شهدت منطقة القرن الإفريقي اندفاعة قوية للدبلوماسية الأمريكية للتدخُّل في شؤونها بعد أسابيع من تجاهل إدارة الرئيس دونالد ترامب لهذه المنطقة، والتركيز فقط على مسألة دور بلاده في “أزمة سد النهضة” بين مصر وإثيوبيا.
وقد لاحَظ مراقبون بالإقليم أن وصول إدارة ترامب للحكم أدَّى على الفور إلى تغيُّرات مهمة في التحالفات الإقليمية داخل المنطقة، بينما بادرت واشنطن بجهود حثيثة لاحتواء عدد من الملفات، من بينها: بحث مسألة الاعتراف “بجمهورية أرض الصومال” دولة مستقلة، مقابل انخراط الأخيرة في ديناميات وتفاعلات الأمن الإقليمي في البحر الأحمر (بما في ذلك الجبهة اليمنية)، وإعادة تقييم العلاقات مع نظام “آبي أحمد”؛ كما يبدو منطقيًّا تصوُّر تأثير كبير للعلاقات الأمريكية-الصينية على مواقف واشنطن الأخيرة في المنطقة رغم ملاحظة هامة، وهي تهميش الشأن الإفريقي في السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة بشكل ملحوظ([1])؛ مما يشير إلى اهتمام قائم على توظيف دول المنطقة فحسب لخدمة أهداف واشنطن، وليس تمتين العلاقات الثنائية الأمريكية مع دول هذه المنطقة على نحوٍ يَعْكس الندية والمصالح المشتركة.
واشنطن وأديس أبابا: فتور محسوب
لا تزال قاعدة “القيادة الأمريكية الإفريقية” في معسكر ليمونيه Camp Lemonnier بجيبوتي، هي المنشأة الإستراتيجية الأمريكية الرئيسية لمراقبة التطورات على طول سواحل البحر الأحمر الجنوبية. وتحظى هذه القاعدة بقَدْر كبير من الأهمية في منطقة القرن الإفريقي، وخاصةً بالنسبة لإثيوبيا وجنوب السودان.
ويرى مراقبون أنّ الاهتمام بهذه القاعدة قد يُضْعِف احتمالية إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية أخرى في كينيا، مع وجود تقارير راهنة (نهاية سبتمبر 2025) تفيد بتوجُّه الإدارة الأمريكية لخفض عدد قواتها العاملة في إفريقيا بشكلٍ تدريجي وملموس.
وكذا من المتوقع أن تنتهج إدارة ترامب سياسة الصومال الواحد، مما يُؤخِّر مساعي إقليم “جمهورية أرض الصومال” للحصول على ما يَصفه بالاستقلال الشرعي “في المستقبل القريب”. إضافةً إلى ذلك، يرى بعض المراقبين في المنطقة (وبقدر من التفاؤل الواضح) أنه لا تزال هناك فرصة حقيقية لتعاون أمريكي بنّاء مع إريتريا. وأن ذلك يأتي أساسًا لمنع روسيا والصين من تأمين مواقع إستراتيجية على السواحل الشمالية الغربية للبحر الأحمر. وفي هذه الحالة، تُخاطر إثيوبيا بأن تكون الخاسر الأكبر في هذه العملية([2]).
في المقابل، من المتوقع أن يكون لتجميد المساعدات الأمريكية لإفريقيا عواقب بعيدة المدى على الجهود الإنسانية في القارة السمراء، ولا سيما في منطقة القرن الإفريقي، وهي المنطقة التي تشهد تقلُّبات مناخية حادة من عام لآخر، مع انعكاس آثار متتالية على الأمن والاستقرار الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
وبغضّ النظر عن المؤشرات التي خرجت في شهر أكتوبر 2025 عن عزم إدارة ترامب تمديد العمل بقانون الفرصة والنمو الإفريقي؛ فإنه من المتوقع أن تتركز الخسائر في منطقة القرن الإفريقي والدول المجاورة لها.
وعلى سبيل المثال، فإنه من أصل 72 مليار دولار قدَّمتها الولايات المتحدة كمساعدات دولية في عام 2023، ذهب حوالي 8٪ إلى جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان والسودان وأوغندا، مما يجعل هذه المجموعة من الدول أكبر مُتلَقٍّ للمساعدات الخارجية الأمريكية، كما تزداد الأهمية النسبية للمساعدات الإنسانية الأمريكية لشعوب هذه المنطقة مقارنةً بالمساعدات الدولية الأخرى؛ ففي عام 2023، قدَّمت الولايات المتحدة ما يقرب من 48٪ من المساعدات الخارجية للسودان، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA). بالنسبة لجنوب السودان والصومال، ارتفعت هذه النسبة إلى 52٪، وبالنسبة لإثيوبيا، أكبر مُتَلَقٍّ للمساعدات الأمريكية في إفريقيا في ذلك العام، وصلت النسبة إلى 60٪([3]).
