بدأ رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو جولة دبلوماسية تشمل كوت ديفوار وسيراليون وغينيا كوناكري، وذلك في خطوة تعكس توجه الحكومة الجديدة في دكار نحو ترسيخ رؤية إفريقية تكاملية، من خلال تعزيز الشراكات الإقليمية بين دول غرب القارة.
وقد أُعلن عن الجولة على هامش النسخة الثانية من منتدى “استثمر في السنغال” الذي احتضنته العاصمة دكار بمشاركة واسعة من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين في المنطقة.
واستهلّ سونكو جولته في أبيدجان حيث التقى المرشح السنغالي السابق لرئاسة بنك التنمية الأفريقي، أمادو هوت، معبّرا له عن دعمه وتشجيعه بعد خسارته المنصب أمام المرشح الموريتاني. كما استقبل سونكو الرئيس الجديد للبنك، الموريتاني سيدي ولد تاه، وناقشا سبل تعزيز آليات التمويل والتنمية الاقتصادية في إفريقيا، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في البنية التحتية وتحسين استغلال الموارد الطبيعية.
في غينيا، التقى سونكو نظيره الغيني أمادو أوري باه، حيث ناقشا سبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والأمن والتكامل الإقليمي.
كذلك أجرى لقاء مع الجالية السنغالية المقيمة هناك، أكد خلاله حرص الحكومة على تحسين أوضاعهم المعيشية وتسهيل الإجراءات الإدارية ضمن رؤية شاملة لتعزيز الروابط بين الشعبين.
وخلال كلمته في المنتدى الاقتصادي، عرض سونكو تصورًا لرؤية اقتصادية متكاملة في غرب إفريقيا، قائلًا “تخيّلوا ما يمكننا إنجازه من خلال الجمع بين الغاز السنغالي وبوكسيت غينيا أو حديد سيراليون. يمكننا تحقيق إنجازات غير عادية”.
ودعا رئيس الوزراء السنغالي إلى بناء شراكات إقليمية فعالة تُعزز استغلال الثروات المحلية وتسهم في تنمية مشتركة تدعم السيادة الاقتصادية لدول المنطقة، وتؤسس لنهج جديد في التعاون بين دول الجنوب.
وتُعد هذه الجولة أول تحرك إقليمي بارز لسونكو منذ تعيينه رئيسًا للوزراء في أبريل الماضي، عقب فوز الرئيس ديوماي فاي في الانتخابات الرئاسية، مما يمثل بداية مرحلة سياسية جديدة في السنغال تتسم بميل أكبر نحو التعاون الأفريقي والتكامل الإقليمي.