السودان؛ حيث يقول الكنتي كما مر معنا سابقًا: “أن عقبة بن نافع توغّل داخل ديار الملثمين إلى أن بلغ إلى ولاتة، بل تجاوزها إلى التكرور من بلاد السودان. فهل من أحدٍ على دِراية بفضاء جغرافي آخر يحمل اسم بلاد السودان غير الذي يقطنه السود؟
ثم كيف يمكن إثبات أن الحملات الصنهاجية على سكان السودان الغربي كانت تتّسم بطابع جهادي كما تقول كاتبتنا نقلاً عن الدكتورة عصمت بنت دندش[5]؟ مع أن جميع المصادر المحليّة تكاد تّتفق على أن إسلام الملثمين قبل قيام الدولة المرابطية كان سطحيًّا، الأمر الذي استوجب غزو المرابطين لهم بالدرجة الأولى. فكيف نُوفِّق بين سطحيّة إسلام أُمَّة ما، وغزوهم لأمّة أخرى بذريعة نشر رسالة الإسلام؟ ألا يحتمل مثلاً، أن تكون الغارات الصّنهاجية على الزّنوج كانت تُحرِّكها أطماع ماديّة؟
الوقفة الثالثة: حَصْر فَضْل انتشار الإسلام في المنطقة والتزام أهلها بتعاليم الإسلام على جهود المرابطين،
ويبدو أن المبالغة في جهود المرابطين في نشر الإسلام بالسودان الغربي سُنَّة متَّبعة عند كُتّاب القوم؛ ومن حذا حذوهم، إلا أن الدكتور “عبد القادر ميغا” قد كفانا في الردّ على مزاعم معظمهم، وقد كتب الدكتور في الرد على صاحبة كتاب (دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب إفريقيا) التي بالغت في دور المرابطين في انتشار الإسلام لدرجة طمس جهود غيرهم ممن سبقهم أو عاصرهم أو جاء بعدهم، قائلاً:
“والمرابطون إنما ظهروا عام 434هـ، أي في أواخر المرحلة الأولى لانتشار الإسلام في غرب إفريقيا، وهو ما بين (20ه - 443هـ) بحسب تقسيمات بعض الدارسين، وكان استيلاؤهم على مدينة «أوغيست» الغانية عام 447هـ الموافق 1055م، «ولقد كان للثقافة الإسلامية العربية أثر واضح في حكومة غانا القديمة قبل دخول المرابطين، فالمسلمون هم الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة، لذلك كانوا يساعدون الملوك الوثنيين… فهذا أكبر دليل على انتشار الثقافة في السودان.
فيواصل الدكتور طرحه نقلاً عن أحد الباحثين قوله: “ففي الوقت الذي تمّ فيه تحوّل (صنهاجة) للإسلام في القرن (3هـ/ 9م) –كما أخبرنا ابن خلدون– كان دعاة إفريقيا وفقهاؤها –المالكيون وغيرهم من أصحاب المذاهب الأخرى– يمارسون نشاطهم بين بلاد كَوْكَوْ”(أي سنغاي[6]).
الوقفة الرابعة: المبالغة في جهد الأسرة الأقيتية بجَعْلهم رواد الثقافة العربية الإسلامية بمملكة مالي لدرجة طمس جهود غيرهم. وفي هذا الصدد تقول السيدة الباحثة: “ويكفي مسوفة شرفًا أن العائلة الأقيتية والتي أنجبت أحمد بابا التنبكتي وجُلّ قضاة السودان الغربي-السنغاي- كانت مسوفية صنهاجية، وتعتبر الأسرة الأقيتية رائدة الثقافة العربية الإسلامية في الغرب الإفريقي”[7].
إن الأسرة الأقيتية المذكورة هاجرت إلى الغربي الإفريقي -تنبكتو- في أواخر مملكة مالي، وبالتحديد في فترة حكم الطوارق (1434م)، كما يؤكد ذلك السعدي[8]؛ أي بعد مرور حوالي قرن من الزمن على حَجَّة “منسا موسى” الشهيرة، فكيف نُعلِّل -والحالة هذه- الازدهار العلميّ الذي تحفل برواياته المصادر التاريخية، والذي شهدته مملكة مالي إبَّان عودة منسا موسى إلى الحج؟!
