أعلن السفير زريهون إببي، مدير إدارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الاثيوبية خلال مؤتمر صحفي عقده في أديس أبابا، عن اكتمال استعدادات بلاده إثيوبيا لاستضافة الدورة الـ11 لمنتدى تانا للسلم والأمن في إفريقيا، وذلك بعد انقطاع دام لعدة سنوات.
وستُعقد فعاليات المنتدى هذا العام بشكل استثنائي في مدينتي: بحردار على ضفاف بحيرة تانا، والتي ستحتضن الجلسة الإفتتاح والجلسات رفيعة المستوى، ومركز مؤتمرات عدوة في العاصمة أديس أبابا.
وأكد السفير زريهون أن منتدى هذا العام سيكون محطة فارقة في تاريخ المنتدى، لكونه يشهد ولأول مرة مشاركة واسعة من المبعوثين الخاصين لمنطقة القرن الإفريقي، بما في ذلك مبعوثي الدول والأمم المتحدة للقرن الإفريقي، وممثلي الحكومات، ووزراء الخارجية.
وستُخصص جلسة خاصة لتبادل وجهات النظر بين هؤلاء المبعوثين حول التحديات المشتركة، بما يعزز من التنسيق الإقليمي. وأوضح أن المنتدى سيشكل منبراً لمناقشة النظرة الدولية تجاه منطقة القرن الإفريقي، انطلاقاً من المصالح المتشابكة والمتباينة للدول المعنية، مؤكدًا أن وضع أجندة مشتركة للتعاون بات ضرورة ملحة لمواجهة الأزمات المتفاقمة في المنطقة، مثل الأزمة السودانية، ومستقبل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، والتحديات المرتبطة بتمويلها.
وقال إن شرق إفريقيا أصبحت اليوم منطقة جاذبة لنفوذ إقليمي ودولي متزايد، وتحولت إلى مسرح تنافس استراتيجي. وبالتالي، فإن مثل هذه المنتديات ضرورية لتشخيص التحديات ووضع حلول جماعية.
وأضاف: عدم الاستقرار في المنطقة له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين، سواء من حيث تصاعد الحركات الإرهابية، أو تفاقم الهجرات غير الشرعية. ومن هنا، تأتي أهمية منتدى تانا كمساهم فاعل في طرح رؤى واقعية ووضع مدخلات سياسية وأمنية لمواجهة هذه التهديدات.
ويُعد منتدى تانا للسلم والأمن في إفريقيا أحد أهم المنصات غير الرسمية في القارة، وقد أُطلق عام 2012 بمبادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، ليكون مساحة حوار مفتوحة ومرنة تجمع بين صناع القرار الأفارقة، وخبراء السياسات، وقادة الفكر، لمناقشة قضايا السلم والأمن في القارة.
وتأتي أهمية المنتدى هذا العام في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، واحتدام الأزمات في منطقة القرن الإفريقي، ما يجعله منصة محورية لصياغة فهم مشترك بين الأطراف الفاعلة، ودفع جهود السلام والاستقرار إلى الأمام.