تعهدت رئيسة تنزانيا سامية حسن سولوهو يوم الاثنين بتجاوز الاحتجاجات الدامية التي اندلعت إثر انتخابات الأسبوع الماضي المتنازع عليها، وذلك خلال أدائها اليمين الدستورية لولايتها الأولى.
وأدت سامية، البالغة من العمر 65 عامًا، وهي واحدة من رئيستين فقط لدولة في إفريقيا، اليمين الدستورية في حفل أقيم في قاعدة عسكرية بالعاصمة دودوما. وقالت لكبار الشخصيات، بمن فيهم رؤساء الصومال وبوروندي وموزمبيق وزامبيا: “يجب أن تستمر الحياة”.
وأدانت حسن الاحتجاجات ووصفتها بالعنف والتدمير. وقالت: “مسؤوليتنا هي بناء حاضرنا ليكون أفضل من أمسنا. أدعو الله أن نواصل حماية قيم الوحدة والتعاون”.
وأعلنت اللجنة الانتخابية فوز حسن بـ 31.9 مليون صوت من أصل 37.7 مليون ناخب مسجل، وهو رقم يفوق بكثير عدد الأصوات التي حصل عليها سلفها، جون ماجوفولي، في انتخابات عام 2020، والبالغ 12.5 مليون صوت. ولا يزال الإنترنت معطلاً، وموظفو الخدمة المدنية يعملون من منازلهم وظلّ الوصول إلى الإنترنت، الذي قيدته الحكومة يوم الانتخابات، معطلاً يوم الاثنين. ويقول المعارضون إن الانتخابات كانت مزورة وإن المئات لقوا حتفهم، لكن الحكومة رفضت هذا العدد ووصفته بالمبالغ فيه.
ويقول المراقبون إن الناخبين “لم يتمكنوا من التعبير عن إرادتهم الديمقراطية”. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن تقارير موثوقة أشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في الاحتجاجات التي اندلعت خلال تصويت الأربعاء الماضي.
ونفت الحكومة حصيلة قتلى المعارضة ووصفتها بأنها “مبالغ فيها بشكل كبير”، ودافعت عن الرد الأمني ووصفته بأنه معقول وضروري. وأقرت حسن بسقوط أرواح في أعمال العنف، دون أن تحدد عددها.
وقال حزب تشاديما، أكبر أحزاب المعارضة، والذي استُبعد من الانتخابات لرفضه التوقيع على مدونة سلوك، والذي اعتُقل زعيمه بتهمة الخيانة في أبريل، إن النتائج مُفبركة.
وقال مراقبو الانتخابات من الهيئة الإقليمية لجنوب إفريقيا (سادك)، التي تنزانيا عضو فيها، إنه في معظم المناطق، “لم يتمكن الناخبون من التعبير عن إرادتهم الديمقراطية”، مشيرين إلى القيود المفروضة على المعارضة وظهور حالات حشو صناديق الاقتراع بأوراق مزورة في بعض مراكز الاقتراع. وأكدت الحكومة أن العملية الانتخابية كانت نزيهة وشفافة.
ويبدو أن الاحتجاجات قد خفت حدتها في الأيام الأخيرة، لكن لا تزال هناك انتشارات عسكرية وشرطية مكثفة في العاصمة التجارية دار السلام يوم الاثنين، وطُلب من موظفي الخدمة المدنية مجدداً العمل من منازلهم، وفقاً لما ذكره سكان.
وهنأ الاتحاد الإفريقي حسن على فوزها في الانتخابات خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنه حثّ حكومتها على دعم “الحقوق والحريات الأساسية”.
وحظيت الرئيسة سامية بإشادة واسعة بعد توليها منصبها في عام 2021 خلفاً لماجوفولي لتخفيفها القمع الحكومي، لكنها واجهت مؤخراً انتقادات من أحزاب المعارضة والنشطاء بعد سلسلة من الاعتقالات وعمليات اختطاف مزعومة للمعارضين. وفي العام الماضي، صرّحت بأنها أمرت بإجراء تحقيق في تقارير الاختطاف. ولم تُنشر أي نتائج رسمية حتى الآن.











