لكنّ هذا الرقم تراجَع كثيرًا في ظل إدارة ترامب التي حوَّلت سياسات مساعداتها التنموية من حزم البرامج بعيدة الأجل إلى المساعدات الجزئية والمجزَّأة، مع التوقُّف عن نَهْج إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي كانت قد قررت -على سبيل المثال- في سبتمبر 2022م تقديم بليون دولار مساعدات غذائية طارئة لإفريقيا (الجزء المتبقي من المساعدات التي كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد قررتها لإفريقيا في يونيو 2022 بقيمة 2.76 بليون دولار)، تم توجيه أغلبها لإثيوبيا (حوالي 488 مليون دولار لتلبية حاجات نحو 4.8 مليون إثيوبي في حاجة مُلِحَّة للمساعدات الإنسانية)، وكينيا (235 مليون دولار)، والصومال (461 مليون دولار)، وجنوب السودان (106 ملايين دولار)([4])؛ وتظل الأرقام الحالية لمثل هذه المساعدات التنموية في ظل إدارة ترامب هزيلة مقارنةً بالأعوام السابقة كما سبقت الإشارة على وجه التحديد (منذ العام 2022- 2023).
التعاون العسكري أولًا:
كشف بيان هام لوزارة الحرب الأمريكية (كما أُعيد تسميتها من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب بمرسوم من ترامب) في مايو الماضي، وعلى هامش تدريبات قوة المهام المشتركة المجتمعة للقرن الإفريقي Combined Joint Task Force Horn of Africa، وحملت اسم “القرش الثور” Bull Shark إلى جانب قوات من جيبوتي وفرنسا واليابان والقوات البحرية بالاتحاد الأوروبي، من أجل تقوية الاتصال والتعاون بين الشركاء والحلفاء الدوليين في القرن الإفريقي. وكان ملحوظًا غياب إثيوبيا عن مثل هذه المناورات رغم تضمينها عمليات برية واسعة خلال المرحلة البرية، تعاونت خلالها قوات أمن فرقة العمل مع المشاركين في التمرين للتعامل مع عملية إنقاذ برية محاكاة على شاطئ خاص، وتحطم طائرة افتراضي في موقع بري آخر. كما تضمن التمرين تقييم الخسائر، مما عزَّز اختبار أساليب الاتصال والتوافق التشغيلي([5]).
ويتسق هذا الاهتمام مع فرضية وجود تقسيم عمل للسياسة الأمريكية في القرن الإفريقي ودوله؛ ويتجلى ذلك في تركيز واشنطن التعاون العسكري مع الأطراف التي تُسهم في تحقيق مكاسب عسكرية وأمنية هامة في منطقة البحر الأحمر والشرق الأوسط؛ ففي خِضم الصراعات الداخلية المستمرة في السودان وإثيوبيا والصومال وجنوب السودان، يبدو أن الصفقات غير التقليدية التي تشمل إقامة السدود والموانئ والتحالفات الأمنية تُعيد تشكيل المنطقة الهشَّة؛ الأمر الذي يمكن فَهْمه عند النظر في الديناميكيات الرئيسية في المنطقة، ولا سيما الصراعات بالوكالة، التي تُزعزع استقرار التحالفات بين الدول واتفاقيات السلام الهشَّة.
ويرى بعض الخبراء أن على المنظمات الحكومية الدولية الإقليمية والقارية عقد مشاورات للتعامل مع الديناميكيات الجيوسياسية المعقَّدة، ودراسة التداعيات الأمنية الإقليمية لعمليات دعم السلام، والعمل على تحقيق سلام دائم. والأهم من ذلك، ينبغي على دول القرن الإفريقي تأكيد التزامها بالتكامل الإقليمي من خلال مقاومة نزعات الوكالة من الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية في الصراعات داخل الدول وبينها([6])، وهي مسألة تتعارض في جوهرها مع رؤية واشنطن للأمن والاستقرار في الإقليم كمنطقة نفوذ حصري تقليدية لها في هذا المسار.
ممر لابسيت الصيني في القرن الإفريقي وتحدي واشنطن:
بات واضحًا ما أن ما تستثمره الصين بقيمة مليارات الدولارات لربط منطقة القرن الإفريقي بشبكة إقليمية من الطرق والموانئ وخطوط الأنابيب يُمثِّل تعميقًا مقلقًا للنفوذ الصيني في القرن الإفريقي؛ وردًّا على ذلك، تُواجِه المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة تحديًا متطورًا في هذه البوابة المحورية للقارة.
