الأفكار العامة:
– تتوقف قدرة إفريقيا على تعظيم فوائد تكنولوجيا الفضاء، لا سيما الأقمار الصناعية، في مجالات الأمن القومي، والاتصالات، والتنمية، وإدارة الكوارث؛ على تعزيز التعاون الإقليمي المُنسَّق والفعَّال.
– كشف انقطاع كابل بحري في مارس 2024م عن هشاشة البنية الرقمية في غرب إفريقيا، بعد ما تسبب في شلل الإنترنت بـ13 دولة. في المقابل، أثبتت خدمات الأقمار الصناعية مثل “ستارلينك” و”نيغكومسات” صلابتها واستمراريتها، مؤكدة الدور المحوري للبنية التحتية الفضائية.
– شكَّل هذا الانقطاع تحذيرًا بالغًا للحكومات والقطاعات الحيوية بأن البنية الأرضية، رغم ضرورتها، تظل عُرْضَة للانهيار، فيما توفّر الأصول الفضائية موثوقية تشغيلية أعلى واستمرارية في الأداء.
– لطالما كانت الحدود الإفريقية تحديًا أمنيًّا بفِعْل امتدادها وضعف السيطرة عليها؛ إلا أن الصور الفضائية أتاحت مراقبة دقيقة للمناطق النائية، ودعمت قدرات الدول في التصدي للتهديدات العابرة للحدود.
– تلعب الأقمار الصناعية دورًا حيويًّا في دعم الزراعة الذكية، من خلال توفير بيانات حول الأمطار، وصحة التربة، وحالة المحاصيل والآفات، ما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مُحسَّنة لرفع الإنتاجية وخفض الخسائر.
– إلى جانب البُعْد الأمني؛ تنظر الحكومات الإفريقية إلى الفضاء كأداة إستراتيجية لدفع التَّحوُّل الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق تنمية مستدامة تُلبّي تطلعات الشعوب.
بقلم: تيميدايو أنيسون*
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
تعتمد قدرة إفريقيا على تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك الأقمار الصناعية، في مجالات الأمن القومي، والاتصالات، والتنمية، والتخفيف من الكوارث؛ على تعزيز التعاون الإقليمي الفعَّال.
في مارس 2024م، دخلت العلاقات بين إفريقيا وقطاع الفضاء مرحلة جديدة، عقب انقطاع كابل بحري أدَّى إلى شلل الإنترنت في 13 دولة من غرب إفريقيا. تعطَّلت الخدمات الحكومية والمصرفية، وتوقفت أعمال الشركات، وحُرِمَ الملايين من الوصول إلى المنصات الرقمية. ورغم ذلك، أظهرت خدمات الأقمار الصناعية مثل “ستارلينك” و”نيغكومسات” في نيجيريا قدرة فائقة على الاستمرار دون انقطاع، ما أبْرَز صمود البنية التحتية الفضائية وأهميتها الإستراتيجية.
شكَّل هذا الحدث إنذارًا حاسمًا للحكومات والمؤسسات؛ فبينما تظل البنى التحتية الأرضية ضرورية؛ فإنها تظل عُرضة للانقطاعات والأعطال، في حين تُوفِّر الموارد الفضائية ضمانات تشغيلية أعلى. ويأتي هذا في سياق توجُّه إفريقي متزايد نحو الاعتماد على الفضاء ليس فقط في الاتصالات، بل كرافعة لتعزيز الصمود الوطني في مواجهة المخاطر البيئية والتهديدات البشرية.
أدوات ملموسة للسيادة والأمن:
أصبح الفضاء يُمثل مجالًا إستراتيجيًّا متزايد الأهمية للدول الإفريقية، بفضل دوره الحيوي في دعم الأمن القومي، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز القدرة على مواجهة التهديدات العابرة للحدود. وعلى الرغم من أن أثر الفضاء قد لا يكون مرئيًّا بشكل مباشر في الحياة اليومية؛ إلا أن المُواطِن الإفريقي يعتمد عليه باستمرار، دون أن ينتبه لذلك؛ من خلال خدمات كالبث التلفزيوني، والملاحة عبر الهواتف الذكية، وتوسيع تغطية الإنترنت في المناطق النائية؛ وكلها قائمة على تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي تدور على ارتفاع آلاف الكيلو مترات من سطح الأرض.
