رشّح حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم، الحزب الحاكم في جيبوتي، الرئيس إسماعيل عمر جيله لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك خلال مؤتمر استثنائي عقده في قصر الشعب بالعاصمة جيبوتي، بحضور قيادات الحزب ومندوبين من مختلف أنحاء البلاد.
ويأتي ترشيح جيله، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، في ظل تعديل دستوري أتاح له الترشح مجددًا، ليخوض بذلك سباقا انتخابيا جديدا في 9 أبريل المقبل، وسط توقعات واسعة بفوزه، بالنظر إلى هيمنة الحزب على المشهد السياسي في البلاد.
وشهد مؤتمر اتحاد الأغلبية الرئاسية في جيبوتي مشاركة واسعة من الأحزاب المتحالفة مع حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم، أبرزها جبهة استعادة الوحدة والديمقراطية، والحزب الوطني الديمقراطي، والحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي، والاتحاد من أجل التقدم والجمهورية.
وقد أعلنت هذه القوى السياسية دعمها لترشيح الرئيس جيله ممثلًا لتحالفها في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في أبريل 2026. ويأتي هذا التوافق السياسي ليعكس حالة من الاصطفاف الحزبي خلف الرئيس جيله، في خطوة تهدف إلى تعزيز شرعيته السياسية وتوحيد الجبهة الداخلية قبيل الاستحقاق الانتخابي.
إلا أن اللافت في هذا السياق هو انضمام حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والعدالة، أبرز أحزاب المعارضة، إلى قائمة الداعمين لترشيح الرئيس، ما أضفى على القرار بعدًا وطنيًا يتجاوز الحسابات الحزبية.
ويُنظر إلى هذا الدعم الواسع باعتباره مؤشرًا على توافق سياسي نادر في المشهد الجيبوتي، يعكس رغبة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار ومواصلة مسيرة التنمية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
وفي كلمته أمام المؤتمر، أعلن الرئيس جيله قبوله ترشيح الحزب، معتبرًا أن تجديد الثقة به “تعبير صادق عن إرادة الشعب الجيبوتي وإيمانه بمستقبل مشرق للوطن”، مشددًا على أن المرحلة المقبلة تتطلب “مزيدًا من العمل والتكاتف لترسيخ وحدة الأمة وتعزيز مكتسبات الدولة”.
وأضاف أن جيبوتي استطاعت الحفاظ على استقرارها رغم التحولات السياسية والاقتصادية المعقدة التي يشهدها العالم، داعيًا المواطنين إلى التمسك بروح الوحدة والعدالة والمساواة، ومعلنًا عزمه طرح برنامج وطني متوازن يهدف إلى ترسيخ التنمية المستدامة وصون الاستقرار.
ويُعد إسماعيل جيله ثاني رئيس لجيبوتي منذ استقلالها عن فرنسا عام 1977، وقد شهدت البلاد في عهده تحولات اقتصادية وتنموية كبيرة، أبرزها تطوير البنية التحتية وتعزيز موقع البلاد الإستراتيجي كمركز لوجستي في منطقة القرن الأفريقي.











































