المصدر: كورييه إنترناشيونال
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
قاد الإسرائيليون، لعدة عقود، وحدة النخبة في الكاميرون، باعتبارهم عيون وآذان وأذرع الرئيس الكاميروني بول بيا المسلحة.
لقد غاص موقع “أفريكان أرجيمنت الإخباري” في قلب هذا النظام الأمني الغامض, حيث استعرض قصة الإسرائيلي “إيران مواس” الذي منح نفسه وعقيلته وأولاده إجازة مستحقة في جزر البهاما في نوفمبر 2018م تحت أشعة الشمس الكاريبية بجانب حمام السباحة اللامتناهي في الأفق، وبسعر 20 ألف دولار (16700 يورو) في اليوم؛ والفيلا التي يستأجرها على البحر ليست رخيصة، لكن السعر هو أقل ما يقلقه.
وتشمل محفظته العقارية الشخصية: شقة في نيويورك تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون دولار (16,7 مليون يورو)، ثمنها لم يدفع منه أيّ شيء من ماله الشخصي، بالإضافة إلى فيلا في لوس أنجلوس تُقدر قيمتها بأكثر من 12 مليون دولار (10 ملايين يورو). ومكان إقامته المعتاد هو عقار ضخم في ياوندي، عاصمة الكاميرون؛ حيث يقال: إنه يسافر في سيارة مُصفَّحة، برفقة حرّاس شخصيين.
يدين “إيران مواس” بأسلوب الحياة المعنية ليس فقط إلى الوظيفة التي شغَلها لفترة طويلة داخل كتيبة التدخل السريع (BIR)، وهي وحدة النخبة في الجيش الكاميروني، ولكن أيضًا إلى الأعمال التي يقوم بها مع الحكومة المحلية. يتم وضع BIR تحت الأوامر المباشرة لبول بيا، الرئيس الذي تولى السلطة لعقود من الزمن. وتشتهر الكتيبة بصرامة التدريب الذي تَفرضه على جنودها، وبالأسلحة المتفوقة التي يمكنها الوصول إليها.
وتشتهر BIR أيضًا بقسوتها إلى حدّ تطرُّق منظمات حقوق الإنسان إلى أعمال تعذيب وإعدامات تعسفية قامت بها الوحدة. ويقر أحد أعضائها السابقين بأنه شهد شخصيًّا عمليتي إعدام جماعيتين في شمال الكاميرون؛ حيث أُجبر الضحايا -حوالي عشرة- على حفر قبورهم بأنفسهم، ثم الاستلقاء هناك قبل قتلهم.
تسبَّبت تصرفات BIR في فضيحة منذ اندلاع الأزمة في المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية في عام 2016م. وفي هذا الصراع غير المتكافئ بين القوات الحكومية والانفصاليين ضعيفي التسليح، اتُّهمت الوحدة في مناسبات متعددة بإحراق القرى، واغتصاب النساء، وارتكاب عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وأعمال تعذيب. ودفعت هذه الانتهاكات الولايات المتحدة إلى تعليق جزء من المساعدات العسكرية التي كانت تمنحها للكاميرون منذ فترة طويلة في فبراير 2019م. وقد أدانتها بشدة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى.
وتشبه وحدة BIR إلى حدّ ما جيش “بول بيا” الخاص؛ نتيجة عدم خضوع عناصرها للهرم القيادي للجيش النظامي. ويشير “كاه والا”، وهو شخصية معارضة في الكاميرون إلى القول: “نحن نتعامل مع رئيس دكتاتوري يمارس السلطة القمعية، وقد جهَّز نفسه بقوة مسلحة خاصَّة، ممَّا أدى بطبيعة الحال إلى زيادة مستوى القمع”؛ على حد تعبيره.
تدريب وتسليح الجنود:
“إيران مواس” ليس المقاول الخاص الإسرائيلي الوحيد الذي يقدم الخدمات لـBIR. إن تحقيقنا -الذي تم إجراؤه بالشراكة مع القناة 12 [القناة التلفزيونية الإسرائيلية]- بحث في العلاقات طويلة الأمد التي أقامها بعض المواطنين الإسرائيليين مع وحدات النخبة التابعة للرئيس الكاميروني. روابط تعود إلى الثمانينيات وما تزال مستمرة حتى اليوم، ويستفيد “إيران مواس” وآخرون بشكل كبير من هذه المعرفة.