وإلى جانب هذه الاستخدامات الشائعة، تُسهم تقنيات الفضاء في مراقبة السواحل والحدود، وإدارة الموارد الطبيعية، ومراقبة البيئة، وحماية التنوع البيولوجي؛ وهي مهام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسيادة الوطنية والأمن والتنمية المستدامة. ولهذا السبب، بدأت الحكومات الإفريقية تُولِي اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في البنية التحتية الفضائية، رغم التحديات المرتبطة بضعف الميزانيات الوطنية والحاجات التنموية المُلِحَّة. هذه المفارقة تُبْرِز حِرْص الدول على تحقيق توازن دقيق بين طموحاتها الفضائية وإكراهاتها الواقعية.
البُعْد الأمني لتقنيات الفضاء بات يحتل موقعًا متقدمًا في أولويات السياسات الإفريقية، مع تزايد إدراك الحكومات لدوره الحيوي في حماية السيادة ومواجهة التهديدات العابرة للحدود. فإدارة الحدود، التي طالما شكَّلت تحديًا بسبب هشاشتها واتساعها، أصبحت أكثر فاعلية بفضل الصور الفضائية التي تُمكِّن الحكومات من مراقبة المناطق النائية التي يَتعذّر الوصول إليها بسهولة، مما يُعزِّز قدرات المراقبة الميدانية ويوفر رؤية شاملة للأنشطة على الأرض.
وفي المجال البحري، تلعب الأقمار الصناعية دورًا إستراتيجيًّا في تأمين المناطق الاقتصادية الخالصة؛ إذ تُساعد في التصدي للصيد غير المشروع والقرصنة، وهما ظاهرتان كبَّدَتا الاقتصادات الإفريقية خسائر بمليارات الدولارات. أما في الدول الغنية بالموارد، فتُوفّر التكنولوجيا الفضائية آلية رقابة فعَّالة لرصد عمليات التعدين غير القانوني، وقطع الأشجار الجائر، واستغلال النفط بشكل لحظي.
ولا يقلّ أهمية عن ذلك استخدامها في الحفاظ على التنوع البيولوجي؛ حيث تُوظَّف أجهزة التتبع الفضائية والبيانات الجيومكانية لحماية الحياة البرية، عبر مراقبة تحركات الأنواع المُهدّدة بالانقراض ومكافحة الصيد الجائر.
إن ما يجمع بين هذه الاستخدامات هو أنها تُبْرِز الفضاء كأداة سيادية عملية، لا كمجرد رمز للتقدُّم التكنولوجي، بل كوسيلة فعَّالة لتعزيز الأمن الوطني والتحكم بالموارد.
تطبيقات متعددة الأبعاد:
إلى جانب تعزيز الأمن، تتَّجه الحكومات الإفريقية نحو استخدام الفضاء لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة. تُساعد أقمار الاتصالات على توصيل الإنترنت إلى المناطق الريفية التي تفتقر إلى شبكات الألياف الضوئية، مما يقلل الفجوة الرقمية التي تعزل جزءًا كبيرًا من إفريقيا عن اقتصاد المعرفة العالمي. وهذا يُمكِّن المدارس الريفية من الوصول لمنصات التعليم الإلكتروني، ويُوفّر خدمات الطب عن بُعْد للعاملين في الصحة، ويفتح أسواقًا جديدة لرواد الأعمال.