وأين وَارَت جهود العلماء الذين قدم بهم “منسا موسى” من الحجاز لنشر الثقافة العربية الإسلامية في مملكته؟[9]بل وجهود الطلبة السودانيين الذين أرسلهم الملك “منسا” إلى القاهرة والمغرب والحجاز من أجل تطوير معارفهم ليُوظّفوها في خدمة الإمبراطورية عند عودتهم! وقد ذُكر في “موسوعة تاريخ مالي”: أن منسا موسى أرسل طالبًا يُدْعَى “كاتب موسى” مع أخوين له إلى المغرب للتّعليم؛ فلما عادوا أسند إلى “كاتب موسى” إمامة الجامع الكبير بمدينة تمبكتو، وظل إمامه أربعين سنة[10]. فهذه المؤشرات كلّها توحي بأن الثقافة العربية الإسلامية كانت حاضرة في مالي منذ عهد “منسا موسى”، بل وقبله بكثير. فهل يسوغ نسب دور انتشار الثقافة العربية الإسلامية في الغرب الإفريقي إلى الأسرة الأقيتية بعد هذا!
وفي الختام:
لا يُنكر أحد أنّ علماء شنقيط كان لهم تأثير كبير على المناحي العلمية بالغرب الإفريقي؛ حيث ظلّت المحاضر الشنقيطية منذ القرن 18م، وجهة مفضّلة لطلاب الغرب الإفريقي –ولا تزال كذلك-، وذلك نتيجة صلاتهم الوثيقة بديار شنقيط التي فرضها عامل الجوار، وقد أنجبت تلك المحاضر -قديمًا وحديثًا- أفذاذًا من طلبة الغرب الإفريقي تُعتبر صدورهم خير وعاء يحفظ فيه القرآن وعلوم اللغة العربية، إلا أن سرد الحقائق التاريخية تقتضي التّجرُّد من العاطفة والنّزعة القومية، كي لا نُشوِّه حقائق ذات صلة بتاريخ أمّة أخرى.
وما لا يمكن التّنازل عنه بأيّ حال من الأحوال، وتدعم صحّته الوثائق المعتمدة، أن الإمبراطورية السودانيّة التي قامت في الغرب الإفريقي كانت زنجيّة بالأساس، وأنّ الزنوج اعتنقوا الإسلام منذ النصف الأول من القرن الأوّل الهجري، ثمّ هم من تولّوا نشر تعليمه في الغرب الإفريقي أكثر من غيرهم، كما يقول البحّاثة في الشّؤن الإفريقي “الشيخ الخليل النحوي”. وبحسب الدّكتور عبد القادر ميغا، فإن أغلب الأقلام التي تتناول تاريخ الأفارقة بالتّشويه ولَيّ للحقائق، انطلق أصحابها “من مبادئ وطنية للدولة التي ينتمي إليها، ومن نظريات سياسية وفلسفات فكرية اعتنقوها، ويريدون تفسير أحداث التاريخ بها”.
…………………………….
[1] انظر: صفحة 36 من نفس الكتاب، الطبعة الخاصّة بمناسبة تولّي ولد الشيخ الغزواني الرئاسة 2024م.
[2] انظر: بادهو بانيكار، الوثنية والإسلام، ط2، 1998، ص76.
[3] انظر: صفحة 67، من نفس الكتاب.
[4] انظر: د. هارون المهدي ميغا، “التاريخ الإسلامي في غرب إفريقيا تحت مطارق الباحثين، مجلة قراءات إفريقية، 2016م.
[5] انظر: صفحة 66، نفس الكتاب.
[6] انظر: د. عبد القادر ميغا، المصدر السابق
[7] انظر: صفحة، 120، الكتاب ذاته.
[8] يقول السعدي: إن أول مَن قدم إلى تنبكتو من الأسرة الأقيتية هو جدّهم الجامع “محمد بن علي يحيى بن إبراهيم الصنهاجي المسوفي، وذلك في عهد دولة الطوارق. انظر: تاريخ السودان، ص35-36.
[9] ذكر أن منسا موسى لما عاد إلى الحج عام 1324م أتت معه طائفة من العلماء ومن بينهم أبو إسحاق الساحلي الغرناطي الشهير بالطويجي الذي تذكر المصادر الأندلسية أنه كان كاتبًا، وله في الهندسة اليد الطولي. انظر: ولد بيه، الدكتور محمد المحجوب، “موريتانيا جذور وجسور”، مكتبة القرنين للنشر والتوزيع ط،1، 2016م، ص 112.
[10] انظر: جيري، عبد القادر بن تيجان بن لالم، “موسوعة تاريخ مالي”، طوبى -مالي- مؤسسة كجيري للتربية والبحوث التاريخية 2015م، الجزء الثالث، ص379.