إنها صفقة جيدة؛ أن نتعاون مع BIR، وقد تم منح الوحدة المال بسخاء، وربما تم تمويلها من حساب “خارج الميزانية” للشركة الوطنية للهيدروكربونات [شركة عامة كاميرونية كبرى]؛ مما يعني أن التمويل يمكن أن يأتي بشكل غير مباشر من شركات النفط الممثلة في الكاميرون، بما في ذلك العديد من الشركات البريطانية، التي أبرمت صفقة غاز بقيمة 1,5 مليار جنيه إسترليني (1,6 مليار يورو) في 2018م.
وفي إطار BIR، يشارك الإسرائيليون في كلٍّ من التدريب والقيادة وتسليم الأسلحة، لكنَّ هوية الكيانات الخاصة التي تعمل كوسطاء لا تزال غير واضحة. وتقوم الوحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات بتجنيد جنود جدد وتدريبهم في فِرَق تتألف من ألف أو ألفي رجل. وبعد تدريبهم، يحصل الجنود على أسلحة هجومية إسرائيلية الصنع. وكشفت إحدى المُجنَّدات السابقات في BIR، والتي تركت التدريب في عام 2015م، أن حوالي مائة مدرب إسرائيلي أمضوا ثلاثة أشهر في الكاميرون لتدريب الوحدة التي كانت جزءًا منها. كان من الممكن أن يتقاضى كل مدرب 1000 دولار (836 يورو) يوميًّا.
فيلا في لوس أنجلوس وإجازة في جزر البهاما:
يبدو العمل مربحًا بشكل خاص لأولئك الذين هم في أعلى السُّلّم الوظيفي. يُظهر تحقيقنا أن “إيران مواس” استحوذ على عقارات في نيويورك ولوس أنجلوس وحيفا وياوندي بقيمة إجمالية لا تقل عن 32 مليون دولار (26 مليون يورو).
وفي مايو 2015م، اشترى ثلاث تذاكر بقيمة 5000 دولار (4100 يورو) لمباراة [الملاكمة] بين [الأمريكي] مايويذر و[الفلبيني] باكياو، وشُوهِدَت زوجته وهي ترتدي ساعة رولكس مُرصَّعة بالماس بقيمة 60 ألف دولار (50 ألف يورو) على معصمها.
بدأت استثمارات “إيران مواس” المعروفة في العقارات في عام 2010م بشراء فيلا مقابل 1,6 مليون دولار (1,3 مليون يورو) في لوس أنجلوس، بها حوض سباحة ولها إطلالة خلابة على المدينة وسينما خاصة. وقد باعها بمبلغ 2,7 مليون دولار (2,2 مليون يورو) في عام 2014م. وفي يوليو 2015م، اشترى شقة في نيويورك في الطابق 49 من ناطحة سحاب زجاجية في شارع المليارديرات، شارع 57، الملقب بـ “زقاق المليارديرات”؛ مقابل 20 مليون دولار (16,7 مليون يورو)، عبر شركة صورية. الهدف بلا شك هو الحفاظ على سرية عملية الاستحواذ، لكنَّ اسم “مواس” يظهر في الإقرارات الضريبية للشركة التي تمكنت أفريكان أرجيمنت من الحصول عليها من خلال طلب قانون حرية المعلومات للوصول إلى المعلومات.
وفي العام التالي، دفع “إيران مواس” 12 مليون دولار (10 ملايين يورو) مقابل فيلا في هيدن هيلز، وهو مجمع سكني آمن في لوس أنجلوس، وفقًا لموقع Dirt.com. تم الاستحواذ على هذا العقار أيضًا من خلال شركة وهمية عنوانها “c/o Kohli & Partner”، وهي شركة محاماة سويسرية نعرفها من خلال “أوراق بارادايس” [الكشف عن معلومات عن شركات خارجية من تسرب وثائق سرية في عام 2017م]، والتي لديها العديد من العملاء ذوي السمعة المشكوك فيها.
وفي العام نفسه أقامت عائلة مواس في جزر الباهاما في فيلا في أوشن كلوب، [مجمع فندقي تابع لمجموعة فورسيزونز] بتكلفة تُقدَّر بـ20000 دولار (16,500 يورو) في الليلة، ثم عادوا إلى المنتجع ذاته في العام التالي.
دور الشركات في بنما:
وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن طموحات “إيران مواس” قد تجاوزت حدود مسؤولياته ضمن BIR. ففي أبريل 2018م، فازت شركة غامضة تدعى Portsec SA بعقد بقيمة 43 مليون دولار (36 مليون يورو) لتأمين ميناء دوالا. الشركة مُسجَّلة في بنما، وهي دولة معروفة بسرّيتها، ولم يتم إدراج أيّ مالكين على الموقع. ولكن، وفقًا لاثنين من مصادرنا، فإن “مواس” هو الذي يقف وراء هذا العقد.
