أُغلقت مساء اليوم السبت، 25 أكتوبر 2025، صناديق الاقتراع في كوت ديفوار بعد يوم انتخابي وصف بالهادئ نسبيا، رغم التوترات السياسية التي سبقت العملية.
وشارك في الانتخابات أكثر من 8 ملايين ناخب مسجلين لاختيار رئيس جديد للبلاد، في استحقاق يُنظر إليه على أنه مفصلي لمستقبل الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، التي شهدت خلال العقدين الماضيين اضطرابات سياسية وحروب أهلية متكررة.
والانتخابات التي بدأت في الساعة الثامنة صباحا (بتوقيت غرينتش) وانتهت عند السادسة مساء، جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت الحكومة نحو 44 ألف عنصر من قوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد.
ورغم الحظر المفروض على المظاهرات، والذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “غير متناسب”، سُجلت احتجاجات متفرقة في العاصمة السياسية ياموسوكرو ومدن أخرى، في حين أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال المئات خلال الحملة الانتخابية، بعضهم تلقى أحكاما بالسجن تصل إلى 3 سنوات بتهم تتعلق بالإخلال بالنظام العام.
ويتصدر السباق الرئاسي الرئيس الحالي الحسن واتارا، البالغ من العمر (83 عاما)، والذي يخوض حملته الرابعة والأخيرة حسب تصريحاته، مستندا إلى ما يقرب من 15 عاما من النمو الاقتصادي والاستقرار النسبي.
أما أصغر المرشحين فهو جان لويس بيلون، وزير التجارة السابق، البالغ من العمر (60 عاما)، والذي فشل في الحصول على دعم حزب المعارضة الرئيسي.
ورغم أن واتارا يراهن على إرثه الاقتصادي، فإن شريحة واسعة من الشباب الإيفواريين عبّرت عن استيائها من استمرار النخبة السياسية، مطالبة بتمثيل حقيقي وفرص عمل.
ويبلغ متوسط عمر سكان كوت ديفوار 18 عاما، مما يعكس فجوة واضحة بين القيادة السياسية والقاعدة الشعبية الشابة. وقال أحد الطلاب في أبيدجان “لقد سئمنا من رؤية كبار السن يتخذون قرارات نيابة عنا. نريد من يفهم مشاكلنا ويمنحنا فرصًا حقيقية”.
ومن المتوقع صدور النتائج الأولية خلال 5 أيام، وفي حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، ستُجرى جولة إعادة بين المرشحين المتصدرين.
وتتابع جهات دولية وإقليمية مجريات الانتخابات عن كثب، وسط آمال بأن تسهم في تعزيز الاستقرار السياسي، وتفتح الباب أمام إصلاحات اقتصادية واجتماعية تواكب تطلعات الجيل الجديد.
وتُعد كوت ديفوار أكبر منتج للكاكاو في العالم، وواحدة من أسرع الاقتصادات نموا في إفريقيا، وقد شهدت خلال السنوات الماضية جهودا لتوسيع قاعدة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، خاصة في مجالات التعدين والبنية التحتية. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، أبرزها البطالة، والتفاوت الاقتصادي، وغياب التمثيل السياسي للشباب والنساء.











