كما تلعب أقمار البثّ الفضائي دورًا هامًّا في الحياة اليومية لملايين الأشخاص من خلال دعم قنوات مثل DStv وCanal+، التي أصبحت علامات مألوفة في القارة. وتعتمد هذه الصناعات على البنية التحتية الفضائية، ولا تقتصر فقط على توفير المعلومات والترفيه، بل هي أيضًا من أكبر مصادر الوظائف ومساهمة مهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
تُعدّ الزراعة، التي تُشكِّل ركيزة اقتصادات كثيرة في إفريقيا، من أبرز المستفيدين من تطبيقات الفضاء؛ إذ تُقدّم الأقمار الصناعية بيانات عن هطول الأمطار، وجودة التربة، وصحة المحاصيل، ومكافحة الآفات، مما يُمكِّن المزارعين من اتخاذ قرارات أفضل لزيادة الإنتاج وتقليل الخسائر. وفي دول تواجه تحديات الأمن الغذائي، تُعدّ هذه التطبيقات ثورية. وكذلك، تدعم الأقمار الصناعية علوم البحار من خلال مراقبة التيارات والمصايد وتآكل السواحل، مما يساعد الحكومات والمجتمعات على حماية البيئة واستغلال الفرص الاقتصادية.
أما مخططو المدن، فيستخدمون تقنيات الفضاء لتصميم مدن أكثر ذكاءً ومرونة؛ خاصةً في ظل النمو السكاني السريع والتمدن العشوائي. بالإضافة إلى ذلك، تُقدّم الأقمار الصناعية تحذيرات مُبكّرة من الفيضانات والجفاف والأعاصير، وهو أمر حيوي لإفريقيا التي تعاني من تقلبات مناخية قاسية، مما يُعزّز القدرة على التكيُّف وتقليل مخاطر الكوارث.
إرث إفريقيا الطويل في الفضاء:
يُشكِّل انخراط إفريقيا في قطاع الفضاء نقطة جذب بامتياز؛ نظرًا لغنى تراثها التاريخي في هذا المجال. فقد كان علم الفلك متجذرًا في المجتمعات الإفريقية منذ زمن بعيد؛ حيث أسهم في تنظيم الدورات الزراعية، والملاحة، والممارسات الثقافية.
خلال فترة الحرب الباردة، استضافت دول إفريقيا بِنًى تحتية أرضية حيوية للبعثات الفضائية الأمريكية والسوفييتية، مضيفة دورًا حاسمًا، وإن كان غير مُعلَن، لاستكشاف الفضاء.
وفي العصر الحديث، يستمر هذا الإرث عبر التعاون الإستراتيجي بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الوطنية بجنوب إفريقيا (سانسا)؛ لاستضافة محطات الأرض التابعة لبرنامج أرتميس، الهادف إلى تأسيس وجود دائم على القمر، والتحضير للرحلات البشرية إلى المريخ. تعكس هذه الشراكات المساهمة القَيِّمة للقارة الإفريقية، التي كثيرًا ما يُقلّل من تقديرها في مجال استكشاف الفضاء.
بصمة متنامية في الفضاء:
حاليًّا، أنشأت أكثر من 21 دولة إفريقية برامج فضائية، وطرحت 18 دولة على الأقل قمرًا صناعيًّا واحدًا. وأطلقت القارة مجتمعة 65 قمرًا صناعيًّا، بما في ذلك أقمار الـ”CubeSats” الصغيرة، ويوجد حاليًّا أكثر من 120 قمرًا صناعيًّا في مراحل التطوير، ومن المتوقع أن يتم إطلاقها بحلول 2030.
في السنوات الأخيرة، بلغ متوسط الإنفاق السنوي للحكومات الإفريقية على الفضاء حوالي 500 مليون دولار. من بين الدول الرائدة في هذا المجال مصر وجنوب إفريقيا ونيجيريا والمغرب والجزائر وأنغولا، وجميعها قامت باستثمارات مستمرة في الفضاء. تشمل برامجها مجموعة من سواتل رصد الأرض والاتصالات والعلوم، وغالبًا ما يتم ذلك بدعم من الشراكات الدولية.