ووفقًا لوثيقة حصل عليها الناشط الكاميروني بوريس برتولت؛ فازت شركة بورتسيك بالعقد بفضل “دعوة خاصة لتقديم العطاءات” من مكتب الرئيس. الوثيقة ليست سهلة القراءة، ولكن لا يزال بإمكاننا فكّ تشفير العنوان، “c/o Kohli & Partner”، وهي نفس شركة المحاماة التي استخدمها “مواس” لشراء الفيلا الخاصة به في لوس أنجلوس.
لم يكن في مقدورنا إثبات وجود صلة مباشرة بين مصالح “إيران مواس” في الكاميرون وممتلكاته العقارية، لكن لا يبدو أن لديه مصادر دخل مهمة أخرى. تم التواصل معه عبر هاتفه الخلوي في الكاميرون، وأغلق الخط بمجرد أن قدمنا أنفسنا؛ كما أنه لم يُجِبْ عن الأسئلة التي نطرحها عليه عبر الواتساب، كما لم يرد ميناء دوالا وشركة Kohli & Partner على أسئلتنا المتكررة.
رفقة طويلة:
تعود العلاقات الخاصة بين إسرائيل والكاميرون إلى ما قبل وصول “إيران مواس”. ويمكن إرجاعها إلى عام 1984م، وهو عام الانقلاب الفاشل. وكاد الجيش الكاميروني أن يُطيح ببول بيا، الذي كان في السلطة لمدة عامين فقط في ذلك الوقت. وهو يشتبه في أن المستعمر السابق، فرنسا، دعم محاولة الانقلاب، ولذلك قرَّر البحث عن شركاء جدد لحماية ظهره.
يلجأ أولًا إلى رجل الأعمال الإسرائيلي “مئير ميوحاس”، العميل السري السابق الذي يعمل لصالح إسرائيل، ثم يلجأ لاحقًا إلى ابنه سامي. يستفيد الأب والابن من ترخيص حصري من وزارة الدفاع الإسرائيلية يسمح لهما بالتفاوض بشأن تسليم الأسلحة مع الكاميرون. انتهت هذه الترتيبات الصغيرة في عام 2001م، لكنَّ مبيعات الأسلحة الإسرائيلية للبلاد استمرَّت. وأفادت عدة مصادر على غرار إفرات لاختر من القناة 12 أن عائلة ميوهاس تواصل تنسيق صادرات المعدات العسكرية إلى الكاميرون.
لم نتمكن من الاتصال بعائلة ميوها، التي أردنا الحصول على تعليقاتها. وفقًا للعديد من جنود BIR، بدءًا من عام 2009م، تلقى كل مجنَّد جديد سلاحًا جديدًا من تصنيع شركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية (IWI)، وهي شركة تصنيع أسلحة إسرائيلية. ومن بين هذه الأسلحة، بنادق Galil ACE 21، ومؤخرًا بنادق Tavor الهجومية، التي يبلغ سعر الواحدة منها حوالي 1900 دولار (1600 يورو). كما تقوم الشركات الإسرائيلية بتزويد BIR بناقلات جند مدرعة –مثل Saymar Musketeer أو Thunder– وتجهيز الحرس الرئاسي.
لكنَّ الدور الذي تلعبه إسرائيل داخل القوات المسلحة الكاميرونية يمتدّ إلى ما هو أبعد من مجرد عمليات تسليم الأسلحة. في الواقع، كان الإسرائيلي “أبراهام آفي سيفان” هو الذي أنشأ BIR في عام 1999م، تحت اسم مختلف في البداية. وكان “سيفان” قد تولَّى في الماضي قيادة عدة وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى القطاع الخاص؛ حيث عمل ملحقًا عسكريًّا إسرائيليًّا في الكاميرون. بعد ترك الخدمة المدنية، قام بتدريب الحرس الرئاسي الكاميروني والإشراف عليه، وعمل على إنشاء BIR تحت سلطة وزير الدفاع الكاميروني والرئيس نفسه.
وفي عام 2010م، توفي “سيفان” في حادث طائرة هليكوبتر بالقرب من ياوندي. ومنذ ذلك الحين، تم الحفاظ على سرية هوية خلفائه بعناية، على الرغم من تداول عدة أسماء، بعضها خطأ بالتأكيد، مثل “ماهر هيرتز”. وقد تم ذكر اسم واحد على وجه الخصوص في عدة مصادر.