يُعدّ ممر ميناء لامو -جنوب السودان- إثيوبيا للنقل (LAPSSET)، -على وجه الخصوص في سياق الصراع الصيني الأمريكي على النفوذ الاقتصادي والسياسي في القرن الإفريقي-؛ مشروعًا إقليميًّا رائدًا للبنية التحتية يمكن أن يُحْدِث تحولًا في شرق إفريقيا من خلال زيادة الاتصال والتكامل الاقتصادي. ويمتد الممر عبر كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا ويرتبط بأوغندا، وقد تم بناؤه بهدف إطلاق العنان للإمكانات التجارية والتنموية لهذه البلدان والمنطقة الأوسع. يتميز ممر “لابست” LAPSSET بالعديد من المكونات الرئيسية: منها أن الميناء الذي يضم 32 رصيفًا في لامو بكينيا سيكون بمثابة مركز بحري رئيسي؛ وخط سكة حديد إقليمي يربط لامو بإيسيولو وناكودوك وجوبا (جنوب السودان) ومويالي وأديس أبابا (إثيوبيا) ونيروبي (كينيا)؛ إضافةً إلى طرق سريعة موازية لخطوط السكك الحديدية هذه، وخطوط أنابيب النفط التي تنقل النفط من جنوب السودان وإثيوبيا إلى الساحل الكيني. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المشروع تطوير منتجعات ومجمعات صناعية وبنية تحتية للطاقة ومطارات دولية على طول الممر([7]).
يهدف ممر لابست إستراتيجيًّا إلى تعزيز الترابط الإقليمي والتكامل الاقتصادي من خلال ربط الدول غير الساحلية بالساحل؛ لتعزيز التجارة وتسهيل الاستثمار. صُمِّمت هذه البنية التحتية المتكاملة لإنشاء منطقة اقتصادية متكاملة في شرق إفريقيا؛ وهو الأمر الذي سيُهدِّد الوجود التقليدي للولايات المتحدة في القرن الإفريقي؛ لا سيما وأن للأخيرة نفوذًا راسخًا في منطقة القرن الإفريقي، يعود تاريخه إلى حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين أصبحت إثيوبيا حجر الزاوية في الوجود الإستراتيجي الأمريكي، وأنشأت الولايات المتحدة منشآتٍ عسكريةً وبحريةً واستخباراتية، مثل محطة اتصالات كانيو Kagnew قرب أسمرة، لمراقبة خصوم الحرب الباردة واستعراض قوتها إقليميًّا.
وفي حقبة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تَعمَّق الوجود العسكري الأمريكي مع إنشاء قوة المهام المشتركة الموحدة في القرن الإفريقي، التي ركَّزت على مكافحة الإرهاب وبناء القدرات والاستقرار الإقليمي في ظل تهديدات مثل حركة الشباب والجماعات المتطرّفة. في ضوء صعود الصين في المنطقة، تحرص المملكة المتحدة على الحفاظ على إمكانية الوصول إلى قواعد عسكرية حيوية مثل معسكر ليمونييه في جيبوتي، وتأمين ممرات الشحن الدولية، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على نفوذها في منطقة محورية جيوسياسيًّا. وتُهدّد دبلوماسية البنية التحتية الصينية وجهود التكامل الاقتصادي بإعادة توجيه التحالفات الإقليمية وطرق التجارة، مما قد يَحُدّ من الخيارات الإستراتيجية الأمريكية([8]).
واشنطن وأرض الصومال: الجزرة المغرية
خضعت طبيعة الأمن داخل الدول وبين الدول intrastate في منطقة القرن الإفريقي لإعادة توجيه مستمرة وسريعة تنطوي على طموحات قديمة وجديدة. وقد اندلعت جولة أخيرة من الخلافات بسبب مذكرة تفاهم وقَّعها إقليم “جمهورية أرض الصومال”، -المطالب بالاستقلال عن جمهورية الصومال الفيدرالية-، وإثيوبيا (مقر الاتحاد الإفريقي والتي تُعدّ بحق واحدة من أهم الدول الإفريقية التي تنتهك مقرراته بخصوص حُسْن الجوار مع الدول المجاورة وعدم الافتئات على سيادتها) في يناير 2024، مما يمنح إثيوبيا الوصول إلى البحر الأحمر، ونشوب جولة أخرى من الصراع حول دولة أرض الصومال مع إقدام واشنطن على التعامل على الأرض مع احتمالات اعترافها بالإقليم دولة مستقلة. ويتَّسق مع سياسات واشنطن تلك ما قدَّمته أديس أبابا في مذكرة التفاهم من اعتراف سياسي لأرض الصومال مقابل 19 كيلو مترًا من ساحلها، سعيًا لتأمين مصالحها التجارية والأمنية من خلال إنشاء وجود في ميناء بربرة، وهو الوضع الذي أثار غضب جمهورية الصومال الفيدرالية. بعد مناوشة كلامية استمرت لمدة عام، بدأت إثيوبيا والصومال حوارًا رسميًّا بدأته تركيا (بدعم من السفير الأمريكي في الجولة الأخيرة) في ديسمبر 2024.
