تخطط وكالة التصنيف الائتماني الإفريقية (AfCRA)، وهي مبادرة قارية تهدف لتقديم تقييمات بديلة لمخاطر سداد الديون، لإطلاق عملياتها بحلول نهاية سبتمبر.
وقال ميشيك موتيزي، الخبير الرئيسي في شؤون وكالات التصنيف الائتماني لدى “الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء”، وهي هيكل تابع للاتحاد الإفريقي، إن الوكالة ستنشر أول تقرير لها عن التصنيف السيادي بحلول نهاية العام أو مطلع 2026. مضيفاً أن الرئيس التنفيذي للوكالة سيُعيّن في الربع الثالث من العام الجاري، وجرى بالفعل اختيار قائمة مختصرة من المرشحين.
وانبثقت هذه المبادرة نتيجة الانتقادات المتكررة التي وجهتها الحكومات الإفريقية إلى وكالات التصنيف الثلاث الكبرى –”فيتش ريتنغز” (Fitch Ratings)، و”موديز ريتنغز” (Moody’s Ratings)، و”ستاندرد آند بورز غلوبال ريتنغز” (S&P Global Ratings)– إذ اتهمتها بالتحيز وغياب الشفافية.
وستسعى الوكالة المعروفة باسم “AfCRA” إلى معالجة هذه المسألة من خلال تواجدها فعلياً في القارة، رغم أنها تواجه تحدّي إقناع المستثمرين بأن تقييماتها لن تكون إيجابية بشكل غير مبرر.
موتيزي صرح، الأسبوع الماضي، أن عدداً من الحكومات والبلديات والشركات في إفريقيا أعربت عن اهتمامها بالحصول على تصنيفات ائتمانية.
وكانت “الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء” شكّكت الأسبوع الماضي في قرار “فيتش” بخفض تصنيف “البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير”، واصفةً القرار بأنه معيب ويعكس “سوء فهم لهيكل الحوكمة في المؤسسات المالية الإفريقية”. وردّت وكالة التصنيف بأن جميع تقييماتها للهيئات الإقليمية والدولية تُجرى وفق معايير تصنيف عالمية موحدة ومتاحة للعامة.
ووجّهت حكومتا غانا وزامبيا في السنوات الماضية انتقادات حادّة للوكالات الدولية بسبب قرارات خفض تصنيفها الائتماني، لكن كلا الدولتين تخلفت عن سداد ديونهما.
وأوضح موتيزي أن “AfCRA” لن تضم دولاً أو هيئات حكومية ضمن مالكيها. وأضاف: “صُممت (الوكالة) بحيث تحتفظ بالاستقلالية وتتجنب تضارب المصالح… وسيعتمد هيكل المساهمين في الأساس على كيانات يقودها القطاع الخاص في إفريقيا”.
موتيزي رفض الكشف عن أسماء هذه الكيانات نظراً لاستمرار المفاوضات. وتُعدُّ “إم سي بي كابيتال ماركتس” (MCB Capital Markets)، التابعة لأكبر مصرف في موريشيوس، المستشار المالي لـ”AfCRA”.
وستركز الوكالة الجديدة على تصنيفات الديون المقوّمة بالعملات المحلية، بما يدعم تطوير أسواق رأس المال المحلية ويحدّ من مخاطر أسعار صرف العملات الأجنبية في القارة، بحسب موتيزي، الذي شدّد على أن الوكالة لن تتردد في خفض التصنيفات إذا لزم الأمر. وقال: “من المهم دحض الافتراض القائل إن AfCRA أُسست لتقديم تصنيفات محابية لإفريقيا.. هذا غير صحيح”.