قائد غامض:
يؤكد أحد أعضاء BIR السابقين أنه سمع من زملائه أن الجنرال “إيريز زوكرمان” هو مَن كان في القيادة، وأنه حل محل “سيفان” في عام 2012م تقريبًا. وهي شهادة أكَّدها عدة أشخاص آخرين.
يبدو الأمر كما لو أن رئيسًا جديدًا يتولى السلطة في بلدٍ ما. ويضيف “لقد تم تداول الاسم على الرغم من أننا لم نكن قد رأينا الشخص بعد”.
إيريز زوكرمان هو عميد سابق في الجيش الإسرائيلي. على عكس أبراهام آفي سيفان، انتهت مسيرته المهنية بشكل سيئ. خلال حرب لبنان عام 2006م، ارتكبت فرقته أخطاء فادحة دفعته إلى الاستقالة، معترفًا “بالفشل”. وبعد أن ترك الجيش، أسرَّ أصدقاؤه للصحافيين: “من المحتمل أن يتولى إدارة مزرعة العائلة؛ حيث لديهم قطيع من الماشية”. وبدلًا من ذلك، يلجأ الجنرال الإسرائيلي السابق إلى قيادة BIR.
يقول جندي سابق بوحدة BIR: “إن إيريز زوكرمان ذهب إلى كل قاعدة من القواعد العسكرية في الكاميرون للتعريف بنفسه. يتذكر أنه في منطقة باكاسي، بالقرب من الحدود مع نيجيريا، رأى الجنرال لأول مرة. وقال: “لقد جاء بطائرة هليكوبتر في عام 2012م، وعرفنا من هو بالفعل في تلك المرحلة”.
وكانت آخر مرة رأى فيها الرجل زوكرمان في فبراير 2018م، في قاعدة سالاك العسكرية في شمال الكاميرون. وقال: “لقد كانت زيارته نوعًا من التفتيش لمعرفة كيف تسير الأمور في الموقع”، مضيفًا أن زوكرمان كان يُعطي الأوامر للضباط.
لاحقًا تم إثبات إدانة BIR بتهمة التعذيب في سالاك، وقامت الولايات المتحدة بالتحقيق في وجود جنودها هناك. وقال جندي آخر: إنه رآه مرتين في ياوندي في مايو 2019م، بما في ذلك مرة في قاعدة عسكرية.
واعترف “إيريز زوكرمان”، الذي تم الاتصال به، بأنه كان مستشارًا عسكريًّا في الكاميرون، لكنَّه أكَّد أنه لم يعد إلى هناك منذ عام 2017م، ورفض الإجابة عن أسئلتنا الأخرى.
تمرير شعلة القيادة:
وفي مرحلة ما، بدا أن زوكرمان مرَّر شعلة القيادة إلى “إيران مواس”. وخلافًا لأسلافه، فإن “مواس” ليس جنديًّا محترفًا. وعندما وصل إلى الكاميرون عام 1998م، عمل في البداية مع مجموعة تاديران الإسرائيلية، التي تتولى صيانة أنظمة اتصالات الجيش. ولم يُجنِّده الجيش الكاميروني مباشرةً إلا في وقت لاحق.
وبموجب هذا الدور الجديد، سيعمل بلا شك في البداية تحت سيطرة “آفي سيفان”. وفي عام 2004م، قام صحفي إسرائيلي بتغطية زيارته إلى حديقة بالقرب من ياوندي، والتي أنشأها “سيفان”، وحصلت على “دعم كبير” من “مواس”.
ويشير الصحفي إلى أن “مواس” يستخدم “سيارة جيب عسكرية كاميرونية، سائقها أحد أفراد الحرس الرئاسي الذي يعرض الأجنحة المميزة للمظليين الإسرائيليين، ويرتدي الحذاء الأحمر للمظليين”، ويكتب أن مواس يُدعى “النقيب أو الجنرال في القطاع”.
بالنسبة للمحامي الإسرائيلي إيتاي ماك، المتخصص في حقوق الإنسان الذي يناضل من أجل قدر أكبر من الشفافية في الصادرات العسكرية الإسرائيلية؛ فإن الاتفاق بين وحدة BIR والمدربين الإسرائيليين غير عادي، على أقل تقدير. ومن النادر جدًّا أن تقبل إسرائيل أن يتولى أحد أفرادها قيادة وحدة ما في بلد أجنبية.