ومع ذلك، فقد كشف الوقت منذ ديسمبر 2024 عن العديد من الحقائق المقلقة التي تتطلب اهتمامًا من الجهات الفاعلة الإقليمية. وتشمل هذه الحقائق: تعقيد مسألة مياه نهر النيل وارتباطها بتوجهات إثيوبيا الإقليمية، ودولة أرض الصومال بحكم الأمر الواقع، والوصول العادل إلى البحر بالنسبة للدول غير الساحلية، واستغلال عمليات دعم السلام، بالإضافة إلى انعدام الأمن العميق الذي يدعو إلى مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية وخارج الإقليمية بشكل مباشر ومن خلال وكلاء([9])، مع قراءة واشنطن الحذرة حاليًّا لتطورات الأوضاع داخل إثيوبيا واحتمالات تجدُّد الحرب الأهلية بها، إضافةً إلى تصاعد الخلافات الإثيوبية الإريترية.
ختامًا، تمثل علاقات واشنطن مع أديس أبابا، -بغض النظر عن تقييمنا لها أو رؤيتنا لصعودها أو هبوطها من آنٍ لآخر-، حجر الزاوية في سياسات واشنطن في القرن الإفريقي، بينما يبدو حرص واشنطن على الحفاظ على مسافات آمِنَة لنفوذها داخل جميع دول المنطقة، والتركيز عسكريًّا على التعاون مع جيبوتي وأرض الصومال (لخدمة أهداف الأمن الأمريكي والدول الداعمة له في البحر الأحمر والشرق الأوسط)، واعتبار مسألة الحفاظ على الدولة الإثيوبية من الانهيار أولوية قصوى مهما كانت الحسابات والخسائر الإنسانية المترتبة على سياسات نظام “آبي أحمد” منذ العام 2018 داخليًّا وخارجيًّا، ويُضاف إلى ما سبق مخاوف واشنطن الجادة من النفوذ الصيني والروسي المتصاعد في الإقليم.
……………………….
[1] Belete Belachew Yihun, US-Horn of Africa Dilemmas, African Arguments, January 18, 2025 https://africanarguments.org/2025/01/us-horn-of-africa-dilemmas/
[2] Belete Belachew Yihun, US-Horn of Africa Dilemmas, African Arguments, January 18, 2025 https://africanarguments.org/2025/01/us-horn-of-africa-dilemmas/
[3] Corrado Cok, US aid freeze: A catastrophe looming for the Horn of Africa, European Council on Foreign Relations, February 21, 2025 https://ecfr.eu/article/us-aid-freeze-a-catastrophe-looming-for-the-horn-of-africa/
[4] $1 billion in U.S. emergency food security aid rushed to Africa, https://it.usembassy.gov/1-billion-in-u-s-emergency-food-security-aid-rushed-to-africa/
[5] Army Staff Sgt. Apolonia Gaspar, C, U.S. Strengthens Alliances, Collectively Boosts Regional Security Capabilities in East Africa, US Department of War, May 13, 2025 https://www.war.gov/News/News-Stories/Article/Article/4184439/us-strengthens-alliances-collectively-boosts-regional-security-capabilities-in/
[6] Mercy Fekadu Mulugeta and Leulseged Girma, Unconventional Transactions and Alliances in the Horn of Africa: Statehood, Dams, Ports, and Peace Support Operations, Georgetown Journal of International Affairs, April 15, 2025 https://gjia.georgetown.edu/2025/04/15/unconventional-transactions-and-alliances-in-the-horn-of-africa-statehood-dams-ports-and-peace-support-operations/
[7] Tewodros Woldearegay, China’s LAPSSET Corridor and the US’s stakes in the Horn of Africa, Africa at LSE, September 18, 2025 https://blogs.lse.ac.uk/africaatlse/2025/09/18/ethiopias-tax-to-gdp-ratio-has-fallen-even-as-the-country-has-gotten-richer/
[8] Ibid
[9] Mercy Fekadu Mulugeta and Leulseged Girma, Unconventional Transactions and Alliances in the Horn of Africa: Op. Cit.











































