أعلنت السلطات في مالي اعتقال الدبلوماسي الفرنسي يان فيزيلييه، الذي يشغل منصب السكرتير الثاني في سفارة فرنسا بباماكو، متهمة إياه بالتجسس ومحاولة زعزعة الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية.
وقد سارعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى التنديد بما وصفتها بـ”اتهامات بلا أساس”، وزعمت أن فيزيلييه يتمتع بحصانة دبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وطالبت بالإفراج الفوري عنه، معتبرة أن الخطوة تمثل “انتهاكا خطيرا للقانون الدولي”.
ويمثل هذا التطور حلقة جديدة في مسار التدهور الحاد للعلاقات حيث أقدمت السلطات الانتقالية على طرد السفير الفرنسي، وإنهاء التعاون العسكري مع باريس، وتعليق بث وسائل إعلام فرنسية، مع تعزيز علاقاتها السياسية والعسكرية مع موسكو.
وتنظر الأنظمة العسكرية في منطقة الساحل، مثل بوركينا فاسو والنيجر، إلى الحادث باعتباره رسالة تحدٍّ لباريس، تعزز خطابها السيادي المشترك.
ويرى محللون أن مسار الأزمة قد يتخذ أحد 3 اتجاهات رئيسية، فإما أن ترضخ باماكو للضغوط وتفرج عن الدبلوماسي الفرنسي، أو تصر على إبقائه قيد الاحتجاز، وهو ما قد يدفع نحو قطيعة دبلوماسية كاملة مع باريس، أو تلجأ إلى حل وسط يتمثل في طرده عبر تسوية تفاوضية.