أعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أنه سيقوم بـ”بمراجعة جميع الاتفاقيات الموقعة في الماضي مع جميع الشركاء”، وذلك بعد أيام قليلة على اكتمال انسحاب القوات الفرنسية من البلاد بدعوة من السلطات الجديدة.
وأوضحت مذكرة صادرة عن وزارة الخارجية النيجرية، موجهة إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في نيامي، أنه سيتم “تقديم مشروع بروتوكول اتفاق جديد” لبلدانها.
وأوضحت المذكرة أن الهدف من مراجعة الاتفاقيات هو “بث ديناميكية جديدة في التعاون الثنائي” دون تحديد ما إذا كان القرار يهم كل الدول أم يقتصر على تلك التي لديها قوات في النيجر.
وأشارت إلى أنه “منذ وصول المجلس الوطني لحماية الوطن إلى السلطة في 26 يوليو 2023، التزمت النيجر بشكل حازم على طريق تأكيد سيادتها وحماية الوطن والدفاع عن مصالحها، ومن هذا المنطلق، واستجابة لمطالب الشعب النيجيري، تبلغ الوزارة كافة الدول الشريكة التي لها قوة عسكرية متواجدة على التراب الوطني، أن النيجر ستقوم بمراجعة كافة الاتفاقيات الموقعة مع الدول المذكورة”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية التي يوجد لديها 1300 جندي في البلاد، قد أعلنت في وقت سابق عن رغبتها في بقاء قواتها هناك، ونفس الموقف عبرت عنه كذلك ألمانيا التي يوجد لديها 100 جندي بالنيجر.
ومنذ وصول المجلس الوطني لحماية الوطن برئاسة الجنرال عبد الرحمن تياني إلى السلطة إثر انقلاب عسكري أطاح في 26 يوليو بالرئيس المنتخب محمد بازوم، تقول السلطات العسكرية الجديدة إنها “ملتزمة بشكل حازم بتأكيد سيادة البلاد والدفاع عن مصالحها”.
هذا وأدى وزير خارجية النيجر بكاري ياوو سانغاري، زيارة للجزائر أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، فيما نوه في تصريح عقب اللقاء بأن الجزائر “وقفت دائما إلى جانب النيجر في كل الأزمات التي واجهها البلد في الماضي”.
كما عبر الوزير عن رضى حكومته عن الطريقة التي “أدت بها الجزائر دور الوساطة بمساع حميدة في كل مرة يحدث فيها مشكل بالنيجر”.
وأضاف أن النيجر اليوم “في خضم وساطة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”، مضيفا أن جاء إلى الجزائر لتقييم التطورات مع وزير خارجية الجزائر، وليشرح له الديناميكية التي توجد حاليا.
ووصف وزير خارجية النيجر الوساطة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بأنها “في الطريق الصحيح”، معبرا عن أمله في التخلص سريعا من كل الأوضاع الحالية، وفي “التوصل إلى إيجاد حل سريع للأزمة بخصوص الأوضاع التي نعيشها حاليا”.
وأشار بكاري ياوو سانغاري إلى أن خروج النيجر من هذه الأزمة سيمكنها “من التركيز على العمل الذي ينتظرنا من أجل العودة إلى النظام الدستوري، والأعمال الواجب القيام بها لدعم التنمية في بلدنا”.