Abstract: This study deals with the repercussion of the western conquest on African citizenship which determined how far Africans are linked to their homeland in term of serving and their loyalty to it. In addition, the principle of citizenship is one of the main pillars for the protection of a state, because it has the effect of building a strong partnership between citizens. This research aims to study the effects and dimensions left by the Western colonialism on African citizenship, as it seeks to discover the negatives facing African citizenship. For example, double identities, the subsequent weakness of Africans in national solidity and the lack of interaction with the general issues about their homeland. One of the main problems which African countries face is the deep impact of the western colonialism on the African citizenship. Colonialism has succeeded in controlling the spirit of African citizenship by following some strategic mechanisms which lead them to spread the appearances of empty citizenship in the African society. Therefore, it is necessary for Africans to surpass this duplication of identity and strive to establish true African citizenship by creating meaningful programs in education and realizing economic growth. Thus, a sense of national responsibility, and a lack of deviation from the right way will lead Africans to citizenship.
الملخص: من المعلوم أنّ الانتساب إلى بقعةٍ جغرافيّةٍ معيّنة ضرورةٌ اجتماعية وسياسية، ويأتي هذا الانتماء في الغالب من أساسٍ فطريٍّ ووراثـيّ، ولكن تغير الحال بعد أن تمّ إحداث الحدود الإقليمية للأوطان في القرن التاسع عشر، وتلا ذلك نظام الجنسيّات، وهذا التغيّر الجذريّ لطبيعة الأوطان أتى نتاجاً للاحتلال الغربيّ الغاشم للبلدان، ولم تكن القارة الإفريقية خارجةً عن ذلك، إذ يتمثّل رأس المعاناة لدى الأفارقة في التشكّل المزدوج للإنسان الإفريقي إزاء المواطَنة؛ من حيث الصدق في الانتماء والتكيُّف في الانتساب، ولذلك، كان لا بدّ من مراجعة قراءة «المواطَنة الإفريقية»، والتي يُعنى بها ارتباط الأفارقة بأوطانهم ولاءً وخدمةً. لقد تأثّر جلّ الأفارقة بثقافة المُستعمِر، وبخاصّةٍ الذين يقيمون في الغرب الإفريقي الفرنسيّ، في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبقيت انعكاسات الاحتلال الغربيّ عائقةً للمواطَنة الإفريقية، حيث قلّلت آثارُ الاحتلال مشاعرَ الحبّ والارتباط بالوطن عند الأفارقة، وانبثق عنها ضعف الاستجابة في تقديم الجهود ورسم الخطط ووضع الموازنات العلميّة والعمليّة لتطوير القارة؛ وأدّى كلّ ذلك إلى عدم ارتياح الإنسان الإفريقي غالباً للبقاء في وطنه، كما نتج عنه تزايد الهجرة غير الشرعية، وضعف المشاركة السياسية، وقلّة الأداء الاجتماعي، وموت روح الانتماء، ومشكلة الازدواجية في الهُوِيّة. لم يكن البعدان الثقافيّ والاجتماعيّ كافيَيْن لدى سلطات الاحتلال في تشكيل تلك المواطَنة المزدوجة عند الإفريقي، بل تجاوز الأمر إلى ترجمة هذَيْن البعدَيْن في الحركة السياسية والإدارية، وكانت بدايتها نابعةً من الانبهار بالثقافة الغربية، وصياغة النهج التربويّ والتعليميّ على نمط فكر المُستعمِر. أضف إلى ذلك الأنظمة السّياسية التي خلّفها الاحتلال، والتي لا تزال متّبعَةً في إفريقيا، ما يجعل المواطن الإفريقي يتساءل عن حقيقة الاستقلال ومدى واقعيّته. ولمبدأ المواطنة دَوْرٌ في تعزيز الوحدة الوطنيّة، والقدرة على نشر التّعايش السلمي بين الشعوب، وتقليل الخلافات فيما بينها، ولا يتحقق ذلك كلّه إلا بأن تهتم الشعوب بالعلم والمعرفة، وضرورة حماية هُوِيّتهم، التي من خلالها يمكن المحافظة على قيمهم الإنسانية الأصيلة.