كما أثار النمو السريع في البرامج الوطنية مسائل تتعلق بالتنسيق والفعالية. لا تحتاج جميع البلدان، ولا سيما البلدان التي لديها أقاليم جغرافية صغيرة نسبيًّا، إلى تشغيل سواتلها أو وكالاتها الفضائية. ويتم التأكيد على ذلك من خلال التوافر المتزايد لجزء كبير من البيانات ذات الصلة من خلال المنصات التجارية. وقد يؤدي هذا التعدد إلى إهدار الموارد الشحيحة. رواندا مثال جيد على ذلك. بدلاً من التسرع في إطلاق أقمار صناعية جديدة، أعطت البلاد الأولوية لإنشاء أنظمة مركزية للوصول إلى البيانات المتاحة تجاريًّا وتوزيعها، مع تركيز مواردها المحدودة على تعظيم المنفعة بدلاً من البحث عن الهيبة.
مجالات التعاون:
لم تكن إمكانيات التنسيق بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء أكبر من أيّ وقت مضى. تجسَّدت قوة التعاون في مصر من خلال مبادرة “المبادرة الإفريقية لتطوير الأقمار الصناعية” (AfDev-Sat)، التي دَرّبت 71 مهندسًا من 34 دولة إفريقية، وافتتحت مرافق متخصصة لتجميع، وتكامل، واختبار الأقمار الصناعية لخدمة شركائها على مستوى القارة. يمثل افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية خلال مؤتمر الفضاء الإفريقي (AfSA) في القاهرة أبريل 2025م إنجازًا مهمًّا؛ حيث يوفر إطارًا قاريًّا لتنسيق برامج الفضاء، ومواءمة السياسات، وتقليل التكرار، وتعزيز الوصول المشترك إلى البنية التحتية والبيانات. وتتمثل مهمة الوكالة في توحيد الإستراتيجيات، وتيسير البعثات المشتركة، والتفاوض على شراكات دولية، وضمان دعم أنشطة الفضاء للرؤية الطموحة لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063م لقارة مزدهرة ومتكاملة.
وقد نفَّذت مفوضية الاتحاد الإفريقي سابقًا مبادرة “الرصد العالمي للبيئة والأمن في إفريقيا” (GMES وإفريقيا) بدعم من المفوضية الأوروبية؛ بهدف تحسين وصول الدول الإفريقية إلى بيانات رصد الأرض واستخدامها لتعزيز التنمية المستدامة، مع تركيز خاص على إدارة الموارد الطبيعية، والمراقبة البيئية، وتنسيق العمليات الإنسانية. ومُوِّلَ البرنامج بمِنَحٍ بلغت 30 مليون يورو للمرحلة الأولى، و25 مليون يورو للمرحلة الثانية.
وفي إطار الدعم الزراعي الفضائي، أطلقت الوكالة الإفريقية للخدمات الزراعية برنامج الشراكة الفضائية بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي عام 2025م، بتمويل 100 مليون يورو ضمن إستراتيجية “البوابة العالمية” للاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز القدرات الإفريقية في رصد المناخ، والزراعة، وإدارة مخاطر الكوارث، وتنمية القطاع الخاص، مع ضمان ملكية البيانات والأنظمة إفريقيًّا.
أصبح الفضاء ساحة تعاون متنامية على الصعيد الدولي مع إفريقيا؛ حيث تُعتبر أوروبا شريكًا راسخًا، فيما عززت الصين دورها سريعًا في التطوير التكنولوجي، ولا تزال روسيا ملتزمة بهذا المجال (مثل إطلاق “أنجوسات-2”)، كما تستكشف الولايات المتحدة توسعة تعاونها مع إفريقيا خارج نطاق برنامج “أرتميس”.
التعاون البراغماتي بدلاً من الهيبة:
إن تحوُّل إفريقيا نحو الفضاء هو ثمرة حسابات عملية؛ فالأقمار الصناعية والتقنيات المرتبطة بها أدوات فريدة من نوعها تُعزِّز الأمن الوطني، وتَحْمي الموارد الطبيعية، وتُوسِّع نطاق الاتصال، وتُعزِّز الإنتاجية الزراعية، وتحمي السكان من مخاطر المناخ.