ويضيف “إيتاي ماك” أن مواس وزوكرمان وزملاءهم سيحتاجون إلى تصاريح رسمية من الحكومة الإسرائيلية للعمل في الكاميرون. وبالنسبة للمحامي، فمن غير المرجَّح أن يكونوا قد انحرفوا عن القاعدة.
لا أحد يريد أن ينتهك هذه القاعدة؛ لأن ذلك يُعتبر اعتداءً على أمن الدولة. وسيكون ذلك شكلًا من أشكال الخيانة… وبالتالي، فإن “مواس” بالضرورة لديه تفويض من الحكومة الإسرائيلية.
استراتيجية لتأمين دعم الكاميرون:
السفارة الإسرائيلية في ياوندي تُوجِّهنا إلى وزارة الخارجية في إسرائيل. ورَفض المتحدث باسمها التعليق، مضيفًا “ليس علينا أن نُقدِّم لك أيّ تفسيرات”. كما ترفض وزارة الدفاع تزويدنا بمعلومات دقيقة، لكنها تشير إلى أن تراخيص التصدير تخضع لفحوصات منتظمة وتقييمات دورية مِن قِبَل أعلى المستويات في وزارتي الدفاع والخارجية”.
بالنسبة لإيتاي ماك، يمكن أن يكون موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه القضية جزءًا من الاستراتيجية.
“بول بيا” هو أحد أصدقاء إسرائيل الأكثر موثوقية في القارة الإفريقية. وفي المقابل تدعم الكاميرون إسرائيل علنًا في المحافل الدولية الكبرى.. وتلعب الكاميرون دورًا رئيسًا في سعي إسرائيل إلى الشرعية.. وكل هذا جزء من الصراع الجيوسياسي مع الفلسطينيين.
وفي مارس 2018م، قدم “إيتاي ماك” استئنافًا أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، يطالب فيه بإلغاء جميع تراخيص التصدير إلى BIR، وتعليق منح تراخيص جديدة. نظرت المحكمة في القضية بعد بضعة أشهر، وقرر القاضي فرض حظر على النشر في القضية، ما منع إيتاي ماك من الكشف عن الاستنتاجات. ومع ذلك، وفقًا لمصدر داخلي في BIR، فإن معظم الجنود الذين تخرجوا من التدريب في عام 2019م لم يحصلوا على بنادق إسرائيلية، بل بنادق كرواتية.
وإذا أوقفت إسرائيل صادراتها العسكرية إلى الكاميرون؛ فإن أيّ تدريب عسكري يقوم به مواطنون إسرائيليون سيكون بدوره غير قانوني، بحسب المحامي. ولكن هذا ربما لن يتغير كثيرًا. ويشير إلى أن “هناك بالفعل الكثير من الأسلحة الإسرائيلية المتداولة، وبعد ذلك تم تشكيل الوحدة بالفعل مِن قِبَل الإسرائيليين، وبعبارة أخرى سيكون التأثير محدودًا.
“من الغريب جدًّا أن يكون لديك قوة مسلحة يقودها أجنبي، يشير إلى الخصم. وحتى لو كانوا مستشارين بسيطين، أو إذا كانوا ينتمون إلى شركات خاصة؛ فإن معظمهم ضباط إسرائيليون سابقون… وهذا يدفع الجمهور الكاميروني إلى ربط إسرائيل بهذه الوحدة القمعية”.
حق الرد لـ”إيران مواس”:
أرسل لنا محامو “إيران مواس” الرسالة التالية:
ردًّا على المقال بعنوان “في الكاميرون، المرتزقة الإسرائيليون في قلب السلطة” المنشور على موقعكم الإلكتروني، والذي يحتوي على العديد من الادعاءات الكاذبة المتعلقة بي، أرى نفسي مضطرًا إلى إجراء التصحيحات التالية:
إن التأكيد على أنني عضو بارز في BIR، والذي أستمد منه معظم دَخْلي، هو تأكيد كاذب تمامًا.
لم أكن أبدًا عضوًا أو قائدًا في BIR؛ وعلى وجه الخصوص، لم أكن أبدًا خليفة الجنرال إيريز زوكرمان.
لقد كنت مستشارًا مستقلًا في الكاميرون لأكثر من 20 عامًا. أقوم بهذا النشاط القانوني تمامًا وفقًا لقوانين الكاميرون وكذلك وفقًا للقانون الدولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المقال: