صرّح وزير المالية الناميبي بأن البلاد تتوقع نموًا اقتصاديًا بنسبة 3.3% هذا العام، بانخفاض عن تقديرات 4.5% التي أُعلنت عند تقديم الميزانية الرئيسية في مارس، وذلك بسبب الانكماش المتوقع في قطاع التصنيع.
وفي مراجعة منتصف العام للميزانية، قالت إريكا شافودة إن نشاط التصنيع حتى الآن هذا العام تأثر سلبًا بانخفاض معالجة الماس، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج الأسمنت والنحاس المُنفّط.
وتبدو توقعات القطاع الأولي في الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا أكثر إيجابية، حيث سُجّل نمو بنسبة 2.5% هذا العام مقارنةً بنمو العام الماضي البالغ 1.8%، مدعومًا بزيادة استخراج اليورانيوم والمعادن الأخرى.
وأضافت شفودة أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط النمو للسنوات المالية الثلاث المقبلة 3.6%، بانخفاض عن 4.3% سابقًا. كما أشارت إلى تدهور في مسار المالية العامة.
واتسع عجز ميزانية ناميبيا في السنة المالية الماضية إلى 4.0% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بعجز قدره 2.0% من الناتج المحلي الإجمالي في العام السابق.
وأضافت شفودة: “إذا تُرك هذا (الاتجاه المتدهور) دون معالجة، فسيكون غير مرغوب فيه للغاية، وسيؤدي إلى تدهور خطير في الركائز المالية الرئيسية، مثل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي”.
وخفض البنك المركزي الناميبي الأسبوع الماضي سعر الفائدة الرئيسي للإقراض (NACBIR=ECI)، بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.50%، في محاولة لتحفيز الاقتصاد الراكد.
وعلى صعيد آخر، أكدت شركة “بي بي” (BP) البريطانية، اكتشافا جديدا للنفط والغاز في حوض “أورانج” البحري قبالة سواحل ناميبيا، في خطوة تعزز موقع البلاد كإحدى أبرز الوجهات الواعدة في قطاع الطاقة الإفريقي.
وكانت شركة راينو ريسورسز (Rhino Resources) -المستكشِف والمشغّل الإفريقي- قد أعلنت في وقت سابق هذا الشهر عن الاكتشاف في إطار رخصة الاستكشاف البترولي رقم 85 حيث تمت عملية الحفر.
وبحسب بيان الشركة، تمتلك راينو ريسورسز حصة تشغيلية تبلغ 42.5%، وتشارك أزول إنرجي (Azule Energy) بالحصة نفسها، إلى جانب كل من شركة النفط الوطنية الناميبية وكوريس إنفستمنتس.
وتبرز أهمية الاكتشاف في كون “بي بي” تمتلك 50% من أسهم أزول إنرجي، مما يمنحها موقعا محوريا في المشروع ويعزز حضورها بواحدة من أكثر المناطق الواعدة بالثروات الهيدروكربونية في القارة.
وشهدت ناميبيا خلال العامين الماضيين سلسلة من الاكتشافات الكبرى في مجالي النفط والغاز على يد شركات عالمية، مما أثار توقعات بتحولها إلى لاعب جديد بسوق الطاقة العالمية، في وقت يتزايد فيه الطلب على مصادر بديلة لتأمين الإمدادات.
ويرى خبراء أن دخول شركات كبرى مثل “بي بي” و”أزول إنرجي” يعكس الثقة المتنامية بالإمكانات الجيولوجية للحوض الناميبي، ويفتح الباب أمام استثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية للطاقة بهذا البلد.