ومع ذلك، فإن المقياس الحقيقي للنجاح لن يكون في عدد الأقمار الصناعية التي تُطلقها كل دولة، بل في مدى فعالية القارة ككل في الاستفادة من الفضاء لتحقيق الأهداف المشتركة. ولتجنُّب تشتُّت الاستثمارات وضمان أن يصبح الفضاء مُحرِّكًا للتكامل بدلًا من التشتُّت، سيكون التنسيق وبناء القدرات والمؤسسات القارية، مثل الوكالة الإفريقية للفضاء، أمرًا بالغ الأهمية.
لتجنُّب الاستثمارات المجزأة، وضمان أن يصبح الفضاء مُحرِّكًا للتكامل بدلاً من التشتت، سيكون التنسيق وبناء القدرات والمؤسسات القارية مثل وكالة الفضاء الإفريقية أمرًا ضروريًّا.
ولضمان النمو المستدام لصناعة الفضاء الإفريقية؛ من الضروري أن تحافظ وكالة الفضاء الإفريقية على مرونتها وكفاءتها في عملياتها، مع تجنُّب أوجه القصور البيروقراطية التي أعاقت مفوضية الاتحاد الإفريقي تاريخيًّا. ويعتمد استمرار نجاح وكالة الفضاء الإفريقية أيضًا على الدعم القوي والمتواصل من الدول الأعضاء الإفريقية والشركاء الدوليين، الذين يدركون أن الالتزام والتعاون الجماعيين ضروريان لقارة إفريقيا لتمارس دورها القيادي في مجال الفضاء.
يجب أن يُعطى إشراك المواطنين أولوية قصوى لترجمة الإنجازات التقنية إلى قصص ذات صدى واسع، تجعل المبادرات الفضائية قريبة ومفهومة للجمهور، وتُعزّز الدعم الشعبي لها. على المستوى الوطني، من الضروري أن تتبنَّى وكالات الفضاء الرائدة في الجزائر ومصر والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا نماذج عالمية متطورة تُمكِّن القطاع الخاص من قيادة الابتكار والتقدم التكنولوجي. فقد تغيَّر المشهد الفضائي تمامًا عما كان عليه سابقًا؛ حيث كانت هذه الوكالات هي الفاعل الوحيد في وضع السياسات وتنفيذ البرامج. وإشراك القطاع الخاص بشكل أوسع لن يُعزّز فقط الإبداع، بل سيجذب أيضًا الاستثمارات الضرورية لتسريع نمو المنظومة.
تمتلك إفريقيا فرصة فريدة لتلبية احتياجاتها التنموية، بل والمساهمة بحلول للتحديات العالمية. وينبغي على الجهات الناشئة أن تستفيد من تجارب السابقين، وتبني مؤسسات صامدة، فعَّالة، ومستقبلية. فالهيبة المرتبطة بإنشاء برنامج فضائي وطني لا تدوم إلا إذا تجسد ذلك خلال عقد من الزمن من خلال تطبيق تقنيات مستقلة ذات أثر ملموس. ببلوغه مرحلة النضج، يصبح الفضاء ليس ترفًا بل ضرورة إستراتيجية لإفريقيا، بوصفه أداة لتحقيق مكاسب فورية وآفاق بعيدة لقارة تسعى لصياغة مستقبلها في عالم مترابط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش:
*الدكتور تيميدايو أونيوسون: هو المُؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة “الفضاء في إفريقيا”، وهي ذراع بحثية تابعة لمختبر الوسائط التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهو أيضًا عضو في المجلس العالمي لمستقبل تكنولوجيا الفضاء التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.
رابط المقال: https://africacenter.org/fr/spotlight/domaine-spatial-potentiel-benefique/











































